هل رسول الله ص. استشهد مسموما وماهو اهم دليل من كتب السنة ومن كتب الشيعة ومن هو الذي نفذ هذه الجريمة؟
الجواب : بسمه تعالى والخمد الله رب الغالمين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين استشهد رسول الله ص مسموما واهم دليل من كتب السنة ورد في كتاب السيرة النبوية عن ابن مسعود. انه قال : لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك أن الله عز وجل جعله نبيا واتخذه شهيدا.
اما اهم دليل من كتب الشيعة ورد في بحار الانوار عن الحسين بن أبي العلاء (1) عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال الحسن بن علي (عليهما السلام) لأهل بيته: يا قوم إني أموت بالسم كما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله)
اما من هو الفاعل فقد اختلفت روايات اهل البيت ع حول تحديد هوية المنفذ لهذه الجريمة قسم تقول عائشة وقسم تقول يهودية
اما الروايات التي تصرح انها عائشة فهي :
1ـ روى المفسّر العياشي (رضوان الله تعالى عليه) - الذي كان من المخالفين ثم تشيّع والتحق بمدرسة أهل البيت عليهم السلام - عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ”تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله“! (تفسير العياشي ج1 ص200).
[[اقول]] الرواية مرسلة وليس لها سند كما هو واضح ولا يمكن الاحتجاج بها بحال
2-وروى أيضا عن الحسين بن المنذر قال: ”سألت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن قول الله: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، القتل أم الموت؟ قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا“! (المصدر نفسه).
[[اقول]] اقول الرواية ضعيفة بالحسين بن المنذر وهو مجهول كما صرح الجواهري في المفيد من معجم الرجال أضافة ايضا ان الرواية مرسلة فلا يمكن الاعتماد عليها
3 ـ روى علي بن إبراهيم القمّي (رضوان الله تعالى عليه) في تفسيره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحفصة في مجريات قصّة التحريم: ”كفى! فقد حرّمت ماريّة على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا، وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي (غصبا) ثم من بعده أبوك، فقَالَتْ: مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا! فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (نُجهز على النبي سريعا)! فقالت: نعم! قد قال رسول الله ذلك! فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“! (تفسير القمي ج2 ص376).
[[اقول]] الرواية بالاصل عامية ومنقولة من كتاب الكشاف للزمخشري السني نقلها الشيخ القمي منه اضافة لكونها لم تروى عن ائمتنا بسند معتبر فلا يمكن الاحتجاج بها ولا القول بها كما هو بائن
ومتحصل القول ان روايات سم الرسول ص من قبل عائشة ضعيفة لا يمكن الاحتجاج بها فببغض النظر عن موقفي من عائشة لكننا عندما التزمنا الطرح العلمي كان موقفنا في الطرح خاليا من العواطف والتعصب لذلك لم يثبت برواية معتبرة عن ال محمد ع ان عائشة سمت رسول الله ص.
اما. الروايات التي صرحت ان اليهودية هي من سمت رسول الله ص في خيبر منها :
1-بصائر الدرجات: إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح،عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمت اليهودية النبي صلى الله عليه وآله في ذراع، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف، ويكره الورك لقربها من المبال، قال: لما أوتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها، فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع: يا رسول الله إني مسموم فتركه، وما زال ينتفض (1) به سمه حتى مات صلى الله عليه وآله (
[[اقول]] سند الرواية رجال لهم توثيق فإبراهيم بن هاشم هو ابراهيم بن هاشم القمي ثقة
وجعفر بن محمد هو جعفر بن محمد الاشعري له توثيق عن الوحيد البهبهاني كما نقل عنه الشيخ البلاغي (ره)، قال: بأن الوحيد البهبهاني قال في تعليقته: (روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته من رجاله، وفيه دليل على ارتضائه وحسن حاله بل مشعر بوثاقته، مضافاً إلى كونه كثير الرواية وقد أكثروا من الرواية عنه)
وعبد الله بن ميمون بن القداح ثقة كما صرح الاكابر رضوان الله عليهم
2- ورد ايضا في نفس المصدر وبسند اخر عن أحمد بن محمد ، عن الأهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي ، عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر ، فتكلم اللحم ، فقال : يا رسول الله ، إني مسموم .
قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر ، وما من نبي ولا وصي إلا شهيد 30 .
قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر ، وما من نبي ولا وصي إلا شهيد 30 .
[[اقول]] الخبر موثق فأحمد بن محمد هو احمد بن محمد بن عيسى ثقة
والاهوازي هو الحسين بن سعيد الاهوازي ثقة الذي يروي عنه احمد بن محمد بن عيسى الثقة
اما القاسم بن محمد هو القاسم بن محمد الجوهري الذي قال بحقه صاحب معجم المفيد الجواهري لم يثبت له توثيق الا ان ابن داود وثقه فيكون له توثيق
اما علي هو علي بن ابي حمزة البطائني له توثيق وهو الذي يروي عنه القاسم بن محمد الجوهري
اما ابو بصير فهو ابو بصير الاسدي احد الثقات الذي اجمعت العصابة علي تصحيح ما يروى عنه
فالخبر وان كان في سنده بعضهم مطعون بهم الا انه يحكم باعتباره كون المطعونين لهم توثيق فضلا ان بعض اصحابنا الاجلاء قالوا باعتبار هذه الرواية فتكون الرواية معتبرة.
3-الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال: فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها
[[اقول]]
في سنده هو محمد بن يحيى هو محمد بن يحيي ابو جعفر العطار كما صرح بذلك السيد الخوئي قدس وهو ثقة
اما ابن عيسى فهو احمد بن محمد بن عيسى ويسمي احيانا بالروايات احيانا بعنوان : ابن عيسي واحيانا بعنوان : أحمد بن محمد
اما ابن فضال هو الحسين بن علي بن فضال جليل القدر ثقة
اما ابن بكير هو عبد الله بن بكير وهو ثقة
اما زرارة فهو سيدنا زرارة بن اعين وهو ثقة
وقد صحح هذا الحديث العلامة المجلسي في مرآة العقول وقال : موثق كالصحيح
مناقشة الاشكال علي الرواية الاخيرة :
فقد يقول قائل ان هذه الرواية تطعن بنبوة رسول الله ص كون ان اليهودية قالت ان كان نبيا لم يؤثر به السم وان كان ملكا ارحت الناس منه
والجواب على ذلك ان السم لم يؤثر بالنبي ص كما مر بل بقي به لفترة طويلة لم يؤثربه وهذه من معجزات رسول الله ص وكراماته ثم ان النبي قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى قد خيره الله بالبقاء او اللحاق به وقد اختار نبيه ص لقاء ربه وهذه هي علة تخيير الله سبحانه وتعالى له حتى يدحض قول اليهودية ويثبت نبوة نبيه ص وبالتالي فإن هكذا اشكال هواشكال ركيك ضعيف امام الادلة التي تثبت تورط اليهود بأغتيال رسول الله ص
وبالتالي فإن روايات سم اليهودية هي اصح سندا ومتنا وقد ذهب مشهور علماء الشيعة الى القول بها اما روايات سم عائشة فهي ضعيفة من ناحية السند ومتهالكة اما روايات سم اليهودية فأصح سندا بل وفيها كرامات لرسول الله ص ومعاجز وفيها دحض من يشكك بنبوة رسول الله ص
اما علمائنا فقد ذهب الكثير منهم ان الرسول ص سم على يد يهودية
نذكر نبذة من العلماء الذين صرحوا ان الفاعلة هي اليهودية :
1- قال الشيخ الصدوق في الاعتقادات : اعتقادنا في النبي (ص) أنه سم في غزوة خيبر، فما زالت هذه الاكلة تعاده حتى قطعت أبهره فمات منها.
2- قال العلامة المجلسي في مرآة العقول :وظاهر أكثر الروايات انه رسول الله (ص) أكل منها ولكن باعجازه لم يؤثر فيه عاجلا وبعض الروايات أن أثره بقي في جسده حتى توفي به بعد سنين فصار فصار شهيدا فجمع الله له بذلك بين كرم النبوه وفضل الشهادة.
3- قال المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم قدس في كتاب اسئلة واجوبة :ورد في بعض الروايات أن المرض الذي توفي الرسول (ص) فيه كان من كتف شاة مسمومة قدمته له امرأة يهودية
4- قال الطبرسي في اعلام الورى :وقد كان (ص) تناول منها -الذراع المسمومة - أقـــل شيء قبل أن تكلمه فكان يعاوده كل سنة حتى جعل الله ذلك سبب الـــشــهـــادة ، وكان ذلك باباً من التمحيص ليعلم أنه مخلوق وعبد.
5- قال الشيخ جعفر السبحاني في سيد المرسلين :هذا والــمــعـــروف أن النبي (ص) قال في : مرضه الذي مات فيه : إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت بخيبر ، فإن النبي (ص) وان كان لفظ المضغة إلا ان بقايا السم اختلط ببزاقه الشريف ، وأثـــر في جسمه المبارك حتى أودي بحياته المقدسة بعد حين.
6- قال الشهيد الثاني في مسالك الافهام :
الثاني: الروايات؛ فمنها: الخبر المستفيــض أو المتواتــــر بأكل النبي (ص) من الذراع المسموم الذي أهدته اليهودية إليه (ص)، و أكل منه هو و بعض أصحابه، فمات رفيقه وبقي يعاوده ألمه في كل أوان إلى أن مات منه (ص).
7- قال السيد هاشم الميلاني في تعريب منتهى الامال :وردت روايات كثيرة و معتبرة ان النبي (ص) فارق الدنيا شهيداً كما روى الصفار بسند معتبر عن الصادق (ع) انه قال: سم رسول الله يوم خيبر فتكلم اللحم فقال: يا رسول الله اني مسموم، قال: فقال النبي (ص) عند موته اليوم قطعت مطاياي الاكلة التي اكلت بخيبر و ما من نبي و لا وصي الا شهيدا.
و في رواية اخرى قال (ع) : سمت اليهودية النبي في ذراع، قال: لما أتي بالشواء اكل من الذراع و كان يحبها فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع: يا رسول الله إني مسموم فتركه و ما زال ينقض به سمه حتى مات (ص).
اقول : اقول ويوجد كثير من علماء الامامية صرحوا ان الرسول ص سم على يد يهودية. اما موقفنا من نحن من تحديد الهوية المنفذ الذي سم رسول الله ص فأننا حسب رأينا مع ميلنا حسب الادلة ان اليهودية سمت رسول الله ص وكون الرواية موافقة لكتاب الله عزوجل حيث صرح. القرأن ان اليهود قتلة الانبياء بقوله تعالى ((وقتلهم الأنبياء بغير حق)). وهذا ليس دفاع مني عن عائشة كما اتهمنا بعض من ابناء جلدتنا هداهم الله او بعض الشيرازية اللندنية لا ليس دفاعا مني عن عائشة لكن هذا الذي ثبت عندي حسب الادلة ان اليهودية من سمت رسول الله ص والشواهد بيناها سابقا في بداية. بحثنا وهذا والحمد الله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
كتبه وحرره انصار الكرار ✍️✍️✍️