قال المرجع الاعلى الراحل السيد عبد الاعلى السبزواري قدس :
وفيه: أولا: أنه تكفي العمومات الدالة على الجهاد من الكتاب، والسنة، وكذا ضرورة العقل الحاكمة بإبادة الظلم والفساد الذين يكون الشرك من أهمها مهما أمكن وليست هذه الأدلة قابلة للتخصيص إلا بعدم التمكن الذي يسقط به الحكم قهرا.
وثانيا: أن دعوى الإجماع على السقوط، وبحث بسط اليد وعدمه نزاع صغروي، وكذا وجود الإمام ، لأنّ المناط في الثبوت مطلقا إمكان بسط الإسلام وإقامة عدله وكل ما أمكن هذه الجهة وجب وكل ما لم يمكن ينتفي
الوجوب من باب السالبة بانتفاء الموضوع ووجود المعصوم، وبسط يده طريق
إلى إمكان إقامة الحق فهذا هو المناط ثبوتا وسقوطا فمع اجتماع الجهات التي نشير إليها إجمالا في نائب الغيبة يتعيّن عليه الجهاد لا محالة من باب انطباق الحكم على الموضوع قهرا، فيجب عليه حينئذ عينا القيام بنشر الدعوة الحقة في العالم ويجب على الناس عينا القيام معه بالأدلة الأربعة، فإنّ هذه الصورة هو المتيقن من الكتاب والسنة والإجماع الدال على الوجوب، ومن أهم صغريات شكر المنعم الواجب عقلا، ومن أهم موارد احتمال الضرر الأخروي في تركه الواجب بقاعدة دفع الضرر المحتمل.
ثمَّ إن الشرائط المعتبرة في النائب في عصر الغيبة للوجوب العيني للجهاد كثيرة نشير إلى أهتها في المقام وسيأتي بعضها الآخر في كتاب القضاء عند البحث عما يعتبر في نائب الغيبة عند استيلائه على الأمر وهي أمور:
الأول: بسط يده من كل جهة وتوفر موجبات الغلبة لديـه بـحسب الاطمينانات المتعارفة، فلو فرض عدم البسط، أم عدم توفر موجبات الغلبة على الكفار سقط الوجوب.
الثاني: إحاطته بالفقه تماما من كل حيثية وجهة علما وعملا بحيث يكون مرآة واقعية للشريعة المقدسة من جميع الجهات.
الثالث: حسن الإدارة وكفايته بعقل سليم مطبوع وتجربي واسع لتنظيم الأمور كليا وجزئيا ـ و تدبير الحوادث الواقعة بتطبيقها على الأحكام الإلهية ويكون مأنوسا بما جرت عليه عادة الله تعالى مع أنبيائه وأوليائه في خصوصيات الغلبة على الأعداء وكيفية المعاشرة معهم.
#قلت : اضف انه قدس بقوله بولاية الفقيه المطلقة وجعل اقامة الحدود من صلاحيات ولاية الفقيه المطلقة جعل ايضا من صلاحيتها الجهاد الابتدائي في زمن الغيبة وهو الرأي الذي ذهب اليه قرينه السيد الخوئي قدس في قضية ولاية الفقيه في الجهاد الابتدائي في زمن الغيبة اضف انه قدس سره يبين ان الفقيه المبسوط اليد له ولاية وقد وضع شروطا لهذا النائب في زمن الغيبة وهو الفقيه الذي يطبق الجهاد الابتدائي ونقدر ان نلخصها من كلامه :
اولا ان يكون مبسوط اليد اي يكون صاحب دولة وهو رأس الهرم كما هو حال الامام الخميني رضوان الله عليه والامام الخامنئي دام ظله
ثانيا ان يكون مجتهدا ومتفقها علما وعملا
ثالثا ان يكون كفوئا قادرا على تنظيم الامور ونقدر ان نستشعر من لحن كلامه قدس انه لم يضع الاعلمية شرطا في الولي الفقيه بل وضع شرطا بالكفائة وهو الذي ذهب اليه الامام الخميني رضوان الله عليه في اخر ايام حياته والامام الخامنئي والسيد محمود الهاشمي قدس والسيد كاظم الحائري دام ظله والسيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس والسيد جعفر مرتضى العاملي قدس ثم انه قدس رد على اشكال البعض من يقول بأن الجهاد العيني ساقط في زمن الغيبة بسبب عدم وجود الامام المعصوم الا ان هذا الاشكال يعتبر من الصغرويات لان اصل ثبوته هو القدرة والتمكن من اقامة حكم الاسلام وبسط يد الولي الفقيه فعند توفر الشروط جاز بل وجب عليه الجهاد الدعوة للاسلام من اجل اعلاء راية الاسلام وهذا والحمد الله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين .
كتبه وحرره انصار الكرار الحسيني
بتاريخ ٢/رمضان / ١٤٤٦ هجريا
#جهاد_التبيين
#إنا_على_العهد