ورد في الكافي عن ابي عبد الله ع عن رسول الله ص :وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر
الجواب :
بسمه تعالى قال العلامة المجلسي في مرأة العقول : الحديث الثاني ضعيف
وقال قدس في نفس المصدر : ولا ينافي أن يرث وارثهم الجسماني منهم ما يبقى بعدهم من الأموال الدنيوية ، أو يقال وارثهم من حيث النبوة المختصة بهم العلماء فلا ينافي ذلك كون وارثهم من جهة الأنساب الجسمانية يرث أموالهم الظاهرة ، فأهل البيت عليهالسلام ورثوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجهتين معا ، على أنه يحتمل أن يكون الأنبياء عليهمالسلام لم يبق منهم خصوص الدينار والدرهم بعد وفاتهم ، لكن الظاهر أنه ليس المراد حقيقة هذا الكلام ، بل المراد ما أومأنا إليه من أن عمدة أموالهم وما كانوا يعتنون به ويورثونه هو العلم ، دون المال وذكر الدينار والدرهم على المثال.
ويخطر بالبال وجه آخر وهو أن يكون المراد بقوله عليهالسلام : أن الأنبياء لم يورثوا بيان الموروث فيه ، لأنه عليهالسلام لما قال إن العلماء ورثة الأنبياء فكأن سائلا يسأل أي شيء أورثوا لهم؟ فأجاب بأنه لم يورثوا لهم الدرهم والدينار ولكن أورثوا لهم الأحاديث ، ولذا قال أحاديث من أحاديثهم ، لأن جميع علومهم لم يصل إلى جميع العلماء ، بل كل عالم أخذ منها بحسب قابليته واستعداده ، ففي الكلام تقدير : أي لم يورثوا لهم ، فيشعر بأن لهم ورثة يرثون أموالهم ولكن العلماء من حيث العلم لا يرثون إلا أحاديثهم ، وهذا وجه وجيه وإن كان قريبا مما مر.
قال السيد الخوئي قدس في مصباح الفقاهة : فالرواية ناظرة الى أن شأن الأنبياء ليس أن يجمعوا درهماً ولا ديناراً أو ليس همهم وحرصهم الى ذلك وجمع الأموال، بل حرصهم أن يتركوا الاحاديث (العلم) وصرحوا (عليهم السلام) بذلك وان المتروك أي شيء في بعض الروايات, وقال لكن ورثوا الاحاديث ومن أخذ منها فانما أخذ بحظ وافر, وليست هي ناظرة الى أن الانبياء لم يتركوا شيئاً أصلاً من الدار والثياب, بل لا ينافي بترك درهم ودرهمين اذ ليس ذلك من قبيل الحرص بجمع المال والاّ فالأئمة (عليهم السلام) كانوا يتملكون الدار والثياب ويورثو نها للوارث
اقول : فالرواية واضحة ان المقصود منه هو توريث الانبياء للعلماء لان العلماء لم يرثوا من الانبياء الا العلم والحديث ولم يقل (( إن العلماء وابناء الانبياء ورثة الأنبياء)) فلو كانت الرواية هكذا لامكن الذهاب بالمحاججة بأن مراد هذه الرواية. دعما ما قاله ابي بكر الذي روى حديث انفرد به ان رسول الله ص قال نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة
فالحديث الموجود في الكافي يختلف اختلافا جذريا. عن ما رواه ابو بكر. فالذي في الكافي يتكلم عن وراثة العلماء للانبياء وهو العلم والحديث ولم يرثوا منهم المال والدرهم
اما الحديث الذي رواه ابو بكر (لا نورث ما تركناه صدقة) فهو حديث احاد انفرد به ابو بكر ولم يرويه صحابي اخر عن رسول الله ص وعمل به الصحابة. عملا بما قاله ابو بكر
حيث قال الشارح في كتاب شرح مختصر المنتهى الاصولي : اقول قد ثبت جواز التعبد بخبر الواحد وهو واقع
وقال ايضا : اجماع الصحابة والتابعين بدليل ما نقل عنهم من الاستدلال بخبر الواحد وعملهم بها في الوقائع التي لا تكاد ان تحصى
الى ان يقول :وعمل الصحابة بخبر ابي بكر [[نحن معاشر الانبياء لا نورث ))
قال الامام الامدي : ومن ذلك عمل جميع الصحابة بما رواه ابو بكر ((نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة))
قال الامام ابو حامد الغزالي : وكلام من ينكر خبر الواحد لا يجعله حجة في غاية الضعف ولذلك ترك توريث فاطمة رضي الله عنها بقول ابي بكر ((نحن معاشر الانبياء لا نورث)) الحديث
اقول وثبت ان الخليفة ابو بكر هو الذي انفرد برواية هذا الحديث عن رسول الله ص ولم يرويه احد عن رسول الله ص وهنا يجعلنا في شك من هذا الحديث لماذا لم يسمع احد من رسول الله ص من الصحابة. غير ابي بكر لماذا لم يخبر به اهل بيته الذين هم اقرب الناس اليه كأمير المؤمنين ع او السيد الزهراء
التي ثبت في صحيح انها ماتت وهي غاضبة على الخليفة الاول وضلت مهاجرة له. بعدما رفض اعطائها فدك بحجة هذا الحديث المزبور
وقبل ان نسرد غضب السيدة الزهراء ع. هذه ام المؤمنين عائشة تشهد بصدق الزهراء ع وانها لا تكذب ابدا فقد اخرج الهيثمي في مجمع الزوائد عن عائشة قالت :ما رأيت افضل من فاطمة غير ابيها قالت : فكان بينهما شيء فقالت : يارسول الله سلها فإنها لا تكذب
قال الامام الهيثمي : رواه الطبراني في الاوسط وابو يعلى الا انها قالت : ما رأيت احدا قط اصدق من فاطمة ورجالهما رجال الصحيح
ولكن هنا نجد ان افضل الناس بشهادة ام المؤمنين غضبت على الخليفة ابي بكر وماتت وهي غاضبة وترد حديث ابو بكر حيث اخرج البخاري في صحيحه :فقال لها أبو بكر : أن رسول الله (ص) ، قاا
ل : لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت
فنقول هذه هي افضل الناس وليس هنالك اصدق منها. بشهادة ام المؤمنين عائشة قد ردت حديث ابي بكر وغضبت عليه وهجرته ولم تكلمه حتى ماتت هل من المعقول انها تخالف ابيها رسول الله ص من اجل اهداف دنيوية؟؟ ام ان هذا الحديث وضعه ابي بكر مجتهدا خلاف النص فقد يقول قائل ان الحق مع ابي بكر وهو خليفة رسول الله وان الحق ليس مع الزهراء فنقول له كيف وقد اخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله (ص) ، قال : فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني.
فهل الرسول ص يغضب لغضب امرأة تغضب من اجل الدنيا وترد حديثه؟؟ كلا وحاشا فهذا هو الثابت ان سبب غضب الزهراء ع هو عدم اعطائها حقها فدك ارثها من رسول الله ص لانها تعلم ان هذا الحديث ((لا نورث ما تركناه صدقة)) ليس حديث ابيها رسول الله ص و هذا الحديث ليس الا اجتهاد من ابو بكر خلاف الحق لكي يحرمها من حقها لذلك ماتت وهي غاضبة عليه واثبتنا في الصحيح ان غضب فاطمة هو غضب رسول الله وغضب رسول الله ص هو غضب الله فلا تكون ولاية لابي بكر ولا يمكن ان يكون خليفة لرسول الله ص بدليل قوله تعالى (( يأيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم))
ومما يدل على بطلان هذا الحديث الذي انفرد فيه الامام ابو بكر مخالفا لكتاب الله عزوجل بقوله تعالى ((وورث سليمان داود))
وينقل الامام القرطبي في تفسيره عن المفسر المأخوذ بتفسيره وهو مقاتل حيث قال :ورث سليمان عن ابيه داود الف فرس
و هذا والحمد الله رب العالمين وصلى الله تعالى علي محمد وعلي اله الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
وفقنا الله واياكم لخدمة محمد وال محمد
كتبه وعلق عليه انصار الكرار ✍️✍️✍️✍️مرحبا فيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق