Translate

الخميس، 28 سبتمبر 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الثامن عشر)

 1- [[القائد الشرعي لا ينعزل عن المجتمع وان غضب حقه]]
هكذا بعد استشهاد الزهراء وبعدما رأى القائد الشرعي الخطر الذي يهدد الاسلام فهل من مصلحة الاسلام ان ينعزل عن المجتمع والأمور السياسية التي تمس مصلحة المسلمين هل جلس في بيته كما يروج الاعلام الاموي ام انه ساهم وشارك بالدفاع عن الإسلام؟
والجواب ان امير المؤمنين ع لم يجلس في بيته كما ادعى ابن تيمية  بل شارك ايضا في حروب الردة واعني هنا حروب الردة الذين ادعوا النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاحة التميمي   لا مانعين الزكاة  لان مانعين الزكاة انما منعوا  عن دفع الزكاة لابي بكر لانه ليس الخليفة الشرعي بعد النبي وانما القيادة الشرعية بعد النبي هو مولانا امير المؤمنين ع فلا ينبغي الخلط عند بعض الاخوة بين مانعين الزكاة وبين المرتدين اذن امير المؤمنين ع لم يجلس حبيس بيته كما ادعى الاعلام الاموي بل ساهم بنصرة الاسلام  لذلك يقول في خطبة طويلة نأخذ الشاهد المهم :
فَمَا رَاعَنِي إِلَّا انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَهُ فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ وَاطْمَأَنَّ الدِّينُ وَتَنَهْنَهَ.

اذن هنا امير المؤمنين ع يصرح انه  نهض مع القوم في تلك الأحداث وان رأى انه غصب حقه كما صرح بأبي هو وأمي  اذن القيادة الشرعية لا تنعزل عن السياسة والمجتمع وان غصبت حقها وازالوها عن مرتبتها 
ولذاك بعدما رأى ان الامة قد اصبحت بخير اضطر ان يصالح ابو بكر وفي روايات ايضا انه بايع ابي بكر من اجل مصلحة المسلمين وان غصب حقه لكن مصلحة المسلمين احيانا تقدم حيث صرح ذلك ويقول :
فما راعني  إلا انثيال الناس على أبي بكر وإجفالهم  إليه ليبايعوه, فأمسكت يدي ورأيت أني أحق بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس ممن تولى الأمر من بعده فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس  رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله وإبراهيم عليه السلام فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما يكون مصيبته  أعظم علي من فوات ولاية أموركم  التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم يزول ما كان منها كما يزول السراب وكما يتقشع  السحاب, فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ  الباطل وزهق وكانت " كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون  .
فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وشدد وقارب واقتصد, فصحبته منا صحا وأطعته فيها أطاع الله (فيه) جاهدا

وهذه الخطبة رويت الكثير من الفاظها في نهج البلاغة جمع الشريف الرضى  ومروية  ايضا في كتاب الرسائل لشيخنا الكليني عن علي بن ابراهيم القمي بسنده وقد احتج بها الكثير من علمائنا فيحكم على الخطبة بالاعتبار لتعدد طرقها
وفي رواية  عن- حميد بن زياد. عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد. عن أبان بن عثمان، عن الفضيل عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين (عليه السلام) من أن يدعو إلى نفسه إلا نظرا للناس و تخوفا عليهم أن يرتدوا عن الاسلام (1) فيعبدوا الأوثان ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان الاحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن جميع الاسلام وإنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا. فأما من لم يصنع ذلك ودخل فيما دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فإن ذلك لا يكفره ولا يخرجه من الاسلام ولذلك كتم علي (عليه السلام) أمره وبايع مكرها حيث لم يجد أعوانا.

والحديث كالموثق كما صرح شيخ الإسلام المجلسي رواه شيخنا الكليني في كتاب الكافي وهذا يبين عدة اسباب المبايعة امير المؤمنين ع غاصب حقه منها :
اولا خوفه على ارتداد المسلمين ولا يشهدون لا اله الا الله محمد رسول الله 
ثانيا لم يجد أعوانا  ولا انصار لذلك كتم امره وبايع مكرها

اذن علينا ان نركز بالنقطة الثانية ان التمكين وكثرة الأنصار شرط مهم في تصدى القائد الشرعي لذلك لولا   أن يهب الشعل الايراني  لنصرة الامام الخميني ولو لا التمكين لما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران فعلينا ان نستفاد من هذا الدرس انه يجب علينا التركيز على التمكين لتطبيق القيادة الشرعية والا فلن تكون هنالك حاكمية الدين وسيضل يتكرر مسلسل السقيفة ما لم نركز على التمكين وكثرة الاتباع فهذا شيء مهم في تطبيق القيادة الشرعية وهكذا نحن في العراق  كذلك الامر موجه الينا اذا اردنا تطبيق حكم الفقيه او المعصوم علينا بالتمكين ولنا بما حدث لامير المؤمنين ع مثال وعبرة 

 وورد عن الامام المهدي عج: انه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرجُ حين أخرج ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي.

اذن بيعة امير المؤمنين ع للأول ثابتة بعدة طرق ولكن كما بينا ليس عن رضا وانما بالإكراه من اجل مصلحة المسلمين اولا  ولم يجد اتباعا ثانيا  واما القول انه لم يبايع ساعة كما صرح شيخنا المفيد قدس فمردود حسبما بينا بالادلة  بل يشهد لذلك ايضا في صحيح البخاري ان البيعة كانت  من اجل مصلحة الناس وليس كون الأول أحق كما صرح ذلك امير المؤمنين ع عندما بايع ابو بكر وصالحه وقال له :
ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا

وفي صحيح مسلم قال أمير المؤمنين لأبي بكر :
 ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

فهنا امير المؤمنين ع يصرح ان ابو بكر استبد ولم يعطي حق امير المؤمنين ع 
فامير المؤمنين ع الزم ابو بكر بما الزم به الأنصار بأن رسول الله محمد ص من المهاجرين وهم أحق بهذا الأمر  من بعده وكذلك امير المؤمنين ع الزمه قرابته بقوله (وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم)
وهناك كلمة قوية قالها ابن حجر في فتح الباري  عند شرحه لكلام امير المؤمنين ع :ولكِنَّكَ استَبدَدْتَ علينا بالأمْرِ، ولم تُشاوِرْنا في أمْرِ الخِلافةِ، وكُنَّا نَرى -لقَرابَتِنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَصيبًا مِنَ المُشاوَرةِ،
فإذن لو تمت الشورى بمحضر امير المؤمنين ع لتم إلزام الجميع بقاعدة أقرب الناس لرسول الله ص وهو امير المؤمنين ع ولأصبح هو الخليفة لا ابي بكر ولكنه استبد بالأمر ولم يشاور امير المؤمنين ع كما صرح ذلك امير المؤمنين ع 
فإذن ثبت في كتب السنة والشيعة ان البيعة كانت بالإكراه ومع ذلك امير المؤمنين ع القائد الشرعي لم ينعزل عن المجتمع وعن الامور السياسية كما ثبت في سيرته وهذا يكشف ان القائد الشرعي دائما لا ينعزل عن المسلمين وان تمت تنحيته عن قيادته كما ثبت. 
















2-[[القيادة الشرعية وحرب الجمل ]] 
بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بايع المهاجرين والأنصار  امير المؤمنين ع وكان ممن بايعه طلحة والزبير  ولكنهم نكثوا بعد ذلك وخروجوا لمكة ناكثين وقد علمت بذلك ايضا عائشة ام المؤمنين فما ان بلغها نبأ  رجوع القيادة لامير المؤمنين ع قالت :
ليت هذه إنطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك ردوني ردوني فإنصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماًً ، والله لأطلبن بدمه ،
والغريب من ام المؤمنين عائشة انها كانت المحرض الرئيسي وفتوى قتل عثمان منها حيث افتت بقتله وقالت : 
اقتلوا نعثلا فقد كفر 
ولكن ما ان وصل الامر وعادت الخلافة لأهلها جعلت من عثمان ذريعة لمحاربة امير المؤمنين ع وهذا خلاف الحق حيث انه من يخرج على امير المؤمنين ع فهو باغ لان في عقيدتنا لا يجوز الخروج على من اوصى به رسول الله ص من بعده وايضا خلافا لعقيدة اهل السنة انه لا يجوز الخروج على الخليفة الذي بايعه المهاجرين والأنصار وبذلك ثبت عند مدرسة الشيعة الامامية أعلى الله مقامهم ومدرسة اهل السنة مخالفة لعائشة بخروجها على الامام الحق 
وكان معها طلحة والزبير  اللذان نكثا وهذا يثبت ان حرب عائشة والزبير و طلحة ليست حرب دينية بل من اجل كرسي الخلافة وحب الدنيا وبذلك لا يحكم بنصبها كما صرح بذلك الكثير من الفقهاء  بل يحكم بأن فعلها خلاف الايمان والذي لا يكون مؤمنا حسابه اعظم من حساب الكافر لان الايمان أعلى درجة من الاسلام 
وبعد وصول عائشة وجيشها للبصرة واجتمعت وجيشها بجيش امير المؤمنين ع حدثت معركة سميت بمعركة الجمل نسبة للجمل الذي كانت تركبه  وكانت قبل وصولها للبصرة أرادت الرجوع لانها سمعت كلاب تنبحها فقالت ما هذا المكان قالوا لها ماء الحوئب يا ام المؤمنين قالت ما اظن الا راجعة سمعت رسول الله ص يقول لازواجه وانا احداهن :كيف واحداكن تنبحها كلاب الحوئب 
وارادت الرجوع لكن ابن اختها عبد الله استمر بتحريضها وحدث ما حدث وحصلت معركة الجمل وانتصر جيش امير المؤمنين ع القائد الشرعي فلما ظفر امير المؤمنين ع ردها الى مأمنها مع سبعين خادمة البسهم لبس الرجال برفقة أخيها محمد بن ابي بكر التزاما بكلام النبي ص اما القول ان امير المؤمنين ع طلقها فلم يثبت ذلك اذ ان الخبر مرسل لا يصح وقد ثبت بعدة طرق ان امير المؤمنين ع هددها بالطلاق اذا لم ترجع ومنها :
روى المجلسي في البحار: عن الأصبغ بن نباتة قال: بعث علي (عليه السلام) يوم الجمل إلى عائشة: «إرجعي وإلا تكلمت بكلام تبرين من الله ورسوله».
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن: إذهب إلى فلانة فقل لها: قال لك أمير المؤمنين: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن إليك بما تعلمين».
فلما أخبرها الحسن بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قامت ثم قالت: خلوني!
فقالت لها امرأة من المهالبة: أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم وحاورتيه، وخرج من عندك مغضباً، وأتاك غلام فأقلعت؟
قالت: إن هذا الغلام ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي رسول الله فلينظر إلى هذا الغلام، وقد بعث إلي بما علمت.
قالت: فأسألك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليك إلا أخبرتينا بالذي بعث إليك.
قالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل طلاق نسائه بيد علي، فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة 4.

عن إبراهيم بن الحسين، بإسناده عن سالم بن أبي الجعد، قال: بعث علي (عليه السلام) إلى عائشة بعد أن انقضى أمر الجمل وهي بالبصرة، أن ارجعي إلى بيتك، فأبت، ثم أرسل إليها ثانية، فأبت، ثم أرسل إليها ثالثة: لترجعن أو لأتكلم بكلمة يبرأ الله بها منك ورسوله.
فقالت: أرحلوني أرحلوني.
فقالت لها امرأة ـ ممن كان عندها من النساء: يا أم المؤمنين ما هذا الذي ذعرك من وعيد علي (عليه السلام) إياك. قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) استخلفه على أهله، وجعل طلاق نسائه بيده 5.


الإيضاح لابن شاذان : قال الحسين عليه السلام لعائشة : إنّ أبي يقول لك ارجعي إلى بيتك الذي أمرك رسول الله أن تقرّي فيه و خلّفك فيه رسول الله وإلا بعثت إليك بالكلمات !
فقالت : يا بُنيّ قل لأبيك إني أذكرك الله أن تذكر الكلمات أو تقول شيئاً -إلى آخره-



:الكافئة في توبة الخاطئة للمفيد : عن الحسين بن حمّاد حدثنا أبو الجارود عن الأصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين قال لعائشة : ارجعي إلى بيتك الذي تركك رسول الله وأبوكِ فيه , فأبت
فقال لها ارجعلي وإلا تكلمت بكلمة تبرئين إلى الله تعالى و رسوله ! فارتحلت .


وهذا يثبت لنا بعدة طرق وبها مسندات انه ثبت التهديد اذا لم ترجع وهي رجعت لذلك لم يحدث الطلاق اما القول ان الامام الحسين ع طلق عائشة فهذا لم يثبت في كتبنا الروائية نعم رواها المسعودي في اثبات الوصية وحال المسعودي مختلف فيه 

وجعل امير المؤمنين ع حسابها عند الله حيث قال في نهج البلاغة  :
وأما فلانة فأدركها رأي النساء، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين (1)، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل، ولها بعد حرمتها الأولى والحساب على الله تعالى
اذن لها حرمتها الأولى وهي كونها زوجة رسول الله ص  فلا يكون حسابها في الدنيا بل الحساب عند الله
وكانت عندما تقرأ قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) تبكي وتبل خمارها وقد قالت لا تدفنوني عند رسول الله فأني احدثت بعد حدثا
والنبي ص يقول من أحدث حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله 
وهنا من خلال موقف عائشة نتذكر موقف امرآة اخرى في زماننا وهي الخارجية العميلة مريم رجوى زعيمة منافقين خلق الذين لديهم نصيب من دماء المسلمين وقتلهم حيث بإسم الحرية تحارب النظام الاسلامي الذي يقوده الفقيه وهي تدعي التشيع وهنا نسألها الا تعلم في فقه الشيعة انه لا يحق لاحد ازاحة الفقيه الا اذا اجتمع المراجع على ازاحته وقد ثبت ان اغلب الفقهاء يقولون بعدالة الامام الخميني ومن بعده الامام الخامنئي وهذا اذ يتبين ان مريم رجوى وامثالها ما هم إلا عصابات بإسم الحرية او القومية الايرانية يريدون القضاء على النظام الاسلامي وضرب رأس الولاية وهو الولي الفقيه الذي ثبت انه منصب بالتنصيب العام في المقبولة وفي المكاتبة ولكن كما قلنا هؤلاء عملاء لا يمدون للتشيع ولا للاسلام بأي صلة فمحاربتهم اليوم إعلاميا وبكل الوسائل واجب شرعي على اتباع خط الولي الفقيه فنسأل الله ان يكسر شوكتهم ويظفر بهم عساكر المسلمين انه سميع الدعاء.















3-[[قميص عثمان حجة معاوية  لمحاربة القائد الشرعي]]

بعث امير المؤمنين ع لمعاوية وهو يدعوه للدخول على ما اجتمعت عليه الامة ولكن رفض بحجة واهية الا وهو طلبه بالقصاص من دم عثمان و هذه الحجة ضعيفة عقلا ومنطقا وهو انه كيف يطالب امام بالقصاص ولم يبايعه بعد الا اذا كان فعلا يعرف ان  خلافة امير المؤمنين ع حق ولكن مع ذلك يعاند ويجحد وما قوله المطالبة بدم عثمان الا ذريعة وخديعة من اجل الافلات من البيعة 
فهنا القائد الشرعي رسالته لمعاوية الزمه الزاما قاطعا ببيعته عندما قال له بنص رسالته:
إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى (1) فتجن ما بدا لك والسلام 

فهنا امير المؤمنين ع حاجج معاوية بقضية الشورى وهو ان المهاجرين والأنصار اجتمعوا عليه وبايعوه وبما ان معاوية كان ملتزم بهذه القاعدة الزمه امير المؤمنين ع الحجة ومع ذلك استمر معاوية في غيه وشره ومحاربة القيادة الشرعية  الى ان حدثت معركة صفين بين جيش امير المؤمنين ع القائد الشرعي وبين جيش الفئة الباغية بقيادة معاوية وقبل حدوث المعركة فضح امير المؤمنين ع معاوية وتعامله مع الروم مع الاستكبار العالمي حيث قال:
 ((أيها الناس! إن معاوية بن أبي سفيان قد وادع ملك الروم، وسار إلى صفين في أهل الشام عازماً على حربكم، فإن غلبتموهم استعانوا عليكم بالروم)) 
وهذا يبين لنا عمالة معاوية للأستكبار العالمي المتمثل بالروم انذاك 
وحدثت المعركة الا وهي صفين قد استشهد بهذه المعركة من خيرة صحابة رسول الله ص ومن بينهم عمار بن ياسر الصحابي الجليل لذلك قال رسول الله ص لعمار ويح عمار تقتله الفئة الباغية فلما استشهد عمار ارتعب عمرو بن العاص وتذكر قول رسول الله ص  حول قوله لعمار تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية وهو يحاول تحريف كلام النبي ص قال :
انما قتله من جاء به ويقصد بذلك امير المؤمنين ع 
فلما وصل هذا الكلام لامير المؤمنين ع  رد على كذبه بحجة علمية قاطعة تفند تحريف معاوية لحديث النبي ص  حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يرد على تحريف معاوية :
فرسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن قاتل حمزة
لان حمزة جاء به النبي ص لقتال المشركين وبذلك تم دحض كلام معاوية وابطال تأويله 
وبعدما انتصر جيش امير المؤمنين ع وكاد ان يسيطر سيطرة كاملة وبعدما كشف ابن العاص عورته هربا من سيف امير المؤمنين ع امر ابن العاص معاوية بجمع المصاحف وتعليقها على الرماح فكانت هذه الحيلة الماكرة من ابن العاص سببا بأنقسام في جيش امير المؤمنين ع  وأمير المؤمنين حذرهم من الانخداع بحيلة ابن العاص ولكن الكثير منهم بسبب غياب البصيرة انخدعوا ولم يطيعوا القائد الشرعي وخدعوا ايضا بقضية التحكيم ولم يطيعوا امر القائد الشرعي وهكذا اليوم في زماننا كم عندنا اليوم الف شخص مثل ابن العاص ومن ضمنهم ابن عاص زماننا كبير الشيرازية اللندنية  وقزمهم ياسر الخبيث
فاليوم حجتهم لمحاربة الولي الفقيه مثل حجة القرآن ولكن هذه المرة بإسم البرائة و بإسم الشعائر فهذه كلها مصاحف ابن العاص لمحاربة القيادة الشرعية ونتجت بعد هذه المصاحف  وقضية التحكيم وبسبب انعدام البصيرة نتيجة انشقاق فئة عن جيش امير المؤمنين ع سموا بعد ذلك الخوارج وقد قاتلهم امير المؤمنين ع في معركةسميت بالنهروان وايضا بسبب مخلفات الشيرازية في زماننا نتجت عن ظهور امير القريشي وجماعته الذين قالوا بعقيدة المفوضة بأن الائمة يرزقون و يخلقون وان كان الشيرازي لا يقول عقيدتهم الا ان هؤلاء انبثقوا من هذه المدرسة وهم سبب البلاء 













4-[[القيادة الشرعية ضد الغلو فيها]] 

اضافة الى المعادين للقيادة الشرعية هنالك ايضا صنف اخر غالوا بالغوا في حب القيادة الشرعية ووصلت فيهم الى تأليهها وجعلها الله ومؤسس هذه الفرقة الغالية هو اللعين اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الاسلام وبعدها قال بأللوهية الامام ع وقال له انت الله وانا نبي وقد ورد ذلك في رجال الكشي بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام ان عبد اللّه بن سبأ كان يدعى النبوة و يزعم أن أمير المؤمنين عليه السّلام هو اللّه (تعالى عن ذلك).

فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام فدعاه و سأله؟ فأقر بذلك و قال نعم أنت هو، و قد كان ألقى في روعي أنك أنت اللّه و أني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك و تب، فابى فحبسه و استتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار و قال: ان الشيطان استهواه، فكان يأتيه و يلقى في روعه ذلك



وهذه الرواية تبين ان ابن سبأ هو أول من وضع الغلو في اهل البيت ع والغلو في القيادة الشرعية وانا استغرب من بعض معاصرينا إنكار شخصيته مع ان الروايات في كتب المتقدمين عن ائمتنا عليهم السلام مشحونة بلعنه وذمه و البرائة منه نعم مقولة انه اول من قال بالامامة و عقيدة الرجعة من اكاذيب سيف بن عمر وهو من كبار الوضاعين لكن  القول ان ابن سبأ من اختراع سيف بن عمر مردود كون ان ابن سبأ صرح ائمتنا بوجوده ولعنه وكذلك صرح مشايخنا علمائنا بوجوده ولعنهم ونأخذ مثال على ذلك فقط عالمين كبيرين ومن قدماء علمائنا 
اولا الشيخ الطوسي شيخ الطائفة
حيث قال في رجاله [[عبد الله بن سبا، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو]] 
ثانيا العلامة الحلي الذي يعتبر من كبار علمائنا ومن قدمائهم قال في خلاصة الاقوال [[عبد الله بن سبأ - بالسين المهملة، والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة - غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنار، كان يزعم أن عليا (عليه السلام) اله وانه نبي لعنه الله]] 
 وهنالك المزيد من أقوال علمائنا الكبار في ذمه ولعنه وهذا يدل على وجود الرجل وانه اول من أسس الغلو لا اول من قال بالامامة والرجعة كما يزعم الكذاب سيف بن عمر 
اذن اتباعنا للقيادة الشرعية يجب أن تكون بعلم و بصيرة وبدون غلو لكي لا نقع في المستنقع الذي وقع فيه ابن سبأ وأصحابه فنحن عندما نتبع الولي الفقيه الذي هو يعتبر القيادة الشرعية في زمن غيبة المعصوم يجب أن  يكون بعلم وببصيرة و  لا اغالي فيه وهنالك البعض ممن يحسبون زورا على خط الولاية  يسمون انفسهم الخراسانيين يجزمون ان الامام القائد هو الخراساني الموعود وهذا كذب ودس  وافتراء منهم بل بعضهم جعله معصوما وقاموا بمهاجمة المراجع العظام وقد رد عليهم سماحة شيخنا سماحة حجة الاسلام  والمسلمين  اسد قصير حفظه الله  برد وافي وقاصم وقهر شوكتهم والبعض منهم يحاول استغلال البسطاء من اتباع خط الولاية لتمرير الغلو في القيادة الشرعية فالحذر اخواني من هذه الفئة الضالة التي لا تمثل خط الولي الفقيه فلا نستطيع ان نجزم ان الامام الخامنئي هو الخراساني الموعود وقد ركز سماحة الشيخ اسد قصير حفظه الله على هذه القضية بأن الجزم بأن سماحة الامام هو الخراساني او الجزم بأن فلانا يماني هذا توقيت وكذب الوقاتون
انتهى كلام سماحته دام علمه وظله
نعم نتبع القيادة الشرعية المتمثلة بالولي الفقيه بأمر من الامام ع ولكن لا افراط ولا تفريط بل بالنحو المسموح لنا فكما اننا يجب أن لا نخذل القيادة الشرعية كذلك بالوقت ذاته يجب أن لا نغالي بها لكي لا نكون من الهالكين نعم نقول نسأل الله أن يكون الامام القائد هو الخراساني  ولكن بدون جزم ومن الله التوفيق. 















5-[[تنصيب امير المؤمنين ع ولاة خير  دليل على ولاية الفقيه]] 

قام امير المؤمنين ع القائد الشرعي بإصلاحات في أيام حكومته  من الخدمات الاجتماعية وغيرها واما سياسيا فقد نصب امير المؤمنين ع من الصحابة ومن أصحابه الفقهاء ولاة في حكومته فمثلا عثمان بن حنيف الذي هو صحابي جليل من خيرة صحابة رسول الله ص كان فقيها مجتهدا وفي كتاب امير المؤمنين ع له دليل قاطع على حكومة المجتهد الفقيه حيث قال له بكتابه الذي كتبه اليه :
أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلَا وَإِنَّكُمْ لاتَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ.

وهذا الكلام يدل بنص قاطع على ان الاجتهاد وفق نهج اهل البيت ع ثابت عنهم وهو اجتهاد الفقيه وان  المجتهد له الحكومة وذلك بكلام امير المؤمنين ع للولي الفقيه عثمان بن حنيف عندما قال له ((اعينوني بورع واجتهاد)) وهذا شاهد اول 

شاهد تاريخي اخر يبين لنا ان للفقيه ولاية وهو العهد الذي ارسله امير المؤمنين ع لمالك الاشتر ولا بأس أن نأخذ نبذة بسيطة عن مالك 
انه كان اضافة لشجاعته وبسالته كان ايضا عالما فقيها وذلك بقول امير المؤمنين ع فيه : كان لي مالك كما كنت لرسول الله ص 
وهذا الحديث يدل على علمية مالك وفقاهته 

ونص عهد الامام ع لمالك الاشتر بولايته على مصر قال :
هذا ما أمر به عبد الله عليٌ أميرُ المؤمنينَ مالكَ بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولاه مصر: جباية خراجها، وجهاد عدوها، واستصلاح أهلها، وعمارة بلادها. أمره بتقوى الله وإيثار طاعته، واتباع ما أمر به في كتابه: من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد إلا باتباعها، ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها، وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه، فإنه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من أعزه. وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ويزعها عند الجمحات، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله.

فهذا العهد يبين لنا حسب سيرة امير المؤمنين ع. دليل على ولاية الفقيه وان كان هنا التنصيب خاص وليس عام اذ ان كلام المعصوم وفعله سنة تطبق بحياته وبعد مماته 
فيستفاد من سيرة المعصوم بعهده لمالك الاشتر وكتابه لعثمان بن حنيف دليل على حكومة الفقيه 
وهناك كلمة جميلة للشيخ محمد السند عندما سئل عن القول بولاية الفقيه المطلقة فأجاب :
ان اريد من الاطلاق عين ما للمعصوم فلا و إن اريد نظير مقدار توليته ع لمالك الاشتر على مصر في العهد المعروف فهذا المقدار مقرر ثابت بحسب الادلة

فإذن بحسب سيرة القائد الشرعي امير المؤمنين ع ان للفقيه ولاية ويكون مبسوط اليد وبذلك نستنتج من خلال كتاب امير المؤمنين ع لعثمان بن حنيف و العهد لمالك الاشتر بولايته على مصر ثبوت الولاية العامة للفقيه وان له ما للامام في البعد السياسي والاجتماعي الا ما اخرجه الدليل 

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 








كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ  ١٢/ربيع الاول/١٤٤٥ هجريا



الأربعاء، 20 سبتمبر 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس السابع عشر)

1-[[الفتح المبين للقائد الشرعي ]]
بعدما صالح رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله قريشا عام الحديبيّة كان في أشتراطهم أنّه من أحبّ أن يدخل في عهد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عهد قريشا دخل فيه  فدخلت خزاعة في عقد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وكنانة في عقد قريش، وكان بين القبيلتين شر قديم، ثم وقعت فيما بعد بين بني بكر وخزاعة مقاتلة، فأعانت قريش كنانة فأرسلوا مواليهم فوثبوا على خزاعة فقتلوا فيهم فجاءت خزاعة إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فشكوا إليه ذلك وكان ذلك ممّا عجّل بفتح مكَّة فأحّل اللَّه لنبيّه قطع المدّة الَّتي بينه وبينهم وقد كان رسول الله صلَّى اللَّه عليه وآله قال للناس: كأنّكم بأبي سفيان قد جاء ليشدّ العقد ويزيد في المدّة...حتّى أتى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فكلَّمه فقال: يا محمّد احقن دم قومك وأجر بين قريش وزدنا في المدّة. فقال صلَّى اللَّه عليه واله: أغدرتم يا أبا سفيان قال: لا، قال: فنحن على ما كنّا عليه

خرج رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة حين صلى العصر لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 8 للهجرة، وقيل لعشر مضين من شهر رمضان، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر، وقيل: أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري. ويقال: ابن أم مكتوم. ودعا رئيس كل قوم فأمره أن يأتي قومه فيستنفرهم. قال الإمام الباقر عليه السلام: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الفتح فصام وصام الناس حتى نزل كراع الغميم فأمر بـالإفطار فأفطر وأفطر الناس وصام قوم فسموا العصاة لأنهم صاموا. ثم سار عليه السلام، حتّى نزل مر الظهران ومعه نحو من عشرة آلاف رجل، ونحو من أربعمائة فارس
وكان المهاجرون سبعمائة، ومعهم ثلاثمائة فرس، والأنصار أربعة آلاف، ومعهم خمسمائة فرس، ومزينة ألف وثلاثة أنفار، وفيها مائة فرس، وأسلم أربعمائة ومعها ثلاثون فرساً، وجهينة ثمانمائة، وقيل ألف وأربعمائة، والباقي من سائر العرب؛ تميم وقيس وأسد وغيرهم.

وقد اسلم رأس الكفر ابا سفيان وكان قد نطق بالشهادة الأولى اما نبوة رسول الله ص فلم ينطق بها الا بعد تهديده من قبل العباس عم النبي ص  وهذا يبين لنا حقد ابو سفيان وتربصه بالاسلام ويبين لنا ان الحقد الاموي والتخطيط لضرب الاسلام بدأ من حركة ابا سفيان وموقفه مع النبي ص وهذا مثال على استكبار زمانه المتمثل بأبو سفيان 
ودخل رسول الله ص الي مكة وحطم الاصنام وبذلك استطاع القائد الشرعي رسول الله ص ان يفتح مكة وقد ارجع سدانة الكعبة وسقاية الحجاج لبني هاشم 

واما باقي الامويين والذين أسلموا بعد الفتح قال لهم النبي بعدما ظفر بهم ماذا تظنوني فاعل بكم قالوا ابن عم وأخ كريم قال فأذهبوا فإنكم الطلقاء
وكانوا يسمون بالطلقاء لانهم اسلموا بعد الفتح وكان بين الذين أسلموا بعد الفتح معاوية

ثم بعدها ارتدوا وقاتلهم النبي في معركة حنين وكان لامير المؤمنين ع دور بارز بهذه المعركة العظيمة وهكذا استطاع القائد الشرعي ان يفرض سيطرته على مكة وعلى اراضي  شبه الجزيرة العربية. 








2-[[بعد حجة الوداع القائد الشرعي يوصي بوصيه يوم الغدير]] 
في السنة العاشرة من الهجرة وقبل استشهاد رسول الله ص بعدة أشهر  حج رسول الله ص الحجة الأخيرة مع المسلمين وقد خطب رسول الله ص القائد الشرعي خطبة عظيمة اوصى فيها رعاية حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وهذا يبين لنا  ان الاسلام لا ينعزل عن المجتمع نأخذ شاهدين بسيطين من اهتمامات القائد الشرعي بالامور الاجتماعية التي تخص المسلمين :
من وصايا النبي ص((النَّاسُ في الإِسْلاَمِ سَواءٌ ، النَّاسُ طَف الصَّاعِ لآدمَ وَحَوَّاءَ ، لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ على عَجمِي ، ولا عَجمِي عَلى عَرَبِي إِلاَّ بِتَقوَى اللهِ)) 

ومن وصاياه ص (( إِنَّ المُسلمَ أخو المُسلم ، لا يَغُشُّهُ ، ولا يَخُونُه ، ولا يَغْتَابُه ، ولا يَحُلُّ لَهُ دَمُهُ ، ولا شَيءٌ من مَالِهِ إِلاَّ بِطِيبِ نَفسِه)) 
هذه نبذة من توجيهات القيادة الشرعية على الصعيد الاجتماعي والسياسي وكان قد اشار مرتين بهذه الخطبة الى القيادة الشرعية من بعده الا وهو التمسك بالقرآن والعترة 
 وفي طريق رجوعه من مكة إلى المدينة وصل إلى صحراء غدير خم عندها هبط عليه جبريل  بقوله تعالى ((يا أيها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالتك والله يعصمك من الناس)) 
فأمر النبي بنصب منبر له في قلب صحراء الغدير من هوادج الجمال واما قوله فقد تظافرت المصادر من الفريقين سنة وشيعة ان النبي ص اخذ بيد امير المؤمنين ع وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه او هذا ولي من انا مولاه واكتفي بنقل أثر صحيح من كتب اخواننا اهل السنة برواية صحيحة صححها الالباني  حيث ورد في صحيح سنن ابن ماجة :
.  ‏، عن ‏ ‏البراء بن عازب ، قال : أقبلنا مع رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد ‏ ‏علي ‏(ر) ،‏ ‏فقال :‏ ‏الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى ، قال : الست أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى ، قال : قال : فهذا ‏ ‏ولي ‏ ‏من أنا مولاه ‏، ‏اللهم ‏ ‏وال ‏ ‏من والاه ، اللهم عاد من عاداه.


[ اقول] وهذا قول النبي ص يقول الست اولى بالمؤمنين من انفسهم المولى وهو الاولى من انفسهم. كما سيثبت. ان مراد الاولى من انفسهم هو نفوذ حكمه عليهم عليكم كما سيأتي الان




  [مراد قوله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم]

 اولا. تفسير الطبري. 

قال الطبري في تفسيره [[يقول تعالى ذكره: (النَّبيُّ) محمد (أوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ) يقول: أحق بالمؤمنين به (مِنْ أنْفُسِهِمْ)، أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، فيجوز ذلك عليهم.]] 


قال البغوي. في تفسيره [[ قوله - عز وجل - : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) يعني من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه عليهم ووجوب طاعته عليهم . وقال ابن عباس وعطاء : يعني إذا دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى بهم من طاعتهم أنفسهم . وقال ابن زيد : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فيما قضى فيهم ، كما أنت أولى بعبدك فيما قضيت عليه]] 




قال النسفي في تفسيره [[ (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * أي أحق بهم في كل شيء من أمور الدين والدنيا وحكمه أنفذ عليهم من حكمها فعليهم ان يبذلوها دونه ويجعلوها فداءه أو هو أولى بهم أي أرأف بهم وأعطف عليهم وأنفع لهم ]] 


وهذه نبذة من التفاسير تبين ان  المولى اي اولى الناس من انفسهم بعد رسول الله ص اي القائد واحق بالمؤمنين ويحكم فيهم ما يشاء فكما كان ذلك للنبي كان ذلك لامير المؤمنين ع 



وبعدما بلغ النبي نزل قوله تعالى ((اليوم اكملت لكم دينكم)) فكما الدين هي بالإيمان ومن شروط الايمان هو الولاية.













3-[[رحيل القائد الشرعي و انقلاب السقيفة والهجوم على بيت النبي]]


قبل رحيل النبي ص وقبل ان ينال شرف الشهادة اراد النبي ص ان يكتب للمسلمين كتابا لن يضلوا من بعده ابدا فقال الخليفة الثاني دعوا الرجل انه يهجر وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله عندها طرده النبي ومن وافق قوله فخرج ابن عباس وهو يبكي ويقول الرزية ثم الرزية من حال بين رسول الله وبين كتابه وفي يوم ٢٨ من صفر وبعدما خير الله نبيه بين البقاء او لقائه والنبي بين يدي امير المؤمنين وحوله السيدة الزهراء والحسنان فأختار النبي ص لقاء ربه عندها بدأ مفعول   السم ينال من النبي وهو سم اليهودية فقال النبي عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي اكلتها بخيبر وما من نبي او وصي إلا شهيدا فقبض النبي ص وهو في حجر امير المؤمنين ع وقد نال النبي ص شرف الشهادة مسموما مظلوما ورأسه الشريف في حجر امير المؤمنين ع وكان اخر الناس عهدا به كما تقول ام المؤمنين عائشة
وقد غسله امير المؤمنين ع وكفنه وصلى عليه ودفنه وكان معه بني هاشم و من الصحابة المنتجين ومن جهة أخرى  كان الشيخين وجملة من الصحابة قد اتفقوا في سقيفة بني ساعدة وبيوم  دفن النبي وتم تنصيب ابا بكر خليفة بعدما استقر الرأي ان بين المهاجرين والأنصار ان يكون الخليفة من قريش لانهم اهله وعصبته
قد استطاع الاعلام بقيادة الخليفة الثاني جعل الناس تبايع  ابا بكر ولم يتبقى الا امير المؤمنين ع ونفر قليل من الصحابة ومن بني هاشم 
وبعد التشاور بين اصحاب السقيفة استقر الرأي ان يبايع امير المؤمنين ع ولو قهرا فجاء عمر بعصابة من الصحابة الى بيت فاطمة ومعه الحطب والنار فأمر قنفذ بدفع الباب لاستخراج على قهرا من بيته  وكانت فاطمة الزهراء ع خلف الباب فتسبب هذا الامر بكسر ضلع الزهراء واسقاط جنينها وهذا الذي تسبب وفاتها واستشهادها     لذلك يقول امامنا الصادق ع وكان سبب وفاتها ان قنفذ مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا والحديث رواه الطبري الامامي في دلائل الامامة بسند صحيح معتبر 
وكانت السيدة الزهراء ع تستغيث بين الحائط والباب وهي تدافع عن القيادة الشرعية المتمثلة بأمير المؤمنين ع ولكن لا تغاث وتنادي يامحمداه 
وقد صدق رسول الله ص حيث قال : وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل
بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه، فلا تجاب، وتستغيث، فلا تغاث. 
والحديث رواه ابن عباس بسند معتبر كما قال شيخ الإسلام المجلسي قدس

اما موقف امير المؤمنين ع بعد الهجوم وكسر الضلع واسقاط المحسن  فأختلفت الاقوال فقيل انه كان داخل الدار عند الهجوم وبعدما سمع استغاثة الزهراء ع   فوثب على الثاني فوجأ أنفه وصرعه وهم ليقتله فتذكر وصية رسول الله ص وما أوصاه به  فتركه وهذا  الاثر رواه سليم بن قيس الا ان كتاب سليم بن قيس اختلفوا بنسبة الكتاب له ولم يروي هذا الاثر فقط سليم بن قيس 
وهناك قول انه لم يكن بداخل البيت وانه كان مع الزبير خارج الدار  وان الهجوم حدث بغياب امير المؤمنين ع كما يروي ذلك ابن ابي شيبة في مصنفه  بسند صحيح عن  اسلم العدوي مولى عمر قال : حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت  
ولا يبعد ان يكون اسلم العدوي هو نفسه قنفذ الذي كسر ضلع الزهراء ع واسقاط جنينها بأمر من عمر لانه كان عدوي وهو مولى لعمر فيكون اسمه اسلم ولقبه قنفذ 
وعلى العموم لا نستطيع تحديد  ماذا فعل امير المؤمنين ع في يوم الهجوم  لان روايات ال محمد ع لم تحدد بدقة اين كان امير المؤمنين ع يوم الهجوم على الدار.
فالعلم عند الله بهذا الأمر ولكن كما ورد بخبر متواتر ان الهجوم وكسر الضلع واسقاط الجنين ثابت وبعضه ثبت بسند صحيح فهذه القضية ثابته وحتى في كتب الاخوة السنة ان الهجوم على الدار والتهديد بالحرق ثبت بسند صحيح
وهذا ليس موضوع بحثنا فهذه الزهراء الشهيدة المظلومة كانت خير مثال للمدافع عن القيادة الشرعية في زمانها فلما لا نكون  او لما لا نقتدي بها ونكون مضحين في سبيل القيادة الشرعية في زماننا اليس السيدة الزهراء ع هي الاسوة لنا الم تكن قضية الزهراء ع وهدفها الا نصرة القيادة الشرعية والترويج لها فلما البعض يحاول عزل رجل الدين عن السياسة لماذا لا تقرأون سيرة الزهراء وهدف ثورتها لا تركزون فقط في ماذا حدث للزهراء وكيف عاشت ركزوا ايضا بأهداف السيدة الزهراء وخذوا منها العبر والدروس لكي لا يحرق الدار مرة أخرى ولكي لا يعزل القائد الشرعي عن منصبه مرة ثانية فهل تظنون ان السيدة الزهراء ع سكتت بهذا المقدار؟
الجواب كلا بل خطبت خطبة  عظيمة وهي الخطبة الفدكية التي كانت أصدق مصاديق بجهاد التبيين وهذا ما سنبينه كما سيأتي.












4-[[الزهراء اول مجاهدة بجهاد التبيين واول سياسية  مدافعة عن القيادة الشرعية في الاسلام]]

بعدما وصل لمولاتنا الزهراء ع  نبأ ان ابا بكر اخذ منها فدك بدون علمها وكانت حجته كما يزعم ان النبي ص قال نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة
عندها ذهبت إلى المسجد وخطبت فيهم خطبة عظيمة مزلزلة حيث استطاعت ان  تروج بهذه الخطبة السياسية الاجتماعية للقيادة الشرعية المتمثلة بأمير المؤمنين ع نذكر اهم جملة :
طاعتنا نظاماً للملة و إمامتنا أمانا من الفرقة 
اذن الانقياد للقيادة الشرعية بحسب قول السيدة الزهراء ع هي نظام ممتاز للملة للمسلمين لان طاعة القائد الشرعي فيه التوفيق من الله عزوجل وامامتهم اي الولاية امانا من الفرقة فهنا نستكشف من قول مولاتنا سلام الله عليها   ان ولاية الامام ع هي امان من التفرقة ونقدر ان نصل بها بأمان وكذلك الحال في زمن غيبته فعند غيبة المعصوم يكون الذي يحكم بمكانه الفقيه المؤمن لان ولايته فرع من ولاية أمير المؤمنين ع فكان له ولاية ما يتولاه الا ما اخرجه الدليل  فعند ذكر السيدة الزهراء ع الإمامة المعصوم تعني كل شيء مرتبط بها بما فيها ولاية الفقيه فإذن ولاية الفقيه المؤمن هي نظام للملة وهو النظام الصحيح للملة وأمان من الفرقة لان ولايته فرع من ولاية أمير المؤمنين ع
فلماذا يحاول اصحاب الدكاكين ممن ينتسبون زورا  لخط المراجع ان يعزلوا رجل الدين عن السياسة لماذا لا يدققوا بالخطبة الفدكية التي تعتبر خطبة سياسية بحق  من قبل اول امرآة سياسية ولائية في الاسلام الا و هي السيدة الزهراء ع اذن اذا اردنا التعمق بقضية السيدة الزهراء ع وبمظلوميتها علينا التعمق بأهداف السيدة الزهراء ودفاعها عن القيادة الشرعية نعم البكاء والحزن و اللطم شيء جيد ولكن بنفس الوقت علينا  دراسة  قضية السيدة الزهراء ع دراسة دينية سياسية اجتماعية وعلينا اهم شيء ان نستفاد من هذه القضية ان الدين والسياسة لا ينفصلان فإن هذه مؤامرة وهذا ما ارادته السقيفة عندما عزلت الفقيه المؤمن القائد الشرعي الا وهو امير المؤمنين ع  عزلته عن منصبه الشرعي السياسي فاذا اردنا ان لا ننتهج منهج السقيفة علينا ان يكون شعارنا ((الدين لا ينفصل عن السياسة)) لكي فعلا نكون زهرائيون علويون حسينيون والا فلنكن بكريون عمريون كما هو حال اصحاب الدكاكين وجماعة. فتنة تشرين من عبيد السفارة في كل زمان ومكان توجد سقيفة اما سقيفة بني ساعدة انتهى زمانها ذلك زمان ولى فالسقيفة اليوم هي امريكا وإسرائيل

وبعد الخطبة وبعدما اقامت الحجة السيدة الزهراء ع لم يستجيب ابا بكر له وضلت سلام الله عليها مكروبة مريضة وقد جاء اليها الرجل ان يعتذران اليها لكنها لم تقبل اعتذارهما لان  الاعتذار يكون بإرجاع الحق والقيادة لامير المؤمنين ع وارجاع حقها فدك والرجلين لم يفعلا ذلك فخرجا من عندها وهي غاضبة عليهما
وهكذا ضل المرض ملازم لها حتى قبضت يوم ٣ جمادي الاخر شهيدة مظلومة وقد دفنها امير المؤمنين ع ليلا ولم يعلم بها ابو بكر
وهكذا ضحت هذه المرآة العظيمة بنفسها من اجل القيادة الشرعية في زمانها وهي الحورية بصورة انسية  وضحت بشبابها بسن ال١٨ سنة فلنكن مقتدى بهذه المرآة العظيمة السياسية الولائية التي منها انبثق خط الولاية ومنها انبثقت ثورة الامام الخميني واقتلع جذور الشاه مقتدىا بهذه المرآة العظيمة فالسلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة المظلومة الولائية السياسية ورحمة الله وبركاته

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 


كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٥/ربيع الأول /١٤٤٥ هجريا

الخميس، 14 سبتمبر 2023

[[اشكال ركيك حول سند رواية سم الرسول على يد اليهودية في البصائر]]






قولهم ان  رواية سم اليهودية للنبي ص  الموجودة في كتاب بصائر الدرجات للصفار ضعيفة بسبب جعفر بن محمد وهو متحد بين جعفر بن محمد الاشعري وبين جعفر بن محمد بن عبيد الله

الجواب على ذلك :
لقد صرح شيخنا الكليني وبين من هو مراد جعفر بن محمد الذي روى هذه الرواية عن القداح وهو جعفر بن محمد الاشعري حيث أورد شيخنا الكليني في الكافي :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمت اليهودية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذراع وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال.



وجعفر بن محمد هو جعفر بن محمد الاشعري له توثيق  عن الوحيد البهبهاني كما نقل عنه الشيخ البلاغي (ره)، قال: بأن الوحيد البهبهاني قال في تعليقته: (روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته من رجاله، وفيه دليل على ارتضائه وحسن حاله بل مشعر بوثاقته، مضافاً إلى كونه كثير الرواية وقد أكثروا من الرواية عنه)

اذن لن يكون هنالك حجية بتضعيف هذه الرواية بعدما بينا من هو جعفر بن محمد المقصود
وهو جعفر بن محمد الاشعري الذي له توثيق وبالتالي يحكم على الرواية بالاعتبار
 فالسلام على نبينا المسموم ورحمة الله وبركاته ولعن الله اليهود قتلة الانبياء

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ 28/ صفر/1445 هجريا

الأحد، 10 سبتمبر 2023

تاريخ القيادة الشرعية الدرس السادس عشر

1-[[انتصار اخواص الحق ببدر بسبب انقيادهم للقيادة الشرعية]]
غزوة بدر هي اول غزوة في الاسلام بعدما امر الله نبيه القائد الشرعي وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج بجيش من المسلمين لقتال المشركين واخذ أموالهم لان المشركين أخذوا بيوت المهاجرين في مكة
والتقى الجيشان عند ابار بدر وقد اعطى رسول الله ص الراية لعلي ع وكان عمره انذاك 25 عاما وقد طلب عتبة ان يخرج اكفائهم من قريش لقتالهم عند ذلك ذلك امر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا حمزة بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وسيدنا عبيدة بن الحارث بأن يبرزوا لهم وفعلا يبرزوا لهم فدارت المعركة بين ستتهم  عتبة وأخوه شيبة وولده الوليد من جهة وبين سيدنا الحمزة وأمير المؤمنين ع وسيدنا عبيدة من جهة أخرى وكانت نتيجة هذه المواجهة سقوط الثلاثة قتلى  من قبل جبهة الباطل وسقوط شهيدا من جبهة الحق وهو سيدنا عبيدة وبعدها بدأت المعركة وقد ورد في القرآن الكريم نزول الملائكة مع المسلمين لقتال المشركين قال تعالى ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين)) فأمد الله المسلمين بالف من الملائكة  وبعد وصول وقت المعركة لنصف النهار وانتصر المسلمون ببدر  واسر من المشركين وقد قتل بهذه المعركة الكثير من رؤس الكفر ومنهم عدو الله ابو جهل 
نتائج الانتصار :
اولا انقياد المسلمين للقائد الشرعي المتمثل برسول الله ص
ثانيا كفائة القيادة المتمثلة برسول الله ص وهذا يبين لنا أن من شروط القائد الشرعي هو أن يكون كفوئا للقيادة
ثالثا البصيرة بين خواص الحق وثباتهم وعزيمتهم كان له دور عظيم بالانتصار

هذه النتائج تكشف لنا انه اذا المسلمين اليوم في زماننا انقادوا لقيادة القائد الشرعي ستكون النتائج الإيجابية لصالح المسلمين ولو اتحد المسلمين انقادوا لقيادة نائب المعصوم المتمثل بالولي الفقيه لخرج الامام المهدي ولضربنا اسرائيل بيد من حديد لذلك علينا الاقتداء بمجاهدين بدر وانقيادهم للقيادة الشرعية المتمثلة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا اردنا فعلا ان تحرير فلسطين وعودة نجد والحجاز للأشراف وظهور امامنا المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف علينا بتطبيق هذه النقاط من اجل النصر.









2-[[ انكسار الخواص في معركة احد]]
أرادت قريش ان تعد العدة للإنتقام من المسلمين فجهزوا جيشا وهذه المرة كان القائد رأس الكفر ابا سفيان وكان معهم خالد بن الوليد ومعهم هند بنت عتبة ولم علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقدوم المشركين جهز جيشا والتقى الجيشان عند جبل أحد وجعل رسول الله ص رماتا فوق الجبل وامرهم بعدم النزول مهما كانت النتائج الا بعد ان يأمرهم بالنزول  وبدأت المعركة واشتد القتال بين المسلمين وكانت بداية الغلبة للمسلمين وبعدها انقلب الوضع ضد المسلمين بسبب نزول الرماة من الجبل حيث ظنوا ان انهم انتصروا فنزلوا من اجل اخذ الغنائم عندها التفت خيول  خيل خالد بن الوليد على المسلمين وكان ذلك انكسار واضحا وادت هذه النتائج الى هزيمة المسلمين و  استشهد سيدنا الحمزة سلام الله عليه بضربة وحشي بالرمح وجهها لصدره الشريف واستشهاد الصحابي سيدنا مصعب بن عمير الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة لكي يعلمهم الاحكام الدينية كانو الصلاة والصوم وقرائة وهذا ردا على المولوية وعلى الاخبارية المستحدثة الذين ينكرون التقليد فها هو صحابي جليل حسب السيرة بعثه المعصوم للمدينة لكي يعلم المسلمين احكام دينهم وهو سيدنا مصعب رضوان الله عليهم فاذا كان المعصوم حيا والناس ترجع لغيره لتبيان احكام دينهم فكيف بحال غيبته ولا تقل لي تنصيب خاص لان الله قال في محكم كتابه العزيز ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) وسيرة الرسول ص وفعله واوامره ونواهيه سنة تطبق بالصعيد العام سواء كانت في حياته او بعد استشهاده وهذا مثال بسيط على رجوع الجاهل للعالم الفقيه في أمور دينه 
وبعد استشهاد عدد كبير  من الصحابة المنتجين   لم يبقى مع رسول الله ص الا عدد قليل من أصحابه ومن بينهم مولانا و امامنا أمير المؤمنين وفرار القسم الاخر من الصحابة ومن بينهم الأول والثاني حيث صعدوا الجبل  وهروب الثالث لمنطقة اخرى ورجوعهم بعد أيام للمدينة عندها صرخ الشيطان يوم احد قتل محمد وكان رسول الله ص يقاتل والأرض تهتز تحت قدميه ومع الأمير ع وهذا يرد على من يدعي ان رسول الله ص كان لا يقاتل بل ثبت العكس بل النبي ايضا قتل من المشركين كثيرا منهم ويشهد لذلك ما رواه شيخنا الطوسي في تهذيب الاحكام عن مولانا امير المؤمنين  علي (عليه السلام) قال: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ (1) بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.
وعنه (عليه السلام) قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.

وهذا يبين لنا أن رسول الله ص القائد الشرعي كان يشارك بالمعارك بنفسه و يقاتل بنفسه بشهادة مولانا امير المؤمنين عليه السلام وبذلك يثبت ان ما كتبته الأقلام الأموية بأن رسول الله ص قتل فقط مشركا واحدا هو خرط بقتاد يريدون بذلك النيل من شجاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف لا يكون اشجع الناس بل واشجع من امير المؤمنين والامام قالع باب خيبر كان يلوذ برسول اله صلى الله عليه وآله وسلم في المعارك اذا اشتدت  وهو خريج مدرسته و تلميذه
اما اسباب انكسار المسلمين في معركة احد :
اولا عدم اتباع أوامر القائد الشرعي وتطبيق خطته في المعركة
ثانيا انخداع الكثير من المسلمين بالإعلام المضلل حيث انخدع الكثير منهم بسبب شائعة أن رسول الله ص قد استشهد وقد القى هذه الشائعة ابليس لعنه الله لذلك الحذر من الاعلام المضلل امر مهم  يجعلنا موفقين بالانقياد لقيادة جبهة الحق

ثالثا  غياب هذه المرة البصيرة وذلك بسبب انخداع الكثير من المسلمين بالإعلام المضلل الذي نشره ابليس بينهم وايضا نزول الرماة من الجبل أدى إلى انكسارهم فاذا لا تكون  غياب البصيرة هي السبب بحدوث هذه الامور فما هو السبب؟ 


هذه الاسباب تبين لنا ان اعلام الشيطان مستمر ببث سمومه لمواجهة القيادة الشرعية في كل زمان او مكان سواء كان القائد نبيا او اماما وصيا او فقيها لذلك مهما فعلت اليوم امريكا بإعلامها المضلل علينا ان لا ننخدع بإعلامها الضال فاليوم امريكا موجهة مكانتها الإعلامية لاستهداف الجمهورية الاسلامية ولا يريدون من ايران الا شيء واحد وهو رأس الولي الفقيه فالنكن حذرين وعلينا التمهل وعدم التسرع ودائما فالتكن البصيرة موجودة فهي شيء مهم تساعدنا بمواجهة هذا الاعلام الضال بحربنا الناعمة في مواجهتنا اليوم مع الشيطان الاكبر استكبار زماننا الا وهي امريكا. 














3-[[دور الفرس بنصرة الاسلام والقيادة الشرعية]] 

لقد غيبت الأقلام الأموية دور الفرس بنصرة الاسلام حيث جعلوا من الفرس العدو الاول للإسلام محتجين بموقف كيسرى وتمزيقه لرسالة النبي ص وترويجهم لمحاربة الفرس وجعلهم للمسلمين يغفلون عن الروم الذين هم اسلاف امريكا اليوم ومن الموقف التاريخي المشرف للفرس  عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤامرة قريش واتحادهم مع يهود بني النضير  ضد المسلمين استشار رسول الله ص أصحابه بين الخروج  من المدينة او مواجهة المشركين  من داخل المدينة فأستقر الامر بالبقاء في المدينة واذا بالدعم الايراني اقتراح ومشورة سلمان بحفر خندق يحيط بالمدينة له دور بنصرة المسلمين وقد عبر عمرو بن ود العامري الخندق وطلب من المسلمين مبارزته فبرز له امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع وكان انذاك هو فتى فلما اقتتلا واذا بعمرو بن ود صريعا عندها قال رسول الله ٢ ان ضربة على يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين وارسل الله ريحا عاصفة فشتت جمع الاحزاب لذلك قال رسول الله ص يوم الاحزاب   (((لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)) وقد روى ذلك الفريقان من المسلمين 

وهذا يبين لنا امرين دور الفرس ونصرتهم للإسلام بمشورة سلمان وخسائة ونذالة الصهيونية انذاك المتمثلة بيهود بني نضير وتآمرهم مع مشركين قريش لضرب الاسلام واليوم السيناريو يتكرر فاليوم نجد أن ايران هي من احتضنت شريعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطبقتها بخلاف المشركين وسميت اليوم بالجمهورية الاسلامية وهي اليوم منقادة للقيادة 
 الشرعية في زماننا المتمثلة بالولي الفقيه ومن جهة أخرى نجد اليوم  اليهود الصهاينة ودورهم في ضرب الاسلام وذلك بإحتلالهم لفلسطين وانتهاك حرمة المسجد الاقصى وللأسف الحكام العرب الذين يدعون انتمائهم للأسلام يروجون للتطبيع مع للسلام مع عدو غاصب معتدي لذلك علينا اليوم ان نستفاد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الذي يقف مع المسلمين ومن الذي يحارب المسلمين يجب أن نحكم عقولنا هل من المعقول ان نعادي دولة ترفع شعار الاسلام وتجعل من الشهادة لامير المؤمنين ع بالخلافة شعارا لها ام نعادي دولة تقتل بالفلسطينيين وتنتهك حرمة المسجد الاقصى المبارك 
انت الذي تختار وتقرر ولا يوجد حياد الحياد هو اسلوب الجبناء فأما تقف اليوم مع قيادة الولي الفقيه الذي يمثل اليوم القيادة الشرعية في زماننا  او ان تقف مع نتنياهو الذي يمثل يهود بني نضير و اسلافهم انت الذي تختار وتقرر 












4-[[انتصار القيادة الشرعية على اليهود وبعد النصر سم رسول الله ص]] 

بعدما اجتمع اليهود كلهم في قلعة خيبر لقتال المسلمين حاصرهم رسول الله ص بجيشه وقد خرج للمسلمين لقتالهم اولا الحارث الخيبري وقد فشل المسلمين بفتح قلعة خيبر فاول من  تسلم الراية هو الخليفة الأول ابي بكر ولكنه فشل بفتحها ثم تسلمها الثاني وقد فر وأصحابه كما تروي مصادر اخواننا اهل السنة حيث أورد الحاكم في مستدركه  بسنده عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع قال :سار النبي (ص) إلى خيبر ، فلما أتاها بعث عمر (ر) وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاؤا يجبنونه ويجبنهم ، فسار النبي (ص)

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ووافقه بذلك الذهبي  في التلخيص وقال :صحيح
وبعدما رأى النبي انه لم يستطيع أحد فتح قلعة خيبر قال القائد الشرعي : لأعطين الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار
فلما اصبح الصباح طلب على ع وكان أرمد العين فمسح النبي بريقه على عينيه فشفي فأعطاه النبي ص الراية  ثم برز لقتال الحارث  فحدثت المبارزة بينه وبين الحارث واذا بالحارث صريعا بسيف امير المؤمنين ع ذو الفقار
فبرز بعده اخوه مرحب الذي كان يعتبر بطل اليهود فقال  مرحب وهو ينشد هذه الابيات:
قد علِمَتْ خيبرُ أنِّي مَرْحَبُ 
شاكي السِّلاحِ بطَلٌ مجرَّبُ 
إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ

عندها رد عليه امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين بهذه الأبيات :
أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه
ضِرغامُ بس جامٍ وَلَيثُ قَسوَرَه
عَلى الأَعادي مِثلَ رِيحٍ صَرصَرَه
أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَندَرَه
أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ الفَقَرَه
أَضرِبُ بِالسَيفِ رِقابَ الكَفَرَه

عندها اشتد القتال بينهما فضرب امير المؤمنين ع رأس مرحب بسيفه وشطر رأسه نصفين وانهزم اليهود الي داخل القلعة عندها جائهم امير المؤمنين ع وقلع باب خيبر وانتصر المسلمين بقيادة القيادة الشرعية المتمثلة برسول الله ص و ببطولة خليفته امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع

والسؤال الاخر الذي يطرح :
من الذي سم رسول الله ص  هل هم اليهود ام من ازواجه
والجواب على ذلك :
لم تثبت لدينا رواية معتبرة او صحيحة السند ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سم على يد زوجتي وابويهما فقط روايتان :
الأولى ـ روى المفسّر العياشي (رضوان الله تعالى عليه) - الذي كان من المخالفين ثم تشيّع والتحق بمدرسة أهل البيت عليهم السلام - عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ”تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله“! (تفسير العياشي ج1 ص200).



[[اقول]] الرواية مرسلة وليس لها سند كما هو واضح ولا يمكن الاحتجاج بها بحال


الثانية -وروى أيضا عن الحسين بن المنذر قال: ”سألت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن قول الله: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، القتل أم الموت؟ قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا“! (المصدر نفسه).
[[اقول]] اقول الرواية ضعيفة بالحسين بن المنذر وهو مجهول كما صرح الجواهري في المفيد من معجم الرجال أضافة ايضا ان الرواية مرسلة فلا يمكن الاعتماد عليها وايضا ليس فيها تصريح  ان احدى زوجاته فعلت ذلك بل هنا أن الفاعلين الصحابة فلا يمكن الاعتماد عليها وهي ضعيفة سندا 


الثالثة- روى علي بن إبراهيم القمّي (رضوان الله تعالى عليه) في تفسيره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحفصة في مجريات قصّة التحريم: ”كفى! فقد حرّمت ماريّة على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا، وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي (غصبا) ثم من بعده أبوك، فقَالَتْ: مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا! فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (نُجهز على النبي سريعا)! فقالت: نعم! قد قال رسول الله ذلك! فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“! (تفسير القمي ج2 ص376).



[[اقول]] الرواية بالاصل عامية ومنقولة من كتاب الكشاف للزمخشري السني نقلها الشيخ القمي منه اضافة لكونها لم تروى عن ائمتنا بسند معتبر فلا يمكن الاحتجاج بها ولا القول بها كما هو بائن
ومتحصل القول ان روايات سم الرسول ص من قبل عائشة ضعيفة لا يمكن الاحتجاج بها فببغض النظر عن موقفي من عائشة لكننا عندما التزمنا الطرح العلمي كان موقفنا في الطرح خاليا من العواطف والتعصب  لذلك لم يثبت برواية معتبرة عن ال محمد ع ان عائشة سمت رسول الله ص. 


اذن من الذي سمم رسول الله ص؟ 
الجواب :
بعدما ظفر رسول الله ص باليهود واسرهم اهدت يهودية شاة لرسول الله ص مسمومة للنبي ص فلما اكل منها نطقت الشاة مبينة للنبي ص بمعجزة من الله جرم اليهودية ولم يؤثر ذلك بالنبي ص بإعجاز اللهي وقد وردت بذلك روايات عن ائمتنا عليهم السلام وبعدة طرق منها :

1-بصائر الدرجات: إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح،عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمت اليهودية النبي صلى الله عليه وآله في ذراع، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف، ويكره الورك لقربها من المبال، قال: لما أوتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها، فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع: يا رسول الله إني مسموم فتركه، وما زال ينتفض (1) به سمه حتى مات صلى الله عليه وآله (


[[اقول]] سند الرواية رجال لهم توثيق فإبراهيم بن هاشم هو ابراهيم بن هاشم القمي ثقة 
وجعفر بن محمد هو جعفر بن محمد الاشعري له توثيق عن الوحيد البهبهاني كما نقل عنه الشيخ البلاغي (ره)، قال: بأن الوحيد البهبهاني قال في تعليقته: (روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته من رجاله، وفيه دليل على ارتضائه وحسن حاله بل مشعر بوثاقته، مضافاً إلى كونه كثير الرواية وقد أكثروا من الرواية عنه)

وعبد الله بن ميمون بن القداح ثقة كما صرح الاكابر رضوان الله عليهم





2- ورد ايضا في نفس المصدر وبسند اخر عن أحمد بن محمد ، عن الأهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي ، عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر ، فتكلم اللحم ، فقال : يا رسول الله ، إني مسموم .
قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر ، وما من نبي ولا وصي إلا شهيد 30 .

[[اقول]] الخبر موثق فأحمد بن محمد هو احمد بن محمد بن عيسى ثقة 
والاهوازي هو الحسين بن سعيد الاهوازي ثقة الذي يروي عنه احمد بن محمد بن عيسى الثقة
اما القاسم بن محمد هو القاسم بن محمد الجوهري الذي قال بحقه صاحب معجم المفيد الجواهري لم يثبت له توثيق الا ان ابن داود وثقه فيكون له توثيق 
اما علي هو علي بن ابي حمزة البطائني له توثيق وهو الذي يروي عنه القاسم بن محمد الجوهري
اما ابو بصير فهو ابو بصير الاسدي احد الثقات الذي اجمعت العصابة علي تصحيح ما يروى عنه
فالخبر وان كان في سنده بعضهم مطعون بهم الا انه يحكم باعتباره كون المطعونين لهم توثيق فضلا ان بعض اصحابنا الاجلاء قالوا باعتبار هذه الرواية فتكون الرواية معتبرة. 







اما سبب عدم تأثر النبي ص بالسم وبقي به سنين طويلة 
بين ذلك امامنا الباقر ع وذلك برواية مروية في الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال: فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها
[[اقول]] 
في سنده هو محمد بن يحيى هو محمد بن يحيي ابو جعفر العطار كما صرح بذلك السيد الخوئي قدس وهو ثقة 
اما ابن عيسى فهو احمد بن محمد بن عيسى ويسمي احيانا بالروايات  احيانا بعنوان : ابن عيسي واحيانا بعنوان : أحمد بن محمد 
اما ابن فضال هو الحسين بن علي بن فضال جليل القدر ثقة
اما ابن بكير هو عبد الله بن بكير وهو ثقة 
اما زرارة فهو سيدنا زرارة بن اعين وهو ثقة 

وقد صحح هذا الحديث  العلامة المجلسي في مرآة العقول وقال :  موثق كالصحيح 





مناقشة الاشكال على الرواية الاخيرة :
فقد يقول قائل ان هذه الرواية تطعن بنبوة رسول الله ص كون ان اليهودية قالت ان كان نبيا لم يؤثر به السم وان كان ملكا ارحت الناس منه 

والجواب على ذلك ان السم لم يؤثر بالنبي ص كما مر بل بقي به لفترة طويلة لم يؤثربه وهذه من معجزات رسول الله ص وكراماته ثم ان النبي قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى قد خيره الله بالبقاء او اللحاق به وقد اختار نبيه ص لقاء ربه وهذه هي علة تخيير الله سبحانه وتعالى له حتى يدحض قول اليهودية ويثبت نبوة نبيه ص  وبالتالي فإن هكذا اشكال هواشكال ركيك ضعيف  امام الادلة التي تثبت تورط اليهود بأغتيال رسول الله ص 


وبالتالي فإن روايات سم اليهودية هي اصح سندا ومتنا وقد ذهب مشهور علماء الشيعة الى القول بها اما روايات سم  عائشة فهي ضعيفة من ناحية السند  ومتهالكة اما روايات سم اليهودية فأصح سندا بل وفيها كرامات لرسول الله ص ومعاجز وفيها دحض من يشكك بنبوة رسول الله ص اضف ان الرواية موافقة لكتاب الله عزوجل حيث صرح الله بمحكم كتابه ان اليهود قتلة الانبياء  بقوله تعالى ((لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ))
وهذه اية صريحة تصرح ان اليهود قتلة الانبياء
وبالتالي الثابت في روايات ال محمد عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سم على يد اليهودية لا على زوجتيه وابويهما
وهذا يبين لنا عداء اليهود للاسلام وعدائهم لدين الله  عزوجل وهم المتصهينين اصحاب الدنيا  وها هم اليوم يفعلون الافاعيل بمحاربتهم للجمهورية الاسلامية وقيادة الولي الفقيه لذلك علينا ان لا نغفل عن اسرائيل وان نتذكر جرائمهم التاريخية و تاريخهم المظلم الاسود مع أنبياء الله وفي مقدمة الانبياء نبينا صلوات ربي وسلامه عليه وآله
فهم دائما يحاربون المؤمنين ويقاتلونهم لذلك تجد الله سبحانه يقول في كتابه العزيز ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)) والذين آمنوا هم المتبعين للقيادة الشرعية سواء كان نبيا او اماما او فقيها لذلك يتبين لنا مؤامرات واليهود واعني الصهيونية و سعيهم لضرب الاسلام.


















5-[[ صلح الحديبية درس سياسي لنا بالتعامل مع العدو]]
بعدما اراد المسلمون بقيادة القيادة الشرعية المتمثلة  برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحج 
حيث خرج النبي ص مع المسلمين للحج  فلما بلغ المشركين ذلك عارضوهم فلما وصل النبي والمسلمين الى شجرة بايعوه تحتها  على الموت فنزل قوله تعالى ((لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)) وهذه الاية تبين انه ليس كل من بايع تحت الشجرة تشمله هذه الاية بقرينة قوله تعالى ((المؤمنين)) ولم يقل المسلمين او لم يقل لقد رضي الله على من بايعك تحت الشجرة فلو كان الأمر هكذا ان كل من بايع  هو مخلص وينال رضوان الله لعمم الله بصيغة من من بايع تحت الشجرة او على المسلمين بدون كلمة ايمان اذن القرينة من ثبت إيمانه فهو ممن تشمله هذه الاية ومن لم يثبت انه مؤمن فلا تشمله الاية
فلما رأى المشركين الاستكبار  اصرار وعزيمة المسلمين انقيادهم للنبي ص القائد الشرعي عقدوا معه سمي بصلح الحديبية وكانت من أهم شروطها ان لا يحج النبي هذا العام بل في العام القادم
وكانت ردت فعل الخليفة الثاني سلبية اتجاه عقد الصلح حيث صرح بتشكيكه بالنبي ص فهل يشك مؤمن بذلك؟؟؟
وكان قد جادل النبي ص ورفع صوته وهذا لا يتناسب مع حضرة رسول الله ص وهذه من النقاط السلبية والمؤاخذات على الخليفة الثاني عمر بتعامله السيء مع حضرة النبي ص وقد استغل المسلمين هذا الصلح لصالحهم حيث أنشأ قاعدة مهمة واسلم عدد كبير من الناس والتحقوا بالقيادة الشرعية المتمثلة بالنبي ص وذلك بسبب تطبيق الخواص لجهاد التبيين وهذا ما تفعله الجمهورية الاسلامية حاليا بتعاملها مع ال سعود كما فعل النبي ص مع قريش فعلينا ان نثق بالقيادة وان نحسن الظن بها وان نستغل هذه الفترة بجهاد التبيين وهو الترويج للقيادة الشرعية كما فعل ذلك خواص  الحق من الصحابة المنقادين لجبهة الحق المتمثلة برسول الله ص لذلك صدق الامام الخامنئي دام ظله عندما قال : جهاد التبيين فريضة حتمية. 
اذن فكلما سعينا بالتبيين ونحن الان بأيام هدنة مع العدو كلما ازداد العدد  العدد ويتم تنوير العقول بوجود البصيرة اذن من أهم الدروس السياسية للتي نتعلمها من صلح الحديبية :
١- أشغال العدو عن الحرب لكسب الوقت للتعبئة
٢- جهاد التبيين وذلك بالترويج لقيادة القائد الشرعي
٣- عدم التشكيك بمقررات القيادة الشرعية فهي اعلم مصلحة الامة منا 
٤-البيعة للقيادة الشرعية ليست فقط كلام بل فعل وان ادي ذلك إلى موتنا 

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 





كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٨/صفر/١٤٤٥ هجريا