Translate

الأحد، 21 مايو 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الخامس)

1-[[بعد تارخ الوصي جاء من بعد ولده خليل الرحمن القائد الشرعي]]

كما اسلفنا في المحاضرة السابقة ان تارخ ع هو والد ابراهيم ع خليل الرحمن وكان تارخ وصيا وبعد تارخ وجاء ولده ابراهيم الخليل ابو الانبياء وكانت ولادته ومبعثه بعد النبي صالح ع  هو ثاني أنبياء أولي العزم ولد في بلاد النهرين العراق حاليا وذكرت في المصادر الإسلامية عدة مدن كمولد النبي إبراهيم، فقال الطبري أن مولده مدينة بابل أو كوثى في سواد العراق والتي كان يحكمها نمرود آنذاك، وفي خبر آخر ولد إبراهيم في الوركاء (أوروك‌) أو حرّان‌، إلا أن أباه هاجر إلى بابل أو كوثى.[٣] وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) كان مولد إبراهيم مدينة كوثى  وتزوج ابراهيم ع ابنة عمه سارة وبعد تصديه لمقام النبوة سماه الله بالخليل لُقّب بخليل الله، وبناء على رواية إن الله اتخذه خليلا لكثرة سجوده؛ ولأنه لم يردّ سؤال أحد، ولم يسأل إلا الله، ولإطعامه الطعام وصلاته بالليل وهذه من صفات القائد الشرعي او بعضها من صفاته في زماننا لأننا لا نقدر ان نقارن العلماء  بالانبياء ولكن نقدر ان نقول ان قيادة الولي الفقيه تكون صفاته من بعض صفات الأخلاقية والعبادية للإنبياء كونه القائد الشرعي في زماننا.





















2-[[من هو الاستكبار في زمان القائد الشرعي الخليل]]

لقد كان الاستكبار العالمي انذاك هو النمرود وفي الثقافة الرائجة يشار إلى النمرود بأوصاف مثل أول جبار في الأرض.[3] وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن وهو من الملوك الكافرين.[4] وهو أول من وضع التاج على رأسهِ وتجبر في الأرض وادعى الربوبية[5] وكان ملكهُ أربع مائة سنة فطغى وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا. وهو من سلالة نوح ع 
ويقال انه اول شخص سجد لإبليس فأعطاه ابليس الملك والقوة بعد قتله لأبيه الملك بعدما سجد لإبليس اللعين فأصبح لديه الملك والقوة 
ولما قربت ولادة القائد الشرعي ابراهيم ع ماذا كان يفعل النمرود؟ 
ماذا فعل حينما علم من المنجمون ان هنالك شخصا ييغير الدين في بلاده؟ 
الجواب ورد في مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني حيث اورد حديث عن النبي ص قال : بالله عليكم هل علمتم في الكتب المتقدمة ان إبراهيم الخليل - عليه السلام - هرب به أبوه (3) (وهو حمل في بطن أمه مخافة عليه من النمرود بن كنعان - لعنه الله - لأنه كان يشق بطون الحوامل، ويقتل الأولاد، فجاءت به أمه) (4) فوضعته بين أثلال (5) بشاطئ نهر يتدفق يقال له خوران (6) بين غروب الشمس إلى (إقبال) (7) الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية، ثم أخذ ثوبا فاتشح به (8) وأمه ترى ما يصنع وقد ذعرت (9) منه ذعرا شديدا، فهرول من يدها مادا عينيه إلى السماء وكان منه (انه عندما نظر الكواكب سبح الله وقدسه، وقال: سبحان الملك القدوس) (10) فقال الله تعالى فيه: * (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات



فهذا النمرود الاستكبار في زمانه قد تنبأ بولادة من سيغير الدين في بلاده عن طريق منجميه وقد ولد القائد الشرعي في الزمان الذي سيتصدى لإستكبار زمانه وهو النمرود وكما ورد في البرهان في تفسير القرآن عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ،عَمَّنْ ذَكَرَهُ،عَنْهُمْ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ): «أَنَّهُ كَانَ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أَنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَانِ نُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ،وَ كَانَ قَدْ مَلَكَ الْأَرْضَ أَرْبَعَةٌ:مُؤْمِنَانِ وَ كَافِرَانِ:سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ،وَ ذُو الْقَرْنَيْنِ،وَ نُمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ،وَ بُخْتَ‌نَصَّرُ،وَ أَنَّهُ قِيلَ لِنُمْرُودَ:إِنَّهُ يُولَدُ الْعَامَ غُلاَمٌ يَكُونُ هَلاَكُكُمْ وَ هَلاَكُ دِينِكُمْ [1] وَ هَلاَكُ أَصْنَامِكُمْ [2]عَلَى يَدَيْهِ.وَ أَنَّهُ وَضَعَ الْقَوَابِلَ عَلَى النِّسَاءِ،وَ أَمَرَ أَنْ لاَ يُولَدَ هَذِهِ السَّنَّةَ ذَكَرٌ إِلاَّ قَتَلُوهُ.وَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِي ظَهْرِهَا،وَ لَمْ تَحْمِلْهُ فِي بَطْنِهَا،وَ أَنَّهُ لَمَّا وَضَعَتْهُ أَدْخَلَتْهُ سَرَباً وَ وَضَعَتْ عَلَيْهِ غِطَاءً،وَ أَنَّهُ كَانَ يَشِبُّ شَبّاً لاَ يُشْبِهُ الصِّبْيَانَ،

فكان النمرود الاستكبار يقتل كل طفل مخافة ان يكون هو الطفل الموعود الذي سيزيل طغيانه وجبروته ولكنه يريد والله يريد لأننا كما قلنا سابقا يعبد الله حيثما اراد لا حيثما نريد















3-[[صفات القائد الشرعي ان يكون ملهما وصاحب بصيرة]]

ورد في البرهان في تفسير القرآن : فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)مِنَ السَّرَبِ،فَرَأَى الزُّهَرَةَ وَ لَمْ يَرَ كَوْكَباً أَحْسَنَ مِنْهَا،فَقَالَ:

هَذَا رَبِّي.فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ طَلَعَ الْقَمَرُ،فَلَمَّا رَآهُ هَابَهُ،قَالَ:هَذَا أَعْظَمُ،هَذَا رَبِّي.فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ:لاَ أُحِبُّ الْآفِلِينَ.فَلَمَّا رَأَى النَّهَارَ،وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ،قَالَ:هَذَا رَبِّي،هَذَا أَكْبَرُ مِمَّا رَأَيْتُ.فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ: لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّٰالِّينَ ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ».

99-/3534 _24- عَنْ حُجْرٍ،قَالَ: أَرْسَلَ الْعَلاَءُ بْنُ سَيَابَةَ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):

هٰذٰا رَبِّي وَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ هَذَا الْيَوْمَ فَهُوَ عِنْدَنَا مُشْرِكٌ؟قَالَ:«لَمْ يَكُنْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)شِرْكٌ،إِنَّمَا كَانَ فِي طَلَبِ رَبِّهِ،وَ هُوَ مِنْ غَيْرِهِ شِرْكٌ».

99-/3535 _25- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ،قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ قَوْلِ اللَّهِ فِيمَا أَخْبَرَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): هٰذٰا رَبِّي ،قَالَ:«لَمْ يَبْلُغْ بِهِ شَيْئاً،أَرَادَ غَيْرَ الَّذِي قَالَ». 



اذن من صفات القائد الشرعي من يكون  اهلا للقيادة هو من  يكثف بالبحث  ويكون ملهما حيث بعدما ابراهيم ع بحث وقال على الكواكب وهو كوكب الزهرة هذا ربي فرأها تغيب فرأى القمر قال  هذا اعظم هذا ربي فرأه يغيب فلما غاب طلعت الشمس فغابت فقال هذا ربي فغابت فبعد البحث والتدقيق تبين ان الله موجود دائما ولا يغيب عندها بإلهام من الله قال ((إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) اذن من مواصفات القائد الشرعي من يكون على علم بالمجريات ويعلم طريق الحق وطريق الباطل لكي يهدي الناس فهذه مواصفات القائد الشرعي ويكون صاحب بصيرة مسددا وهكذا كان امامنا الخميني وهو أدنى مراتب من ابراهيم الخليل ع لكنه اخذ من بعض صفاته إذ أحيا عقيدة اسلامية كانت ميتة وهي عقيدة ولاية الفقيه عقيدة حاكمية الدين ووضعه كان مشابه لإبراهيم ع إذ  استشهد والد الامام الخميني وهو في بطن أمه وكذلك والد ابراهيم ع وتلقى العلم امامنا الراحل وبعد ولادته و تدرجه بالعلم أعاد احياء عقيدة ولاية الفقيه وقضى على نمرود زمانه الذي كان الشاه بهلوي والسبب ايضا كانت البصيرة  معه وتسدده اذن قد نكون وحيدين وقد نلهم هذه النعمة الالهية وهي نعمة حاكمية الدين كما الهم الله نبيه ابراهيم و امامنا الخميني ويكون الطريق صعبا وقد نتعرض لمصادمات وتسقيطات  ولكن بالثبات والسعي لإقامة هذا النهج سيكون النصر حليفنا كما سيأتى  صراع القائد الشرعي ابراهيم ع مع طاغية زمانه استكبارا زمانه وهو النمرود وآخرها يتم النصر. 




























4-[[ صراع القائد الشرعي مع النمرود صراع الحق والباطل]]


قال تعالى ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) وطبعا  هنا آزر ليس والد ابراهيم ع بل  عمه والعم المربي يكون بمنزلة الأب وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «أَنَّ آزَرَ كَانَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي التَّرْبِيَةِ». و

رُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «أَنَّ اسْمَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ تَارُخَ [2]» قال في القاموس.تارح-كآدم-أبو إبراهيم الخليل(عليه السلام) [3].

و قال الطبرسيّ في(جوامع الجامع)و لا خلاف بين النسابين أن اسم أبي إبراهيم تارح.قال:قال أصحابنا:

إن آزر كان جد إبراهيم(عليه السلام)لأمه.و

رُوِيَ أَيْضاً أَنَّهُ كَانَ عَمَّهُ. و قالوا:إن آباء نبيّنا(صلّى اللّه عليه و آله)إلى آدم كانوا موحدين.و

رَوَوْا عَنْهُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَوْلَهُ:«لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَصْلاَبِ الطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ [4]».


والذي يؤيد ان ابراهيم ع بعد تبرئه من آزر عمه وبعدما اكمل بناء الكعبة  بقوله تعالى ((رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ))  فالقرآن قال  لفظ والداه اي اللذان ولداه اذن آزر هو عم إبراهيم وكان بمثابة أب له لأنه رباه وقد عبر عنه القرآن بأباه ولم يقل والده ودليل اخر قرآني ان لفظ الوالد هو من يطلق على الذي يلد  فيكون والده كقوله تعالى ((ووصينا الانسان بوالديه احسانا))  فإبراهيم ع القائد الشرعي والده كان تارخ وليس آزر حسب الادلة المتقدمة كون القرآن لم يصف ازر بوالده بل وصفه بأباه والأب ايضا قد يكون المربى وليس فقط يطلق على والد الابن. 
فقال ابراهيم ع وهو يواجه الذي رباه آزر انكم تعبدون اصناما تصنعونها بأيديكم لا تضر ولا تنفع  
ورد في البرهان في تفسير القرآن [[قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):عَابَ آلِهَتَهُمْ: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ [4]،قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِيماً،وَ مَا كَذَبَ.
فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ،دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)إِلَى آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ،فَكَسَرَهَا إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ، وَ وَضَعَ الْقَدُومَ فِي عُنُقِهِ،فَرَجَعُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ،فَنَظَرُوا إِلَى مَا صُنِعَ بِهَا،فَقَالُوا:لاَ وَ اللَّهِ،مَا اجْتَرَأَ عَلَيْهَا،وَ لاَ كَسَرَهَا إِلاَّ الْفَتَى الَّذِي كَانَ يَعِيبُهَا وَ يَبْرَأُ  منها]] 

اذن ابراهيم القائد الشرعي امر بالمعروف وهو عبادة الله الواحد ونهى عن المنكر  والنهي عن المنكر يكون لسانا وفعلا كما قال النبي ص من رأى منكم منكرا فاليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه وإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الايمان
وإبراهيم طبق هذين الموردين لا المورد الثالث لان المورد الثالث  يطبقه من هو أضعف الايمان وبما ان ابراهيم ع القائد الشرعي في زمانه طبقها فأولا نهى عن المنكر بلسانه ثم بعدها نهى عن المنكر بفعله الا وهو  تكسيره للأصنام
قال تعالى ((قَالُوۤا۟ ءَأَنتَ فَعَلۡتَ هَـٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا یَـٰۤإِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ ۝٦٢ قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِیرُهُمۡ هَـٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُوا۟ یَنطِقُونَ)) هل فعلت ذلك يا ابراهيم؟ هل انت من كسرت آلهتنا  فهنا القائد الشرعي خاطبهم على قدر عقولهم واستعمال التورية  قال تعالى ((قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِیرُهُمۡ هَـٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُوا۟ یَنطِقُونَ ۝٦٦٣)) قال إبراهيم القائد الشرعي قال بل فعله كبيرهم لانه بعدما كسر الاصنام جعل الفأس برقبة اكبر الاصنام وقال لهم المحاججة اسألوا كبيرهم انتم تقولون هذه الاصنام تنفع وتضر اسألوا كبيرهم لانه هو من فعل ذلك اسألهم اذا كانوا ينطقون هنا بهتوا بمحاججة القائد الشرعي 
عندها قال تعالى ((فَرَجَعُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوۤا۟ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ۝٦٤ ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمۡ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا هَـٰۤؤُلَاۤءِ یَنطِقُونَ ۝٦٥ قَالَ أَفَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَنفَعُكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَضُرُّكُمۡ ۝٦٦ أُفࣲّ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ۝٦٦٦)) 

عندها تبين انهم الظالمون وثم نكسوا على رؤسهم وقالوا له لقد علمت يا ابراهيم انهم لا ينطقون فقال لهم القائد الشرعي اتعبدون  ما لا ينفعكم ولا يضركم أف لكم و أف لما تعبدون الاصنام التي من دون الله 


















5-[[محاولة إحراق القائد الشرعي بتكنلوجيا ابليسية]] 

نعم بعدما عرف الناس ان الذي كسر الاصنام هو ابراهيم ع قال تعالى ((قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤا۟ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَـٰعِلِینَ ۝٦٦٨)) وقد امر النمرود وأتباعه بعمل محرقة كبيرة  وهي موجودة في حاليا من الآثار  في بابل تسمى محرقة النمرود  حيث هذه المرقة من شدة لهيبها اذا مر من فوقها العصور او اي طائر فسوف يحرق عندها امر ابليس بصورة رجل ان يصنعوا المنجنيق ويجعل ا فيه ابراهيم ع ويرموه في النار 
لاحظوا الاستكبار قد يأتي بتكنلوجيا متطورة لمحاربة القائد الشرعي وهذا ما تفعله امريكا بكل تطوراتها لمحاربة دولة الولي الفقيه ولكن هل نفعت كل هذه الوسائل لإخضاع القائد الشرعي؟ 
هل تمكنوا من القضاء على القائد الشرعي بسلاحهم المتقدم المتطور في ذلك الزمان وهو المنجنيق؟ 
الجواب لا فقد قال تعالى (( ۝٦٨ قُلۡنَا یَـٰنَارُ كُونِی بَرۡدࣰا وَسَلَـٰمًا عَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ ۝٦٩ وَأَرَادُوا۟ بِهِۦ كَیۡدࣰا فَجَعَلۡنَـٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِینَ ۝٧٧٠)) 
فبعدما القوا ابراهيم ع القائد الشرعي في المحرقة تحولت هذه المحرقة الى بردا وسلاما فدحر به كيد ابليس ودحر كيد النمرود وهكذا فعل  الامام الخميني مع نمرود زمانه الشاه البهلوي وينقل ان رضا بهلوي زار حوزة قم فوقف جميع العلماء ليس احتراما له بل اتقاء شره ولكن الامام الخميني لم يتزحزح من مكانه فقال له الشاه : البندقية التي قتلنا بها ابوك ما زالت موجودة 
فرد عليه امامنا الخميني : والحذاء الذي ضربنا به رأس ابيك ايضا موجودة 
وينقل ايضا ان الامام الراحل قد داس على مرسوم الشاه وقال له مرسومك تحت أقدام عملاء الاسلام 
فأنطلقت بعدها الثورة ان امامنا الراحل لم يتقي مع الشاه كما فعل سيدنا ابراهيم ع مع  النمرود كون ان الانحراف انتشر بل وأصبح يريد الشاه عقد اتفاقية مع إسرائيل التطبيع مع الكيان الغاصب وكان هذا من أهداف الثورة الاسلامية وبعدها حدث ما حدث للإمام  ونفي وبعدها انتصرت الثورة كما في سيرة امامنا الراحل 
نعود الى سيرة ابراهيم ع النبي القائد الشرعي في ذلك الزمان فلم تنفع تكنلوجية ابليس في إطفاء صوت الحق الا وهي بالقيادة الشرعية المتمثل لسيدنا ابراهيم فما ان رمي في المحرقة اصبحت بردا وسلاما عندها أمن به عدد من الناس ومن بينهم زوجته سارة وابن اخيه سيدنا لوط ع ويقال انه ابن عمه ثم بعدها قام ابراهيم ع القائد الشرعي   بمحاججة النمرود استكبار زمانه  قال تعالى ((ربي الذي يحي ويميت)) فقال ابراهيم للنمرود ربي يحيى ويميت فهل تقدر يامن تدعي الألوهية يامستكبر يانمرود قال تعالى ((قَالَ أَنَا أُحيِـي وَأُمِيتُ))  قال النمرود انا احيي ولميت فقام بقتل شخص وامر بإطلاق سراح شخص آخر فقال انا احيي واميت  قال تعالى ((قَالَ إِبرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأتِي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِهَا مِنَ المَغرِبِ)) هنا حاجج  ابراهيم القائد الشرعي  الطاغية النمرود بأن يأتي بالشمس من المغرب لأن الله الذي هو رب القائد الشرعي يأتي بالشمس من مغربها فبهت النمرود الاستكبار العالمي انذاك  من محاججة القائد الشرعي لذلك قال الله تعالى (( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258))) لاحظوا هنا مع المباهته التي جاء به القائد الشرعي من دليل وحجة ومع ذلك ضل يعاند ويكابر ويجحد وهنا يستفاد امرين :
الامر الاول قوة حجية القائد الشرعي و استدلالاته وادلته
الامر الثاني حتى لو علم الاستكبار انه على باطل  سوف يعاند ويجحد لانه ظالم و الله لا يهدي الظالمين فيكون اكثر الامور التي تبعد الانسان عن الهداية هو الظلم. 
وبعدها طلب النمرود من ابراهيم ان يترك الارض ويهجرهم  وبالفعل خرج ابراهيم ع و من امن معه لوطا وسارة  اما النمرود فقد ورد انه بنى بنائا عاليا وهو برج بابل لكي يقتل آله نبينا ابراهيم وصعد فوق البناء ورمى السماء بسهم فبعث الله اليه ذبابة او بعوضة ودخلت برأسه واستمر هكذا الحال به إلى مئات السنين وكان لا يرتاح الا بالنعل على رأسه  الا ان اهلكه الله اذن كل استكبارا ظالم يكون مصيره الرجم والنعل فهذا هو حال والد رضا بهلوي الحذاء الذي ضرب به كما قال الامام الخميني ما زال موجودا  وكذلك بوش عندما تم ضربه بالحذاء فإذن كل استكبارا طاغي ظالم يكون مصيره تحت الأقدام ويذل في الدنيا قبل الاخرة. 

































6-[[الحكومة الدينية من أولى مهام القائد الشرعي ابراهيم]] 
لقد كان هدف ابراهيم ع القائد الشرعي من هذه الدعوة ليست فقط عبادة الله ليس فقط حلال وحرام وحيض ونفاس  بل ايضا وأولى مهامه  تشكيل حكومة دينية فبعدما جعله الله خليلا قال تعالى (( ۞ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124))) وقد ورد في التفاسير ان الكلمات التي اتمها ابراهيم القائد الشرعي هم محمد وعلى والائمة من ولد علي وقد سأل ابراهيم ع ان ينال الامامة من هو ظالم اذن القيادة الشرعية وهي الامامة تكون للعادل وليس للظالم فإذن القيادة هي من الله وليس من الناس النمرود كان من اختيار الناس وليس من اختيار الله فتم اذلاله وسقوطه عكس ابراهيم ع القائد الشرعي لذلك ابراهيم ع كان من أولى أهدافه هو تشكيل حكومة دينية  حكومة اسلامية والا لما جعله الله اماما ابراهيم ع مهمته ليست فقط حلال وحرام بل ايضا الانقياد للقيادة الشرعية المتمثل حكومته اي امامتها والأمامة من أولى مهامها تشكيل الحكومة لان ابراهيم عندما صرح بدعوته يريد بذلك ارشاد الناس الي الشيء الاصح هو لم يفتح دكانا ويقول هذا حرام وهذا حلال وكفى لا ليس هكذا 
بل ابراهيم ع هنا تدخل بالبعد الاجتماعي ارشدهم اجتماعيا وسياسيا لذلك الله جعله اماما ولو كانت دعوة ابراهيم فقط مقتصرة على الحلال والحرام لما جعله الله اماما للناس ولما تدخل بالامور الاجتماعية للناس اذن علينا ان نفهم من سيرة ابراهيم ع ان سيرته ليس فقط يدعوهم لترك عبادة الاصنام بل ايضا الانقياد لقيادته الشرعية والا كيف يطبق حكم الله في الارض من دون حكومة دينية وهذا كان هدف كل الانبياء ليس فقط ابراهيم ع لذلك تشكيل الحكومة الدينية هي سنن الانبياء والاوصياء وكذلك الفقهاء في زماننا فلا بد من سائس يحكم امور المسلمين والا فلا يطبق حكم الله في الارض  فحكم الاجتهاد هو حكم الله لانه يجتهد وفق النص وفق ما امر به الله لا مقابل النص لا مقابل ما يريده الله فالاجتهاد الذي يقوم به المجتهد بالفقه السياسي طبقا لما امر به الله عزوجل لا كما يريده الناس فكل حكومة نهجها الامامة تكون من الله وبذلك تكون القيادة الشرعية هي قيادة الهية وليست ادعائية لذلك جعل الله ابراهيم للناس اماما ونثبت من هذا المثال القرآني ان القيادة الشرعية منصب اللهي وليس ادعائي. 












الخلاصة :

اولا  القائد الشرعي قد يولد في بيئة ليست متوافقة  على ما يأمر به الله.

ثانيا التسديد الالهي للقائد الشرعي يحميه من الانحراف البصيرة ايضا لها دور كبير. 

ثالثا قد يهاجمنا اقاربنا وقد نتعرض للقتل بسبب انقيادنا للقائد الشرعي ولكن الله يكتب لنا النصر ولنا سيدنا إبراهيم ومحرقة النمرود مثال وشاهد

رابعا قد نتشرد من ارضنا بسبب انقيادنا للقيادة الشرعية وهكذا هو الحال مع ابراهيم القائد الشرعي عندما غادر هو والذين امنوا معه وكذلك حال امامنا الخميني رض عندما نفاه الشاه كما نفي النمرود ابراهيم ع ونحن ايضا قد نكون معرضين للنفي.


خامسا دعوة ابراهيم ليست فقط حلال وحرام بل  اولى مهامه تشكيل الحكومة والا ما جعله الله اماما 


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.







كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٥/ذو القعدة/١٤٤٤ هجريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق