Translate

الأحد، 11 يونيو 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس السابع)

1-[[بعد القائد الشرعي ابراهيم جاء من بعده اسماعيل]]

تحدثنا في الدرس السابق كيف ان ابراهيم القائد الشرعي في ذلك الزمان ابتلاه الله بتلائين في اسماعيل فمرة تركه وزوجته في الحجاز في الصحراء
ومرة ابتلاه الله بذبحه ونجح القائد الشرعي في زمانه وأصبح اماما وبنا الكعبة مع القائد الشرعي من بعده اسماعيل وصار لديه ايضا اسحاق من سارة بعدما بشره الله عن لسان جبريل  ويكبر اسحاق وتصبح لإسماعيل  ذرية وعقب وإسحاق تصبح لديه ذرية وعقب

وقد ورد عن ال محمد ع كيفية وفاة ابراهيم ع 


عن ابن بابويه ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى ، حدّثنا محمد بن هارون الصّولي ، عن عبدالله بن موسى الجمال الطّبري ، حدّثنا محمد بن الحسين الخشاب ، حدثنا محمد بن محسن ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال لي الصّادق عليه السلام : يا يونس قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : لمّا أراد الله قبض روح إبراهيم عليه السلام هبط إليه ملك الموت عليه السلام فقال : السلام عليك يا إبراهيم قال : وعليك السلام يا ملك الموت أداع أنت أم ناع ؟ قال : بل داع فأجبه ، فقال إبراهيم : هل رأيت خليلاً يميت خليله ، قال : فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله تعالى فقال : إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم عليه السلام ، فقال الله جلّ جلاله : يا ملك الموت اذهب إليه وقل له : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟ إنّ الحبيب يحبّ لقاء حبيبه.

وتوفي إبراهيم بالشّام ، ولم يعلم إسماعيل صلوات الله عليهما بموته ، فتهيّأ لقصده ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فعزّاه بإبراهيم ، وقال : يا اسماعيل لا تقل في موت أبيك ما يسخط الرّب وإنّما كان عبداً دعاه الله تعالى فأجابه.

ولمّا ترعرع اسماعيل وكبر أعطوه سبعة أعنز ، وكان ذلك أصل ما له ، فنشأ وتكلم بالعربيّة وتعلّم الرّمي ، وكان اسماعيل صلوات الله عليه بعد موت أمّه تزّوج امرأة من جرهم اسمها زعله ، وطلّقها ولم تلد له شيئاً ، ثمّ تزوّج السّيدة بنت الحرث بن مضاض فولدت له  وصار لديه ذرية ١٢ ولدا وكان عمر إسماعيل مائة وسبعاً وثلاثين ، ومات صلوات الله عليه ودفن في الحجر وفيه قبور الأنبياء ويسمى حجر اسماعيل في الكعبة الشريفة

وقبل وفاته اوصى النبوة  لاخيه اسحاق اما ذرية اسماعيل انتقلت الوصايا لهم من بعده ليكونوا القادة الشرعيين في مكة  فيكونون اجداد رسول الله ص كلهم اوصياء للنبي اسماعيل ع وعلى دين الحنفية ابراهيم الخليل ع القائد الشرعي
لذلك قال العلامة المجلسي :اتفقت الامامية رضوان الله عليهم على أن والدي الرسول وكل أجداده إلى آدم عليه السلام كانوا مسلمين، بل كانوا من الصديقين: إما أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين،.


















2-[[بعد اسماعيل  جاء اسحاق القائد الشرعي]]

أرسل الله إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام لقومه حتى يدعوهم لدين الإسلام وإلى توحيد الله سبحانه وتعالى.
وقد كانت الشريعة التي دعا إليها سيدنا إسحاق أساسها نفس الأساس الذي قام عليه الدين الإسلامي.
فكل الأديان السماوية وكل الرسل والأنبياء كانت رسالتهم تدور حول محور واحد وهو التوحيد بالله وتنفيذ شريعته في الأرض.
وقد كان سيدنا إسحاق القائد الشرعي  مُرسل إلى قوم كنعان في بلاد فلسطين والشام، وبالفعل عاش أعوامًا بينهم.
وقد ذكرت المراجع الفقهية أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد قام بوصية ولده إسحاق بأن يتزوج من أقاربه عن الأب.

فنفذ سيدنا إسحاق رغبة أبيه وتزوج من السيدة “رفقة” ابنة ابن عمه لكنها كانت لا تلد.
وهنا توجه إسحاق عليه السلام بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ليهب له ذرية.

فأنجبت له ولدان وهم العيص ويعقوب القائد الشرعي من بعده

وبعد موته النبي اسحاق القائد الشرعي دفن في الخليل بجانب ابيه ابراهيم ع  ثم جاء من بعده يعقوب القائد الشرعي














3-[[يعقوب يستلم القيادة الشرعية بعد ابيه اسحاق]] 

ذكرنا سابقا ان اسحاق قد تسلم القيادة بعد اخيه اسماعيل وهذا لا يمنع ان تستمر القيادة الشرعية من ولد اسماعيل من باب الوصية نعم النبوة انتقلت الى اخيه اسحاق ومن ثم انتقلت القيادة والنبوة لولده يعقوب ويعقوب ع اعقب ١٣ ولدا  فتزوج ثلاثة نساء ومنهن راحيل الزوجة الثالثة وكانت احب زوجاته اليه فأنجبت له سيدنا يوسف ع و بنيامين  وكان يعقوب القائد الشرعي يسمى اسرائيل لذلك بني اسرائيل هم الذين من سلالة جدهم اسرائيل وهو يعقوب وقد حاول الاستكبار الصهيوني استغلال هذا الاسم المقدس من اجل تمرير مؤامراتهم وغصب حقوق الناس واغتصاب ارض ليست من حقهم فإسرائيل هذا الاسم المقدس بريء من الصهيونية العالمية التي تدعوا لتحويل شريعة موسى لقومية وهذا خلاف لقيم السماء وقد ارسل الله يعقوب القائد الشرعي لمدينة الوركاء عند خواله حيث كان أهلها يعبدون آلهة من دون الله واسمها عشتار وكانوا يعبدونها في معبد اسمه معبد عشتار وكان الكهنة ومعهم ساحرة يسيطرون على جهل الناس فالناس تقدم لألهتهم المزعومة الهدايا والنذور و الكهنة لا يراعون الامور الاجتماعية لأمور الناس بل حسب تطبيقهم لديانتهم يتركون الناس ولا يراعون امورهم وهذا هو حال أهل الدكاكين في زماننا مثل الكهنة يعزلون الدين عن الأمور الاجتماعية والسياسية فقط ينفذون مصالحهم قسم هدايا والنذور في العتبات  وتسأله حلال وحرام والسلام عليكم فحال هؤلاء اهل الدكاكين كحال هؤلاء الكهنة فنصر الله سبحانه نبيه يعقوب بعدما احترق المعبد واحترقت الساحرة وهكذا انتصرت القيادة الشرعية بقيادة النبي يعقوب وبعدها هاجر لكنعان مع اولاده وزوجاته وبالطريق توفيت زوجته راحيل ام سيدنا يوسف ع وبعدما استقر يعقوب القائد الشرعي وذريته ويوسف ع بلغ بعد سن  العاشرة بدأت علامة القيادة الشرعيةتتطابق عليه. 















4-[[القائد الشرعي علامة قيادته واخوته الحاسدين]] 

وهكذا عاش سيدنا يوسف شطرا من طفولته بكنف ابيه القائد الشرعي يعقوب وبعدها رأى رؤيا وقص رؤياه على ابيه قال تعالى(( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ))  ورد في البرهان في تفسير القرآن برِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: «تَأْوِيلُ هَذِهِ الرُّؤْيَا أَنَّهُ سَيَمْلِكُ مِصْرَ، وَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَبَوَاهُ وَ إِخْوَتُهُ،فَأَمَّا الشَّمْسُ فَأُمُّ يُوسُفَ رَاحِيلُ،وَ الْقَمَرُ يَعْقُوبُ،وَ أَمَّا الْأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً فَإِخْوَتُهُ،فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ سَجَدُوا شُكْراً لِلَّهِ وَحْدَهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَيْهِ،وَ كَانَ ذَلِكَ السُّجُودُ لِلَّهِ».
اذن هذه علامة القائد الشرعي كثير من القيادات الشرعية تكون لهم علامات ومواصفات لقيادة الامة بالفقه بالدين و اهم الامور  المتوفرة بالفقيه الكفائة في القيادة اهم شيء  

ورد في البرهان في تفسير القرآن عن الامام علي بن الحسين :
فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ:أَنِ اسْتَعِدَّ لِلْبَلاَءِ.فَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ:لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكِيدُوا لَكَ كَيْداً،فَلَمْ يَكْتُمْ يُوسُفُ رُؤْيَاهُ وَ قَصَّهَا عَلَى إِخْوَتِهِ. 

بعدما قص يوسف الرؤيا على إخوته وخططوا للتخلص من يوسف فكان من بينهم لاوي الذي كان مدافعا عن يوسف فجعل الله القيادة الشرعية في ذريته وهو موسى ع فقال اخوة يوسف بقوله تعالى  ((لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلىٰ أَبِينٰا مِنّٰا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبٰانٰا لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ* اُقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صٰالِحِينَ أَيْ تَتُوبُونَ،فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا: يٰا أَبٰانٰا مٰا لَكَ لاٰ تَأْمَنّٰا عَلىٰ يُوسُفَ وَ إِنّٰا لَهُ لَنٰاصِحُونَ* أَرْسِلْهُ مَعَنٰا غَداً يَرْتَعْ الْآيَةَ.فَقَالَ يَعْقُوبُ: إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَ أَخٰافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غٰافِلُونَ))

فبدأ التخطيط لقتل القائد الشرعي من بعد  ابيهم وهذا ليس إلا حسد وغيرة فالحسد جدا خطير ويبعد المؤمن عن طريق الحق عن طريق اتباع القيادة الشرعية فالحذر من الحسد وهنالك من الفقهاء في زمان الامام الخميني حاربوا الامام حسدا وغيرة كشريعتمداري الذي كان حسودا للإمام ويريد السلطة لانه كان معظما عند الشاه وهكذا حال اخوة يوسف اصبحوا متعدين على الحق بسبب الحسد فالحذر يا اخوة الايمان من الحسد 


 بعدها اقنعوه ووافق يعقوب القائد الشرعي على ذهاب يوسف ع معهم فقال بعضهم  نقتله وقال بعضهم نربطه بشجرة حتى يأكله الذئب وكان اشدهم عداوة ليوسف ع وهو يهوذا جد اليهود  حيث اراد ان يذبحه لكن لاوي منعه من ذلك وحمى يوسف من القتل ولاوي هو اكبرهم قال تعالى ((لقَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ))


والقوه فعلا في الجب وهو البئر قال تعالى ((فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ)) 

فرجعوا الى ابيهم يعقوب القائد الشرعي يمثلون  انهم يبكون قال تعالى ((وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ))  عندها رد عليهم يعقوب بأن هذا الامر من تدبيرهم وأنهم اخفوه عنه لذلك قال تعالى ((قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ))


وبعدها وجد اصحاب القافلة و فيهم من ذرية اسماعيل ع النبي يوسف ع في البئر  فأحس إخوته بذلك فلما حصل تفاوض على البيع وادعوا انه غلامهم وفر منهم وبعد كثر اللغط استقر الامر على بيعه فباعوه بثمن بخس و ذهب به القافلة الى مصر حيث هناك تنتظره مهمة عظيمة لذلك قال تعالى ((وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ))
 















5-[[ مهمة القائد الشرعي بعد ذهابه لمصر والتحديات التي واجهها]]
بعدما اشترته القافلة من إخوته  وذهبوا به الى مصر  وكانت مصر انذاك يعبدون الاصنام واشهرهم كبير الاصنام امون الكبير 
وعرضوا يوسف للبيع   فأشتراه  عزيز مصر واهداه لزوجته زليخة لانه كان جميلا وأمر بإكرام مثواه قال تعالى((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)) 
فهنا القائد الشرعي يوسف عاش في قصر العزيز وبلغ أشده وكبر وصار  شابا فتيا وكان المقرب من عزيز مصر وزليخة يوم بعد يوم اصبحت هائمة به واتفقت مع خادمتها كليماما ان تنال يوسف لكي تخلوا به وحدهما هنا جاء الامتحان جاء وقت الاختبار قال تعالى (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) 
هنا لاحظ اخي المؤمن ملكة جميلة الجميلات  مع شاب مؤمن قائد شرعي في زمانه في غرفة واحدة وقالت انا أمامك افعل بي ما شأت هنا امتنع القائد الشرعي قال معاذ الله وهنا اراد ان يضربها لكي تعود لرشدها  فاوحى الله له لذلك قال تعالى:
((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)) 
فلما وصل إلى الابواب هربا منها أصبح بوجهه عزيز مصر وقد قال هي التي راودتني عن نفسي يعني انا لم أطلب منها الفاحشة اي الممارسة بالحرام بل هي التي طلبت مني ذلك لذلك قال تعالى ((وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي)) 
وطبعا زليخة قالت انه هو الذي تحرش بها فطلب شهادة احد من أهلها وهو طفل صغير فشهد معه وبانت برائته لذلك قال تعالى ((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ))
فرأي قميصه قد من دبر يعني تمزق قميصه من الخلف ولو كان هو المتحرش بها والعياذ بالله لتم شق قميصه من الامام اي من القبل فقال لها العزيز انه من كيدكن ان كيدكن لعظيم قال تعالى ((فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ))
وطبعا مرت الحوادث التي نعرفها من محاولة تحرش نساء مصر به وكيف قطعن ايديهن اي جرحت انفسهن من شدة انبهارهن بجماله وطلب من الله السجن على ما يدعوه اليه من الزنا ومخالفة شرع الله لذلك قال تعالى ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) 
ودخل السجن وصرف عنه كيد النساء الاتي يردن به السوء ومرت السنين والايام ومات بوتيفار واصبحت زليخة عجوز واصبحت عمياء وطبعا كلنا نعلم حال الرجلان اللذان سجنا مع يوسف القائد الشرعي  واخبرهما حول رؤيتهما واخبرهما ان أحدهما سيعدم والاخر سيطلق صراحه وهو الساقي للملك  وبعد اطلاق صراحه عاد الساقي الى القصر
عندها رأى فرعون مصر  رؤيا عجيبة كما قال تعالى ((وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ))

قال كهنة المعبد اضغاث احلام وما نحن بتأويل الأحلام  عندها ذهب الساقي بعدما اذن من الملك بالذهاب الى السجن وقص عليه الرؤيا قال تعالى ((يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ)) 
فأجاب يوسف عليه السلام ((قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ))
فكان هذا تأويل الرؤيا انه سبع سنين يزرعون حنطة ثم بعد ذلك يأتيهم سبع سنين قحط وهذا ما سيصيب مصر 
أخبروا بذلك الملك فقال اتوني به  طبعا بعدما كشف للجميع حقيقة نساء مصر وحقيقة زليخة وظلمهم له واعترفت زليخة بأنها هي الخاطئة لا هو وقد جعل يوسف ع عزيزا لمصر بعد بوتيفار وأصبح هو الملك الفعلي كما قال تعالى ((وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ))
اذن التمكين شرط اساسي بتطبيق القيادة الشرعية فلو لا التمكين من الله وجعل اخناتون سببا بتمكينه لما تمكن من تطبيق القيادة الشرعية  فانصاع الكل لقيادة يوسف القائد الشرعي وانجاهم من القحط فزرعوا سنين من الحنطة ثم جائت سبع سنين من القحط وهكذا انتشر التوحيد ببركة يوسف وهكذا هو حال الجمهورية الاسلامية حالهم اشبه القحط أربعين سنة حصار ومع ذلك يقاومون ويصنعون الامور المتطورة وتم القضاء على عبادة امون وكشف حقيقة للناس الذين يملؤن بطونهم ويتركون الناس جائعين هؤلاء عزلوا الدين عن السياسة فقط قدم قربانك لامون واستفت كهنته بامور حياتك وهكذا لا ينفعك ولا يضرك وكم لدينا كهنة بهذا الزمان الذين يعزلون الدين عن السياسة وحولوا الاسلام من دين اجتماعي سياسي الى دين منعزل عن المجتمع والسياسة وهكذا واجه الامام الخميني بعض كهنة امون في زمانه الذين كانوا  من حواشي الشاه لكن اين هم الآن ومعهم الشاه واين الامام الخميني الان  اذن كل من يعزل الدين عن السياسة هم كهنة وعباد دنيا اشبه بكهنة امون 
وقد تزوج يوسف ع زوجتين الثانية زليخة والقصة معروفة بعدما اعاد اليها  بصرها وأعاد شبابها بإذن الله وانجبت له ولدين ولد وبنت
















6-[[المتصدي للقيادة الشرعية ليس شرط أن  الاعلم بل الكفؤ]]


نعود الى حال يعقوب نختصر  الموضوع لنصل الى النقطة الاهم فبعدما وصل اخوة يوسف الى مصر يريدون الكيل والقصة معروفة وعرفهم بحاله والقوا قميصه على ابيه وارتد له بصره غادروا كنعان متوجهين الى مصر  عندها سجد ابوه  وزوجة. ابيه واخوته اليه كما قال تعالى ((وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ))

وقد ثبت ان اخوة يوسف تابوا وهنا اعطى الله ليوسف الملك والقيادة وقد نجت  مصر من القحط بسبب اتباعهم للقيادة الشرعية لذلك قال تعالى عن لسان نبيه ((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) اذن  يوسف صرح ان الله أعطاه الملك واعطاه القيادة الشرعية لقيادة الناس والتمكين سنة الهية وهذا ردا على من يدعي ان التمكين ليس من أسس القرآن لقيادة الولي الفقيه هنا يتبين لنا كيفية تطبيق القيادة بقي امر  من كان الحجة في ذلك الزمان يوسف ام يعقوب
نعم يعقوب ع كان هو الحجة ولكن القائد المتصدي بالامور العامة فيما يخص مصلحة الامة هو يوسف ويعقوب اعلم من يوسف فكان هو الحجة فقد ورد عن ابن بابويه، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن علا، عن محمد بن مسلم، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام اخبرني عن يعقوب عليه السلام كم عاش مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله ليعقوب شمله، وأراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة ؟ قال : عاش حولين، قلت : فمن كان الحجة في الأرض، يعقوب أم يوسف ؟ قال كان يعقوب الحجة، وكان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب صلوات الله عليه حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام، فدفنه في بيت المقدس، و كان يوسف بعد يعقوب الحجة، قلت : فكان يوسف رسولا نبيا ؟ قال : نعم أما تسمع قول الله تعالى : (( ولقد جائكم يوسف من قبل بالبينات )).


اذن يعقوب هو أعلم من يوسف لأنه كان الحجة  في الارض ولكن جعل الله القيادة العامة والولاية العامة بشؤن الناس السياسية والاجتماعية للنبي يوسف  وهذه القصة وهذه الرواية تبين بحد كبير انه لا يمنع تصدي مجتهد كفؤ للقيادة وتولي امور المسلمين وان كان هنالك من هو أعلم منه وأفضل لا يمنع ذلك اذا كان مجتهدا عادلا كفوئا ومبسوط اليد ولنا بقصة يوسف ع مثال وعبرة اذن الاعلمية ليست شرطا بالقيادة نعم الأفضل أن يكون الاعلم بخصوص المتصدي للقيادة لكن لو تصدى  مجتهد مؤمن كفؤ عالم  للقيادة وكانت له الكفائة لقيادة الامة فذلك  لا يمنع  هذا وإن كان هنالك اعلم منه ولنا بسيرة النبيين يوسف ويعقوب مثال وعبرة فالشرط الأساسي هي الفقاهة  الكفائة والعدالة والايمان التي هي علامة المجتهد المطلق المؤمن.


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 


كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٤/ذو القعدة /١٤٤٤ هجريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق