هكذا بعد استشهاد الزهراء وبعدما رأى القائد الشرعي الخطر الذي يهدد الاسلام فهل من مصلحة الاسلام ان ينعزل عن المجتمع والأمور السياسية التي تمس مصلحة المسلمين هل جلس في بيته كما يروج الاعلام الاموي ام انه ساهم وشارك بالدفاع عن الإسلام؟
والجواب ان امير المؤمنين ع لم يجلس في بيته كما ادعى ابن تيمية بل شارك ايضا في حروب الردة واعني هنا حروب الردة الذين ادعوا النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاحة التميمي لا مانعين الزكاة لان مانعين الزكاة انما منعوا عن دفع الزكاة لابي بكر لانه ليس الخليفة الشرعي بعد النبي وانما القيادة الشرعية بعد النبي هو مولانا امير المؤمنين ع فلا ينبغي الخلط عند بعض الاخوة بين مانعين الزكاة وبين المرتدين اذن امير المؤمنين ع لم يجلس حبيس بيته كما ادعى الاعلام الاموي بل ساهم بنصرة الاسلام لذلك يقول في خطبة طويلة نأخذ الشاهد المهم :
فَمَا رَاعَنِي إِلَّا انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَهُ فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ وَاطْمَأَنَّ الدِّينُ وَتَنَهْنَهَ.
اذن هنا امير المؤمنين ع يصرح انه نهض مع القوم في تلك الأحداث وان رأى انه غصب حقه كما صرح بأبي هو وأمي اذن القيادة الشرعية لا تنعزل عن السياسة والمجتمع وان غصبت حقها وازالوها عن مرتبتها
ولذاك بعدما رأى ان الامة قد اصبحت بخير اضطر ان يصالح ابو بكر وفي روايات ايضا انه بايع ابي بكر من اجل مصلحة المسلمين وان غصب حقه لكن مصلحة المسلمين احيانا تقدم حيث صرح ذلك ويقول :
فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر وإجفالهم إليه ليبايعوه, فأمسكت يدي ورأيت أني أحق بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس ممن تولى الأمر من بعده فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله وإبراهيم عليه السلام فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما يكون مصيبته أعظم علي من فوات ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم يزول ما كان منها كما يزول السراب وكما يتقشع السحاب, فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت " كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون .
فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وشدد وقارب واقتصد, فصحبته منا صحا وأطعته فيها أطاع الله (فيه) جاهدا
وهذه الخطبة رويت الكثير من الفاظها في نهج البلاغة جمع الشريف الرضى ومروية ايضا في كتاب الرسائل لشيخنا الكليني عن علي بن ابراهيم القمي بسنده وقد احتج بها الكثير من علمائنا فيحكم على الخطبة بالاعتبار لتعدد طرقها
وفي رواية عن- حميد بن زياد. عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد. عن أبان بن عثمان، عن الفضيل عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين (عليه السلام) من أن يدعو إلى نفسه إلا نظرا للناس و تخوفا عليهم أن يرتدوا عن الاسلام (1) فيعبدوا الأوثان ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان الاحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن جميع الاسلام وإنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا. فأما من لم يصنع ذلك ودخل فيما دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فإن ذلك لا يكفره ولا يخرجه من الاسلام ولذلك كتم علي (عليه السلام) أمره وبايع مكرها حيث لم يجد أعوانا.
والحديث كالموثق كما صرح شيخ الإسلام المجلسي رواه شيخنا الكليني في كتاب الكافي وهذا يبين عدة اسباب المبايعة امير المؤمنين ع غاصب حقه منها :
اولا خوفه على ارتداد المسلمين ولا يشهدون لا اله الا الله محمد رسول الله
ثانيا لم يجد أعوانا ولا انصار لذلك كتم امره وبايع مكرها
اذن علينا ان نركز بالنقطة الثانية ان التمكين وكثرة الأنصار شرط مهم في تصدى القائد الشرعي لذلك لولا أن يهب الشعل الايراني لنصرة الامام الخميني ولو لا التمكين لما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران فعلينا ان نستفاد من هذا الدرس انه يجب علينا التركيز على التمكين لتطبيق القيادة الشرعية والا فلن تكون هنالك حاكمية الدين وسيضل يتكرر مسلسل السقيفة ما لم نركز على التمكين وكثرة الاتباع فهذا شيء مهم في تطبيق القيادة الشرعية وهكذا نحن في العراق كذلك الامر موجه الينا اذا اردنا تطبيق حكم الفقيه او المعصوم علينا بالتمكين ولنا بما حدث لامير المؤمنين ع مثال وعبرة
وورد عن الامام المهدي عج: انه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرجُ حين أخرج ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي.
اذن بيعة امير المؤمنين ع للأول ثابتة بعدة طرق ولكن كما بينا ليس عن رضا وانما بالإكراه من اجل مصلحة المسلمين اولا ولم يجد اتباعا ثانيا واما القول انه لم يبايع ساعة كما صرح شيخنا المفيد قدس فمردود حسبما بينا بالادلة بل يشهد لذلك ايضا في صحيح البخاري ان البيعة كانت من اجل مصلحة الناس وليس كون الأول أحق كما صرح ذلك امير المؤمنين ع عندما بايع ابو بكر وصالحه وقال له :
ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا
وفي صحيح مسلم قال أمير المؤمنين لأبي بكر :
ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهنا امير المؤمنين ع يصرح ان ابو بكر استبد ولم يعطي حق امير المؤمنين ع
فامير المؤمنين ع الزم ابو بكر بما الزم به الأنصار بأن رسول الله محمد ص من المهاجرين وهم أحق بهذا الأمر من بعده وكذلك امير المؤمنين ع الزمه قرابته بقوله (وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم)
وهناك كلمة قوية قالها ابن حجر في فتح الباري عند شرحه لكلام امير المؤمنين ع :ولكِنَّكَ استَبدَدْتَ علينا بالأمْرِ، ولم تُشاوِرْنا في أمْرِ الخِلافةِ، وكُنَّا نَرى -لقَرابَتِنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَصيبًا مِنَ المُشاوَرةِ،
فإذن لو تمت الشورى بمحضر امير المؤمنين ع لتم إلزام الجميع بقاعدة أقرب الناس لرسول الله ص وهو امير المؤمنين ع ولأصبح هو الخليفة لا ابي بكر ولكنه استبد بالأمر ولم يشاور امير المؤمنين ع كما صرح ذلك امير المؤمنين ع
فإذن ثبت في كتب السنة والشيعة ان البيعة كانت بالإكراه ومع ذلك امير المؤمنين ع القائد الشرعي لم ينعزل عن المجتمع وعن الامور السياسية كما ثبت في سيرته وهذا يكشف ان القائد الشرعي دائما لا ينعزل عن المسلمين وان تمت تنحيته عن قيادته كما ثبت.
2-[[القيادة الشرعية وحرب الجمل ]]
بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بايع المهاجرين والأنصار امير المؤمنين ع وكان ممن بايعه طلحة والزبير ولكنهم نكثوا بعد ذلك وخروجوا لمكة ناكثين وقد علمت بذلك ايضا عائشة ام المؤمنين فما ان بلغها نبأ رجوع القيادة لامير المؤمنين ع قالت :
ليت هذه إنطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك ردوني ردوني فإنصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماًً ، والله لأطلبن بدمه ،
والغريب من ام المؤمنين عائشة انها كانت المحرض الرئيسي وفتوى قتل عثمان منها حيث افتت بقتله وقالت :
اقتلوا نعثلا فقد كفر
ولكن ما ان وصل الامر وعادت الخلافة لأهلها جعلت من عثمان ذريعة لمحاربة امير المؤمنين ع وهذا خلاف الحق حيث انه من يخرج على امير المؤمنين ع فهو باغ لان في عقيدتنا لا يجوز الخروج على من اوصى به رسول الله ص من بعده وايضا خلافا لعقيدة اهل السنة انه لا يجوز الخروج على الخليفة الذي بايعه المهاجرين والأنصار وبذلك ثبت عند مدرسة الشيعة الامامية أعلى الله مقامهم ومدرسة اهل السنة مخالفة لعائشة بخروجها على الامام الحق
وكان معها طلحة والزبير اللذان نكثا وهذا يثبت ان حرب عائشة والزبير و طلحة ليست حرب دينية بل من اجل كرسي الخلافة وحب الدنيا وبذلك لا يحكم بنصبها كما صرح بذلك الكثير من الفقهاء بل يحكم بأن فعلها خلاف الايمان والذي لا يكون مؤمنا حسابه اعظم من حساب الكافر لان الايمان أعلى درجة من الاسلام
وبعد وصول عائشة وجيشها للبصرة واجتمعت وجيشها بجيش امير المؤمنين ع حدثت معركة سميت بمعركة الجمل نسبة للجمل الذي كانت تركبه وكانت قبل وصولها للبصرة أرادت الرجوع لانها سمعت كلاب تنبحها فقالت ما هذا المكان قالوا لها ماء الحوئب يا ام المؤمنين قالت ما اظن الا راجعة سمعت رسول الله ص يقول لازواجه وانا احداهن :كيف واحداكن تنبحها كلاب الحوئب
وارادت الرجوع لكن ابن اختها عبد الله استمر بتحريضها وحدث ما حدث وحصلت معركة الجمل وانتصر جيش امير المؤمنين ع القائد الشرعي فلما ظفر امير المؤمنين ع ردها الى مأمنها مع سبعين خادمة البسهم لبس الرجال برفقة أخيها محمد بن ابي بكر التزاما بكلام النبي ص اما القول ان امير المؤمنين ع طلقها فلم يثبت ذلك اذ ان الخبر مرسل لا يصح وقد ثبت بعدة طرق ان امير المؤمنين ع هددها بالطلاق اذا لم ترجع ومنها :
روى المجلسي في البحار: عن الأصبغ بن نباتة قال: بعث علي (عليه السلام) يوم الجمل إلى عائشة: «إرجعي وإلا تكلمت بكلام تبرين من الله ورسوله».
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن: إذهب إلى فلانة فقل لها: قال لك أمير المؤمنين: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن إليك بما تعلمين».
فلما أخبرها الحسن بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قامت ثم قالت: خلوني!
فقالت لها امرأة من المهالبة: أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم وحاورتيه، وخرج من عندك مغضباً، وأتاك غلام فأقلعت؟
قالت: إن هذا الغلام ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي رسول الله فلينظر إلى هذا الغلام، وقد بعث إلي بما علمت.
قالت: فأسألك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليك إلا أخبرتينا بالذي بعث إليك.
قالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل طلاق نسائه بيد علي، فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة 4.
عن إبراهيم بن الحسين، بإسناده عن سالم بن أبي الجعد، قال: بعث علي (عليه السلام) إلى عائشة بعد أن انقضى أمر الجمل وهي بالبصرة، أن ارجعي إلى بيتك، فأبت، ثم أرسل إليها ثانية، فأبت، ثم أرسل إليها ثالثة: لترجعن أو لأتكلم بكلمة يبرأ الله بها منك ورسوله.
فقالت: أرحلوني أرحلوني.
فقالت لها امرأة ـ ممن كان عندها من النساء: يا أم المؤمنين ما هذا الذي ذعرك من وعيد علي (عليه السلام) إياك. قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) استخلفه على أهله، وجعل طلاق نسائه بيده 5.
الإيضاح لابن شاذان : قال الحسين عليه السلام لعائشة : إنّ أبي يقول لك ارجعي إلى بيتك الذي أمرك رسول الله أن تقرّي فيه و خلّفك فيه رسول الله وإلا بعثت إليك بالكلمات !
فقالت : يا بُنيّ قل لأبيك إني أذكرك الله أن تذكر الكلمات أو تقول شيئاً -إلى آخره-
:الكافئة في توبة الخاطئة للمفيد : عن الحسين بن حمّاد حدثنا أبو الجارود عن الأصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين قال لعائشة : ارجعي إلى بيتك الذي تركك رسول الله وأبوكِ فيه , فأبت
فقال لها ارجعلي وإلا تكلمت بكلمة تبرئين إلى الله تعالى و رسوله ! فارتحلت .
وهذا يثبت لنا بعدة طرق وبها مسندات انه ثبت التهديد اذا لم ترجع وهي رجعت لذلك لم يحدث الطلاق اما القول ان الامام الحسين ع طلق عائشة فهذا لم يثبت في كتبنا الروائية نعم رواها المسعودي في اثبات الوصية وحال المسعودي مختلف فيه
وجعل امير المؤمنين ع حسابها عند الله حيث قال في نهج البلاغة :
وأما فلانة فأدركها رأي النساء، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين (1)، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل، ولها بعد حرمتها الأولى والحساب على الله تعالى
اذن لها حرمتها الأولى وهي كونها زوجة رسول الله ص فلا يكون حسابها في الدنيا بل الحساب عند الله
وكانت عندما تقرأ قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) تبكي وتبل خمارها وقد قالت لا تدفنوني عند رسول الله فأني احدثت بعد حدثا
والنبي ص يقول من أحدث حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله
وهنا من خلال موقف عائشة نتذكر موقف امرآة اخرى في زماننا وهي الخارجية العميلة مريم رجوى زعيمة منافقين خلق الذين لديهم نصيب من دماء المسلمين وقتلهم حيث بإسم الحرية تحارب النظام الاسلامي الذي يقوده الفقيه وهي تدعي التشيع وهنا نسألها الا تعلم في فقه الشيعة انه لا يحق لاحد ازاحة الفقيه الا اذا اجتمع المراجع على ازاحته وقد ثبت ان اغلب الفقهاء يقولون بعدالة الامام الخميني ومن بعده الامام الخامنئي وهذا اذ يتبين ان مريم رجوى وامثالها ما هم إلا عصابات بإسم الحرية او القومية الايرانية يريدون القضاء على النظام الاسلامي وضرب رأس الولاية وهو الولي الفقيه الذي ثبت انه منصب بالتنصيب العام في المقبولة وفي المكاتبة ولكن كما قلنا هؤلاء عملاء لا يمدون للتشيع ولا للاسلام بأي صلة فمحاربتهم اليوم إعلاميا وبكل الوسائل واجب شرعي على اتباع خط الولي الفقيه فنسأل الله ان يكسر شوكتهم ويظفر بهم عساكر المسلمين انه سميع الدعاء.
3-[[قميص عثمان حجة معاوية لمحاربة القائد الشرعي]]
بعث امير المؤمنين ع لمعاوية وهو يدعوه للدخول على ما اجتمعت عليه الامة ولكن رفض بحجة واهية الا وهو طلبه بالقصاص من دم عثمان و هذه الحجة ضعيفة عقلا ومنطقا وهو انه كيف يطالب امام بالقصاص ولم يبايعه بعد الا اذا كان فعلا يعرف ان خلافة امير المؤمنين ع حق ولكن مع ذلك يعاند ويجحد وما قوله المطالبة بدم عثمان الا ذريعة وخديعة من اجل الافلات من البيعة
فهنا القائد الشرعي رسالته لمعاوية الزمه الزاما قاطعا ببيعته عندما قال له بنص رسالته:
إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى (1) فتجن ما بدا لك والسلام
فهنا امير المؤمنين ع حاجج معاوية بقضية الشورى وهو ان المهاجرين والأنصار اجتمعوا عليه وبايعوه وبما ان معاوية كان ملتزم بهذه القاعدة الزمه امير المؤمنين ع الحجة ومع ذلك استمر معاوية في غيه وشره ومحاربة القيادة الشرعية الى ان حدثت معركة صفين بين جيش امير المؤمنين ع القائد الشرعي وبين جيش الفئة الباغية بقيادة معاوية وقبل حدوث المعركة فضح امير المؤمنين ع معاوية وتعامله مع الروم مع الاستكبار العالمي حيث قال:
((أيها الناس! إن معاوية بن أبي سفيان قد وادع ملك الروم، وسار إلى صفين في أهل الشام عازماً على حربكم، فإن غلبتموهم استعانوا عليكم بالروم))
وهذا يبين لنا عمالة معاوية للأستكبار العالمي المتمثل بالروم انذاك
وحدثت المعركة الا وهي صفين قد استشهد بهذه المعركة من خيرة صحابة رسول الله ص ومن بينهم عمار بن ياسر الصحابي الجليل لذلك قال رسول الله ص لعمار ويح عمار تقتله الفئة الباغية فلما استشهد عمار ارتعب عمرو بن العاص وتذكر قول رسول الله ص حول قوله لعمار تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية وهو يحاول تحريف كلام النبي ص قال :
انما قتله من جاء به ويقصد بذلك امير المؤمنين ع
فلما وصل هذا الكلام لامير المؤمنين ع رد على كذبه بحجة علمية قاطعة تفند تحريف معاوية لحديث النبي ص حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يرد على تحريف معاوية :
فرسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن قاتل حمزة
لان حمزة جاء به النبي ص لقتال المشركين وبذلك تم دحض كلام معاوية وابطال تأويله
وبعدما انتصر جيش امير المؤمنين ع وكاد ان يسيطر سيطرة كاملة وبعدما كشف ابن العاص عورته هربا من سيف امير المؤمنين ع امر ابن العاص معاوية بجمع المصاحف وتعليقها على الرماح فكانت هذه الحيلة الماكرة من ابن العاص سببا بأنقسام في جيش امير المؤمنين ع وأمير المؤمنين حذرهم من الانخداع بحيلة ابن العاص ولكن الكثير منهم بسبب غياب البصيرة انخدعوا ولم يطيعوا القائد الشرعي وخدعوا ايضا بقضية التحكيم ولم يطيعوا امر القائد الشرعي وهكذا اليوم في زماننا كم عندنا اليوم الف شخص مثل ابن العاص ومن ضمنهم ابن عاص زماننا كبير الشيرازية اللندنية وقزمهم ياسر الخبيث
فاليوم حجتهم لمحاربة الولي الفقيه مثل حجة القرآن ولكن هذه المرة بإسم البرائة و بإسم الشعائر فهذه كلها مصاحف ابن العاص لمحاربة القيادة الشرعية ونتجت بعد هذه المصاحف وقضية التحكيم وبسبب انعدام البصيرة نتيجة انشقاق فئة عن جيش امير المؤمنين ع سموا بعد ذلك الخوارج وقد قاتلهم امير المؤمنين ع في معركةسميت بالنهروان وايضا بسبب مخلفات الشيرازية في زماننا نتجت عن ظهور امير القريشي وجماعته الذين قالوا بعقيدة المفوضة بأن الائمة يرزقون و يخلقون وان كان الشيرازي لا يقول عقيدتهم الا ان هؤلاء انبثقوا من هذه المدرسة وهم سبب البلاء
4-[[القيادة الشرعية ضد الغلو فيها]]
اضافة الى المعادين للقيادة الشرعية هنالك ايضا صنف اخر غالوا بالغوا في حب القيادة الشرعية ووصلت فيهم الى تأليهها وجعلها الله ومؤسس هذه الفرقة الغالية هو اللعين اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الاسلام وبعدها قال بأللوهية الامام ع وقال له انت الله وانا نبي وقد ورد ذلك في رجال الكشي بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام ان عبد اللّه بن سبأ كان يدعى النبوة و يزعم أن أمير المؤمنين عليه السّلام هو اللّه (تعالى عن ذلك).
فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام فدعاه و سأله؟ فأقر بذلك و قال نعم أنت هو، و قد كان ألقى في روعي أنك أنت اللّه و أني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك و تب، فابى فحبسه و استتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار و قال: ان الشيطان استهواه، فكان يأتيه و يلقى في روعه ذلك
وهذه الرواية تبين ان ابن سبأ هو أول من وضع الغلو في اهل البيت ع والغلو في القيادة الشرعية وانا استغرب من بعض معاصرينا إنكار شخصيته مع ان الروايات في كتب المتقدمين عن ائمتنا عليهم السلام مشحونة بلعنه وذمه و البرائة منه نعم مقولة انه اول من قال بالامامة و عقيدة الرجعة من اكاذيب سيف بن عمر وهو من كبار الوضاعين لكن القول ان ابن سبأ من اختراع سيف بن عمر مردود كون ان ابن سبأ صرح ائمتنا بوجوده ولعنه وكذلك صرح مشايخنا علمائنا بوجوده ولعنهم ونأخذ مثال على ذلك فقط عالمين كبيرين ومن قدماء علمائنا
اولا الشيخ الطوسي شيخ الطائفة
حيث قال في رجاله [[عبد الله بن سبا، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو]]
ثانيا العلامة الحلي الذي يعتبر من كبار علمائنا ومن قدمائهم قال في خلاصة الاقوال [[عبد الله بن سبأ - بالسين المهملة، والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة - غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنار، كان يزعم أن عليا (عليه السلام) اله وانه نبي لعنه الله]]
وهنالك المزيد من أقوال علمائنا الكبار في ذمه ولعنه وهذا يدل على وجود الرجل وانه اول من أسس الغلو لا اول من قال بالامامة والرجعة كما يزعم الكذاب سيف بن عمر
اذن اتباعنا للقيادة الشرعية يجب أن تكون بعلم و بصيرة وبدون غلو لكي لا نقع في المستنقع الذي وقع فيه ابن سبأ وأصحابه فنحن عندما نتبع الولي الفقيه الذي هو يعتبر القيادة الشرعية في زمن غيبة المعصوم يجب أن يكون بعلم وببصيرة و لا اغالي فيه وهنالك البعض ممن يحسبون زورا على خط الولاية يسمون انفسهم الخراسانيين يجزمون ان الامام القائد هو الخراساني الموعود وهذا كذب ودس وافتراء منهم بل بعضهم جعله معصوما وقاموا بمهاجمة المراجع العظام وقد رد عليهم سماحة شيخنا سماحة حجة الاسلام والمسلمين اسد قصير حفظه الله برد وافي وقاصم وقهر شوكتهم والبعض منهم يحاول استغلال البسطاء من اتباع خط الولاية لتمرير الغلو في القيادة الشرعية فالحذر اخواني من هذه الفئة الضالة التي لا تمثل خط الولي الفقيه فلا نستطيع ان نجزم ان الامام الخامنئي هو الخراساني الموعود وقد ركز سماحة الشيخ اسد قصير حفظه الله على هذه القضية بأن الجزم بأن سماحة الامام هو الخراساني او الجزم بأن فلانا يماني هذا توقيت وكذب الوقاتون
انتهى كلام سماحته دام علمه وظله
نعم نتبع القيادة الشرعية المتمثلة بالولي الفقيه بأمر من الامام ع ولكن لا افراط ولا تفريط بل بالنحو المسموح لنا فكما اننا يجب أن لا نخذل القيادة الشرعية كذلك بالوقت ذاته يجب أن لا نغالي بها لكي لا نكون من الهالكين نعم نقول نسأل الله أن يكون الامام القائد هو الخراساني ولكن بدون جزم ومن الله التوفيق.
5-[[تنصيب امير المؤمنين ع ولاة خير دليل على ولاية الفقيه]]
قام امير المؤمنين ع القائد الشرعي بإصلاحات في أيام حكومته من الخدمات الاجتماعية وغيرها واما سياسيا فقد نصب امير المؤمنين ع من الصحابة ومن أصحابه الفقهاء ولاة في حكومته فمثلا عثمان بن حنيف الذي هو صحابي جليل من خيرة صحابة رسول الله ص كان فقيها مجتهدا وفي كتاب امير المؤمنين ع له دليل قاطع على حكومة المجتهد الفقيه حيث قال له بكتابه الذي كتبه اليه :
أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلَا وَإِنَّكُمْ لاتَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ.
وهذا الكلام يدل بنص قاطع على ان الاجتهاد وفق نهج اهل البيت ع ثابت عنهم وهو اجتهاد الفقيه وان المجتهد له الحكومة وذلك بكلام امير المؤمنين ع للولي الفقيه عثمان بن حنيف عندما قال له ((اعينوني بورع واجتهاد)) وهذا شاهد اول
شاهد تاريخي اخر يبين لنا ان للفقيه ولاية وهو العهد الذي ارسله امير المؤمنين ع لمالك الاشتر ولا بأس أن نأخذ نبذة بسيطة عن مالك
انه كان اضافة لشجاعته وبسالته كان ايضا عالما فقيها وذلك بقول امير المؤمنين ع فيه : كان لي مالك كما كنت لرسول الله ص
وهذا الحديث يدل على علمية مالك وفقاهته
ونص عهد الامام ع لمالك الاشتر بولايته على مصر قال :
هذا ما أمر به عبد الله عليٌ أميرُ المؤمنينَ مالكَ بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولاه مصر: جباية خراجها، وجهاد عدوها، واستصلاح أهلها، وعمارة بلادها. أمره بتقوى الله وإيثار طاعته، واتباع ما أمر به في كتابه: من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد إلا باتباعها، ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها، وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه، فإنه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من أعزه. وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ويزعها عند الجمحات، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله.
فهذا العهد يبين لنا حسب سيرة امير المؤمنين ع. دليل على ولاية الفقيه وان كان هنا التنصيب خاص وليس عام اذ ان كلام المعصوم وفعله سنة تطبق بحياته وبعد مماته
فيستفاد من سيرة المعصوم بعهده لمالك الاشتر وكتابه لعثمان بن حنيف دليل على حكومة الفقيه
وهناك كلمة جميلة للشيخ محمد السند عندما سئل عن القول بولاية الفقيه المطلقة فأجاب :
ان اريد من الاطلاق عين ما للمعصوم فلا و إن اريد نظير مقدار توليته ع لمالك الاشتر على مصر في العهد المعروف فهذا المقدار مقرر ثابت بحسب الادلة
فإذن بحسب سيرة القائد الشرعي امير المؤمنين ع ان للفقيه ولاية ويكون مبسوط اليد وبذلك نستنتج من خلال كتاب امير المؤمنين ع لعثمان بن حنيف و العهد لمالك الاشتر بولايته على مصر ثبوت الولاية العامة للفقيه وان له ما للامام في البعد السياسي والاجتماعي الا ما اخرجه الدليل
وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٢/ربيع الاول/١٤٤٥ هجريا