Translate

الخميس، 17 نوفمبر 2022

[[ أية قرآنية تدل إن ولاية الفقيه المطلقة منصب اللهي]]

119 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع‌ أن مما استحقت به الإمامة التطهير و الطهارة من الذنوب- و المعاصي الموبقة التي توجب النار ثم العلم المنور بجميع ما يحتاج إليه الأمة- من حلالها و حرامها و العلم بكتابها خاصة و عامة، و المحكم و المتشابه، و دقائق علمه و غرائب تأويله و ناسخه و منسوخه، قلت: و ما الحجة- بأن الإمام لا يكون إلا عالما بهذه الأشياء الذي ذكرت قال: قول الله فيمن أذن‌ الله لهم في الحكومة- و جعلهم أهلها «إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ- الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ» فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يربون الناس بعلمهم، و أما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين، ثم أخبر فقال «بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ- وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ» و لم يقل بما حملوا منه‌[1].
[[اقول]] قوله عليه السلام :قول الله فيمن أذن‌ الله لهم في الحكومة-
تدل على الحكومة بأطلاقها بأن الله قد اذن. للانبياء والائمة عليهم السلام وكذلك الفقهاء بعد الائمة بالحكومة المطلقة العامة  بقوله عليه السلام  مفسرا الاية :و أما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين،
وهذا اذ  يدل ان ولاية الفقيه ولاية العالم  حكومة  العالم منصبه يكون  من الله وان الله ذكر حكومتهم بعد حكومة الائمة  عليهم السلام  ويثبت ايضا ان ذكر  العالم ليس منحصرا بالائمة عليهم السلام وحسبك ما فسره الامام الصادق ع عندما ذكر حكومة الائمة اولا ومن بعدهم ذكر حكومة الفقيه ثانيا ونكرر انه لا يذهب الشخص بعيدا ويظن من خلال قولنا اننا  نريد اثبات ان منزلة الفقيه كمنزلة الامام   حاشا وكلا بل مراد الحكومة بأطلاقها في الصلاحيات الغير منحصرة بنبي او امام لا المنزلة والا لما ذكر الامام الصادق ع حكومة الفقيه عندما تعرض لتفسير قوله تعالى ((والاحبار)) ولما عبر عنهم بالعلماء فلو كان كلام الامام يخص المنزلة لما ذكر الامام ع وفسر الربانيون بالائمة ع ونحن نعلم ان منزلة الامام اعلى من منزلة النبي الا رسول الله محمد ص ولما فسر الامام ع الاحبار بالعلماء فاذن يثبت ان الكلام والولاية والحكومة في الصلاحيات العامة ويثبت ان الفقيه له ما للنبي ص  وله ما للامام ع في الصلاحيات الا ما اخرجه الدليل كأقامة الحكومة الدينية واجراء الحدود والدفاع عن المسلمين واصدار الفتوى في البعد الاجتماعي حسب ما تقتضيه المصلحة وهو ما نعبر عنه بولاية الفقيه العامة المطلقة وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين

كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢١/ربيع الاخر/١٤٤٤ هجريا


المصدر:
تفسير العياشي📚

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق