بسم الله الرحمن الرحيموصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
اما بعد
فاليوم سنبين هل ولاية الفقيه المطلقة هي ولاية عرضية منعزلة عن الله ام ولاية طولية مرتبطة بالله ورسوله هل اذا ثبت عن اهل البيت ع هو حكم ولائي من الامام عرضي ام طولية مرتبطة بالله ورسوله
اهم الادلة الروائية على ولاية الفقيه :
1-ورد في ورد في الكافي الشريف 5 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال:
من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به قلت: كيف يصنعان قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله قد استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.
اما سندها فقد اغنينا البحث بها واثبتنا قبولها عند العلماء والاصحاب اما دلالتها فلا بأس بتكرارها للفائدة لو قرأنا نص الرواية تنهى عن التحاكم الى القاضي او السلطان وهذا نص الرواية في البداية ((عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال:
من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به....)) الى اخر كلامه عليه السلام فيدل ان الامام ع اعطى جوابا على سؤال ابن حنظلة حول التحاكم الى السلطان او القاضي قد اعطى الولاية العامة للفقيه في الافتاء والقضاء والحكومة لان جواب الامام ع جوابا عام بأن التحاكم الى السلطان الجور او القاضي الجور لا يجوز ولذا فإن الامام ع جعل الولاية العامة للفقيه بقوله (( فأني قد جعلته حاكما عليكم )) وهذه هي الولاية العامة ودلالتها على ولاية الفقيه العامة المطلقة والدليل ان الفقيه له ما للامام الا ما اخرجه الدليل بقوله عليه السلام ((فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله قد استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.)) اذن فدلالة الرواية تثبت الولاية العامة للفقيه وان له ما للامام الا ما اخرجه الدليل بقوله فأني قد جعلته عليكم حاكما وتدل الرواية ان الراد على حكم الفقيه كالراد على الامام المعصوم ع بنص الرواية.
2-روى شيخ الطائفة الطوسي في كتاب الغيبة بسنده والمحدث الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة في سنده والشيخ الطبرسي في الاحتجاج كلهم عن ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني عن اخيه اسحاق بن يعقوب قال : سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُوصِلَ لِي كِتَاباً قَدْ سَأَلْتُ فِيهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَيَّ فَوَرَدَتْ فِي التَّوْقِيعِ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ ع ((واما الحوادث الواقعه فارجعوا فیها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم)
اما سند المكاتبة فقد بينا ذلك في بحث سابق ومن احب فاليراجع بحثنا دراسة تفصيلية لمكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه
اما الدلالة فلا بأس من تبيانه للفائدة لذلك نقول ان دلالتها انها تدل على ولاية الفقيه فأنه حجة المعصوم ع علينا وامرنا الامام ع بالرجوع للحوادث التي تقع والحوادث عامة ليس فقط في الافتاء لأنه عجل الله فرجه لم يقل (( واما الحوادث الواقعة في الافتاء)) بل في معظم الحوادث وهو عام بقوله ((واما الحوادث الواقعة)) فهنا الكلام شامل فهذه الحوادث التي تقع الى جانب الافتاء كالقضاء و تشكيل الحكومة وجميع ما للإمام ع يكون يكون للفقيه الا ما اخرجه الدليل
حديث الامام هو حديث النبي ص
ورد في في الكافي الشريف عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل.
اقول وهنالك روايات كثيرة تصرح ان حديث الامام ليس حديثه بل حديثه ينتهي الى رسول الله ص ويسمى السند الذهبي المتصل عن ابيه عن جده وصولا للامام الحسين ع عن علي بن ابي طالب ع عن رسول الله ص وكلام رسول الله ص هو كلام الله لذلك يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز ((وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)) لذلك تقرير الامام المهدي روحي له الفداء بالرجوع في الحوادث التي هي الحكومة والافتاء والقضاء الى الفقهاء كونهم حجته او الامام الصادق بتنصيبه للفقيه وجعله حاكما وهذا تقريرهم صادر عن رسول الله ص ورسول الله ص كلامه من الله لان حديث الامام هو حديث النبي كما بين ذلك صادق ال محمد ع ومن يحتج بكلام الشيخ الانصاري بأن الولاية العامة التي اعطاها الامام المهدي عجل الله فرجه الى الفقهاء هو حكم ولائي من الامام فتكون الولاية عرضية بقرينة قوله حجتي ولم يقل حجة الله فهذا الاستدلال ضعيف لان حديث الامام المهدي حديث النبي ثم ان الامام الصادق ع كما في المقبولة جعل الفقيه حاكما والدليل ان ولايته طولية جعل من الراد على الفقيه كالراد على الامام ثم جعل من الراد عليهم كالراد على الله وهو علي حد الشرك بالله ولا يكون ذلك الا بولاية طولية لا عرضية اما قرينة قول الامام الحجة هم حجتي عليكم كونه نصبهم بالتنصيب العام وليس بالتنصيب خاص وكون الذي سوف يستلم هذا المنصب ليس المعصوم بل غير المعصوم وهو الفقيه لذلك قال هم حجتي عليكم
نذكر نموذجين من اعلامنا ممن صرح بأن ولاية الفقيه ولاية طولية وليست عرضية
اولا الشيخ اسحاق الفياص دام ظله عندما سئل :
سوال : هل تثبت ولاية الفقيه في ولاية الأمر عن طريق (التعيين) من أهل الحل والعقد (أهل الخبرة)، أم عن طريق (الإدعاء) كأن يقول الفقيه (أنا ولي هذه الأمة)، أم عن طريق الإنتخاب كما في إنتخاب رئيس الجمهورية؟
جواب : : [[الولاية العامة للفقيه إنما تثبت للفقيه الجامع للشرائط منها، الأعلمية بدليل شرعي ، لأن هذا المنصب منصب شرعي وثابت للمجتهد الجامع للشرائط . منها ، الأعلمية لا لكل مجتهد ، ولا لكل من يدعي الولاية ، ولا بالإنتخابات . والخلاصة ، إن هذا المنصب ، منصب إلهى لا ادعائي ، ولا انتخابي .]]
ثانيا قال السيد جعفر مرتضى العاملي قدس في كتابه الاخر موقع ولاية الفقيه من نظرية الحكم في الاسلام [[ ولأجل كل ما تقدم، فان ولاية الفقيه، الجامع للشرائط الذي هو نائب الإمام، تشبه إلى حد كبير ولاية من ينوب عنه، فيكون أولى من الأب، وأحق بالتصرف منه، فيما يتعلق بولده، فلو حكم الولي الفقيه على الولد بالذهاب للجهاد مثلاً، فان منع الوالد له ـ والحالة هذه ـ لا يكون مؤثراً، بل ينفذ حكم الولي الفقيه، دون حكم الوالد.]]
الى ان يقول [[إذن فحكومة الولي الفقه كحكومة النبي والإمام حكومة أبوية، قاهرة ومفروضة، ترتبط بالله سبحانه، وتنتهي إليه، وإن إحساسه بالمسؤولية الشرعية الملقاة على عاتقه، وكون ولايته قد جاءت عن طريق الجعل الشرعي الإلهي.]]
اذن يتبين ان ولاية الفقيه المطلقة هي جعل اللهي وولاية مستمدة شرعيتها من الله وقد تم تنصيبهم من قبل بواسطة نبيه ص وحججه ع بالتنصيب العام وهذا طبعا من غير الادلة القرآنية الدالة على ولاية الفقيه ولكن اقتصرنا بالبحث الروائي بروايات عن اهل والاثبات بدلالتها على ولاية الفقيه اولا ثم تبيان ان حديث الامام هو حديث النبي وكلام النبي هو كلام الله وبذلك يثبت ان منصب الولي الفقيه منصب اللهي وان ولايته طولية مستمدة شرعيتها من الله تعالى وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٩/رمضان/١٤٤٤ هجريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق