قال المرجع الاعلى النجفي السيد عبد الاعلى السبزواري قدس في مهذب الاحكام : إذ المنساق من الجميع أن الشؤون الدينية التي تكون للإمام ويجوز لها إيكالها إلى نوابه الخاصة يتصدّى لها نائب الغيبة مع تحقق الشرائط. (٢٦) إجماعا من المسلمين، ولأنه من أهم موارد المساعدة لإقامة شعائر الدين، ويصح التمسك بإطلاقات أدلة إقامة الحدود وعموماتها خرج منها العامي وبقي الفقيه الجامع للشرائط فلا مخصص ومقيّد في البين، ويشهد له ما دل على أنهم ورثة الأنبياء (۱)، و أنه لو لا العلماء لما عرف الحق من الباطل (٢).
وقال في الجواهر في ذيل كلامه في إثبات ولاية الفقيه: «بأنّ الضرورة قاضية بذلك في قبض الحقوق العامة والولايات ونحوها بعد تشديدهم في النهي عن الرجوع إلى قضاة الجور وعلمائهم وحكامهم، بعد علمهم بكثرة شيعتهم في جميع الأطراف طول الزمان وبغير ذلك مما يظهر بأدنى تأمل فــي النصوص - إلى أن قال رحمه الله - : فالمسألة من الواضحات التي لا تحتاج إلى أدلة».
أقول: مقتضى العرف والعادة في جميع المذاهب والأديان والملل والنحل أن يكون لعالمهم القائم مقام إمامهم أو نبتهم جميع ما كان للإمام والنبـي مـن الشؤون الدينية والمناصب مطلقا إلا ما خرج بالدليل وبحسب هذا الارتكاز يترغب الناس من العلماء صدور الكرامة والمعجزة أيضا.
إن قيل: فما الوجه في النصوص المشتملة على أن الحدود للإمام فإنّها ظاهرة الاختصاص به ؟ يقال: إنّ المراد به إنّما هو الجعل الأولى، فإنه هو الذي جعله له هذا المنصب أولا ثم هو يجعله لمن يقوم مقامه في العلم والعمل كالفتوى والقضاوة مثلا.
[[اقول ]] : والشيء الذي نلاحظه اكثر من مرة إنه قدس في كل قضية تخص صلاحيات الفقيه المطلقة نجده دائما يحتج بالمقبولة والمكاتبة الشريفة كدليل على ذلك وحتى في قضية اثامة الحدود فإقامة الحدود من صلاحيات الولي الفقيه كونه وريث الانبياء ولو لاه لما عرف الحق اضف ان الشريعة رغبت بإقامة الحدود وذمت من يعطلها فمع غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه يتعين اقامتها بيد نائبه الولي الفقيه كما قال سيدنا السبزواري قدس : مقتضى العرف والعادة في جميع المذاهب والأديان والملل والنحل أن يكون لعالمهم القائم مقام إمامهم أو نبتهم جميع ما كان للإمام والنبـي مـن الشؤون الدينية والمناصب مطلقا إلا ما خرج بالدليل وبحسب هذا الارتكاز
ثم ان العامي عنده قدس اخرجه الدليل من اقامة الحدود وبقي الفقيه الجامع للشرائط وهو الولي الفقيه اضف اننا نجده قدس ذهب الى كرامات الولي الفقيه ومعجزات له بقوله قدس :وبحسب هذا الارتكاز يترغب الناس من العلماء صدور الكرامة والمعجزة أيضا.
فإذن اقامة الحدود من صلاحيات ولاية الفقيه المطلقة كما بين ذلك سيدنا السبزواري قدس وهذا والحمد الله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
كتبه وحرره انصار الكرار الحسيني
بتاريخ ٢/شهر رمضان/١٤٤٥ هجريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق