Translate

الأربعاء، 8 مارس 2023

اعتراف العالم السني محمد بن طلحة الشافعي بولادة الامام المهدي عجل الله فرجه

الحمد الله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
نبارك لكم ذكرى ولادة الامام المهدي عجل الله فرجه ونسأل الله ان تكون السنة القادمة محتلفين بولادته في ضل دولته المباركة انه سميع الدعاء 

قبل ان نبدأ بذكر قول العالم الشافعي وتصريحه بولادة الامام المهدي عجل الله فرجه اليكم ترجمة هذا العالم في سيرة اعلام النبلاء حيث قال فيه الذهبي  [[العلامة الأوحد كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن حسن القرشي العدوي النصيبي الشافعي. ولد سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة، وبرع في المذهب]] 

اذن يتبين ان محمد بن طلحة الشافعي ممدوح عندهم وقد مدحه الذهبي كما يتبين من ترجمته في سير اعلام النبلاء

الان نأتي الى قوله واقراره بولادة الامام المهدي عجل الله فرجه قال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في كتابه مناقب ال الرسول[[محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين ابن أبي طالب، المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
فهذا الخلف الحجة قد أيده الله * هداه (1) منهج الحق وأتاه سجاياه وأعلى في ذرى العليا بالتأييد مرقاه * وأتاه حلى فضل عظيم فتحلاه وقد قال رسول الله قولا قد رويناه * وذو العلم بما قال إذا أدرك معناه ترى الأخبار في المهدي جاءت بمسماه * وقد أبداه بالنسبة والوصف وسماه ويكفي قوله مني لإشراق محياه * ومن بضعته الزهراء (مرساه ومسراه) (2) ولن يبلغ ما أويته أمثال وأشباه * فإن قالوا هو المهدي ما ماتوا بمافاهوا]] 


[[اقول]] وهذا اثبات اخر واقرار اخر من علماء اهل السنة واعتراف ان للامام العسكري ع له ولد يلقب بالمهدي وليس هذا فقط بل اعترف ابن طلحة الشافعي ان محمد بن الحسن العسكري  هو المهدي المنتظر والحجة والخلف الصالح وهذا يثبت ان هنالك من علماء السنة يعترفون ان المهدي من صلب الحسين ع من الائمة الاثني عشر وهم الذين يتبعهم الشيعة الامامية ويسمون بإسمهم :بالاثني عشرية
وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين. 




كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٥/شعبان/١٤٤٤ هجريا

السبت، 4 مارس 2023

دراسة تفصيلية لمكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه

                           
                        

                          المقدمة
                بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 
اما بعد 
فعلى كل متدبر في كلام اهل البيت ع ان يتدبر  مضمون هذه المكاتبة الشريفة مكاتبة اسحاق بن يعقوب فيها توقيع الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف هذا اللفظ ( واما الحوادث الواقعه فارجعوا فیها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم) فلا يظن انها خاصة بالافتاء بل عام يشمل  الفتوى والقضاء والولاية العامة وهذا ما سنبينه ان شاء الله من خلال دراستنا لهذه المكاتبة ورواية العظام لها في المصادر المتقدمة ورواية الاصحاب اهل الكتب الاربعة المعتبرة  لهذه المكاتبة المقدسة بعد التعرض لسندها وما في مضمونها واحتجاج العلماء بدلالتها على ولاية الفقيه المطلقة كون الفقيه له ما للامام ع الا ما اخرجه الدليل فنسأل الله ان يوفقنا بهذا البحث وان يكون علما ننتفع به في اخرتنا واظن ان هذا اقوى بحث في ولاية الفقيه من بعد بحثنا القوي مبحث في ولاية الفقيه العامة فنرجوا من الله التوفيق والثبات وان نكون ممن ننال شفاعة محمد وال محمد ببركة الدفاع عن  عقيدة امرونا بإتباعها في غيبتهم الا وهي عقيدة ولاية الفقيه انه سميع الدعاء ولا تنسوني من خالص دعائكم ان كنت حيا او قرائة سورة الفاتحة علي روحي  ان استشهدت والله ولي التوفيق















    [[مكاتبة اسحاق بن يعقوب في كتب المتقدمين]] 

 روى شيخ الطائفة  الطوسي في كتاب الغيبة بسنده والمحدث الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة في سنده والشيخ الطبرسي في الاحتجاج كلهم  عن ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني  عن اخيه  اسحاق بن يعقوب  قال : سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُوصِلَ لِي كِتَاباً قَدْ سَأَلْتُ فِيهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَيَّ فَوَرَدَتْ فِي التَّوْقِيعِ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ ع‌ ((واما الحوادث الواقعه فارجعوا فیها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم)) 


اقول وهذا يدل ان التوقيع معتبر رفيع الشأن اذ رواه الاعاظم من اصحاب الكتب المتقدمة والكتب الاربعة المعتبرة عند الشيعة وهم الشيخ الكليني وشيخ الطائفة الطوسي والشيخ الصدوق والشيخ الطبرسي فهذا اذ يدل ان التوقيع معتبر عندهم وهذا ما سنبينه من خلال  التعرض لسنده كما سيأتي 








                     [[سند المكاتبة]] 

قد تعرضنا لدراسة سندها في مبحث في ولاية الفقيه العامة ولا ضرر بتكرارها للفائدة فسند المكاتبة هي مروية بسندين الاول في كتاب الغيبة  عن الشيخ الطوسي قال ((وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري (وغيرهما) (2) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب.))  فبهذا السند الاول  جماعة  الى جعفر بن محمد بن قولويه  وهم ثقات وقد وضح المحقق الحلي الجماعة  الذين هم طريق الشيخ الطوسي لإبن قولويه حيث قال قدس  في الرسائل التسع [[وإلى ابن بابويه منهم المفيد رحمه الله، والحسين بن عبيد الله المذكور وأبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمي (27) وأبو زكريا محمد بن سليمان الحمراني (28). وهؤلاء ثقات الا محمد بن سليمان الحمراني لم يرد فيه ذم  او مدح  فضلا ان ابو غالب وجعفر بن محمد بن قولوية  من اجلاء محدثين الشيعة ولذلك يكون السند من هذا الطريق صحيحا الى اسحاق بن يعقوب وعلى اقل تقدير يكون السند معتبر واما  السند الثاني ورد في كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق قال ((حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب)) واما رجال السند الثاني  فمحمد بن محمد بن نصر الكليني قال فيه صاحب معجم المفيد وهو المتأخرين بأنه مجهول الا ان ترحم الشيخ الصدوق عليه وعدم ورود  ذم في حقع كافي للوثوق فيما يروي فتكون سند الرواية الى اسحاق بن يعقوب من هذا الطريق ايضا معتبر وفي السندين  إسحاق بن يعقوب وقد  ورد فيه توثيق  كما ورد في خيرة الاعمال عن الامام الحجة عجل الله فرجه : السلام عليك يا اسحاق بن يعقوب الكليني و قبول العلماء لروايته هذه ولم يرد فيه ذم كافي للوثوق فيما يرويه خصوصا ورود  السلام عليه من  الامام المهدي عجل الله فرجه يبين لنا جلالته واقل تقدير اذا كان ليس ثقة فإنه ممدوح له جلالة  ورواية اخيه ثقة الاسلام الكليني عنه يطمأن صدور   هذا التوقيع عن المعصوم فضلا ان العلماء قبلوا بروايته والمتقدمين منهم روو عنه هذا التوقيع كالطوسي واخيه ثقة الاسلام الكليني والشيخ الصدوق وهؤلاء اصحاب الكتب الاربعة المعتبرة عند الشيعة لذلك قال اية الله لطف الله الصافي الكلبايكاني قدس في مجموع الرسائل  [[ويظهر مما تضمنه التوقيع المبارك كما حكى الأردبيلي في جامع الرواة عن الأستر آبادي علو رتبة إسحاق بن يعقوب، ولعله كما استظهره بعض الرجاليين أيضا هو أخ الكليني، وكيف كان فلا مجال للخدشة في سنده بعدم مجئ شئ من حاله في كتب الرجال بعد اعتماد مثل الكليني عليه وروايته التوقيع الشريف بما تضمنه من المطالب المهمة عنه، ثم اعتماد مثل الصدوق عليه، ثم شيخ الطائفة رضوان الله تعالى عليهم.

ومن المستبعد جدا أن لا يكون الكليني عارفا بحال مثله من معاصريه وهو ينقل عنه أنه يكتب إلى مولانا صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام يسأله مثل هذه المسائل التي لا يسأل عنها إلا الخواص وعظماء الشيعة، ويأتيه الجواب بخطه الشريف (عليه السلام).

فالظاهر أنه كان يعرف الرجل بالوثاقة والأهلية لمثل هذه المكاتبة. إذا فلا ريب في اعتبار سند التوقيع المبارك.]] 

انتهى قوله قدس سره وهو الصحيح  فيتبين لك جلالة ووثاقة اسحاق بن يعقوب كونه ليس فقط ورد عليه السلام من الاماَم الحجة روحي له الفداء  بل ايضا قبول. العلماء بروايته ورواية اصحاب الكتب الاربعة هذا التوقيع عنه كافي للوثوق به وانه من اهل الوثاقة والجلالة هذا فيما يخص حال اسحاق بن يعقوب 

واما  حال المكاتبة ومضامينها  فالشواهد في كتب الامامية كثيرة واستشهادهم بها تدل على اعتبار  هذه الرواية  وتقوي المكاتبة  سندا ومتنا  كون مافي مضمونها  موافقة  للروايات المروية  قي الكتب المعتبرة كالمقبولة وصحيحة ابن ابي خديجة    اضافة لموافقتها للقرآن  وقبول الفقهاء والاصحاب لهذه الرواية يطمأن صدورها عن  المعصوم  روحي لمقدمه الفداء. 










         [[دلالة المكاتبة على ولاية الفقيه]] 


اما دلالتها انها تدل على ولاية الفقيه فأنه حجة المعصوم ع علينا وامرنا الامام ع بالرجوع للحوادث التي تقع والحوادث عامة ليس فقط في الافتاء لأنه عجل الله فرجه لم يقل (( واما الحوادث الواقعة في الافتاء)) بل في معظم الحوادث وهو عام بقوله ((واما الحوادث الواقعة)) فهنا الكلام شامل فهذه الحوادث التي تقع الى جانب الافتاء كالقضاء و تشكيل الحكومة وجميع ما للفقيه يكون للامام ع الا ما اخرجه الدليل    

وقد استشهد علماء الامامية بهذه المكاتبة كدليل على ولاية الفقيه العامة واليكم اقوالهم :


قال المولى النراقي في كتابه ولاية الفقيه وهو يبين دلالة المكاتبة على ولاية الفقيه [[ التوقيع الشريف الرواية الثانية  عشر :التوقيع الرفيع المروي في كتاب(اكمال الدين) بإسناده المتصل والشيخ في كتاب الغيبة والطبرسي في الاحتجاج وفيها:
واما الحوادث الواقعه فارجعوا فیها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم]] 
[[اقول]] ومعلوم ان المولى النراقي يصرح بولاية الفقيه المطلقة كما اثبتنا ذلك في عدة بحوث حيث يصرح ان كلية ما للفقيه هو ما للنبي وما للامام ع الا ما اخرجه الدليل وقد احتج بهذه المكاتبة في كتابه ولاية الفقيه كدليل على الولاية العامة للفقيه




قال صاحب الجواهر قدس[[ويمكن بناء ذلك ـ بل لعله الظاهر ـ على إرادة النصب العام في كل شي‌ء على وجه يكون له ما للإمام عليه‌السلام كما هو مقتضى‌ قوله عليه‌السلام [٢] : « فاني جعلته حاكما » أي وليا متصرفا في القضاء وغيره من الولايات ونحوها.

بل هو مقتضى‌ قول صاحب الزمان روحي له الفداء [٣] : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله » ضرورة كون المراد منه أنهم حجتي عليكم في جميع ما أنا فيه حجة الله عليكم إلا ما خرج ،]] 



قال الشيخ الاعظم الانصاري قدس في المكاسب [[أمّا وجوب الرجوع إلى الفقيه في الأُمور المذكورة، فيدلّ عليه مضافاً إلى ما يستفاد من جعله حاكماً، كما في مقبولة ابن حنظلة، الظاهرة في كونه كسائر الحكّام المنصوبة في زمان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و الصحابة في إلزام الناس بإرجاع الأُمور المذكورة إليه، و الانتهاء فيها إلى نظره، بل المتبادر عرفاً من نصب السلطان حاكماً وجوب الرجوع في الأُمور العامّة المطلوبة للسلطان إليه، و إلى ما تقدّم من قوله (عليه السلام): «مجاري الأُمور بيد العلماء باللّه الامناء على حلاله و حرامه» [2]-

التوقيع [1] المروي في إكمال الدين [2] و كتاب الغيبة [3] و احتجاج الطبرسي [4] الوارد في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب، التي ذكر أنّي [5] سألت العمري رضي اللّه عنه أن يوصل لي [6] إلى الصاحب (عجّل اللّه فرجه) كتاباً [7] فيه تلك المسائل التي قد أشكلت عليّ، فورد الجواب [8] بخطّه عليه آلاف الصلاة و السلام في أجوبتها، و فيها: «و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم و أنا حجّة اللّه».

فإنّ المراد ب«الحوادث» ظاهراً: مطلق الأُمور التي لا بدّ من الرجوع فيها عرفاً أو عقلًا أو شرعاً إلى الرئيس، مثل النظر في أموال القاصرين لغيبةٍ أو موتٍ أو صغرٍ أو سَفَهٍ.

و أمّا تخصيصها بخصوص المسائل الشرعيّة، فبعيد]] 


[[اقول]]  وقد صرح استاذ الفقهاء الميرزا النائيتي ان الشيخ الانصاري احتج  بهذا التوقيع كدليل على ولاية الفقيه العامة حيث قال في كتابه المكاسب والبيع  [[وقد استظهر منه المصنف قده دلالته على اثبات الولاية العامة للفقية]] 

فهذا يتبين لنا ان الشيخ الانصاري يقول بولاية الفقيه العامة لا كما يدعي بعض  مدعين العلم المتزينين بطلبة العلم زورا وبهتانا وللاسف قد اشتبه ايضا بعض العلماء بذلك وظن ان الشيخ الاعظم لا يقول بها وكيف لا يقول بها وقد تتلمذ على يد اساتذة اشتهروا  بالقول بولاية الفقيه العامة كصاحب الجواهر والمولى النراقي وقد تعرضنا لذكر قولهما واحتجاجهما بالتوقيع كدليل على ولاية الفقيه كما مر اضف الي احتجاجه بالمكاتبه كدليل عليها  وتصريح استاذ الفقهاء النائيني باحتجاج الشيخ الاعظم بالتوقيع  لاثبات ولاية الفقيه العامة يقطع الشك باليقين انه قدس يؤمن بولاية الفقيه العامة 







قال اية الله العظمى اقا رضا الهمداني قدس في مصباح الفقيه [[ولكن الذي يظهر بالتدبّر في التوقيع المروي عن إمام العصر ـ عجّل الله فرجه ـ , الذي هو عمدة دليل النصب إنّما هو إقامة الفقيه المتمسّك برواياتهم مقامه بإرجاع عوام الشيعة إليه في كلّ ما يكون الإمام مرجعا فيه كي لا يبقى شيعته متحيّرين في أزمنة الغيبة.
وهو ما رواه في الوسائل عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب , قال : سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ , فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ـ عجّل الله فرجه ـ «أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك ـ إلى أن قال ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ,]]










قال قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى الامام الراحل الخميني رضوان الله عليه في كتابه الحكومة الاسلامية [[وكان الجواب كما عرفتم: ارجعوا إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله.
 
حجّة الله تعني ماذا؟ ماذا تفهمون منها؟ هل تعني خبر الواحد 2؟ هل معنى "حجّة الله" أنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف إذا أخبر عن الرسول بخبر فعلينا أن نأخذ به كما نأخذ بخبر زرارة3 ؟ هل هو حجّة الله في بيان المسائل والأحكام فقط؟ إذا قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنّي جعلت عليّاً عليه السلام حجّة عليكم، فهل معنى ذلك: إنّني سأذهب واخلف فيكم عليّاً يبيّن لكم المسائل والأحكام ويوضّحها؟ أم ماذا؟


حجّة الله تعني أنّ الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كلّ تصرّف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويُسعدهم، وكذلك الفقهاء، فهم مراجع الأمّة وقادتها.]] 






قال اية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس في كتابه الاسلام يقود الحياة ص ١٦ [[النيابة العامة للمجتهد المطلق العادل الكفوء عن الامام وفقاً لقول امام العصر عليه السلام ( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ) فان هذا النص يدل على انهم المرجع في كل الحوادث الواقعية بالقدر الذي يتصل بضمان تطبيق الشريعة على الحياة لأن الرجوع اليهم بما هم رواة أحاديثهم وحملة الشريعة يعطيهم الولاية بمعنى القيمومة على تطبيق الشريعة وحق الاشراف الكامل من هذه الزاوية .]] 





قال اية الله العظمى الشيخ مرتضى الحائري قدس في كتابه صلاة الجمعة [[يكفي في ثبوت الإذن للفقيه بعض أدلة ولاية الفقيه،توقيع إسحاق بن يعقوب الذي أوضحنا سنده في المجلد الثاني من كتابنا «ابتغاءالفضيلة»، وفيه: «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي
عليكم وأنا حجة الله»(1).
و ما اشتهر من الإشكال فيه بإجمال السؤال مردود بأن الإجمال غير مضر بعد إطلاق الذيل الذي هو في مقام التعليل وإعطاء قاعدة كلية، فلو كان مورد السؤال بعض الحوادث الواقعة الخاصة فلا ريب أن مقتضى الذيل هو التعميم، لأن العلةتعمم الحكم.و تقریب الاستدلال: أن الحجية من قبله-روحي فداه ووهبني لقياه-ظاهرة عرفا في رجوع جميع ما كان يرجع إليه عليه السلام إلى الفقيه]] 



قال اية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني قدس في كتابه فقه الصادق [[ومنها: التوقيع الشريف المروي في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة للصدوق، وكتاب الغيبة للشيخ، والاحتجاج للطبرسي في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب: وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله 
بتقريب: أن المراد بالحوادث من جهة كونها جمعا محلى باللام كل حادثة يرجع فيها الرعية الى رئيسهم من غير فرق بين كونها من السياسات أو الشرعيات، ومن غير فرق بين أن تكون مرتبطة بشخص خاص أو بالمجتمع، فتشمل ما كان من قبيل استخراج الاجانب النفط وسائر المعادن، وعقد الذمة مع الدول الاخر، وما لو توجه الخطر من جانب الاجانب الى الدولة الاسلامية، وما شاكل. فيدل على ان راوي الحديث، المجعول حجة على الامة - وهو الفقيه الجامع للشرائط - مرجع في جميع هذه الامور]] 






قال اية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس في كتابه مبحث في ولاية الفقيه [[وهو ما روي عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أنَّ يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علّي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه) : «أما ما سألت عنه. أرشدا الله وثبّتك [إلى أن قال]: وأمًّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم» وأنا حجّة الله ... الخ» الحديث"*.

بسط الكلام في التوقيع الشريف
والحديث واضح في المطلوب؛ فإنَ الحوادث الواقعة هي كل الأمور المستجدّة في المجتمع الإسلامي من مشاكل الدولة والأفراد. فهنا يجب الرجوع فيها إلى الرواة وهم الفقهاء» فإنهم حجّة على المسلمين» وقولهم نافذ فيهم وأمرهم مطاع عليهم؛ على حدٌ نفوذ كلام الإمام( ع) وتعاليمه في قيادة الأمة وتدبير شؤونها. وهذا هو معنى ولاية الفقيه بأجلى صورها وأوسع معانيها.]] 



 






قال اية الله العظمى السيد محمود الهاشمي قدس في كتابه نظرة جديدة في ولاية الفقيه [[هل إن الروايات تدل على جعل ولاية عامة لفقهائنا أم لا؟
لقد استفدنا، من مقبولة ابن حنظلة(١) ورواية أبي خديجة(٢)، وأخيراً من مكاتبة إسحاق بن يعقوب(٣) أن ولاية الفقيه عامة. وقلنا، في الأمس، عند دراستنا لسند المكاتبة ودلالتها، إن مضمونها أوسع من مسألة القضاء، إنه إرجاع في مطلق الأمور.]]




قال اية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دام ظله في كتابه محاضرات  في الالهيات [[وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام للقضاء وإجراء السياسيات وإقامة الحدود وجعلهم حجّة على الناس، كما جاء في توقيعه الشريف: «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه عليهم».]] 








قال اية الله العظمى الشيخ محمد السند دام ظله في كتابه الامامة الالهية [[انه قد ورد فى التوقيع: "انهم حجتي عليكم وانا حجة الله" فهذا تصريح بالطولية وأن حجتهم منبثقة عن حجية المعصوم وهي وان لم تكن عينها بل بينهما فوارق. لكن اطلاق المتعلق للحجية يفيد الشمول لكل من الحكم والقضاءوالفتيا. وبعبارة أخرى أن متعلق حجيته (عج) سارية في الموارد الثلاثة، ومع إطلاق النيابة المدلول عليها بالطولية في التعبير المزبور تشمل الموارد المزبورة]] 


قال اية الله العظمى الشيخ الشيخ الايرواني دام ظله في كتايه الفقه الاستدلالي [[ ويرده : ان الاحتمال الثالث هو مقتضى الاطلاق قوله (ع) : ((فإنهم حجتي عليكم)) اذ يدل على إن كل ما كان المرجع فيه هو الامام (ع) فلا بد من الرجوع فيه الى رواة الاحاديث]] 







وهذا بعد التعرض لذكر الاعلام من علماء الامامية  للمكاتبة كدليل على ولاية الفقيه العامة وهذا شاهد اخر يثبت ان المكاتبة من الادلة على ان الفقيه له ولاية عامة وهو مرجع في كل الامور التي تكون للنبي ص والامام  كالفتيا والقضاء والولاية العامة الا ما اخرجه الدليل كالعصمة والولاية التكوينية كونها من مختصات المعصوم كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة. 












   [[ رد شبهة سقوط دفع الخمس  للفقيه في زمن الغيبة ]]





وهنالك اشكال يطرحه بعض المستشكلين ويحتجون في المكاتبة كدليل على عدم وجوب دفع الخمس للفقيه وهذا هو هو النص :
وأما الخمس (٢) فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث 

والجواب :
ان هذا النص  مراده ثلاثة احتمالات 

الاحتمال الاول :
  عدم دفع الخمس للمعصوم مباشر لا  للفقهاء وكون ان الامام سيغيب عن شيعته عندها  اباح الامام  الخمس لفقهاء شيعته  كونهم حجة المعصوم على الناس فمن هم اولى الناس من الشيعة للخمس غير الفقهاء اوليس الفقهاء هم من الشيعة فبعدما صرح الامام الحجة عجل الله فرجه بوجوب الرجوع في الحوادث الواقعة الى رواة حديثه وهم الفقهاء كونهم حجته على الناس صرح بعدها  بإباحة  الخمس ودفع الخمس والخمس   ماهو الا حادث من الحوادث التي يجب الرجوع فيها الى الفقيه  كونه راوي حديث المعصوم وكونه اي الفقيه له الولاية العامة و هذا ما نسميه ((له ما للامام ع  الا ما اخرجه الدليل) 

ويستدل على ان المراد بالشيعة هم الفقهاء ذكر الامام صفات شيعته في المرتبة الاولى هم العلماء حيث ورد في امالي الطوسي عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع حيث قال [[شيعتي والله الحلماء، العلماء بالله ودينه، العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبّه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صُفر الوجوه من التهجّد، عُمش العيون من البكاء، ذُبل الشفاه من الذكر، خُمص البطون من الطوى، تُعرف الربّانية في وجوههم، والرهبانية في سمتهم، مصابيح كلّ ظلمة]] وهذه كلها صفات العلماء في المرتبة الاولى ولا يبعد كون الامام ع اباحه لشيعته اي لفقهاء شيعته هذا الاحتمال الاول 



الاحتمال الثاني كون مراد عدم دفع الخمس هو المراد منه غنائم الحرب وليس مطلق الخمس  وقد استظهر ذلك السيد محسن الامين في كتابه اعيان الشيعة حيث قال [[اما الخمس الذي أحلوه لشيعتهم في زمن الغيبة فالمراد به خمس السبي من الجواري بقرينة التعليل وليس المراد به مطلق الخمس بدليل قوله فإنما يأكل النيران وليس في إباحة الخمس الذي هو حقهم بنص الكتاب لشيعتهم ومحبيهم شئ من الاستغراب.]] 




الاحتمال الثالث الاباحة فيما يخص المناكح يعني يخص الزواج  لا مطلق الخمس   ويستدل به بقوله عليه السلام :لتطيب ولادتهم ولا تخبث

قال السيد محمد صادق الروحاني قدس [[لعل السؤال كان عن قسم خاص بل ظاهر الجواب هو ذلك فاللام يكون للعهد الذكري، فالمباح قسم خاص منه و يؤيده بل يشهد به تعليله الحلية بطيب الولادة و عدم خبثها فإنه يقتضي تحليل خصوص ما يتعلق بالمناكح]] 


وكيف ما كان نوع الاباحة من هذه الاحتمالات الثلاثة  فهذا لا يدل كون المكاتبة دليل  على  الاعفاء من دفع الخمس في زمن الغيبة كون الروايات المتضافرة عن اهل البيت ع توصي بدفع الخمس اولا وثانيا في غيبتهم   الطريق لدفع الخمس هو للفقيه كونه حجة المعصوم علينا وهو مرجع لكل الحوادث في غيبة المعصوم كما نص عليه الامام عجل الله فرجه في المكاتبة ولان دفع الخمس حادث من الحوادث فيتم دفعه للفقيه كونه له ما  للامام ومرجع للحوادث في كل امر وله الولاية العامة الا ما اخرجه الدليل عندها يتبين لك ان الاحتجاج بالمكاتبة كدليل على سقوط دفع الخمس للفقيه في زمن الغيبة خرط بقتاد بل الدليل خلافه وهو ان مكاتبة اسحاق بن يعقوب تدل على ان  كل ما للامام من الامور العامة هو للفقيه الا ما اخرجه الدليل بقوله عجل الله فرجه [[ واما الحوادث الواقعه فارجعوا فیها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم]] 







                      [[الخاتمة]]

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم 



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١١/شعبان/١٤٤٤ هجريا

الخميس، 2 مارس 2023

ماذا قال النراقي في كتابه ولاية الفقيه حول الولاية المطلقة؟

كما وعدناكم ان نأتي لكم ببعض من شواهد من كلمات المولى النراقي في كتابه الموسوم ولاية الفقيه فالنرى ماهي حدود ولاية الفقيه عند المحقق النراقي الذي هو استاذ الشيخ الاعظم الانصاري فبعدما احتج بالروايات التي تدل على ولاية الفقيه كمقبولة عمر بن حنظلة ومكاتبة اسحاق بن يعقوب و صحيحة ابي خديجة يقول عند تعرضه لحدود ولاية الفقيه عنده قدس حيث قال في كتابه ولاية الفقيه [[" إن كلية ما للفقيه العادل توليه وله الولاية فيه أمران:
أحدهما: كل ما كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والامام، الذين هم سلاطين الأنام وحصون الإسلام، فيه الولاية وكان لهم فللفقيه أيضا ذلك الا ما أخرجه الدليل من اجماع أو نص أو غيرهما.
وثانيهما: ان كل فعل متعلق بأمور العباد في دينهم أو دنياهم، ولابد من الإتيان به]] 




[[اقول]] وهذا يدل ان المولى النراقي قدس استاذ الشيخ الاعظم يقول بولاية الفقيه المطلقة كونه صرح ان كلية ما للفقيه هو للنبي وللامام ع الا ما اخرجه الدليل وبهذا جهل بعض من يدعون العلم والمتزينين بزي العلماء زورا وبهتانا بأن  ولاية الفقيه ثابته عند كبار علمائنا وقبل الامام الخميني كما اثبتنا وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 




كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٩/شعبان/١٤٤٤ هجريا

الأحد، 26 فبراير 2023

[[دور المولى النراقي قدس في نشر عقيدة ولاية الفقيه]]



قبل كل شيء نبارك لكم ولادة الامام زين العابدين ع
وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين اما بعد
يعد المولى احمد النراقي قدس من كبار علمائنا الكرام من اوائل من كتبوا في ولاية الفقيه المطلقة في كتاب مفصل اسماه ولاية الفقيه وبين مساحة الفقيه من عموم الولاية وان كل ما لرسول الله ص وما للامام ع فهو للفقيه الا ما اخرجه الدليل ونريد ان نبين ان كلمة ما للرسول ص وما للامام ع فهو للفقيه ليس اول من قالها النراقي بل سبقها اليه المجلسي والكركي وهما من كبار علمائنا ونحب ان نبين ان المولى النراقي حيث بعد تصديه للمرجعية ذهب الى النجف الاشرف ويعد عندها من كبار علماء النجف الذي كتب كتاب خاص في ولاية الفقيه وكان من كبار تلامذته الشيخ الاعظم الانصاري قدس الذي صرح بولاية الفقيه العامة كما اثبتنا ذلك من كتبه ومؤلفاته وبذلك يثبت ان الامام الخميني صلوات ربي وسلامه عليه ليس اول فقيه كتب مؤلف مفصل خاص بولاية الفقيه بل سبقه اليه من اساطين علمائنا ومن مقدمة هؤلاء المولى النراقي قدس بالرغم ان هنالك علماء من سبق من سبق النراقي في بحوث حول ولاية الفقيه المطلقة في رسالاتهم العملية او في كتبهم الا ان النراقي يعد من البارزين الاوائل الذين طرحوا ولاية الفقيه المطلقة بشكل مفصل بمؤلف خاص وان شاء الله سنتعرض لذكر بعض احتجاجاته على صحة هذه العقيدة من كتابه ولاية الفقيه في منشورات اخرى وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين

كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٥/ شعبان/١٤٤٤ هجريا

الأحد، 19 فبراير 2023

هل الله ذكر اسماء اهل البيت ع في القرآن ام في تفسيره وما المانع من ذكر اسمهم في القرآن؟

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما تقولون في هذه الطائفة من الروايات التي تصرح بأن القرآن ناقص كما استدل بها امير القريشي و الوهابية لاثبات  تحريف القرآن عند الشيعة منها :
تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري (6) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له:
ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته؟ قال: قول الله تبارك وتعالى:
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد " هكذا نزلت على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ولا يكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم.
وقال: " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " وآل عمران و آل محمد (1).

الطَّبْرِسِيُّ:رُوِيَ عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)،أَنَّهُ قَرَأَ: «لَقَدْ تَابَ اللَّهُ بِالنَّبِيِّ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ»إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.


تفسير القمي :وقوله (لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) قال الصادق عليه السلام هكذا نزلت

وورد في في الكافي :وبهذا الإسناد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن جابر، قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمد هكذا: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله 


في نفس المصد وبهذا الإسناد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله) بهذه الآية هكذا: (يا أيها الذين أتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نورا مبينا).


وورد في تفسير العياشي :  - عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قد قرء القرآن كما انزل لألفيتنا فيه مسمين (5) 5 - وقال سعيد بن الحسين الكندي عن أبي جعفر عليه السلام بعد مسمين كما سمى من قبلنا (6).


 هل هذه الروايات صحيحة  وما المانع ان يذكر اهل البيت ع صراحة بأسمائهم في القرآن؟ 







الجواب :
وعليكم السلام 
بسمه تعالى 

قلنا مرارا وتكرارا ان هذه الروايات هي ضعيفة السند ولا تصح  ووإن سلمنا جدلا بصحتها. فمرادها نزلت من التفسير والتأويل. لا القرآن نفسه لان التفسير ايضا منزل من عند الله فتكون القرائة. تفسيرية هو هذا مرادها لا القرائة القرآن ذاته وقد بين علمائنا مراد هذه الروايات لو صحة جدلا بأن مرادها نزلت تفسير لا قرآن ونأخذ نبذة منهم لا على سبيل الحصر :

قال السيد الخوئي قدس في البيان في تفسير القرآن ص ٢٣٠[[والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة :

أنا قد أوضحنا فيما تقدم أن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الائمة عليهم‌السلام في التنزيل من هذا القبيل ، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من  طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب ، والسنة ، والادلة المتقدمة على نفي التحريف. وقد دلت الاخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنة وأن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه ، وضربه على الجدار.]] 



قال اية الله الشيخ اللنكراني قدس في مدخل التفسير ص٣٠٨ [[لكنّ الظاهر أنّ تلك الإضافات والزوائد لا تكون جزءاً للقرآن، وإطلاق «التنزيل» عليها لا يدلّ على كونها من القرآن؛ لعدم اختصاص هذا الوصف بالقرآن.

وكان المعمول به نزول بعض الامور بعنوان التوضيح والتفسير للقرآن، وكان بعض الكتّاب يكتبه مع القرآن من دون علامة؛ لكونهم آمنين من الالتباس، ولأجله حكي أنّ ابن عباس قرأ وأثبت في مصحفه: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ» [1].

وحكي عن ابن الجزري أ نّه قال: وربما كانوا يُدخلون التفسير في القراءة إيضاحاً وبياناً؛ لأنّهم محقّقون لما تلقَّوه عن النبيّ صلى الله عليه و آله قرآناً، فهم آمنون من الالتباس، وربما كان بعضهم يكتبه معه‌ [2].]] 

وقال  ايضا قدس  في نفس المصدر ص ٣١٩ [[أنّ الظاهر أنّ المراد بالتنزيل والنزول ليس هو التنزيل بعنوان القرآنيّة، بل بعنوان التفسير والتوضيح له؛ لما مرّ [1] في ذكر مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من أنّ اشتماله على جميع ما نزل لا دلالة فيه على كونه قرآناً بأجمعه، بل كان امتيازه من بين سائر المصاحف لأجل اشتماله على جميع ما نزل بعنوان التفسير والتأويل، من دون أن يشذّ عنه شي‌ء، بخلاف سائر المصاحف.

وعليه: فالظاهر أنّ اسمه المبارك والأسامي الشريفة للأئمّة من ولده- صلوات اللَّه عليه وعليهم أجمعين- كانت مذكورة في مقام بيان المراد والشرح والتوضيح لابعنوان القرآنيّة.]] 





قال السيد علي الميلاني في التحقيق في نفي التحريف بعد تعرضه لهذه الروايات [[ومن الممكن القول : بأنّ تلك الأسماء التي القيت إنما كانت مثبتة فيه على وجه التفسير لألفاظ القرآن ، وتبيين الغرض منها ، لا أنّها نزلت في أصل القرآن كذلك ، كما قيل نظائره.]]
 وان صحة فمفادها ان هذه الروايات على وجه القرائة التفسيرية وهذه التفاسير موجودة في مصحف أمير المؤمنين ع الموجود مع الامام الحجة عجل الله فرجه  الشريف ورد عن صادق ال محمد عليهم السلام :فإذا قام القائم (عليه السلام) قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي (عليه السلام)

لاحظ كلام الامام لم ينفي كتاب الله ولم يقل الكتاب المحرف او المصحف الزائف او مصحف عثمان بل كتاب الله واخرج المصحف الذي كتبه علي ع على وجه التفسير والتأويل ومنها القرائة التفسيرية وقد اوضح السيد محمد الشيرازي قدس ذلك عند تعرضه لذكر مصحف امير المؤمنين ع حيث قال في كتابه متى جمع القرآن [[أما مسألة قرآن علي (عليه السلام) الذي جاء به فلم يقبلوه فإنما يراد به ما جمعه من التفسير والتأويل كما ذكر ذلك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بنفسه في رواية رويت عنه ومن المعلوم أنهم لم يكونوا يريدون التفسير والتأويل لأنه كان امتيازا له (عليه السلام)،]]
اذن فمراد مصحف امير المؤمنين ع هو المصحف فمراده التأويل والتفسير والقرائة التفسيرية لا اصل القرآن فإن القرآن محفوظ كما وعد الله نعم وقع التحريف في التفسير في كافة متعلقاته منها القرائة التفسيرية وبعض تفاسير الايات في القرآن التي لا نجدها اليوم في تفاسيرنا وهذا كله محفوظ في مصحف امير المؤمنين ع عند  الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف الذي سيظهره بعد خروجه المبارك
لذلك الله لم يذكرهم صراحة بأسمائهم في القرآن بل فسر الايات النازلة فيهم عن طريق نبيه ص لان التفسير من عند الله كما صرح في محكم كتابه (( ثم إنا علينا بيانه)) والتفسير الذي يكون من عند الله يبينه نبيه ص لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى

هذا فيما يخص حول هذه الروايات وهي طبعا ضعيفة كما اسلفنا ومرادها ان سلمنا بصحتها 

اما سؤالكم حول ما المانع ان يذكر اسم اهل البيت ع صراحة  في القرآن الكريم فقد بينا ذلك في بحثنا السابق عند ردنا على هذا المنحرف القريشي ولا بأس بتكرار الرد للفائدة وسبب المانع هو ما ورد بسند صحيح عن ال محمد ع  ان القرآن لم يذكرهم بأسمائهم انما فسر الايات النازلة فيهم وذلك في رواية صحيحة معتبرة في الكافي الشريف حيث ورد في شرحه مرآة العقول لشيخ الاسلام المجلسي  :  ١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » [١] فقال نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليه‌السلام فقلت له إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم‌السلام في كتاب الله عز وجل قال فقال قولوا لهم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي من كنت مولاه فعلي مولاه 

قال شيخ الاسلام المجلسي [[الحديث الأول : صحيح بسنديه]]

لذلك لا يمكن  ذكر اهل البيت ع بأسمائهم بسبب تصريحهم عليهم السلام بعدم ذكرهم بأسمائهم في القرآن وانما بينوا ان الرسول ص فسر الايات النازلة بحقهم كما فسر رسول الله ص عدد الركعات وفسر لهم الدفع في الزكاة لذلك  لا يمكن حمل الروايات التي صرحت  بكلمة هكذا نزلت بخصوص القرائات بأنها من اصل القرآن بل حملها على وجه القرائة التفسيرية كما اسلفنا  ولفظ هكذا انزلت في بعض الايات غير موارد اهل البيت ع وردت في كتب السنة ومن يريد فاليراجع صحيح البخاري ومسلم فاذا اراد الوهابي ان يحمل هذه الروايات لفظة هكذا نزلت يريد بها التشنيع على الشيعة بأنهم يقولون  بتحريف القرآن  فعليه اولا ان يحمل الروايات الموجودة في الصحاح عندهم وحمل القرائات لفظة هكذا انزلت  بأنها تفيد تحريف القرآن عندهم عندها سيتوجب عليه اما الطعن في صحاحهم وهذا طبعا شبه مستحيل او يتراجع عن ذلك وحمل هذه القرائات على وجه التأويل والتفسير لا اصل القرآن


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٧/رجب/١٤٤٤ هجريا