Translate

الخميس، 28 ديسمبر 2023

تاريخ القيادة الشرعية ((الدرس الثاني والعشرين))

1-[[القيادة الشرعية مستمرة من سجاد لباقر العلم الصادق]]
بعد استشهاد الامام السجاد ع القائد الشرعي تصدى للقيادة من بعده الامام الباقر ع واستمر باقر علم الانبياء بفضل قيادته حيث في كان يعاني عليه السلام من التضييق الاموي حتى وصول عمر بن عبد العزيز الى الحكم حيث كان لينا مع الهاشميين فقام بمنع سب امير المؤمنين ع وأعاد فدكا للامام الباقر ع فقد استغل الامام الباقر هذه الفترة ونشر فكر قيادته الشرعية بعلمه اضافة الى ظهور الصراع العباسي الاموي وكانت هذه الفترة ذهبية للامام الباقر ع بنشر العلم الذي يبين فكر قيادته الشرعية وبعد استشهاده تصدى ولده الامام الصادق ع  الذي كان له دور سياسي كبير اضافة الى العلم ونشر فقهه كان استاذ الفقهاء وعلماء المذاهب الاربعة اخذو العلم منه وكان له أدوار سياسية وأهمها ثورة عمه زيد الشهيد الفقيه الذي كان يدعوا لإرجاع الحق لآل محمد للمعصوم بعد الانتصار لتسليم الراية للامام المفترض الطاعة حيث روى الراوندي عن الحسن بن راشد قال: ذكرت زيد بن علي فتنقَّصته عند أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ فقال: «لاتفعل، رحم اللّه عمي أتى أبي، فقال: إنّي أُريد الخروج على هذا الطاغية. فقال: لاتفعل، فإنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب على ظهر الكوفة ـ إلى أن قال الاِمام _ عليه السلام _ للحسن: ـ ياحسن إنّا أهل بيت لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقرّ لكل ذي فضل فضله»

روى الصدوق عن الامام الرضا ع بجوابه للمأمون :
«لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي فإنّه كان من علماء آل محمد ـ عليهم السلام ـ غضب له، فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر أنّه سمع أباه جعفر بن محمد يقول: رحم اللّه عمي زيداً إنّه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: ياعم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولي قال جعفر بن محمد _ عليه السلام _: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه».

روى الكشـي في ترجمة السيـد الحميري عن فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ بعد ماقتل زيد بن علي _ عليه السلام _ فادخلت بيتاً في جوف بيت، وقال لي: «يا فضيل، قتل عمي زيد بن علي؟» قلت: نعم جعلت فداك، فقال: «رحمه اللّه، أما إنّه كان موَمناً وكان عارفاً وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنّه لو ظفر لوفى، أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها،


ورد في مستطرقات السرائر لابن ادريس الحلي بسنده حدث حوار بين يحيى بن زيد ورجل شيعي وكان الرجل يستفهم عن موقف زيد من يحيى بن زيد. قال الرجل: قلت: يابن رسول الله إنّ أباك قد ادّعى الإمامة وخرج مجاهداً، وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيمن ادّعى الإمامة كاذباً! فقال: مَه يا عبد الله. إنّ أبي كان أعقل من أنْ يدّعي ما ليس له بحق، وإنمّا قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عنى بذلك ابن عمي جعفراً. قلت: فهو اليوم صاحب الأمر؟ قال: نعم هو أفقه بني هاشم

اقول ومن خلال الروايات والسيرة  أن الامام المعصوم يعطي الصلاحية للفقيه بالخروج وإقامة الدولة ولكن الشرط ان يسلم الراية للامام المعصوم وزيد الشهيد وهو زيد بن علي بن الحسين كان فقيها عالم من علماء ال محمد ع فاذا المعصوم وهو قاعد عن التصدي لم يعترض على خروج زيد في زمن الحضور لاقامة الحكومة الدينية وكيف واذا غاب المعصوم وبذلك يثبت حسب سيرة الائمة عليهم السلام دليل اخر تاريخي على ولاية الفقيه وهو ثورة الشهيد الفقيه زيد الشهيد والفقيه ايضا اذا قام وتمكن من تشكيل الحكومة الدينية في مقدمة أهدافه قبل نصرة المظلوم وانصافه من الظالم ونصرة المستضعفين في أولى هذه الامور تسليم الراية الى صاحب الامر وتسليم الراية لا يكون الا بتهيئة الأرضية له وذلك بتشكيل للحكومة الدينية .









2- [[كم تجد بخراسان مثل هذا؟]]

كثيرا ما نسمع من بعض اصوات النشاز من اهل الدكاكين والمنافقين  من يدعي ان الامام الصادق ع كان يلازم بيته ولا رغبة له في الحكم والسياسة وقد كذبوا بذلك حيث ورد في مناقب ابن شهرآشوب: حدث إبراهيم، عن أبي حمزة، عن مأمون الرقي قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه!؟ وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف!؟ فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال:
يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي، ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك، واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: ثم يا خراساني وانظر ما في التنور قال: فقمت إليه فرأيته متربعا، فخرج إلينا وسلم علينا فقال له الإمام عليه السلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: والله ولا واحدا فقال عليه السلام: لا والله ولا واحدا، فقال: أما إنا في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت



اذن الامام الصادق ع عندما لم يقوم بالامر بالثورة واقامة الحكومة الدينية علي اساس السياسة الاسلامية ليس معناه انه لا يريد ان  يتدخل بالسياسة  بل هو يريد ذلك ولكن لم يجد خمسة معاضدين له في زمانه وخير مثال قضية التنور عندما اشعل النار للخراساني وقال ادخل بالتنور فرفض الخراساني ولم يطيع امر الامام وقال اعفني يا ابن رسول الله ص
لاحظوا جاء هذا الخراساني  يطلب من الامام ان يقوم بالثورة لاقامة الحكومة وهنالك اناس يحبونه في خراسان ينصرونه  ومع ذلك عندما امره الامام  القائد الشرعي   بأن يجلس بالتنور لم يطيع امر الامام بالمقابل عندما جاء هارون المكي وسلم على الامام ورد الامام عليه السلام  امره الامام بالجلوس بالتنور فجلس ولم يناقش بل اطاعه طاعة مطلقة  وجلس هارون بالتنور فالامام قال للخراساني انظر للتنور فنظر الخراساني للتنور وهو يشتعل نار وبداخله هارون المكي متربعا لم يصيبه شيء
اذن الامام ع يا اهل الدكاكين عندما جلس في بيته ولم يقوم بالثورة لكي يقيم السياسة الصحيحة ليس معناه انه لا يريد ذلك بل لانه لم يجد مناصرين اتباع له لذلك لم يقم بالثورة فالامام الصادق ع ليس فقط حيض ونفاس و حلال وحرام  والسلام عليكم كلا وحاشا الامام الصادق ع هو سيد السياسة ويؤيد التدخل بالسياسة ويؤيد بقيام الثورة ويريد ذلك لكن شرط  ان يجد مخلصين اذا لم يجد خمسة مثل هارون المكي فكيف يقوم بالثورة ويتدخل بالسياسة فلا تتقولوا على الامام بأنه لا يتدخل بالحكم ولا يؤيد  الثورة الاسلامية لا تقولوا ذلك بل لوموا اسلافكم الذين خذلوا الامام الصادق ع ولم يمكنوه من اقامة حكومة وثورة اسلامية  وتركوا ابنه موسى بن جعفر سجينا بسجن هارون اذن الامام يؤيد قيام الثورة الاسلامية الثورة الدينية وهو يريد ذلك شرط ان يجد مخلصين له كصاحب التنور هارون المكي ولكن لم يجد وهذه علة عدم قيام الامام الصادق ع بالثورة الاسلامية ضد الحكام الظالمين. 













3-[[ القائد الشرعي الصادق ينصب الفقهاء للولاية]]

روى الشهيد الثاني - قدس الله روحه - في كتاب الغيبة (1) بإسناده عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال: كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ففضه وقرأه إذا أول سطر فيه:
" بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاء سيدي وجعلني من كل سوء فداءه، ولا أراني فيه مكروها، فإنه ولي ذلك والقادر عليه. إعلم سيدي ومولاي - إلى أن قال - إني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي ومولاي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عز وجل وإلى رسوله ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما أبذله وابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها وبمن آنس وإلى من أستريح وبمن أثق وآمن، وألجأ إليه بسري، فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك ".
قال عبد الله بن سليمان فأجابه أبو عبد الله عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم جاملك الله بصنعه، ولطف بك بمنه، وكلاك برعايته فإنه ولي ذلك، أما بعد فقد جاء إلي رسولك بكتابك فقرأته وفهمت جميع ما ذكرته وسألت عنه وزعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك وساءني وسأخبرك بما ساءني من ذلك وما سرني إن شاء الله، فأما سروري بولايتك فقلت: عسى أن يغيث - الله بك ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد عليهم السلام، ويعز بك ذليلهم، ويكسو بك عاريهم ويقوي بك ضعيفهم ويطفي بك نار المخالفين عنهم، وأما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه، إن أنت عملت به ولم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله.

.......... الي اخر كلامه عليه السلام في رسالته للنجاشي الفقيه

لاحظوا الامام لم يقل للفقيه النجاشي لا تتدخل بالسياسة لم يقل له انت رجل دين لا دخل لك بالحكم ولم يقل لا تدخلون الدين بالسياسة بل قال له ((فأما سروري بولايتك)) اليس هذا يامن تقرأ سيرة الامام الصادق ع واعطائه الاذن للنجاشي الذي كان فقيها عالم لديه رسالة عملية الا اعطاء الولاية العامة للفقيه استفيدوا يا اهل الدكاكين من سيرة امامنا الصادق ع واشارته على فقهائه بالتدخل بالحكم وخير مثال الفقيه عبد الله النجاشي وبالرغم من انه نصبه الطاغية المنصور الدوانيقي للولاية لكنه بالحقيقة هو منصب من الامام الصادق ع ولو كان الامام المعصوم يعترض على تدخل رجل الدين بالسياسة لاعترض على ولاية النجاشي الفقيه بتصديه لهذا المنصب ولكن الامام لم يعترض بل سره ذلك اذن تدخل الفقيه بالحكم واقامة الحكومة الدينية وتطبيقه للولاية العامة للفقيه يدخل السرور علي قلب امامنا الصادفق ع كما تبين لنا من موقفه من تولي النجاشي للولاية وقد كان فقيها عالما كما اثبتت الكتب الرجالية في ترجمته 
اذن ولاية الفقيه كانت تطبق منذ القدم منذ عهود بعيدة ومن بين هذه الازمنة زمن امامنا الصادق ع وتنصيبه للنجاشي للولاية ونحن نسأل جماعة فصل الدين عن السياسة اليس لكم بالامام الصادق ع اسوة
ويتبين لنا ايضا ان المتصدي للولاية قد لا يكون مرجع اعلم بل يكون على اقل تقدير مرجع عالم او مجتهد وهذه صفات الفقيه لان المتصدي للولاية انذاك كان النجاشي وهو وإن كان فقيها الا انه ليس اعلم الناس بل هنالك من هو اعلم منه وهو الامام الصادق ع وهذا يتبين ان المتصدي للولاية احيانا لا يكون هو الاعلم بل قد يكون هنالك غير متصدي وهو اعلم منه اذن فولاية الفقيه من سعى لتطبيقها هو الامام الصادق ع فعلينا ان نقتدي بسيرة امامنا وان لا نجعل الفقهاء حبيسين دارهم او في ركن المسجد لاننا ان فعلنا ذلك فقد خالفنا سيرة امامنا الصادق ع الذي كان مثال لرجل الدين السياسي والاجتماعي وهكذا هي سيرة فقهائنا الاعلام الذين مضوا علي طريق امامهم الصادق بعدم فصل الدين عن السياسة فلكم يا اهل الدكاكين ويا مؤمنين اسوة بالامام الصادق ع.

وايضا ورد في الكافي  عن الشيخ الكليني بسنده الصحيح المقبول عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال:
من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به قلت: كيف يصنعان قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله قد استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله. 


[[اقول]]
وبخصوص دلالتها فلا بأس بتكرارها للفائدة لو قرأنا نص الرواية تنهى عن التحاكم  الى القاضي او السلطان  وهذا نص الرواية في البداية  ((عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال:
من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به....)) الى اخر كلامه عليه السلام فيدل ان الامام  ع اعطى جوابا  على سؤال  ابن حنظلة حول التحاكم  الى السلطان او القاضي   قد اعطى الولاية العامة للفقيه   في الافتاء والقضاء والحكومة  لان جواب الامام  ع جوابا عام   بأن   التحاكم  الى السلطان  الجور او القاضي  الجور لا يجوز   ولذا فإن الامام ع  جعل الولاية العامة للفقيه  بقوله  (( فأني قد جعلته حاكما  عليكم ))  وهذه هي الولاية العامة ودلالتها  على ولاية  الفقيه العامة المطلقة  والدليل ان الفقيه له ما للامام  الا ما اخرجه الدليل بقوله عليه السلام  ((فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله قد استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.))  اذن فدلالة الرواية تثبت الولاية العامة  للفقيه   وان له ما للامام الا ما اخرجه الدليل    بقوله فأني قد جعلته  عليكم  حاكما  وتدل الرواية ان الراد  على حكم  الفقيه  كالراد على الامام المعصوم  ع بنص الرواية. 


فإن حاول المستشكل من المنحرفين كالمولوية ان يقول ان هذا التنصيب خاص بالراوي عن الامام  ولا يخص المجتهد الفقيه قلنا : إن الراوي هو نفسه الفقيه لان الفقيه عندما يفتي انما يستنبط الرواية عن الامام فلا يكون الا راوي حديثه والذي يدل على ذلك نفس المقبولة حيث سأل ابن حنظلة امامنا الصادق عن صفاته عند اختلاف الحكم فقال الامام الصادق :
«الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر»،

فهذا مدلول قول الامام الصادق ع ان الراوي المنصب من قبل الامام الصادق ع سواء للحكم او للقضاء يجب أن يكون عادلا فقيها وهنا ايضا في مسألة الولاية للفقيه المجتهد كما تدل المقبولة  لا تشترط الاعلمية لانه لم يقل اعلمهما بل اكتفى بأن يكون فقيها وعادلا وبذلك الفقيه المجتهد الكفوء  يكون منصبا من الاعلم وهو الامام الصادق ع بالتنصيب العام كما في المقبولة 













 4-[[الذباب يذل الجبابرة]]
 ورد في الفصول المهمة " لابن الصباغ مقتطفات مما نقله ابن الصباغ المالكي المتوفى سنة 855 في كتابه :
قال أحمد بن عمر بن المقداد الرازي: وقع ذباب على وجه المنصور، فذبه فعاد حتى أضجره، وكان عنده جعفر بن محمد (عليه السلام) في ذلك الوقت، فقال المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة، فسكت المنصور [على مضض].

وهذه الواقعة تبين صلابة القيادة الشرعية في وجه استكبار زمانه وهو المنصور القائد الشرعي دائما ما ينطق بالحق ولو كان عدوه متمكنا وهذه سنة اللهية وهكذا فعل فقهائنا مع طغاة زمانهم كفعل الامام الخميني مع الشاه و الشهيدين الصدريين مع صدام
واليوم نجد القيادة الشرعية المتمثلة بالولي الفقيه الامام الخامنئي تحذوا حذو امامها الصادق ع في مقارعة الاستكبار المتمثل بأمريكا و دفاعا عن فلسطين ودهم طوفان الأقصى ومن أقواله دام ظله وهو يقارع 
الاستكبار دفاعا عن فلسطين :
‏يجب على العلماء والسياسيّين والصحافيّين في ‎#العالم_الإسلامي أن يُطلقوا مطلباً عامّاً في أوساط الناس حتى تُجبر حكوماتهم على توجيه ضربة حاسمة إلى الكيان الصهيوني. لا نطالب بأن يخوضوا الحرب، لكنّهم قادرون على قطع العلاقات الاقتصاديّة.

وقال ايضا دام ظله :
رغم الأداء غير المناسب لمسؤولي الدول الإسلامية ورغم الصعوبات كافة، فإنه كما جاء في القرآن، الله مع المؤمنين، وكل من كان الله معه النصرُ حليفه.

وقال دام رعبه:
‏ينبغي للدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني وألّا تساعده.

وهذا يبين لنا إن القائد الشرعي يقارع الاستكبار مهما كان متجبرا وقويا لانه يمتثل لقول امير المؤمنين ع:
كونا للظالم خصمت وللمظلوم عونا 
وبعد استشهاد الامام الصادق ع على يد المنصور تصدى للقيادة الشرعية من بعده ابنه الامام موسى الكاظم ع وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٦/رجب/١٤٤٥ هجريا

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023

[[أولوية الفقيه بقيادة الحكومة الاسلامية من كلام المرجع الشيخ مكارم الشيرازي (دام ظله) وصمود غزة كالجبال]]

قال اية الله الشيخ مكارم الشيرازي دام ظله في كتاب بحوث فقهية هامة [[أولوية الفقيه من غيره‌

أمّا المقام الثّاني: أعني كون الفقيه الجامع للشرائط أولى بذلك من غيره فقد يستدلّ له تارة بما يشبه، دليلًا عقلياً و أخرى بروايات كثيرة وردت في أبواب مختلفة.

أمّا الأول فهو [الدليل العقلي‌]

ما يستفاد من كلمات بعض الأساتذة الأعلام (قدس سره) و حاصله بتقرير منّا أنه لا شكّ- كما عرفت في المقام الأوّل- في أنه لا يمكن إهمال أمر المجتمع الإسلامي من حيث الحكمة، و أنه لا بدّ لهم من ولي و أمير يدير أمورهم و يأخذ حقّ الضعيف من القوي، و يدافع عنهم عند هجوم الأعداء، و ينتصف لهم و منهم، و يجري الحدود، و يسوس جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم و دنياهم.

كما أنه لا ينبغي الشكّ في أن النبي (صلى الله عليه و آله) كان بنفسه يتولى هذه الأمور، و من بعده كان هذا للأئمّة الهادين (عليهم السلام)، و أمّا بعد غيبة ولي الله المنتظر (عليه السلام) فأما أن يكون المرجع في هذه الأمور خصوص الفقيه الجامع، أو يصحّ لكلّ أحد القيام بها، و القدر المتيقن من الجواز هو الأوّل، لعدم قيام دليل على الثّاني، و الأصل عدم ولاية أحد على أحد، خرجنا من هذا الأصل في الفقيه لأن جواز ولايته ثابت على كلّ حال، و إنّما الكلام في جواز غيره.

و إن شئت قلت: الحكومة الإسلامية حكومة إلهية لا تنفك سياستها عن ديانتها و تدبيرها عن تشريعها الإلهي، فالقائم بهذا الأمر لا بدّ أن يكون عارفاً بأحكامه معرفة تامة، كما لا بدّ أن يكون عارفاً بالأمور السياسية و تدبير المدن، و كيف يسوغ لغير الفقيه الذي لا يعرف أحكام الشرع حقّ معرفتها التصدي لهذه الحكومة الإلهية.

و بعبارة ثالثة الحكومات على قسمين:

الحكومات الناشئة عن عقيدة و مدرسة فكره و الحكومات الناشئة عن الأهواء و النزعات القومية، و القسم الأول «إلهية» و القسم الثاني «الحادية»، و الإلهية كالحكومة الإسلامية، و الإلحادية كالماركسية،

و في كلّ من هذين القسمين لا يكون الرئيس إلّا من هو عارف بتلك العقيدة معرفة تامة، و يعرف ذاك المذهب على حدّ الاجتهاد فيه كما لا يخفى على من علم حال غير المسلمين أيضاً في هذه الحكومات.


و بالجملة: الحكومة الإلهية الإسلامية لا يمكن انفكاكها عن رئيس عالم بالأسس التي تتبنّاها المدرسة الإسلامية، لا أقول أنه يعمل فيهم بما يشاء بل عليه الرجوع إلى أهل الخبرة و الاستناد إليهم، و الاستشارة في كلّ ما يحتاج إلى الرجوع إليهم، و سيأتي شرح هذا المعنى بالتفصيل إن شاء الله. ]]



[[اقول]] وهنا دام ظله يطرح دليلين وسنتعرض اليوم للدليل الأول وهو الدليل العقلي  حيث قال دام  ظله حول الدليل العقلي((ما يستفاد من كلمات بعض الأساتذة الأعلام (قدس سره) و حاصله بتقرير منّا أنه لا شكّ- كما عرفت في المقام الأوّل- في أنه لا يمكن إهمال أمر المجتمع الإسلامي من حيث الحكمة، و أنه لا بدّ لهم من ولي و أمير يدير أمورهم و يأخذ حقّ الضعيف من القوي، و يدافع عنهم عند هجوم الأعداء، و ينتصف لهم و منهم، و يجري الحدود، و يسوس جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم و دنياهم.))

وهذا يدل انه يجب أن لا يكون اهمال المجتمع الإسلامي فلابد من قائد يقود أمورهم والى بر الأمان ويدعم المستضعفين منهم خذ مثال قضية غزة ودعم الولي الفقيه لها حيث قال دام ظله ((أهالي غزة ومناضلوها صامدون كالجبال. لا يصلهم الماء والغذاء والدواء والوقود لكنهم صامدون ولا يستسلمون. إن رفض الاستسلام هذا سيؤدّي إلى تحقيق النصر.))

فإن الحكومة الاسلامية كما صرح دام ظله حكومة الالهية لا تنفك سياستها عن ديانتها وتدبيرها فبعد رسول الله ص والائمة وبعد غيبة آخرهم ولي الله المنتظر عجل الله فرجه تكون هنا أولوية الفقيه دون غيره فهنا تكون الحكومة قسمين حكومة اللهية مرتبط بالله ورسوله وتكون ذات ولاية طولية وهي الحكومة الاسلامية والقسم الاخر حكومة غير اسلامية مأخوذة من سياسة الاهواء وغير مرتبطة بالله ورسوله وهي ولاية عرضية كالماركسية والمدنية وغيرها وبالتالي فإن اقامة  حكومة اسلامية يقيمها عالم بأمورها ويكون كفوئا ويدير شؤنها وهناك مجلس شورى كما بين دام ظله وهذا يدل ان ولاية الفقيه ليست فرعونية كما ادعى الشيرازية اللندنية  بل تستشير والقائد الفقيه بعد الاستشارة يقرر الحكم فالشورى هنا بالاستشارة لا بالحكم


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين يارب العالمين 



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٣/جمادي الاخر/١٤٤٥هجريا

الجمعة، 15 ديسمبر 2023

هدية لعبيد القريشي القرآن الذي جمعه امير المؤمنين ع وعرضه على القوم ورفضوه هو الذي يحتوي على التأويل

شاهد اخر يشهد لاحداث الرواية الثالثة الموجودة في دلائل الامامة من كتاب سليم بن قيس إن قنفذ بأمر من عمر كسر ضلع الزهراء ع واسقطت جنينها

مراد الأمير الفاجر وروايات تبين الحاجة للحكومة الدينية من بحث اية الله الشيخ مكارم الشيرازي دام ظله

قال اية الله الشيخ مكارم الشيرازي دام ظله في كتاب بحوث فقهية هامة :

و في بعض الروايات المروية من طرق العامّة أنه لما قال (عليه السلام)

لا يصلح الناس إلّا بأمير برّ أو فاجر، قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا البر، فكيف بالفاجر؟ قال أن الفاجر يؤمن الله به السبل، و يجاهد به العدو، و يجبي به الفي‌ء، و يقام به الحدود و يحج به البيت، و يعبد الله فيه المسلم آمناً

[1].

و هذا دليل أيضاً على أن حكومة الظالمين و إن كانت على خلاف ما أمر الله به و لكنها أحياناً تحصل بها بعض المنافع المرتقبة من الحكومة العادلة، كالموارد المذكورة في الرواية، و هذا أمر ظاهر في بعض الحكومات الموجودة في شتى أنحاء العالم.

2- الرواية المعروفة لفضل بن شاذان رواها في «علل الشرائع» و فيها بيان علل كثيرة لأصول و فروع الدين و منها بيان علل جعل أولي الأمر، و قد ذكر (عليه السلام) له عللًا ثلاثة:

«أولها»: لزوم إجراء الحدود، و أنه لو لا ذلك لظهر الفساد في الأمة، و لا يكون ذلك إلّا بنصب ولاة الأمر.

و «ثانيها» ما نصّه: «أنا لا نجد فرقة من الفرق، و لا ملّة من الملل بقوا و عاشوا إلّا بضمّ رئيس».

و ذكر في «الثّالث» حكمة حفظ أحكام الشرع عن الاندراس، و المنع عن تغيير السنة و زيادة أهل البدع‌ [2].

و يظهر من «الوسائل» من أبواب مختلفة، أنه رواها عن الرضا (عليه السلام)، و لكن ليس في البحار إلّا روايته عن الفضل بن شاذان من دون انتهائه إلى الإمام (عليه السلام)، و لكن من‌ البعيد جدّاً نقل، مثل هذه الرواية، من غير المعصوم (عليه السلام)، فراجع‌ [1].


هذا مضافاً إلى ما حكاه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) فإنه بعد نقل تمام الحديث قال: «سأله علي بن محمّد بن قتيبة الراوي عن الفضل أن هذه العلل عن استنباط منه و استخراج؟ قال: ما كنت لأعلم مراد الله عزّ و جلّ من ذات نفسي، بل سمعتها من مولاي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) شيئاً بعد شي‌ء فجمعتها» [2].


و العلل المذكورة لا تختص بالإمام المعصوم (عليه السلام)، بل يقوم بها الفقيه أيضاً ما عدا الأخير على وجه.


3- ما رواه النعماني في تفسيره عن علي (عليه السلام) بعد ذكر آيات من كتاب الله «و في هذا أوضح دليل على أنه لا بدّ للأمّة من إمام يقوم بأمرهم، فيأمرهم و ينهاهم و يقيم فيهم الحدود، و يجاهد العدو، و يقسم الغنائم، و يفرض الفرائض، و يعرفهم أبواب ما فيه صلاحهم، و يحذرهم ما فيه مضارهم، إذ كان الأمر و النهي أحد أسباب بقاء الخلق، و إلّا سقطت الرغبة و الرهبة و لم يرتدع، و لفسد التدبير، و كان ذلك سبباً لهلاك العباد [3].


4- ما رواه في البحار أيضاً عن الصادق (عليه السلام) قال‌


لا يستغني أهل كلّ بلد عن ثلاثة، يفزع إليه في أمر دنياهم و آخرتهم، فإن عدموا ذلك كانوا همجاً: فقيه عالم ورع و أمير خير مطاع، و طبيب بصير ثقةو


[4].


إلى غير ذلك ممّا هو ظاهر أو صريح في عدم استغناء نوع الإنسان عن الحكومة، يجدها المتتبع في تضاعيف كتب الرواية.




[[اقول]]  قوله دام ظله  ((و هذا دليل أيضاً على أن حكومة الظالمين و إن كانت على خلاف ما أمر الله به و لكنها أحياناً تحصل بها بعض المنافع المرتقبة من الحكومة العادلة، كالموارد المذكورة في الرواية، و هذا أمر ظاهر في بعض الحكومات الموجودة في شتى أنحاء العالم. )) وهذا يدل ان حكومة الظالم تكون نافعة اذا  انتخب الناس شخصا يخدم فكر الحكومة الدينية ولو واحد بالمية ويمهد لبسط يد الولي الفقيه ونحن اليوم كما نشاهد الانتخابات في العراق فمن احرز أحدكم صلاح المنتخب وان كان سيشارك في حكومة ظالمة ولكن كان المنتخب يقدر ان يخدم خط الولاية والحكومة الدينية فأنتخبوه هذا اذا تم احراز المكلف صلاح احد المرشحين للإنتخابات فعليه ينطبق عليه حديث الامام لابد للناس من امير بر وفاجر اذا كان الفاجر يتمتع بهذه الخصائص التي ذكرناها لكم


قوله دام ظله (و قد ذكر (عليه السلام) له عللًا ثلاثة:


«أولها»: لزوم إجراء الحدود، و أنه لو لا ذلك لظهر الفساد في الأمة، و لا يكون ذلك إلّا بنصب ولاة الأمر.


و «ثانيها» ما نصّه: «أنا لا نجد فرقة من الفرق، و لا ملّة من الملل بقوا و عاشوا إلّا بضمّ رئيس».


و ذكر في «الثّالث» حكمة حفظ أحكام الشرع عن الاندراس، و المنع عن تغيير السنة و زيادة أهل البدع‌ ))

وهذا يدل على أن الحكومة الدينية تحفظ السنة من التغيير والاندراس ولزوم إجراء الحدود واذا لم يتم ذلك سيحدث فساد وهذا الأمر لا يتم الا بقائد شرعي يحفظ حقوق المسلمين وان كل امة وفرقة لابد أن تكون بقيادة رئيس تضم حقوقهم

و  ما رواه النعماني في تفسيره عن علي (عليه السلام) بعد ذكر آيات من كتاب الله «و في هذا أوضح دليل على أنه لا بدّ للأمّة من إمام يقوم بأمرهم، فيأمرهم و ينهاهم و يقيم فيهم الحدود، و يجاهد العدو، و يقسم الغنائم، و يفرض الفرائض، و يعرفهم أبواب ما فيه صلاحهم، و يحذرهم ما فيه مضارهم، إذ كان الأمر و النهي أحد أسباب بقاء الخلق، و إلّا سقطت الرغبة و الرهبة و لم يرتدع، و لفسد التدبير، و كان ذلك سبباً لهلاك العباد 


فهذا يدل ان حكومة الفقيه تقوم بأمور المسلمين وتجاهد العدو وخير مثال طوفان الأقصى وما يحدث في فلسطين وقلنا سابقا لو لا دعم الجمهورية الاسلامية للقضية الفلسطينية لما كان اليوم شيء اسمه طوفان الأقصى وما دون ذلك وما دون تحقق وجود قائد شرعي يقود المسلمين لبر الأمان كان سببا في هلاك العباد كما قال الامام  عليه السلام 


و ما رواه في البحار أيضاً عن الصادق (عليه السلام) قال‌


لا يستغني أهل كلّ بلد عن ثلاثة، يفزع إليه في أمر دنياهم و آخرتهم، فإن عدموا ذلك كانوا همجاً: فقيه عالم ورع و أمير خير مطاع، و طبيب بصير ثقة


وهذا يدل ان الفقيه في المرتبة الأولى وانه تنطبق عليه صفة الأمير خير مطاع  فهل هنالك في زماننا شخص خير افضل من الفقيه الورع  وهذه الروايات تدل على عدم الاستغناء  عن الحكومة الدينية لذلك يقول الشيخ دام ظله ((صريح في عدم استغناء نوع الإنسان عن الحكومة، يجدها المتتبع في تضاعيف كتب الرواية))

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٤/جمادي الاخر /١٤٤٥ هجريا