قال الشيخ مكارم الشيرازي دام ظله في كتابه بحوث فقهية هامة :
[[ثانيها: أن أحكام الإسلام لا تنحصر بالعبادات
، بل فيها أحكام كثيرة ترتبط بالشئون السياسية، و الاجتماعية، و غيرها، كأحكام الجهاد و الحدود و القضاء و الزكاة و الخُمس و الأنفال و غيرها ممّا لا يمكن تعطيلها في أي عصر و زمان، سواء عصر غيبة الإمام (عليه السلام) أو حضوره، فهل يمكن تعطيل القضاء بين الناس، مع كثرة الخلافات و التنازع بينهم؟ أو هل يمكن تعطيل الحدود و القصاص و شبهها الموجب لتجري أهل الفتنة و الفساد في الأرض؟ أو هل يمكن ترك الدفاع عن ثغور الإسلام عند هجوم الأعداء عليها من الخارج أو من أهل النفاق من الداخل؟! ثمّ هل يمكن إعطاء كلّ من هذه الأمور حقّها بغير تأسيس الحكومة القوية القادرة على تنفيذ الأحكام الخاصّة بهذه المسائل؟ و من أنكر هذه إنّما ينكره باللسان و قلبه مطمئن بالإيمان.
فلذا نرى الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) عند ما هاجر إلى المدينة و ثبتت قدماه في أرضها أقدم على تأسيس الحكومة الإسلامية قبل كلّ شيء، بتجنيد الجنود، و تعيين بيت المال، و جمع الزكوات، و إرسال الرسل، و نصب القضاة و بعث العيون، و غير ذلك، و لولاها لما ثبتت للإسلام قائمة، فإنه لم يكن الإسلام مجرد تبليغ الأحكام و تعليمها، و أي أثر للتعليم المجرّد عمّا يوجب إنفاذ الأحكام و إجرائها، اللّهم إلّا أثراً ضعيفاً، بل السرّ في انتشار الإسلام في أكثر بقاع المعمورة من الأرض في مدة قليلة قد لا تبلغ قرناً واحداً، هو اعتماده على تأسيس الحكومة و إيجاد حُكم يخضع لأوامره، كما لا يخفى على الخبير.
ثالثها: الروايات الكثيرة الدالّة على ضرورتها للأمة الإسلامية
منها ما يلي:
1- ما ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه لما سمع كلام الخوارج «لا حكم إلّا لله» قال
«كلمة حقّ يراد بها الباطل، و لكن هؤلاء يقولون «لا إمرة إلّا لله» و أنه لا بدّ للناس من أمير برّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، و يستمتع فيها الكافر و يبلغ الله فيها الأجل، و يجمع بها الفيء، و يقاتل بها العدو، و تؤمن به السبل، و يؤخذ به للضعيف من القوي»
[1].
و حاصله أن الحكم له معنيان:
أحدهما: الحكم بمعنى تشريع القانون الإلهي فهو منحصر بمشية الله و إرادته، و الثّاني بمعنى إجراء هذا القانون، و هذا لا يكون إلّا بواسطة إنسان إن كان براً فهو، و إلّا خلّفه فاجر، و لكن الخوارج قد لبسوا على أنفسهم و على الناس، بالخلط بين المعنيين، ثمّ أشار (عليه السلام) إلى فوائد سبعة لتأسيس الحكومة لا تتيسر بدونها.]]
[[اقول]] وكلام الشيخ مكارم جدا واضح بأن احكام الاسلام ليست منحصرة فقط بألعبادات كرسالة عملية او افتاء فقط أو احكام الحيض والنفاس و الجنابة كما ادعى بعض اهل الدكاكين بل وصلت بهم الحال انهم يثنون المجاهدين عن الجهاد ضد الكيان الغاصب فهذا احد شيوخ البلاط يقول لشيخ المجاهدين ابو عبيدة : يا أبا عبيدة جاهد بالسنن واترك جهاد السيف
هذا شاهد حي من اهل الدكاكين الذي يفصل الدين عن الامور السياسية والاجتماعية فقط اعطيه حيض ونفاس ومنطق وغيره ولكن عندما يصل الامر للدفاع عن الإسلام والحفاظ على بيضة الاسلام فإن هذا الأسد الذي تراه ظاهرا قويا بالدين ينقلب الى أرنب والارنب اشجع منه لان الأرنب لو تعرض أبنائه للخطر يدافع عنهم وخير مثال هنالك فيديو متداول يظهر فيه ثعبان يهاجم أطفال الأرنب فما كان من الرنب الا وهب للدفاع عن أولاده وطارد الافعى وجعلها مسخرة فهذا الذي يقول جاهد بالسنن واترك جهاد السيف ثبت ان الأرنب اشجع منه لذلك يقول الشيخ مكارم الشيرازي دام ظله ((هل يمكن ترك الدفاع عن ثغور الإسلام عند هجوم الأعداء عليها من الخارج أو من أهل النفاق من الداخل؟! ثمّ هل يمكن إعطاء كلّ من هذه الأمور حقّها بغير تأسيس الحكومة القوية القادرة على تنفيذ الأحكام الخاصّة بهذه المسائل ؟)) وهنا يتسائل سماحته يمكن ترك الدفاع عن ثغور الاسلام عند هجوم الأعداء من الخارج او من اهل النفاق من الداخل هل يمكن فعل هذه الامور بدون تأسيس حكومة دينية على منهاج الخلافة الإسلامية ويكون خليفة المسلمين الذين يلي الحكومة فقيها مجتهدا عادلا ا هل يمكن تطبيق هذه الامور بدون تشكيل الحكومة ؟
لذلك يقول الشيخ مكارم دام ظله ((من أنكر هذه إنّما ينكره باللسان و قلبه مطمئن بالإيمان.
فلذا نرى الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) عند ما هاجر إلى المدينة و ثبتت قدماه في أرضها أقدم على تأسيس الحكومة الإسلامية قبل كلّ شيء، بتجنيد الجنود، و تعيين بيت المال، و جمع الزكوات، و إرسال الرسل، و نصب القضاة و بعث العيون، و غير ذلك، و لولاها لما ثبتت للإسلام قائمة، فإنه لم يكن الإسلام مجرد تبليغ الأحكام و تعليمها، و أي أثر للتعليم المجرّد عمّا يوجب إنفاذ الأحكام و إجرائها، اللّهم إلّا أثراً ضعيفاً، بل السرّ في انتشار الإسلام في أكثر بقاع المعمورة من الأرض في مدة قليلة قد لا تبلغ قرناً واحداً، هو اعتماده على تأسيس الحكومة و إيجاد حُكم يخضع لأوامره، كما لا يخفى على الخبير. ))
فوفقا لسيرة رسول الله ص عندما هاجر من مكة إلى المدينة شكل الحكومة الاسلامية وجند وجمع الزكوات ونصب القضاء وبعث العيون ولو لا تشكيل جيش تحت قيادة قائد ديني وهو رسول الله ص وتشكيل الحكومة لاندثر الاسلام فاذن حسب كلام الشيخ ووفق السيرة انتشار الإسلام ليس فقط تبليغ احكام و تعليمها بل ايضا تشكيل الحكومة وعندما جددت الجمهورية الاسلامية روح المقاومة في فلسطين بالدعم بالمال والسلاح والخبرات وانبثاق طوفان الأقصى اسلم الكثير من الغرب والبعض خسر عائلته أصدقائه كونه اسلم هذه نتيجة تأسيس حكومة اسلامية على رأسها قائد ديني فقيه عادل ولذلك يتم دحض شبهة ان الجهاد يكون فقط بالسنن وترك جهاد السيف فلا يترك أحدهما بل يعمل بهما وهو جهاد السنن وجهاد السيف وترك جهاد السيف بحجة التركيز على جهاد السنن ومشاهدة المسلمين في غزة يقتلون هذه خيانة للاسلام بقي امر ماهو مراد حديث امير المؤمنين ع ما اورده شيخنا في محاججة الامام للخوارج انه لابد للناس من امير بر او فاجر وماهو ذلك الامام او الامير الفاجر الذي يقود المسلمين وفق نهج امير المؤمنين ع هذا ما سنبينه بالبحث القادم
فخلاصة بحثنا ان الحكم كما قرره شيخنا أدام الله ظله له معنيان أحدهما تشريع قانون اللهي وفق ارادته بواسطة الكتاب والسنة والثاني إجراء هذا القانون بواسطة الإنسان وهو تشكيل الحكومة الدينية بواسطة الفقيه وهذا والحمد الله رب العالمين
وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٢/جمادي الأول /١٤٤٥ هجريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق