Translate

السبت، 26 مارس 2022

موقف الشيعة من عبد الله بن سبأ وهل هو شخصية وهمية؟

                                [[المقدمة]] 
                     بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 
فقد عادت هذه الاسطوانة المجروخة الا وهو الشيعة اتباع ابن سبأ  والشيعة اسسهم ابن سبأ وهذا هو حال الوهابيين حيث رأيت في احدى قنوات اليوتيوب شخص يدعي انه صاحب معلومات وطبعا لا اتشرف بذكر اسمه يروج بقناته ان الشيعة هم اتباع ابن سبأ وان عقيدتهم  من ابن سبأ ولهذا احببت ان ارد بهذا البحث المفصل حول موقفنا من عبد الله بن سبأ الذي هو طبعا شخصية حقيقية وليس وهمية كما ذهب اليه بعض العلماء من المتأخرين وقد ثبت لعنه والبرائة منه من قبل ائمة اهل البيت ع وهذا كله سنبين في بحثنا مع الوثائق فنرجوا من الله ان يحسن لنا هذا الصنيع انه سميع الدعاء



                         
     


       [[عبد الله بن سبأ في روايات اهل البيت]]

وردت عدة روايات عن ائمة اهل البيت ع تفيد لعنه والتبري منه ومن اتباعه بل وثبت ان امير المؤمنين ع استتابه لانه اظهر الغلو بأمير المؤمنين ع وادعى انه الله عند ذلك لم يتوب فأمر بحرقه واليكم الروايات :
جاء في كتاب  رجال الكشي :

170- حدثني محمد بن قولويه القمّي، قال: حدثني سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، قال: حدثني أبي، عن أبي جعفر عليه السّلام ان عبد اللّه بن سبأ كان يدعى النبوة و يزعم أن أمير المؤمنين عليه السّلام هو اللّه (تعالى عن ذلك).

فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام فدعاه و سأله؟ فأقر بذلك و قال نعم أنت هو، و قد كان ألقى في روعي أنك أنت اللّه و أني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك و تب، فابى فحبسه و استتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار و قال: ان الشيطان استهواه، فكان يأتيه و يلقى في روعه ذلك.

171- حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد اللّه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول و هو يحدث أصحابه بحديث عبد اللّه بن سبأ و ما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: انه لما ادعى ذلك فيه استتابه أمير المؤمنين عليه السّلام فأبى أن يتوب فأحرقه بالنار.


172- حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد اللّه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الازدي عن أبان بن عثمان، قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: لعن اللّه عبد اللّه بن سبأ أنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السّلام و كان و اللّه أمير المؤمنين عليه السّلام عبدا للّه طائعا، الويل لمن كذب علينا و أن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ الى اللّه منهم نبرأ الى اللّه منهم.


173- و بهذا الاسناد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير.


و أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه و الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، قال، قال علي بن الحسين عليهما السّلام لعن اللّه من كذب علينا، اني ذكرت عبد اللّه بن سبا فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمرا عظيما ما له لعنه اللّه، كان علي عليه السّلام و اللّه عبدا للّه صالحا، أخو رسول اللّه، ما نال الكرامة من اللّه الا بطاعته للّه و لرسوله، و ما نال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الكرامة من اللّه الا بطاعته للّه.






            [[الرد على قول الكشي والنوبختي]]
ورد قول للكشي وهو مشابه لقول النوبختي تقريبا حيث قال [[ذكر بعض أهل العلم أن عبد اللّه بن سبأ كان يهوديا فأسلم و والى عليا عليه السّلام، و كان يقول و هو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال في اسلامه بعد وفات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام مثل ذلك.

و كان أول من شهر بالقول بفرض امامة علي و أظهر البراءة من أعدائه و كاشف مخالفيه و كفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع و الرفض مأخوذ من اليهودية.]] 
انتهى كلامه 
الرد قال السيد الخوئي قدس [[أقول: بطلان قول من خالف الشيعة واضح ناشئ عن العصبية العمياء فإن أصل التشيع والرفض مأخوذ من الله عز وجل حيث قال سبحانه وتعالى:
(إنما وليكم الله ورسوله والذيب آمنوا...) والرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله) حيث قال في الغدير: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه... " وأما عبد الله بن سبأ، فعلى فرض وجوده فهذه الروايات تدل على أنه كفر وادعى الألوهية في علي (عليه السلام) لا أنه قائل بفرض إمامته (عليه السلام)، 

واما عقيدة الرجعة فهي ثابته من القرأن الكربم كقوله تعالى ((أنى يحيي هذه الله بعد موتها , فأماته الله مائة عام ثم بعثه)) فهذا سيدنا  عزير اماته الله مائة عام ثم بعثه من جديد وسيدنا عزير ليس افضل من رسول الله ص. 





    [[موقف علماء الشيعة من عبد الله ابن سبأ]]




قال العلامة الحلي قدس في خلاصة الاقوال [[[] 19 - عبد الله بن سبأ - بالسين المهملة، والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة - غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنار، كان يزعم أن عليا (عليه السلام) اله وانه نبي لعنه الله (2).]]





قال المحقق البحراني قدس المعروف بصاحب الحدائق : [[وابن سبا هذا هو الذي كان يزعم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) إله فاستتابه أمير المؤمنين ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه (5).]] 




قال ابن داود [[278 - عبد الله بن سبا ي (جخ) رجع إلى الكفر وأظهر الغلو (كش) كان يدعي النبوة وأن عليا عليه السلام هو الله، فاستتابه عليه السلام (ثلاثة أيام) فلم يرجع فأحرقه في النار في جملة سبعين رجلا ادعوا فيه ذلك.]] 






قال السيد ابن طاووس قدس [[عبدُ اللهِ بنُ سبأ : غالٍ ملعون ، حرقَه أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام بالنّار ، كانَ يزعمُ أنّ عليّاً [ عليه السّلام ] إلهٌ ، وأنّه نبيٌّ لعنَهُ اللهُ تعالى .]] 



قال الشيخ الطوسي قدس [[[718] 80 - عبد الله بن سبا، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو. 2 [719] 81 - عبد الله بن سلمة.]] 



قال السيد علي البروجردي [[7561 - عبد الله بن سبا، غال ملعون حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار، كان يزعم أن عليا عليه السلام اله وانه نبي لعنه الله " صه " " كش " الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو " ي " ونعم ما قال في المنتهى: عبد الله بن سبا ألعن من أن يذكر.]] 



     [[مذهب الشيعة مذهب اسسه بن سبأ هي كذبة من اكاذيب سيف بن عمر   ]] 


ورد في تاريخ الطبري [[فيما كتب به إلى السري ، عن شعيب ، عن سيف ، عن عطية ، عن
يزيد الفقعسي ، قال :كان عبد اللَّه بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء أمه سوداء. أسلم زمن عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثم بالبصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فقال لهم: العجب ممن يصدق أن عيسى يرجع ويكذب أن محمداً يرجع فوضع لهم الرجعة - رجعة محمد رسول اللَّه آخر الزمان - فقبلت منه (2) ، ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان لكل نبي وصي، وعلي وصي محمد، فمن أظلم ممن لم يُجز وصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق. وهذا وصي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.]] 
وغيرها من الروايات واغلب الروايات التي تتحدث بأن ابن سبأ هو صاحب عقائد الشيعة كالرجعة والتبري والوصية. نجد فيها سيف بن عمر المعروف بالكذب والمتروك والمتهم بالزندقة وننقل اليكم ترجمته  عند علماء اهل السنة ورأيهم به :

قال ابن معين ضعيف الحديث
 وقال مرة فليس خير منه
 وقال أبو حاتم متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي 
وقال أبو داود ليس بشيء
 وقال النسائي والدارقطني ضعيف 
وقال ابن عدي بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها
 وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الاثبات قال وقالوا أنه كان يضع الحديث 
قلت بقية كلام ابن حبان اتهم بالزندقة
 وقال البرقاني عن الدارقطني متروك الحديث
 وقال الحاكم اتهم بالزندقة وهو في الروايةساقط
قد يقول قائل هنالك طرق تذكر  ان عقيدة الشيعة مستوحات من عبد الله بن سبأ ولا يوجد بسندها سيف بن عمر والجواب  ان اغلب الروايات التي تتحدث على ذلك اغلبها من طرق سيف بن عمر ولا يبعد ان اصحاب الاسانيد الامويين  الخالي ذكرهم  من سيف هذا  اخذوها منه ودسوها في كتب التراث من اجل تسقيط مذهب الشيعة الذي ثبت بالدليل  ان عقائدهم ثابته من الكتاب والسنة بل وثبت لعن الشيعة لعبد الله بن سبأ كما اثبتنا بروايات ائمة اهل البيت ع وايضا لعن علماء الشيعة لأبن سبأ






         [[من هم اتباع عبد الله بن سبأ]] 

اما اتباع عبد الله بن سبأ فهم الفرقة النصيرية العلوية الذين جعلوا من الامام علي ع اله من دون الله والعياذ بالله وهذا تصريح كبيرهم المغالي الملعون الحسين بن حمدان الخصيبي في كتابه الرسالة الرستباشية في اصل العقيدة النصيرية عند ذكره لأصحاب امير المؤمنين ع يقول [[واما النجباء فهم : الى ان يعددهم ويصل الى عبد الله بن سبأ ويقول :وافضلهم وسيدهم عبد الله بن سبأ 


وبذلك يتبين ان النصيرية العلوية هم اتباع عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ثبت في روايات اهل البيت ع انه اول  من اظهر الغلو وعبد الامام علي من دون الله لذلك حرقه الامام ع  وهو ملعون ومن يعتقد بعقيدته ملعون ايضا.




[[النتيجة]]
والمتحصل ذكره ان اكذوبة ان مذهب الشيعة مؤسسه ابن سبأ فهذه من اكاذيب الوضاع سيف بن عمر. المتهم بالكذب والوضع وانه متروك بشهادة علماء الجرح والتعديل اما هل هو موجود. الجواب نعم بدليل لعن ائمة اهل البيت ع له  في الروايات الشريفة واحراقه من قبل امير المؤمنين ع ولعنه من قبل علمائنا  وان من ذهب كونه لا وجود له هو قول المتأخرين من علمائنا وهو قول يخالف مشهور المذهب وعلمائنا المتقدمين والمتأخرين الذين صرحوا بوجوده وانه ملعون مغالي واول من اظهر الغلو في امير المؤمنين ع اما من هم اتباعه الجواب هم السبئية الفرقة النصيرية  العلوية الموجودين في سوريا
وهذا والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 


كتبه وحرره انصار الكرار

الثلاثاء، 1 مارس 2022

ولاية الفقيه انقذت قوم نبي الله يونس ع من العذاب

[[ولاية الفقيه انقذت قوم نبي الله يونس ع من العذاب]] 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.

شاهد اخر يثبت ولاية الفقيه المطلقة من قصص الانبياء في القرأن  حيث ورد في تفسير العياشي بقصة سيدنا يونس ع :44- عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‌ وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين ع قال: حدثني رسول الله ص أن جبرئيل ع حدثه أن يونس بن متى ع بعثه الله إلى قومه- و هو ابن ثلاثين سنة، و كان رجلا يعتريه الحدة[1] و كان قليل الصبر على قومه و المداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل- أوقار النبوة و أعلامها- و أنه تفسخ تحتها- كما يتفسخ الجذع تحت حمله‌[2] و أنه أقام فيهم- يدعوهم إلى الإيمان بالله و التصديق به- و اتباعه ثلاثا و ثلاثين سنة، فلم يؤمن به و لم يتبعه من قومه- إلا رجلان، اسم أحدهما روبيل و اسم الآخر تنوخا و كان روبيل من أهل بيت العلم و النبوة و الحكمة- و كان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، و كان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا- منهمكا في العبادة[3] و ليس له علم و لا حكم- و كان روبيل صاحب غنم يرعاها و يتقوت منها، و كان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه- و يأكل من كسبه، و كان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته و قديم صحبته- فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه و لا يؤمنون- ضجر و عرف من نفسه قلة الصبر- فشكا ذلك إلى ربه و كان فيما يشكى- أن قال: يا رب إنك بعثتني إلى قومي و لي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك- و التصديق برسالاتي و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة، فكذبوني و لم يؤمنوا بي، و جحدوا نبوتي، و استخفوا برسالاتي و قد تواعدوني و خفت أن يقتلوني- فأنزل عليهم عذابك فإنهم‌ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ‌ قال: فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل و الجنين و الطفل- و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة- و المستضعف المهين، و أنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي- لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي و خلقي- و بريتي في بلادي و في عيلتي- أحب أن أتأناهم‌[4] و أرفق بهم- و أنتظر توبتهم، و إنما بعثتك‌ إلى قومك- لتكون حيطا عليهم‌[1] تعطف عليهم لسخاء[2] الرحمة الماسة منهم، و تأناهم برأفة النبوة- فاصبر معهم بأحلام الرسالة، و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم- بمداواة الدواء، فخرقت بهم‌[3] و لم تستعمل قلوبهم بالرفق- و لم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن سوء نظرك العذاب لهم- عند قلة الصبر منك- و عبدي نوح كان أصبر منك على قومه، و أحسن صحبة و أشد تأنيا في الصبر عندي، و أبلغ في العذر فغضبت له حين غضب لي، و أجبته حين دعاني.

فقال يونس: يا رب إنما غضبت عليهم فيك، و إنما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا- و لا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم- و تكذيبهم إياي، و جحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا.

فقال الله: يا يونس إنهم مائة ألف‌ أَوْ يَزِيدُونَ‌ من خلقي- يعمرون بلادي و يلدون عبادي و محبتي- أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم و فيك، و تقديري و تدبيري غير علمك و تقديرك، و أنت المرسل و أنا الرب الحكيم- و علمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، و علمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت- من إنزال العذاب عليهم- و ما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي، و لا أجمل لشأنك، و سيأتيهم العذاب- في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر- بعد طلوع الشمس- فأعلمهم ذلك.

قال فسر ذلك يونس و لم يسؤه و لم يدر ما عاقبته- و انطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله إليه- من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، و قال له: انطلق حتى أعلمهم- بما أوحى الله إلي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم‌[1] و معصيتهم- حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره- فإنه رجل عالم حكيم- من أهل بيت النبوة- فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك- رجعة نبي حكيم و رسول كريم، و اسأله أن يصرف عنهم العذاب- فإنه غني عن عذابهم- و هو يحب الرفق بعباده- و ما ذلك بأضر لك عنده، و لا أسوأ لمنزلتك لديه، و لعل قومك بعد ما سمعت و رأيت من كفرهم و جحودهم- يؤمنون يوما فصابرهم و تأناهم، فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل [على‌] ما أشرت على يونس و أمرته به بعد كفرهم بالله- و جحدهم لنبيه و تكذيبهم إياه- و إخراجهم إياه من مساكنه، و ما هموا به من رجمه- فقال روبيل لتنوخا: اسكت فإنك رجل عابد لا علم لك.

ثم أقبل على يونس فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك- أنزله فيهلكهم جميعا- أو يهلك بعضا و يبقي بعضا فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا- و كذلك سألته ما دخلتني لهم رحمة تعطف- فأرجع الله فيهم و اسأله أن يصرف عنهم فقال له روبيل: أ تدري يا يونس لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، أن تتوبوا إليه و يستغفروه- فيرحمهم فإنه أرحم الراحمين- و يكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله- أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا.

فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل- أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم- فترد قول الله و تشك فيه و في قول رسوله! اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك‌[2] ثم أقبل على‌ يونس فقال: أنزل الوحي و الأمر من الله فيهم- على ما أنزل عليك فيهم- من إنزال العذاب عليهم، و قوله الحق، أ رأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم- و خربت قريتهم- أ ليس يمحو الله اسمك من النبوة- و تبطل رسالتك و تكون كبعض ضعفاء الناس، و يهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق و معه تنوخا من القرية- و تنحيا عنهم غير بعيد، و رجع يونس إلى قومه فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب‌[1] عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه و أخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا[2].

فخرج يونس و معه تنوخا من القرية- و تنحيا عنهم غير بعيد- و أقاما ينتظران العذاب، و أقام روبيل مع قومه في قريتهم- حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل‌[3] بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم- أنا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم [إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله‌] هذا شوال قد دخل عليكم- و قد أخبركم يونس نبيكم و رسول ربكم- إن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم- في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‌ رسله، فانظروا ما أنتم صانعون- فأفزعهم كلامه و وقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فاجفلوا نحو روبيل‌[4] و قالوا له: ما ذا أنت مشير به علينا يا روبيل فإنك رجل عالم حكيم- لم نزل نعرفك بالرقة [الرأفة] علينا و الرحمة لنا، و قد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا: فمرنا بأمرك و أشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم و أشير عليكم- أن تنظروا و تعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر- أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات- في أسفل الجبل في طريق الأودية، و تقفوا النساء في سفح‌ الجبل‌[1] [و كل المواشي جميعا عن أطفالها] و يكون هذا كله قبل طلوع الشمس [فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق‌] فعجوا عجيج الكبير منكم و الصغير[2] بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله- و التوبة إليه و الاستغفار له، و ارفعوا رءوسكم إلى السماء و قولوا: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا و كذبنا نبيك- و تبنا إليك من ذنوبنا، وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا- لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‌ المعذبين، فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء و الصراخ- و التضرع إلى الله و التوبة إليه- حتى توارى الشمس بالحجاب- أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.

فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا- ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب- تنحى روبيل عن القرية- حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به- فلما بزغت الشمس‌[3] أقبلت ريح صفراء- مظلمة مسرعة لها صرير و حفيف و هدير[4] فلما رأوها عجوا جميعا- بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله، و تابوا إليه و استغفروه- و صرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، و عجت سخال البهائم‌[5] تطلب الثدي- و عجت الأنعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك- و يونس و تنوخا يسمعان ضجيجهم [صيحتهم‌] و صراخهم- و يدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، و روبيل في موضعه يسمع صراخهم و عجيجهم- و يرى ما نزل و هو يدعو الله- بكشف العذاب عنهم.

فلما أن زالت الشمس و فتحت أبواب السماء- و سكن غضب الرب تعالى رحمهم‌ الرحمن- فاستجاب دعاءهم و قبل توبتهم- و أقالهم عثرتهم، و أوحى الله إلى إسرافيل ع أن اهبط إلى قوم يونس فإنهم قد عجوا إلى البكاء و التضرع- و تابوا إلي و استغفروني- فرحمتهم و تبت عليهم، و أنا الله التواب الرحيم- أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب و قد كان عبدي يونس و رسولي- سألني نزول العذاب على قومه- و قد أنزلته عليهم، و أنا الله أحق من وفى بعهده- و قد أنزلته عليهم، و لم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم- فأهبط إليهم فأصرف عنهم- ما قد نزل بهم من عذابي، فقال إسرافيل: يا رب إن عذابك قد بلغ أكتافهم- و كاد أن يهلكهم- و ما أراه إلا و قد نزل بساحتهم فإلى أين أصرفه فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي- أن يصرفوه [يوقفوه‌] فلا ينزلوه عليهم- حتى يأتيهم أمري فيهم و عزيمتي- فاهبط يا إسرافيل عليهم و اصرفه عنهم- و اصرف به إلى الجبال- بناحية مفاوض العيون و مجاري السيول- في الجبال العاتية[1] العادية المستطيلة على الجبال- فأذلها به و لينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا.

فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته- فاستاق بها[2] ذلك العذاب- حتى ضرب بها الجبال- التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها، قال أبو جعفر ع: و هي الجبال- التي بناحية الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيامة، فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم- هبطوا إلى منازلهم من رءوس الجبال، و ضموا إليهم نساءهم و أولادهم و أموالهم، و حمدوا الله على ما صرف عنهم،

[[اقول]] وروبيل هذا الذي تسبب بنجاة قوم نبي الله يونس ع من العذاب وكشف الله عنهم العذاب فكان روبيل حكيما عالما والعالم هو الفقيه فقد جعلوه قائدا عليهم مرشدا وتسبب بنجاتهم فأصبحت له ولاية  ونأخذ دراسا من هذه القصة بعد مضي المعصوم وتركه للقرية بقي نائبه الولي الفقيه روبيل  الذي تسبب بنجاة القوم فهل ياترى هل سنكون كقوم يونس ونتبع روبيل عص نا الولي الفقيه نائب المعصوم ام سنكون كقوم عاد او قوم ثمود الذين نزل فيهم الغذاب و  هنا ايضا يثبت ولاية الفقيه المطلقة فلو لم يستمعوا لكلام الولي الفقيه روبيل لاصبحوا في خبر كان ولكن اتباع قوم يونس لنائب المعصوم روبيل انجاهم من العذاب وهذا دليل اخر يدل علي ولاية الفقيه المطلقة  له ما للامام المعصوم ع وله ما للرسول ص الا ما اخرجه الدليل

وهذا والحمد الله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 

كتبه وحرره انصار الكرار ✍️✍️✍️✍️✍️