Translate

الأحد، 19 فبراير 2023

هل الله ذكر اسماء اهل البيت ع في القرآن ام في تفسيره وما المانع من ذكر اسمهم في القرآن؟

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما تقولون في هذه الطائفة من الروايات التي تصرح بأن القرآن ناقص كما استدل بها امير القريشي و الوهابية لاثبات  تحريف القرآن عند الشيعة منها :
تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري (6) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له:
ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته؟ قال: قول الله تبارك وتعالى:
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد " هكذا نزلت على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ولا يكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم.
وقال: " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " وآل عمران و آل محمد (1).

الطَّبْرِسِيُّ:رُوِيَ عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)،أَنَّهُ قَرَأَ: «لَقَدْ تَابَ اللَّهُ بِالنَّبِيِّ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ»إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.


تفسير القمي :وقوله (لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) قال الصادق عليه السلام هكذا نزلت

وورد في في الكافي :وبهذا الإسناد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن جابر، قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمد هكذا: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله 


في نفس المصد وبهذا الإسناد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله) بهذه الآية هكذا: (يا أيها الذين أتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نورا مبينا).


وورد في تفسير العياشي :  - عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قد قرء القرآن كما انزل لألفيتنا فيه مسمين (5) 5 - وقال سعيد بن الحسين الكندي عن أبي جعفر عليه السلام بعد مسمين كما سمى من قبلنا (6).


 هل هذه الروايات صحيحة  وما المانع ان يذكر اهل البيت ع صراحة بأسمائهم في القرآن؟ 







الجواب :
وعليكم السلام 
بسمه تعالى 

قلنا مرارا وتكرارا ان هذه الروايات هي ضعيفة السند ولا تصح  ووإن سلمنا جدلا بصحتها. فمرادها نزلت من التفسير والتأويل. لا القرآن نفسه لان التفسير ايضا منزل من عند الله فتكون القرائة. تفسيرية هو هذا مرادها لا القرائة القرآن ذاته وقد بين علمائنا مراد هذه الروايات لو صحة جدلا بأن مرادها نزلت تفسير لا قرآن ونأخذ نبذة منهم لا على سبيل الحصر :

قال السيد الخوئي قدس في البيان في تفسير القرآن ص ٢٣٠[[والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة :

أنا قد أوضحنا فيما تقدم أن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الائمة عليهم‌السلام في التنزيل من هذا القبيل ، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من  طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب ، والسنة ، والادلة المتقدمة على نفي التحريف. وقد دلت الاخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنة وأن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه ، وضربه على الجدار.]] 



قال اية الله الشيخ اللنكراني قدس في مدخل التفسير ص٣٠٨ [[لكنّ الظاهر أنّ تلك الإضافات والزوائد لا تكون جزءاً للقرآن، وإطلاق «التنزيل» عليها لا يدلّ على كونها من القرآن؛ لعدم اختصاص هذا الوصف بالقرآن.

وكان المعمول به نزول بعض الامور بعنوان التوضيح والتفسير للقرآن، وكان بعض الكتّاب يكتبه مع القرآن من دون علامة؛ لكونهم آمنين من الالتباس، ولأجله حكي أنّ ابن عباس قرأ وأثبت في مصحفه: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ» [1].

وحكي عن ابن الجزري أ نّه قال: وربما كانوا يُدخلون التفسير في القراءة إيضاحاً وبياناً؛ لأنّهم محقّقون لما تلقَّوه عن النبيّ صلى الله عليه و آله قرآناً، فهم آمنون من الالتباس، وربما كان بعضهم يكتبه معه‌ [2].]] 

وقال  ايضا قدس  في نفس المصدر ص ٣١٩ [[أنّ الظاهر أنّ المراد بالتنزيل والنزول ليس هو التنزيل بعنوان القرآنيّة، بل بعنوان التفسير والتوضيح له؛ لما مرّ [1] في ذكر مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من أنّ اشتماله على جميع ما نزل لا دلالة فيه على كونه قرآناً بأجمعه، بل كان امتيازه من بين سائر المصاحف لأجل اشتماله على جميع ما نزل بعنوان التفسير والتأويل، من دون أن يشذّ عنه شي‌ء، بخلاف سائر المصاحف.

وعليه: فالظاهر أنّ اسمه المبارك والأسامي الشريفة للأئمّة من ولده- صلوات اللَّه عليه وعليهم أجمعين- كانت مذكورة في مقام بيان المراد والشرح والتوضيح لابعنوان القرآنيّة.]] 





قال السيد علي الميلاني في التحقيق في نفي التحريف بعد تعرضه لهذه الروايات [[ومن الممكن القول : بأنّ تلك الأسماء التي القيت إنما كانت مثبتة فيه على وجه التفسير لألفاظ القرآن ، وتبيين الغرض منها ، لا أنّها نزلت في أصل القرآن كذلك ، كما قيل نظائره.]]
 وان صحة فمفادها ان هذه الروايات على وجه القرائة التفسيرية وهذه التفاسير موجودة في مصحف أمير المؤمنين ع الموجود مع الامام الحجة عجل الله فرجه  الشريف ورد عن صادق ال محمد عليهم السلام :فإذا قام القائم (عليه السلام) قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي (عليه السلام)

لاحظ كلام الامام لم ينفي كتاب الله ولم يقل الكتاب المحرف او المصحف الزائف او مصحف عثمان بل كتاب الله واخرج المصحف الذي كتبه علي ع على وجه التفسير والتأويل ومنها القرائة التفسيرية وقد اوضح السيد محمد الشيرازي قدس ذلك عند تعرضه لذكر مصحف امير المؤمنين ع حيث قال في كتابه متى جمع القرآن [[أما مسألة قرآن علي (عليه السلام) الذي جاء به فلم يقبلوه فإنما يراد به ما جمعه من التفسير والتأويل كما ذكر ذلك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بنفسه في رواية رويت عنه ومن المعلوم أنهم لم يكونوا يريدون التفسير والتأويل لأنه كان امتيازا له (عليه السلام)،]]
اذن فمراد مصحف امير المؤمنين ع هو المصحف فمراده التأويل والتفسير والقرائة التفسيرية لا اصل القرآن فإن القرآن محفوظ كما وعد الله نعم وقع التحريف في التفسير في كافة متعلقاته منها القرائة التفسيرية وبعض تفاسير الايات في القرآن التي لا نجدها اليوم في تفاسيرنا وهذا كله محفوظ في مصحف امير المؤمنين ع عند  الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف الذي سيظهره بعد خروجه المبارك
لذلك الله لم يذكرهم صراحة بأسمائهم في القرآن بل فسر الايات النازلة فيهم عن طريق نبيه ص لان التفسير من عند الله كما صرح في محكم كتابه (( ثم إنا علينا بيانه)) والتفسير الذي يكون من عند الله يبينه نبيه ص لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى

هذا فيما يخص حول هذه الروايات وهي طبعا ضعيفة كما اسلفنا ومرادها ان سلمنا بصحتها 

اما سؤالكم حول ما المانع ان يذكر اسم اهل البيت ع صراحة  في القرآن الكريم فقد بينا ذلك في بحثنا السابق عند ردنا على هذا المنحرف القريشي ولا بأس بتكرار الرد للفائدة وسبب المانع هو ما ورد بسند صحيح عن ال محمد ع  ان القرآن لم يذكرهم بأسمائهم انما فسر الايات النازلة فيهم وذلك في رواية صحيحة معتبرة في الكافي الشريف حيث ورد في شرحه مرآة العقول لشيخ الاسلام المجلسي  :  ١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » [١] فقال نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليه‌السلام فقلت له إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم‌السلام في كتاب الله عز وجل قال فقال قولوا لهم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي من كنت مولاه فعلي مولاه 

قال شيخ الاسلام المجلسي [[الحديث الأول : صحيح بسنديه]]

لذلك لا يمكن  ذكر اهل البيت ع بأسمائهم بسبب تصريحهم عليهم السلام بعدم ذكرهم بأسمائهم في القرآن وانما بينوا ان الرسول ص فسر الايات النازلة بحقهم كما فسر رسول الله ص عدد الركعات وفسر لهم الدفع في الزكاة لذلك  لا يمكن حمل الروايات التي صرحت  بكلمة هكذا نزلت بخصوص القرائات بأنها من اصل القرآن بل حملها على وجه القرائة التفسيرية كما اسلفنا  ولفظ هكذا انزلت في بعض الايات غير موارد اهل البيت ع وردت في كتب السنة ومن يريد فاليراجع صحيح البخاري ومسلم فاذا اراد الوهابي ان يحمل هذه الروايات لفظة هكذا نزلت يريد بها التشنيع على الشيعة بأنهم يقولون  بتحريف القرآن  فعليه اولا ان يحمل الروايات الموجودة في الصحاح عندهم وحمل القرائات لفظة هكذا انزلت  بأنها تفيد تحريف القرآن عندهم عندها سيتوجب عليه اما الطعن في صحاحهم وهذا طبعا شبه مستحيل او يتراجع عن ذلك وحمل هذه القرائات على وجه التأويل والتفسير لا اصل القرآن


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٧/رجب/١٤٤٤ هجريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق