التقريب بين المذاهب الاسلامية قال :
تتمحور سياستنا في مجال التقريب حول القضايا التي يتسنى لنا القيام بها بمشاركة أبناء السنة ، نظير الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، و بالتالي محاولة اقتصاء و تحجيم المتطرفين ، لأن أبناء السنة لا ينظرون الى هذه الاحتفالات بمثابة بدعة على عكس المتطرفين . ذلك أننا نؤمن بضرورة اشاعة و ترويج الاحتفالات الدينية المشتركة بين الشيعة و السنة ، و كذلك المناسبات المناهضة للفكر التكفيري . ذلك ان عدداً من القنوات الفضائية لا تألوا جهداً في بث الخلاف و التفرقة و إثارة الاحقاد و العداء بين الشيعة و السنة . كما ان العدد الآخر من هذه الفضائيات ليس لها همّ سوى سبّ الخلفاء و الاساءة الى مقدسات العديد من المذاهب الاسلامية . بدوره قال المرجع الديني آية الله وحيد خراساني : أولاً ، حقيقة أن الفقاهة ليست لها وجود لدى هذه التيارات ، و مثل هذه الافعال تفضي الى اراقة الدماء المحترمة ، فضلاً عن أن تعاليم الائمة تتنافى مع هذه الممارسات و ترفضها . فمن غير الجائز السب و اللعن العلني . أولاً ، أن اللعن العلني منهى عنه ، و في الحقيقة أن احكام الدين تؤكد على ذلك . و ثانياً ، جاء في احد الاحاديث المعتبره : صلوا في مساجدهم . بل وأكثر من ذلك : عودوا مرضاهم ، و شاركوا في تشييع جنائزهم . و قد نصت بعض الاحاديث : " كونوا لنا زيناً و لا تكونوا علينا شيناً " .
و تابع سماحته : تشير هذه الاحاديث الى أمرين ، تنهى عن الأول و تؤكد على الآخر . أما بالنسبة للاول ، فأنها تنهى عن معاداة اتباع المذاهب الأخرى ، و يجب عدم الاساءة الى مقدساتهم ، و لا يجوز لعن و سبّ شخصياتهم ، لان ذلك سوف يؤدي الى ابتعادهم عن أهل البيت (ع) و عن علومهم . و قد ورد في الحديث : " لا تكونوا علينا شيناً " . هذا احد جوانب القضية . أما الجانب الآخر و الذي يتسم بالتأكيد ، فهو : " كونوا لنا زيناً " ، حيث اوصوا بالمشاركة في صلاة جماعتهم ، و التعامل معهم بمودة ، و عيادة مرضاهم ، و اطلاعهم على علومنا و معارفنا . و الاهم في كل ذلك هو تعبيد الطريق لنشر علوم أهل البيت ( عليهم السام ) ، و هو الطريق الذي يحظى بالتأكيد و الاثبات .
فاشاد المرجع الديني آية الله وحيد خراساني بهذه المساعي معتبرا انها قضية مهمة جدا تساعد على التعرف على السادة وابناء الزهراء (عليها السلام) ويدخل ضمن جهود التقريب ، مؤكدا ان التقريب لا يعني التخلي عن المذهب الشيعي بل التقريب هو استخراج المشتركات في العلوم والحقوق والاحكام الاسلامية متمنيا تحقيق هذا الهدف السامي بفضل جهود المجمع العالمي للتقريب .
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق