قد بينا سابقا ان المسيح هو الذي تصدى للقيادة الشرعية بعد يحيى ع وكان مبشرا به من قبل النبي عمران ع والسؤال هل كان عيسى ع نبيا ورسولا
والجواب على ذلك كان المسيح نبيا في المهد ولم يكن رسولا وقد ورد أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام سأله أكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال عليه السلام: كان يومئذ نبياً حجة الله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا﴾5.
اذن القائد الشرعي المسيح كان نبيا ولم يكن رسولا في البداية لانه لم يرسل الى بني اسرائيل بعد
وبعدما ارسل لبني اسرائيل كذبوه اليهود بعدما جاء اليهم بمعجزات وهو قوله تعالى ((أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))
ونحن في غنى عن الشروح وما ذكره المفسرون لصراحة الآيات الشريفة في صدور هذه المعجزة عن عيسى (ع) ووقوعها ودلالتها على صدق دعواه وقد كرر سبحانه وتعالى الكلام في صدور هذه المعاجز من عيسى (ع) عندما خاطبه عز وجل مشافهة:
ذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي.
اذن القائد الشرعي عمله كله بإذن الله وقد واجه من حاول تأليهه عندما ادعى قوم انه ابن الله ورد عليهم وتبرأ منهم وايضا واجه كهنة اليهود وكان المسيح يحاول ان يجعل قيادة دينية وقد بشر به يحيى بن زكريا وقد ورد في البرهان في بحار الانوار:
القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق (ع) قال : أفضي الامر بعد دانيال (ع) إلى عزير 7 ، وكانوا يجتمعون إليه ويأنسون به ويأخذون عنه معالم دينهم ، فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه ، وغابت الحجج بعده واشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا 7 وترعرع فظهر وله سبع سنين ، فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، وذكرهم بأيام الله ، وأخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل ، وأن العاقبة للمتقين ، ووعدهم الفرج بقيام المسيح 7 بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول
فهذا هو القائد الشرعي في زمانه الذي سيحارب استكبار زمانه ابليس ومعه عملائه المهنة كما سيأتي.
٢-[[القائد الشرعي ودوره في مقارعة استكبار زمانه ابليس]]
ورد في البحار :
لى : ابن شاذويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما مضى لعيسى 7 ثلاثون سنة بعثه الله عزوجل إلى بني إسرائيل ، فلقيه إبليس على عقبة بيت المقدس وهي عقبة أفيق ، [١] فقال له : ياعيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أن تكونت من غير أب؟ قال عيسى : بل العظمة للذي كونني ، وكذلك كون آدم وحواء قال إبليس : ياعيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا؟ قال عيسى : يا إبليس بل العظمة للذي أنطقني في صغري ولو شاء لابكمني ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيصير طيرا؟ قال عيسى : بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخر لي ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشفي المرضى؟ قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم وإذا شاء أمرضني ، قال إبليس فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى؟ قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه أحييهم ، ولا بد من أن يميت ما أحييت ويميتني ، قال إبليس : يا عيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولا ترسخ فيه؟ قال عيسى : بل العظمة للذي ذلله لي ولو شاء أغرقني ، قال إبليس : يا عيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والارض ومن فيهن دونك ، وأنت فوق ذلك كله تدبر الامر ، وتقسم الارزاق؟ فأعظم عيسى (ع) ذلك من قول إبليس الكافر اللعين ، فقال عيسى : سبحان الله ملء سماواته وأرضه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه ، ورضى نفسه.
وأخرج الصدوق بإسناده عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن بريد القصراني قال : قال لي أبو عبدالله (ع) : صعد عيسى (ع) على جبل بالشام يقال له أريحا ، فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين فقال له : ياروح الله أحييت الموتى وأبرأت الاكمه والابرص ، فاطرح نفسك عن الجبل ، فقال عيسى 7 : إن ذلك أذن لي فيه وهذا لم يؤذن لي فيه. [٣]
وأخرج ايضا الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن خالد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق (ع) قال : جاء إبليس إلى عيسى (ع) فقال : أليس تزعم أنك تحيي الموتى؟ قال عيسى : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط ، فقال عيسى : ويلك إن العبد لايجرب ربه.
وقال إبليس : يا عيسى هل يقدر ربك على أن يدخل الارض في بيضة والبيضة كهيئتها؟ فقال : إن الله تعالى لايوصف بعجز ، والذي قلت لايكون يعني هو مستحيل في نفسه كجمع الضدين
اذن هنا القائد الشرعي قد افحم استكبار زمانه وقد ورد انه عرض عليه ملكه ولكن لم يخضع له وهذا هو حال الجمهورية الاسلامية في ايران عرضت امريكا عليهم امور الملك وكل شيء مقابل الخضوع لسلطانها ولكن الجمهورية الاسلامية لم تقبل الخضوع للشيطان الاكبر امريكا وهكذا كان دور القائد الشرعي المسيح ع
٣-[[الحواريون هم خواص الحق ولماذا سموا بالحَواريين ومن هو شبيه عيسى بن مريم وهل كان صالحا وبماذا بشر من بعده]]
قال تعالى((يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ١٤.))
ورد في البحار :
ـ فس : روى ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله : « فلما أحس عيسى منهم الكفر » أي لما سمع ورأى أنهم يكفرون ، والحواس الخمس التي قدرها الله في الناس السمع للصوت ، والبصر للالوان وتميزها ، والشم لمعرفة الروائح الطيبة والمنتنة ، [١] والذوق للطعوم وتميزها ، واللمس لمعرفة الحار والبارد واللين والخشن. [٢]
٢ ـ ع ، ن : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه قال : قلت للرضا 7 : لم سمي الحواريون الحواريين؟ قال : أما عند الناس فإنهم سموا حواريين لانهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل ، وهو اسم مشتق من الخبز الحوارى ، [١] وأما عندنا فسمي الحواريون حواريين لانهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير ، قال : فقلت له : فلم سمي النصارى نصارى؟ قال : لانهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسى 8 بعد رجوعهما من مصر. [٢]
٤-محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعدة من أصحابنا ، عن ( سها )؟ بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي يحيى كوكب الدم ، [٦] عن أبي عبدالله 7 قال : إن حواري عيسى 7 كانوا شيعته ، وإن شيعتنا حواريونا ، وما كان حواري عيسى (ع) بأطوع له من حوارينا لنا ، وإنما قال عيسى 7 للحواريين : « من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله » فلا والله مانصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه ، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله 9 ينصرونا ويقاتلون دوننا ، ويحرقون و يعذبون ويشردون في البلدان ، جزاهم الله عنا خيرا. [١]
اذن الحواريون هم مثال الخواص الحق وكانوا من الذين صمدوا ووقفوا مع القائد الشرعي المسيح الى نهاية المطاف
العدة ، عن البرقي ، عن ابن أسباط ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أحدهما عليهما قال : قلت : إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال : يامحمد إنما مثل أهل البيت [٥] مثل أهل بيت كانوا في بني اسرائيل إسرائيل، فلولا لا يكون لأحد منهم أربعون ليلة؟ دعا فاستجاب، واجتهد رجل منهم أربعين ليلة ، ثم دعا فلم يستجب له ، فأتاه عيسى بن مريم فسأله عما فيه، فسأله أن يدعو له له ، 7 فقال: تدعو ربك ولست نبيا في شكي؟! قال: يا روح الله، وكانت كلمته طويلة، ووالله لقد دعوت الله أن يذهبني .
وما رواه الحسن بن محمد النوفلي في خبر طويل احتج فيه الرضا (ع) على أرباب الملام، قال: قال الجاثليق للرضا (٧ ) : أخبرني عن أتباع عيسى بن مريم كم كانت عدتهم؟ وعن علماء الكتاب المقدس كم كانو؟ قال الرضا 7 : سقط علي الخير، أما العلماء فكانوا اثنا عشر رجلا، وأفضلهم وأعلمهم لوقا [5] ، أما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحنا الأكبر بج، [5 ] 6] ويوحنا بقرقيسيا [7]
اذن الحواريين اتباع القائد الشرعي والعلماء في عهده كانوا مجتهدين وللاسف نجد من اخبارية زماننا من يحارب الاجتهاد ويذمه ويدعي ان الامام سيقاتلهم وكأنهم لم يقرأوا او تغافلوا عن سيرة الانبياء العظام عليهم السلام وما فعل هؤلاء الا يريدون بذلك ضرب المجتهدين وضرب عقيدة ولاية الفقيه
اذن فكل من يتبع القائد الشرعي هو من الحواريين وطبعا اتباعه قولا وفعلا كما هو حال ين لبوا دعوة الامام الخميني في الحرب الدفاع المقدس ضد النظام الصدامي
وقد بشر المسيح برسول الله ص واسمه احمد قال تعالى ((إِنِّي رَسُولُ اللّٰهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرٰاةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ بِالْبَيِّنٰاتِ قٰالُوا هٰذٰا سِحْرٌ مُبِينٌ .))
ورد في البرهان في تفسير القرآن :
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،عَنْ أَبِيهِ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ،عَنْ أَبِي حَمْزَةَ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ-فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ- «فَلَمَّا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)[وَ كَانَ بَيْنَ يُوسُفَ وَ مُوسَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَشْرَةٌ [1]،وَ كَانَ وَصِيُّ مُوسَى يُوشَعَ بْنَ نُونٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ هُوَ فَتَاهُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ،فَلَمْ تَزَلِ الْأَنْبِيَاءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)]وَ كَانَ ذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى: يَجِدُونَهُ يَعْنِي الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى مَكْتُوباً يَعْنِي صِفَةَ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَهُ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهٰاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ [2]وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُخْبِرُ عَنْ عِيسَى: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وَ بَشَّرَ مُوسَى وَ عِيسَى بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)كَمَا بَشَّرَ الْأَنْبِيَاءُ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى بَلَغَتْ مُحَمَّداً(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)».
واما صعود المسيح الى السماء
قال تعالى ((إِذْ قٰالَ اللّٰهُ يٰا عِيسىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ جٰاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ))
ورد في البرهان في تفسير القرآن :
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ،عَنْ حُمْرَانَ بْنِ اعين عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «إِنَّ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَعَدَ أَصْحَابَهُ لَيْلَةَ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَ هُمْ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً،فَأَدْخَلَهُمْ بَيْتاً ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ عَيْنٍ فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ،وَ هُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَاءِ فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنَّهُ رَافِعِي إِلَيْهِ السَّاعَةَ،وَ مُطَهِّرِي مِنَ الْيَهُودِ،فَأَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَحِي فَيُقْتَلُ،وَ يُصْلَبُ،وَ يَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي؟فَقَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ:أَنَا يَا رُوحَ اللَّهِ.قَالَ:فَأَنْتَ هُوَ ذَا.
فَقَالَ لَهُمْ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ يَكْفُرُ بِي قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كَفْرَةً.فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ:أَنَا هُوَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ.فَقَالَ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):أَ تُحِسُّ بِذَلِكَ فِي نَفْسِكَ؟فَلْتَكُنْ هُوَ.
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنَّكُمْ سَتَفْتَرِقُونَ بَعْدِي عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ؛فِرْقَتَيْنِ مُفْتَرِيَتَيْنِ عَلَى اللَّهِ فِي النَّارِ، وَ فِرْقَةٍ تَتْبَعُ شَمْعُونَ صَادِقَةً عَلَى اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ.ثُمَّ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَيْهِ مِنْ زَاوِيَةِ الْبَيْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنَّ الْيَهُودَ جَاءَتْ فِي طَلَبِ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)مِنْ لَيْلَتِهِمْ،فَأَخَذُوا الرَّجُلَ الَّذِي قَالَ لَهُ عِيسَى:إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ يَكْفُرُ بِي قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كَفْرَةً،وَ أَخَذُوا الشَّابَّ الَّذِي أُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَحُ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقُتِلَ وَ صُلِبَ،وَ كَفَرَ الَّذِي قَالَ لَهُ عِيسَى:تَكْفُرُ قَبْلَ أَنْ تُصْبِحَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كَفْرَةً».
اذن هنالك رواية تقول ان الشبيه الذي القي عليه وجه سيدنا المسيح هو رجل صالح وهنالك قول انه طالح فيتبين احيانا ان خواص الحق يضحون بأنفسهم من اجل القيادة الشرعية وهكذا نحن يجب أن نفعل ان كنا من خواص الحق علينا ان نضحي بأنفسنا من اجل قيادة الجمهورية الاسلامية فعل سنستطيع ان نكون كذلك؟
قد يأتي من اصحاب الشعارات الباقة ويقول مقولة عابس :
لو انا نعلم اننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء يفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا ابن الحسين
اقول هذا الكلام يتحقق عند الشدة وليس فقط شعارات علينا ان نكون فعليين في قولنا ولسنا فقط شعارات اقول لهؤلاء اصحاب الشعارات اين ترويجكم العقيدة ولاية الفقيه فهذه اقلامكم وانتم اليوم في حرب ناعمة ولديكم جهاد اسمه التبيين فأين دوركم الفعال فانا أوجه لأصحاب هذه الشعارات ان تكونوا عمليين اكثر لا فقط شعارات فعندما تكونوا عمليين ستكونون فعلا مضحين كحواري المسيح وتكونون من خواص الحق فعلا.
[[بعد رفع القائد الشرعي في القدس ولد القائد الشرعي الذي في مكة]]
قبل أن نتعرض لولادة خير البشرية رسول الله محمد ص احب ان ابين بعدة نقاط ان انه بعد صعود المسيح جاء دور الحواريين ومن بعدهم جاء دور اصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم سنين كثيرة ثم استيقضوا ووجدوا ان الدنيا تغيرت بعدما كانت فيلادلفيا وثنية تعبد الاصنام التي تسمى الهة الرومان اصبحوا مسيحيين موحدين والسؤال يكمن هنا
ماهو السبب بالتغيير الجذري الذي حصل
والجواب على ذلك يعود لاعتناق احد قياصرة الروم دين المسيحية وجعل حكومته على شريعة المسيح فأصبح تغيير قويا في كل أمور المملكة اذن تشكيل الحكومة تقوم على الشريعة الدينية شيء مهم وضروري لنشر الاحكام والتعاليم الدينية نعم المحاججة وتبيان الدين الحق او النهج الحق ضروري ولكن السعي لاقامة حكومة دينية على النهج الحق يوفر كل شيء عكس عصر المسيح وحواريه فإنهم لم يتمكنوا من بسط يدهم بسبب عدم انقياد الناس لهم وعدم توفر الظروف الملائمة وقلة الاتباع لذلك بسط يد القيادة الشرعية والانقياد لحكومته امر ضروري في تطبيق الشريعة كما هو حال الجمهورية الاسلامية عندما أقيمت حكومة دينية اسلامية وتم تطبيق نظام ولاية الفقيه وبحمد الله تم تثبيت عقائد الشيعة والمحافظة عليها لذلك نقول ان تشكيل الحكومة امر ضروري من اجل تطبيق الدين وتبيان النهج الحق والدين الحق
ومن بعدهم جاء نبي قبل رسول الله ص وهو سيدنا خالد بن سنان العبسي ولكن كذبه قومه ولم يصدقوه وهنالك رواية تبين كيف ان قومه لم ينادوا لقيادته الشرعية ورد في البحار :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمرو بن أعين [١] جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال ، عن أبي عبدالله 7 قال : بينا رسول الله (ص) جالس إذ جاءته امرأة فرجب بها [٢] و أخذ بيدها وأقعدها ، ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان ، دعاهم فأبوا أن يؤمنوا وكانت نار يقال لها نار الحدثان ، تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم ، وكانت تخرج في وقت معلوم ، فقال لهم : إن رددتها عنكم تؤمنون؟ قالوا : نعم ، قال : فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ثم تبعها حتى دخلت كهفها ودخل معها ، وجلسوا على باب الكهف وهم يرون أن لا يخرج أبدا ، فخرج وهو يقول : هذا هذا ، وكل هذا من ذا ، زعمت بنو عبس أني لا أخرج وجبيني يندى ، ثم قال : تؤمنون بي؟ قالوا : لا ، قال : فإني ميت يوم كذا و كذا ، فإذا أنا مت فادفنوني فإنه سيجئ عانة من حمر يقدمها عير أبتر حتى يقف على قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم ، فلما مات دفنوه ، وكان ذلك اليوم إذ جاءت العانة اجتمعوا وجاؤوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته ، فكيف تؤمنون به بعد وفاته؟! ولئن نبشتموه ليكونن سبة عليكم ، فاتركوه فتركوه.
لاحظوا هنا لم ينادوا له ولم يؤمنوا له بالرغم من انه دفع النار عنهم ولكن انظروا لم ينقادوا لقيادته الشرعية وهكذا النتيجة فعلينا اخواني ان نشكر الله ونحمده ان طبق بعصرنا عقيدة ولاية الفقيه فالقيادة الشرعية المتمثلة بالولي الفقيه قد ساعدتنا على محاربة داعش فلماذا نحن اهل العراق ننكر الجميل ولماذا نحتفل بيوم استشهاد قادة النصر الذين ارسلهم الولي الفقيه للدفاع عن العراق لماذا حالنا كحال قوم النبي خالد بن سنان العبسي لماذا لا نتعظ اخوة الايمان خذوا من قوم هذا النبي المظلوم مثال وعبرة واجعلوهم عبرة لكم لكي لا تظلم ا أنفسكم بعدم انقيادكم للقيادة الشرعية فلولا الولي الفقيه لما نرى اليوم زيارة الاربعين ولا مشي الزوار لقبر المولى ابي عبد الله الحسين ع فأخواني اشكروا نعمة ربكم انه تم تطبيق حكومة دينية في عهدكم واسعوا لبسط يدها في العراق
اما اجداد رسول الله ص فكانوا اوصياء اسماعيل وكلهم موحدين
قال السيّد جعفر مرتضى في كتاب (الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)) ما يلي:
((قالوا: إنّ كلمة الإمامية قد اتّفقت على أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آدم إلى عبد الله كلّهم مؤمنون موحّدون(1).
بل ويضيف المجلسي قوله:... بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين, ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية، أو مصلحة دينية(2).
ويضيف الصدوق هنا: أنّ أُمّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضاً(3)))(4).
((قالوا: إنّ كلمة الإمامية قد اتّفقت على أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آدم إلى عبد الله كلّهم مؤمنون موحّدون(1).
بل ويضيف المجلسي قوله:... بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين, ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية، أو مصلحة دينية(2).
ويضيف الصدوق هنا: أنّ أُمّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضاً(3)))(4).
ثمّ قال: ((وممّن صرّح بإيمان عبد المطّلب وغيره من آبائه(صلّى الله عليه وآله وسلّم): المسعودي، واليعقوبي. وهو ظاهر كلام الماوردي، والرازي في كتابه (أسرار التنزيل)، والسنوسي، والتلماسي محشّي الصفا، والسيوطي...))(5).
ثمّ قال: ((وقد استدلّوا على ذلك أيضاً بقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات...)(6)))
والحنيفية التي سار عليها آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنّما هي: دين النبوّة والأنبياء، أو دين الله وهي الإسلام، في كلّ عهد من عهود الأنبياء تتبنّى عقيدة التوحيد وما يدور في عبادة الله وحده، وقد وصف الله تعالى إبراهيم(عليه السلام) بها كما في قوله عزّ وجلّ: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ )) (آل عمران:67).
وقد روي عن الصادق(عليه السلام) ما مفاده: إنّ العرب كانوا أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس؛ فإنّ العرب يغتسلون من الجنابة، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وهم أيضاً يختتنون، وهو من سنن الأنبياء، كما أنّهم يغسلون موتاهم، ويكفّنونهم، ويوارونهم في القبور، ويلحدونهم، ويحرمون نكاح البنات والأخوات، وكانوا يحجّون إلى البيت ويعظّمونه، ويقولون: بيت ربّنا، ويقرّون بالتوراة والإنجيل، ويسألون أهل الكتب
واما نسب رسول الله ص :
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، ابن عبد مناف ، بن قصي ، بن كلاب ، بن مرة ، بن لوي ، بن غالب ، بن فهر ، بن مالك ، بن النضر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن الياس ، ابن مضر ، بن نزار ، بن معد ، ابن عدنان ، بن اد ، بن ادد ، بن اليسع ، بن الهميسع ، بن سلام ، بن البنت ، بن حمل ، بن قيداد ، بن اسماعيل ، بن ابراهيم الخليل عليه السلام
وكانوا هؤلاء كلهم اوصياء مطبقين للحكومة الدينية
مثال منهم عدنان
اما عدنان فهو ابن أدر وأمه بلهاء، و كانت علائم الشهامة و الشجاعة ساطعة من جبهته منذ الطفولة، و قالت الكهنة: سيخرج من صلبه رجل ينقاد له الجن و الانس، فعاداه الحسّاد حتى هجم عليه ثمانون فارسا شجاعا في صحراء الشام ليقتلوه، فقاتلهم حتى قتل جواده، فحارب راجلا الى أن آوى الى جبل فلحقه الاعداء، و فجأة خرجت يد من الجبل فاصعدته الى القمة و خرج صوت مهيب من الجبل فمات الاعداء جميعا عند سماعه.
وهذا أيضا من معجزات خاتم الأنبياء (صلّى اللّه عليه و آله).
ولمّا بلغ عدنان أشدّه صار سيد قومه و رئيس عشيرته حتى انقادت له القبائل و سكان البطحاء ويثرب فلمّا انتصر بخت نصّر و فتح بيت المقدس صمّم على تسخير بلاد العرب والهجوم عليهم، فحاربه عدنان حتى قتل الكثير من أعوانه و أنصاره و غلبه بخت نصّر و قتل كثيرا من العرب حتى ضاقت عليهم الارض فتوجّه كل واحد منهم الى جهة و توجّه عدنان و بعض أصحابه الى اليمن و استوطنوا هناك الى أن توفي عدنان.
اذن عدنان الذي هو جد النبي ص كان ايضا قائدا شرعيا ولم ينعزل عن السياسة وعن الامور الاجتماعية
وجاء من بعده معد وأصبح قائدا شرعيا ووصيا من اوصياء اسماعيل وانتقلت الوصايا منه الي صلبه من صلب الي صلب الي ان وصل إلى عبد المطلب جد رسول الله ص وكان ايضا من اوصياء اسماعيل وقائدا شرعيا وقد قارع استكبار زمانه ابرهة الحبشي والذي يدل على إيمانه وانه من الاوصياء قولته الشهيرة عندما واجه طاغية زمانه لكي يهدم بيت الله قائلا له : أنا رب الابل اما البيت فله رب يحميه
وانتصرت القيادة الشرعية المتمثلة بعبد المطلب بعدما ارسل الله عزوجل على جيش ابرهة الذي اراد بالفيلة التي يمتلكها هدم بيت الله ارسل طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل وهكذا انتهى جيش ابرهة وفي هذا العام عام الفيل ولد خاتم الأنبياء محمد ص و ان شاء الله سنتناول سيرته وتطبيقه للقيادة الشرعية في بحث قادم وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.
كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٧/صفر/١٤٤٥ هجريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق