وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
في البحث سنبين وحدة الوجود في كلام اهل البيت ع ليأخذ الفرد الشيعي نظرة مبسطة على هذه النظرية المباركة فتابعوا معنا :
ورد في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق قدس بسنده عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام ، أن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث طويل نأخذ منه محل الشاهد قال عليه السلام : فلم يحلل فيها فيقال : هو فيها كائن [٣] ولم ينأ عنها فيقال : هو منها بائن ، ولم يخل منها فيقال له : أين ، لكنه سبحانه أحاط بها علمه ،وأتقنها صنعه..... الى اخر الرواية
[[اقول]] ويتبين من كلام اهل البيت ع انه لم يحلل فيها اي لا ممازجة ولا ملامسة من الله لخلقه ولا ينأ عنها فيقال هو منها بائن يعني غير منعزل عن خلقه ولسنا بمنعزلين عن الله سبحانه وتعالى ولكنه محيط بنا بعلمه كما بين ذلك جدي امير المؤمنين ع واتقن صنعنا فيعني هنا وجودنا سببه خلق الله سبحانه وتعالى لانه محيط بنا بعلمه واتقن صنعنا فلا حلول ولا انعزال بل هو قريب كونه اقرب الينا من حبل الوريد بلا ملامسة وبلا ممازجة فنبغى تنزيه الله عن البعد والقرب الحسي والمكان لان ذلك يستلزم التجسيم والتشبيه والحق المتعالي منزه عن ذلك والقول بدلا ذلك هو قريب منا بقدرته وعلمه كما صرح بذلك اهل البيت ع اما البعد فذنوبنا تبعدنا عن الله والمراد البعد هنا البعد عن رحمة الله سبحانه البعد عن طريق الله لا البعد عن ذاته لانه تعالى ليس له مكان كي نقول البعد عن ذاته وهذه هي وحدة الوجود حسب الرواية الاولى ويكون بعيد عنا ولكن ليس بمنعزل عنا لانه تعالى محيط بنا وهي مطابقة لما يقوله عرفاء الشيعة الاماميةَ اعزهم الله.
وجاء في الرواية الثانية لخطبة لامير المومنين ع في نهج البلاغة حيث قال عليه السلام : كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول
[[اقول]] قوله عليه السلام كل معروف بنفسه مصنوع وهذا يسند كلام العرفاء ان تجلياته عين ذاته اي إن الله خلق الخلق لمعرفته وقد بين ذلك الامام الرضا ع عندما سأله عمران الصابئي في كيفية معرفة الله وهذا نص الرواية :
قال عمران: يا سيدي الا تخبرني عن الخالق إذا كان واحداً لا شيء غيره ولا شيء معه؟ أليس قد تغير بخلقه الخلق؟
قال له الرضا عليه السلام: قديم لم يتغير عز وجل بخلقه الخلق ولكن الخلق يتغير بتغيره.
قال عمران: يا سيدي فبأي شيء عرفناه؟
قال: بغيره قال: فأي شيء غيره؟
قال الرضا عليه السلام: مشيته واسمه وصفته وما أشبه ذلك وكل ذلك محدث مخلوق مدبر.
قال عمران: يا سيدي فأي شيء هو؟
قال عليه السلام: هو نور بمعنى أنه هادِ خلقه من أهل السماء وأهل الأرض وليس لك على أكثر من توحيدي إياه.
وقد تم تبيان ذلك ايضا في احدى شروحات نهج البلاغة
حيث قال الشارح :كل من تعرف حقيقته تعرف أجزاؤه ، و كل ذي جزء مركّب ، و المركّب محتاج الى صانع خالق
انتهى كلام الشارح
فهذا تقريب المعنى للذهن اي اننا محتاجين الى صانع خالق وهذه احدى المعارف التي نعرف بها الله معرفته بخلقه اي معرفة الله بعلمه وقدرته وبمشيئته بخلقه
وقوله عليه السلام كل قائم في سواه معلول اي سبب الموجودات هي قدرة الله وما دونها لا شيء وقال الشارح في نهج البلاغة بشرحه بهذه الكلمة وكل قائم في سواه معلول: أي كل ما يحتاج في وجوده وتقومه إلى غيره كالاعراض فهو معلول محتاج إلى العلة.
ان جميع الكائنات قائمة بعلّة ، أي بمقوّم يقيمها ، فالبدن بالهيكل العظمي ، والخيمة بالعمود ، والسقف بالجدران ، وهكذا ، أما هو جلّ شأنه فقائم بذاته ، وجميع ما في الوجود قائم به وَيُمسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إلاّ بِإذْنِهِانتهى كلام الشارح فيتبين ان سبب وجودنا هو الله
هو القائم بنا وان وجودنا مرتبط بخلق الله عزوجل الذي لو لا خلقه لنا لما كنا موجودين وهذه وحدة الوجود التي يقول بها عرفاءالشيعة طبقا لما ورد عن ال محمد ع لا وحدة الوجود والموجود التي عند بعض الصوفية التي يستلزم الحلول والاتحاد والعياذ بالله التي الصقها الشيرازية اللندنية بالعرفاء الشيعة المؤمنين بغية تكفيرهم واخراجهم من الدين اما القول بأن من شروط معرفة الله سبحانه بأهل البيت ع والجواب على ذلك اننا لا ننكر هذا فقولهم وطريقهم هو الشيء الوحيد لمعرفة الله سبحانه فهذه الادعية الواردة عن طريقهم عليهم السلام التي دائما يعمل بها العرفاء ومعرفة الله هي معرفة النبي ص ومعرفة النبي ص هو معرفة الامام الحجة عجل الله فرجه مأمورين بها في زمن غيبة الامام الحجة عجل الله فرجه ولكن نفس الطريق عن طريق ال محمد ع كقولهم و الادعية والزيارات الواردة عنهم حيث ورد في الادعية المأثورة مثال على ذلك هذا الدعاء الوارد عن امامنا الصادق ع : اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
وكان هذا الدعاء ردا على سؤال زرارة بن اعين رضوان الله عليه عندما ذكر زمان غيبة الامام القائم قال :جعلت فداك فان أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل؟ قال عليه السلام : يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء... وهو الدعاء الموجود اعلاه الذي ذكرناه
فهذه المعرفة التي يقوم بها اهل العرفان الربانيين بالتعمق بمعرفة الله عن طريق السلوك والاخلاق مطابقة بما امر بها الامام الصادق ع شيعته في زمن الغيبة عن طريق ال محمد ع وهي الادعية والزيارات الواردة عنهم عليهم السلام واحاديثهم فاذا عرفنا الله عرفنا النبي ص واذا عرفنا النبي ص عرفنا الامام الحجة بن الحسن تحولت مملكتنا اي انفسنا الى رحمانية اي نفسنا مطمأنة لا مملكة الشيطانية اي انفسنا الامارة بالسوء والمعرفة هنا التعمق بالنهج المبارك والثبات على ذلك حتى نصل الى المعشوق الالهي الذي سيجعلنا نعرف نبيه ونكون قريبين من الامام الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه هذا بخصوص المعرفة فالعرفان ثابت عن اهل البيت ع وهو عن طريق قول اهل البيت ع والزيارات والادعية الثابتة عنهم وهذا بخصوص وحدة الوجود التي يقول بها عرفاء الشيعة وهو ان الله قريب من عباده بلا ممازجة وبلا ملامسة والقرب بقدرته وعلمه وبعيد بغير مباينة وهو البعد الذي لا يكون بمنعزل عن عباده حيث يكون محيط بنا احاطة قيومية بعلمه وقدرته ورحمته وسعة كل شيء لا كما يدعي الخصم الذي يرمي العرفاء اما جهلا او فجور بالخصومة واتهامهم بالقول بوحدة الوجود والموجود التي تقول بالحلول والاتحاد والعياذ بالله فالعرفاء الربانيين لا يقولون بهذا القول الشنيع لا من بعيد ولا من قريب
وهذا وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
حرره وكتبه انصار الكرار بتاريخ ١٧/ذو القعدة/١٤٤٣ هجريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق