[[المقدمة الولائي]]
تمر علينا اليوم فتوى عظيمة من أعظم الفتاوى المقدسة الا وهي تحرير فلسطين الابية المجاهدة يقول الامام الخامنئي :دعم #الإمام_الخميني (قده) فلسطين منذ بداية النهضة الإسلاميّة انطلاقاً من مبدأ الإيمان والاعتقاد القلبي. مبدأ دعم الجمهوريّة الإسلاميّة يقوم كذلك على الفقه والشريعة الإسلاميّة لا الخطوات التكتيكيّة أو الدبلوماسيّة.
لاحظوا هنا الامام الخامنئي يقول ان الدعم لفلسطين يأتي من مبدأ الايمان الاعتقاد القلبي ومبدأ دعم الجمهورية الاسلامية يقوم على اساس الشريعة والفقه ماهو معنى ذلك؟؟؟
يعني ان الجمهورية الاسلامية تقوم بدعم فلسطين على اساس مبدأ ديني وعلى أساس أنها الدولة الوحيدة التي يكون نظامها نظام إسلامي تدعم القضية الفلسطينية وليس على اساس مبدأ قومي او مبدأ اقصائي فالاسلام هو يعطي لكل الاديان القوميات حقوقها فلسطين فيها المسلم المسيحي واليهودي وطبعا اليهود الذين ضد الكيان الغاصب الغير معترفين الصهيونية العالمية فعلى الاساس ان دعم الجمهورية الاسلامية دعم ديني وانساني وانطلاقا من قول النبي ص من أمسى ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم وعلى هذا الأساس كان هذا نهج امامنا الخميني رضوان الله عليه ومن بعده الامام القائد الخامنئي دام ظله
وقوله دام ظله ((لا الخطوات التكتيكيّة أو الدبلوماسية)) اي ان دعم الجمهورية الاسلامية والدعم الديني لتحرير الارض من جماعة ظالمة مغتصبة للإرض لا يكون بالتكتيك ولا بالدبلوماسية بل الجهاد في سبيل الله ودعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح ونجدة اخواننا المسلمين المستضعفين في فلسطين فالمسجد الاقصى ينادينا وينادي كل مسلم غيور وما كلام الامام القائد الا رسالة لنا جميعا مفادها ان الدولة الوحيدة التي تحكم وفق شريعة الاسلام ووفق النظام الاسلامي هي ايران
لذلك قال الامام الخامنئي دام رعبه :
يتوجّب على جميع المسلمين خوض الميدان من أجل تحرير #فلسطين، وهذا #واجب_شرعي.
وهذا الكلام أوضح من الواضحات بأن تحرير فلسطين واجب شرعي على كل مسلم لان فلسطين ارض مسلمة تم اغتصابها من كيان غير مسلم فتوجب العمل على الجهاد ضده وهو ان تقوم الجهات المسؤلة على التعبئة في العراق وايران ولبنان و سوريا وغيرهم من البلاد الاسلامية المتبعة للإمام القائد بفتح باب التطوع للمجاهدين في سبيل الله لكي يذهبوا لنجدة إخوانهم المسلمين في فلسطين
ونسأل الله أن نكون اول من ننال ذلك الشرف وهو شرف التطوع للجهاد انه سميع الدعاء.
1-[[القيادة الشرعية تنتقل من يوسف لذرية لاوي]]تحدثنا في المحاضرة السابقة عن دور يوسف القائد الشرعي وما حدث لمصر من زراعة الحنطة سبع سنين ثم بعد سنوات الحنطة جائت سبع سنين قحط وكان سبب نجاة مصر انهم انقادوا للقيادة الشرعية المتمثلة بيوسف ع وانجمع شمل يوسف بأبيه يعقوب واخوته
وبعدها توفي يعقوب ثم بعده أصبح يوسف ع هو الحجة والملك بعدما كان الحجة يعقوب ع وبعده توفي يوسف وقد اوصى بالقيادة من بعده يهوذا وبشر بظهور نبي من صلب لاوي
وقد ورد في البرهان في تفسير القرآن [[عمر بن إبراهيم الأوسي:عن عبد اللّه،قال:عاش يعقوب و العيص مائة سنة و سبعة و أربعين سنة،فلما جمع اللّه ليوسف شمله،و أقر عينيه بمراده،تمنى الموت خلف أبيه،فقال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحٰادِيثِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «مَا تَمَنَّى أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْمَوْتَ إِلاَّ يُوسُفَ». فلما حضره الموت،أوصى إخوته أن يحملوه إلى الشام،و يدفنوه مع آبائه،ثمّ استخلف من بعده يهودا، ثمّ روبيل،ثمّ ريالون،ثمّ شمعون،ثمّ معجز [1] ثمّ معمائيل،ثمّ دان،ثمّ لاوي،ثمّ شدخ،ثمّ خبير [2] و كان هارون و موسى(على نبيّنا و آله و عليهما السلام)من نسل لاوي،و كان بين دخول يوسف مصر و دخول موسى أربعمائة سنة و ثمانون سنة.]]
لاحظوا فهنا اولا اوصى بالقيادة من بعده لاخوه يهوذا
واخوة يوسف ليسوا معصومين ولا انبياء ولا اوصياء ولكن كانوا فقهاء
وقد وردت روايات عن اهل البيت ع في حقهم
في الكافي عن الباقر عليه السلام أنه سئل ما كان أولاد يعقوب أنبياء قال لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا
وقَد روى العيّاشيّ عنِ الإمامِ الباقرِ (عليه السّلام) أنّه سُئِلَ عَن أولادِ يعقوب هَل كانوا أنبياءَ ؟ فقالَ عليه السّلام: لا، ولكنَّهم كانوا أسباطاً أولادَ أنبياء، ولَم يفارقُوا الدّنيا إلّا سُعداء،
فأخوة يوسف ليسوا معصومين ولا اوصياء ولا انبياء بل كانوا فقهاء وقد تسلموا الخلافة بعده واحدا تلوة الاخر والفقهاء الذين بعدهم الى ان جاء عهد موسى ع
وهذا يتبين ان ولاية اخوة يوسف ع بعد يوسف هي ولاية الفقيه وهذا شاهد اخر من الشواهد ان ولاية الفقيه طبقت قبل الإسلام لان الرواية تقول [[ثمّ استخلف من بعده يهودا،]] وهذا يدل ان الفقيه هو خليفة النبي ويسند ما قاله الرسول الاعظم ص :اللهم ارحم خلفائي الذين يروون حديثي وسنتي
وهم الفقهاء اذن القيادة بعد يوسف النبي المعصوم تسلمها بعده يهوذا الفقيه الذي هو من الاسباط فهذه من الشواهد على ولاية الفقيه
اما تبشير يوسف ع بالقائد الشرعي الذي سيخلص بني اسرائيل ع من العذاب وهو سيدنا موسى
ورد في البرهان في تفسير القرآن عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)،عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ،وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ،جَمِيعاً،قَالُوا:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عِيسَى،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْبَزَنْطِيِّ،عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ،عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «إِنَّ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا)حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَمَعَ آلَ يَعْقُوبَ،وَ هُمْ ثَمَانُونَ رَجُلاً فَقَالَ:إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقِبْطَ سَيَظْهَرُونَ عَلَيْكُمْ،وَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ،وَ إِنَّمَا يُنَجِّيكُمُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ بِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ لاَوِي بْنِ يَعْقُوبَ،اسْمُهُ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)غُلاَمٌ طَوِيلٌ،جَعْدٌ،آدَمُ،
وقد جعل الله النبوة في ذرية لاوي لان لاوي حافظ على حياة القائد الشرعي يوسف فالله سبحانه وتعالى أكرمه بهذا الكرم منه بأنه جعل موسى ع الكليم من ذريته الذي سيخلص بني اسرائيل من ال فرعون
اذن بهذا المحور نستفاد امرين
اولا ولاية الفقيه طبقت بعد وفاة يوسف ومثال على ذلك حينما استخلف يوسف ع يهوذا قائدا شرعيا وهو ولي فقيه في زمانه.
ثانيا عدم الحسد من قبل لاوي ودفاعه عن القائد الشرعي جعل الله من صلبه النبوة التي هي القيادة الشرعية وقد أصبح خليفة ليوسف ع كما ورد في بعض الروايات.
وهذا يرشدنا ان الإخلاص وعدم الحسد والدفاع عن القائد الشرعي هو سر الصعود للقمة والخلود .
2-[[ولادة القائد الشرعي في ضل حكومة الاستكبار]]
لقد كان الاستكبار العالمي المتمثل بفرعون يستعبد بني اسرائيل ويسوئهم سوء العذاب وقد رأى فرعون رؤيا فيها علامة زوال ملكه بواسطة شخص من بني اسرائيل سيولد عندها قام بذبح الأطفال وشق بطون النساء الحوامل وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يد موسى أمر بإحضار الكهنة، فدلوه على نسبه وأنه من بني إسرائيل، فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى إياه
فولد موسى ع فأوحى الله تعالى لأم موسى ان تلقيه في النهر بتابوت صغير
ورد في البرهان في تفسير القرآن بسنده عن أبي جعفر ع قال [[فَلَمَّا وَضَعَتْ أُمُّ مُوسَى مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،نَظَرَتْ إِلَيْهِ،وَ حَزِنَتْ عَلَيْهِ،وَ اغْتَمَّتْ وَ بَكَتْ،وَ قَالَتْ:يُذْبَحُ السَّاعَةَ.
فَعَطَفَ اللَّهُ بِقَلْبِ الْمُوَكَّلَةِ بِهَا عَلَيْهَا [2]،فَقَالَتْ لِأُمِّ مُوسَى:مَا لَكِ قَدِ اصْفَرَّ لَوْنُكِ؟فَقَالَتْ:أَخَافُ أَنْ يُذْبَحَ وَلَدِي.
فَقَالَتْ:لاَ تَخَافِي.وَ كَانَ مُوسَى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَحَبَّهُ،وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي [3]فَأَحَبَّتْهُ الْقِبْطِيَّةُ الْمُوَكَّلَةُ بِهِ.
وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى التَّابُوتَ،وَ نُودِيَتْ أُمُّهُ:ضَعِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ،وَ هُوَ الْبَحْرُ وَ لاٰ تَخٰافِي وَ لاٰ تَحْزَنِي إِنّٰا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جٰاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ،فَوَضَعَتْهُ فِي التَّابُوتِ،وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ،وَ أَلْقَتْهُ فِي النِّيلِ.وَ كَانَ لِفِرْعَوْنَ قَصْرٌ عَلَى شَطِّ النِّيلِ مُتَنَزِّهٌ [4]،فَنَزَلَ مِنْ قَصْرِهِ وَ مَعَهُ آسِيَةُ امْرَأَتُهُ،فَنَظَرَ إِلَى سَوَادٍ فِي النِّيلِ تَرْفَعُهُ الْأَمْوَاجُ، وَ الرِّيَاحُ تَضْرِبُهُ،حَتَّى جَاءَتْ بِهِ إِلَى بَابِ قَصْرِ فِرْعَوْنَ،فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ بِأَخْذِهِ،فَأُخِذَ التَّابُوتُ،وَ رُفِعَ إِلَيْهِ،فَلَمَّا فَتَحَهُ وَجَدَ فِيهِ صَبِيّاً،فَقَالَ:هَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ.وَ أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ فِرْعَوْنَ لِمُوسَى مَحَبَّةً شَدِيدَةً،وَ كَذَلِكَ فِي قَلْبِ آسِيَةَ، وَ أَرَادَ فِرْعَوْنُ أَنْ يَقْتُلَهُ،فَقَالَتْ آسِيَةُ: لاٰ تَقْتُلُوهُ عَسىٰ أَنْ يَنْفَعَنٰا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ أَنَّهُ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ لَمْ يَكُنْ لِفِرْعَوْنَ وَلَدٌ،فَقَالَ:اِئْتُوا لَهُ بِظِئْرٍ تُرَبِّيهِ.فَجَاءُوا بِعِدَّةِ نِسَاءٍ قَدْ قَتَلَ أَوْلاَدَهُنَّ،فَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَ أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ،وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: وَ حَرَّمْنٰا عَلَيْهِ الْمَرٰاضِعَ مِنْ قَبْلُ .
وَ بَلَغَ أُمَّهُ أَنَّ فِرْعَوْنَ قَدْ أَخَذَهُ،فَحَزِنَتْ،وَ بَكَتْ،كَمَا قَالَ: وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً إِنْ كٰادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ،يَعْنِي كَادَتْ أَنْ تُخْبِرَ بِخَبَرِهِ،أَوْ تَمُوتَ،ثُمَّ ضَبَطَتْ نَفْسَهَا،فَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: لَوْ لاٰ أَنْ رَبَطْنٰا عَلىٰ قَلْبِهٰا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* وَ قٰالَتْ لِأُخْتِهِ ،أَيْ لِأُخْتِ مُوسَى: قُصِّيهِ أَيْ اتَّبِعِيهِ،فَجَاءَتْ أُخْتُهُ إِلَيْهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ أَيْ عَنْ بُعْدٍ وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلْ مُوسَى بِأَخْذِ ثَدْيِ أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ،اغْتَمَّ فِرْعَوْنُ غَمّاً شَدِيداً،فَقَالَتْ أُخْتُهُ:هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ،وَ هُمْ لَهُ نَاصِحُونَ؟فَقَالَ:نَعَمْ فَجَاءَتْ بِأُمِّهِ،فَلَمَّا أَخَذَتْهُ فِي حَجْرِهَا،وَ أَلْقَمَتْهُ ثَدْيَهَا،وَ الْتَقَمَهُ وَ شَرِبَ،فَفَرِحَ فِرْعَوْنُ وَ أَهْلُهُ،وَ أَكْرَمُوا أُمَّهُ،وَ قَالُوا لَهَا:رَبِّيهِ لَنَا، وَ لَكَ مِنَّا الْكَرَامَةُ بِمَا تَخْتَارِينَ [5].وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: فَرَدَدْنٰاهُ إِلىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا وَ لاٰ تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ .]]
اذن القائد الشرعي قد يتربى في بيئة عدوه الذي سيزيل ملكه وينشأ موسى القائد الشرعي في كنف عدوه وجعل الله من امرآة عدوه استكبار زمانه سببا بنجاته.
3-[[ بداية انطلاق ثورة القائد الشرعي ضد الاستكبار ]]
كبر القائد الشرعي موسى ع وأصبح قويا وقد ورد في ذلك بتفسير البرهان للسيد البحراني بسنده عن أبي جعفر ع قال [[قَالَ:«فَلَمْ يَزَلْ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عِنْدَ فِرْعَوْنَ فِي أَكْرَمِ كَرَامَةٍ،حَتَّى بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ،وَ كَانَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ مُوسَى مِنَ التَّوْحِيدِ،حَتَّى هَمَّ بِهِ،فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ عِنْدِهِ،وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ،فَإِذَا رَجُلاَنِ يَقْتَتِلاَنِ،أَحَدُهُمَا يَقُولُ بِقَوْلِ مُوسَى،وَ الْآخَرُ يَقُولُ بِقَوْلِ فِرْعَوْنَ،فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ،فَجَاءَ مُوسَى،فَوَكَزَ صَاحِبُ فِرْعَوْنَ،فَقَضَى عَلَيْهِ،وَ تَوَارَى فِي الْمَدِينَةِ،فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ،جَاءَ آخَرُ فَتَشَبَّثَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي يَقُولُ بِقَوْلِ مُوسَى،فَاسْتَغَاثَ بِمُوسَى،فَلَمَّا نَظَرَ صَاحِبُهُ إِلَى مُوسَى،قَالَ لَهُ:أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ؟!فَخَلَّى عَنْ صَاحِبِهِ، وَ هَرَبَ.]]
اذن هذه بداية انطلاق الثورة بداية صراع الحق بين القيادة الشرعية المتمثلة بموسى و الاستكبار العالمي انذاك المتمثل بفرعون لاحظوا القائد الشرعي يلبي من يستغيث به وهكذا فعل الامام الخامنئي عندما رأى استغاثة الشعب العراقي من بطش داعش فلبى ندائهم هكذا تكون القيادة الشرعية الدينية التي ليست بمنعزلة عن المجتمع
وبعدما علم فرعون بأن موسى قتل شخص من اتباعه ارسل في طلبه لكي يقتص منه ويقتله فعلم رجل مؤمن من ال فرعون ذلك فأبلغ موسى بما ينويه فرعون فأخبره بأنه يجب أن يذهب بعيدا عنهم ويغيب قال تعالى (( وَ قٰالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمٰانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ))
وقال تعالى ((وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ))
فبعدما أخبر هذا الرجل المؤمن موسى بفعل القوم ونصحه بالخروج من مصر خرج موسى خائفا كما قال تعالى ((فَخَرَجَ مِنْهٰا خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ))
فخرج موسى من مصر ووصل الى مدين حيث هناك موجود القائد الشرعي فيها وهو شعيب عليه السلام
وكلنا نعلم ما حدث لموسى مع ابنتي شعيب وكيف كان اميناوكيف التقى بشعيب بعدما دعاه وقص عليه موسى امره وقد تزوج موسى ع ابنة سيدنا شعيب القائد الشرعي في مدين ومرت السنين وقد عزم موسى على الرجوع لمصر من اجل إنقاذ شعبه من الاستكبار المتمثل بفرعون بعدما كلمه الله.
4-[[العذاب يصيب حتى الاخيار اذا خذلوا القائد الشرعي]]
نذهب إلى وقفة بما اننا ذكرنا سيدنا شعيب القائد الشرعي في مدين الذي أرسله الله الى مدين بعدما كانوا لا يعدلون بالميزان ونأخذ سيرة مبسطة عن سيدنا شعيب القائد الشرعي
النبي شعيب عليه السلام، هو أحد انبياء الله ومن أحفاد النبي ابراهيم، وهو ثالث نبي عربي ورد اسمه في القرآن ، كما ذكرت سورة الأعراف وهود والشعراء و أنه بُعث نبياً بعد نوح وهود وصالح ولوط وأنه كان نبياً لأهل مدين. و يشير القرآن إلى أنه كان والداً لزوجة موسى عقال تعالى(وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواالله مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيط))
وكانوا ينقصون الكيال ولم يطيعوا القائد الشرعي وهنالك فئة اخرى آمنت بشعيب ولكنهم خذلوا القائد الشرعي لم يقوموا بجهاد التبيين كما يفعل شعيب والمؤمنين الذين معه لذلك فما فائدة اذا انت مؤمن ولم تأمر بالمعروف ولم تنهى عن المنكر وقد ورد في عذاب هؤلاء الصنف الذين هم اخيار ولكن لم يأمرونا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر احاديث كثيرة منها رواية الاخيار الذين من قوم شعيب
اورد شيخنا الطوسي في التهذيب عن المفيد عن الصدوق عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد والحميري عن أحمد ابن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن بشر بن عبد الله عن أبي عصمة قاضى مرو عن أبي جعفر (ع)، وذكر حديثا طويلا يتضمن تهديدا ووعيدا لتارك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قال:
إن الله عز وجل أوحى إلى شعيب النبي أني معذب من قومك مئة الف أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم فقال (ع) يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحى الله إليه أنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
فقول الله لشعيب عن سبب عذابه للأخيار ((أنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.))
كيف لا نداهن اهل المعاصي وكيف نغضب لغضب الله؟؟
من الذي يرشدنا لترك المعاصي؟؟؟
اليس المرشد هو الذي يرشدنا بترك المعصية والغضب لغضب الله بمعنى أدق ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو جهاد التبيين لا يتم الا الانقياد للقائد الشرعي الذي يعطينا القواعد ونطبقها
اذن بمعنى أدق ايها الولائي في العراق اذا تقول فقط انا ولائي ولا تروج للقائد الشرعي في زمانك فإن العذاب سيشملك ايضا كما يشمل الاشرار من جماعة السفارات فما الفائدة فقط تنشر صور الشهداء القادة بدون عمل؟
ان الحب يأتي من العمل والا الوهابيين ايضا يقولون نحن نحب اهل البيت ع ولكن لا يوجد عمل تطبيق لذلك فالحب بلا عمل خرط بقتاد ولذلك ننذر اخواننا اصحاب المجموعات التابعة للمقاومة الذين يروجون للقادة السياسيين في العملية السياسية بإعطاء مساحة كبيرة للترويج لعقيدة الحكومة الاسلامية القادة الشهداء لا يريدون منكم نشر صورهم القادة الشهداء يريدون منكم عمل للترويج لقيادة ولي امر المسلمين الامام الخامنئي دام ظله هذا الذي يريده منكم الحاج الشهيد قاسم سليماني والشهيد الحاج ابا مهدي المهندس فأحذروا ايها الاخيار من خط الولاية الذين لم طبقوا جهاد التبيين احذروا من ان يكون مصيركم كمصير الاخيار من قوم شعيب ولكم في قصصهم عبرة.
5-[[دور ولاية الفقيه في التمهيد لقيام المعصوم]]
تعرضنا لقيام موسى بالثورة ضد استكبار زمانه فرعون وذهابه من مصر إلى مدين ولكن هناك امر غيب عن الجميع وللأسف وهو دور الولي الفقيه التمهيد لقيام المعصوم المتمثل بموسى ع أضع بين أيديكم هذه الرواية العظيمة التي تبين دور الولي الفقيه على مر العصور وقبل الاسلام
ورد في البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني:
عن ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِي،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ الْآدَمِيِّ الرَّازِيِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ النَّسَائِيِّ،عَنْ أَبِيهِ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ،عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ،عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،عَنِ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ،عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «لَمَّا حَضَرَتْ يُوسُفَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)الْوَفَاةُ جَمَعَ شِيعَتَهُ وَ أَهْلَ بَيْتِهِ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِشِدَّةٍ تَنَالُهُمْ،يُقْتَلُ فِيهَا الرِّجَالُ، وَ تُشَقُّ بُطُونُ الْحَبَالَى،وَ تُذْبَحُ الْأَطْفَالُ،حَتَّى يُظْهِرَ اللَّهُ الْحَقَّ فِي الْقَائِمِ مِنْ وُلْدِ لاَوِي بْنِ يَعْقُوبَ،وَ هُوَ رَجُلٌ أَسْمَرُ طَوِيلٌ،وَ وَصَفَهُ لَهُمْ بِنَعْتِهِ،فَتَمَسَّكُوا بِذَلِكَ،وَ وَقَعَتِ الْغَيْبَةُ وَ الشِّدَّةُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ،وَ هُمْ يَنْتَظِرُونَ قِيَامَ الْقَائِمِ أَرْبَعَ مِائَةِ سَنَةٍ حَتَّى إِذَا بُشِّرُوا بِوِلاَدَتِهِ،وَ رَأَوْا عَلاَمَاتِ ظُهُورِهِ،اشْتَدَّتِ الْبَلْوَى عَلَيْهِمْ،وَ حُمِلَ عَلَيْهِمْ بِالْخَشَبِ وَ الْحِجَارَةِ،وَ طَلَبُوا الْفَقِيهَ الَّذِي كَانُوا يَسْتَرِيحُونَ إِلَى أَحَادِيثِهِ فَاسْتَتَرَ،وَ رَاسَلَهُمْ،وَ قَالُوا:كُنَّا مَعَ الشِّدَّةِ نَسْتَرِيحُ إِلَى حَدِيثِكَ؛فَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى بَعْضِ الصَّحَارَى،وَ جَلَسَ يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثَ الْقَائِمِ وَ نَعْتِهِ وَ قُرْبَ الْأَمْرِ،وَ كَانَتْ لَيْلَةً قَمْرَاءَ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ حَدَثَ السِّنِّ،وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ دَارِ فِرْعَوْنَ يُظْهِرُ النُّزْهَةَ،فَعَدَلَ عَنْ مَوْكِبِهِ،وَ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ وَ تَحْتَهُ بَغْلَةٌ وَ عَلَيْهِ طَيْلَسَانُ خَزٍّ،فَلَمَّا رَآهُ الْفَقِيهُ عَرَفَهُ بِالنَّعْتِ،فَقَامَ إِلَيْهِ وَ انْكَبَّ عَلَى قَدَمَيْهِ فَقَبَّلَهُمَا.ثُمَّ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى رَأَيْتُكَ،فَلَمَّا رَآهُ الشِّيعَةُ فَعَلَ ذَلِكَ [1] عَلِمُوا أَنَّهُ صَاحِبُهُمْ،فَانْكَبُّوا عَلَيْهِ [2]،فَلَمْ يَزِدْهُمْ عَلَى أَنْ قَالَ:أَرْجُو أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ فَرَجَكُمْ.
ثُمَّ غَابَ بَعْدَ ذَلِكَ،وَ خَرَجَ إِلَى مَدِينَةِ مَدْيَنَ،فَأَقَامَ عِنْدَ شُعَيْبٍ مَا أَقَامَ،فَكَانَتِ الْغَيْبَةُ الثَّانِيَةُ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْأُولَى،وَ كَانَتْ نَيِّفاً وَ خَمْسِينَ سَنَةً،وَ اشْتَدَّتِ الْبَلْوَى عَلَيْهِمْ،وَ اسْتَتَرَ الْفَقِيهُ،فَبَعَثُوا إِلَيْهِ:أَنَّهُ لاَ صَبْرَ لَنَا عَلَى اسْتِتَارِكَ عَنَّا،فَخَرَجَ إِلَى بَعْضِ الصَّحَارَى وَ اسْتَدْعَاهُمْ،وَ طَيَّبَ نُفُوسَهُمْ،وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ مُفَرِّجٌ عَنْهُمْ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؛فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ؛فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ:قُلْ لَهُمْ:قَدْ جَعَلْتُهَا ثَلاَثِينَ سَنَةً لِقَوْلِهِمْ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ؛فَقَالُوا:كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ؛فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:قُلْ لَهُمْ:قَدْ جَعَلْتُهَا عِشْرِينَ سَنَةً؛فَقَالُوا:لاَ يَأْتِي بِالْخَيْرِ إِلاَّ اللَّهُ،فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:قُلْ لَهُمْ:قَدْ جَعَلْتُهَا عَشْراً؛فَقَالُوا:لاَ يَصْرِفُ السُّوءَ إِلاَّ اللَّهُ؛فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:قُلْ لَهُمْ:لاَ تَبْرَحُوا فَقَدْ أَذِنْتُ فِي فَرَجِكُمْ؛فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ،إِذْ طَلَعَ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)رَاكِباً حِمَاراً،فَأَرَادَ الْفَقِيهُ أَنْ يُعَرِّفَ الشِّيعَةَ مَا يَتَبَصَّرُونَ بِهِ،وَ جَاءَ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ،فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ،فَقَالَ لَهُ الْفَقِيهُ:مَا اسْمُكَ؟فَقَالَ:مُوسَى.قَالَ:
ابْنُ مَنْ؟قَالَ:اِبْنُ عِمْرَانَ.قَالَ:اِبْنُ مَنْ؟قَالَ:اِبْنُ فَاهِثِ [3] بْنِ لاَوِيِ بْنِ يَعْقُوبَ.قَالَ:بِمَاذَا جِئْتَ؟قَالَ:بِالرِّسَالَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَبَّلَ يَدَهُ،ثُمَّ جَلَسَ بَيْنَهُمْ،فَطَيَّبَ نُفُوسَهُمْ،وَ أَمَرَهُمْ أَمْرَهُ،ثُمَّ فَرَّقَهُمْ،فَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ بَيْنَ فَرَجِهِمْ بِغَرْقِ فِرْعَوْنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً»
اذن هذه الرواية تبين لنا بحد كبير في حال غياب المعصوم فإن الولاية هي للفقيه المجتهد وهذا يرد رد كبير على المولوية الناكرين للإجتهاد والتقليد ويبين لنا نعمة ولاية الفقيه فهو الذي بين لهم من هو القائم القائد الشرعي الذي سوف يخلصهم ويقاتلن استكبار زمانهم المتمثل بفرعون فكان القائم الذي غاب غيبتين غيبة صغرى وفغيبة كبرى قبل الامام المهدي بحسب هذه الرواية الشريفة وببغض النظر عن سندها الا إن في متنها مجبورة لورود روايات اخرى سندها أقوى منها تفيد ورود غيبتين وتفيد ورود فضل الفقيه وما له من الولاية كما في مقبولة عمر بن حنظلة ومكاتبة اسحاق بن يعقوب التي اثبتناه صحة سندها بوثاقة اسحاق بن يعقوب وحسب مدلول هذه الرواية التي اوردناها تبين عظمة الفقيه ودوره الكبير في التمهيد لقيام القائم المعصوم المتمثل بموسى ع كذلك الولي الفقيه في زماننا المتمثل بالامام الخامنئي فماهي مهمته اقامة حكومة دينية لكي ينشأ جيل مهدوي يكون خير ناصرا للإمام المهدي ونشيد سلام فرمانده شاهد على ذلك اذن الولي الفقيه هي القيادة الشرعية في زمن غيبة المعصوم وسنتناول ذلك في عدة بحوث قادمة تشهد بدور ولاية الفقيه في غيبة المعصوم وفي زمن الحضور ايضا.
6-[[الصراع بين القائد الشرعي المتمثل بموسى وبين الاستكبار المتمثل بفرعون حتى الانتصار]]
بعد ان عاد موسى ع الى مصر بأمر الله بعدما كلمه وأخبره عن معجزات التي هي العصا وإنقلابها حية كبيرة وخروج يده من جيبه التي تكون بيضاء قال تعالى ((ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (24) قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي (25) وَيَسِّرۡ لِيٓ أَمۡرِي (26) وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي (27) يَفۡقَهُواْ قَوۡلِي (28) وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي (29) هَٰرُونَ أَخِي (30) ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي (31) وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي (32) كَيۡ نُسَبِّحَكَ كَثِيرٗا (33) وَنَذۡكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرٗا (35)))
عندها رد عليه رب العزة بأن طلبه مجاب قال تعالى ((قَالَ قَدۡ أُوتِيتَ سُؤۡلَكَ يَٰمُوسَىٰ)) فذهبا فرعون بقوله تعالى ((ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي (42) ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ (44)))
عندها قالا لربهما ان فرعون شخص طاغي ويخافا ان يفرط عليهما يعني يقتلهما والخوف هنا ليس من القتل بل الخوف على مصير امتهما بأنه اذا امة بدون قائد شرعي سوف تنتهي عندها قال تعالى ((قَالَ لَا تَخَافَآۖ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ)) عندها ذهبا القائد الشرعي موسى ونائبه هارون الى فرعون قال تعالى ((فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ (47) إِنَّا قَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡنَآ أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ)) عندها رد عليه فرعون مستفهما بأنه من هو ربكما ياموسى قال تعالى ((قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ)) عندها رد عليه موسى بقوله تعالى ((قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ)) عندها رد عليه فرعون بقوله تعالى((قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ)) ومعنى القرون الاولى يعني سؤال من فرعون على الأمم السابقة وحالها وكيف هلكت عندها رد عليه موسى بقوله تعالى ((قَالَ عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَٰبٖۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّن نَّبَاتٖ شَتَّىٰ (53) كُلُواْ وَٱرۡعَوۡاْ أَنۡعَٰمَكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ (54) ۞مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ)) وقد أراه موسى الدلائل أمامه وأمام الناس التي تبين مدى ادلة قيادته الشرعية بجهاد التبيين والقى عصاه فاذا هي ثعبان بقوله تعالى ((وَلَقَدۡ أَرَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ)) ولكن الاستكبار كعادته كذب وأبى الخضوع الادلة القيادة الشرعية فهذا حال الاستكبار في زماننا المتمثل بأمريكا لا يريدون الخضوع للحق فيستعملون اعلانهم المضلل لكي يضللوا الناس ورفض فرعون تلك الادلة من جهاد التبيين كما قال تعالى ((قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ (57) فَلَنَأۡتِيَنَّكَ بِسِحۡرٖ مِّثۡلِهِۦ فَٱجۡعَلۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكَ مَوۡعِدٗا لَّا نُخۡلِفُهُۥ نَحۡنُ وَلَآ أَنتَ مَكَانٗا سُوٗى))فقال فرعون لموسى ان ما جئت به سحر تريد أخراجنا به من ارضنا وفرعون حرف المطلب ودلس لان موسى طلب منه أن يرسل معه قومه بني اسرائيل وتركهم لكي يخرجوا من مصر ولم يقل له تعال معهم ومع ذلك الاستكبار كعادته يحرف المطالب ويدلس لكي يوهم الناس أنه على حق فطلب فرعون من موسى ان يجعل بينهما موعدا لا يخلف فقال موسى ع بقوله تعالى ((قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ يَوۡمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحۡشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحٗى)) فجاء الموعد الموعود يوم الزينة يوم المواجهة الاعلامية بين القائد الشرعي وبين الاستكبار قال تعالى ((قَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَٰنِ لَسَٰحِرَٰنِ يُرِيدَانِ أَن يُخۡرِجَاكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِمَا وَيَذۡهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلۡمُثۡلَىٰ)) هنا استعمل الاستكبار العلامه المضلل لإيهام الناس بأن القائد الشرعي يريد اخراجكم من ارضكم من وطنكم واليوم الاستكبار يستعمل نفس هذه الشعائر الرنانة حب الوطن من الايمان والوطنية الزائفة على حساب اتباع قيادة الحق فأجتمع السحرة من اتباع فرعون الماكينة الاعلامية للإستكبار لكي يضلوا الناس ضد موسى القائد الشرعي قال تعالى ((قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَلۡقَىٰ)) عندها رد عليهم القائد الشرعي بقوله تعالى ((قَالَ بَلۡ أَلۡقُواْۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِيُّهُمۡ يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ (66) فَأَوۡجَسَ فِي نَفۡسِهِۦ خِيفَةٗ مُّوسَىٰ)) هنا نزلت الطمأنينة التأييد من الله للقائد الشرعي قال تعالى ((قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ (68) وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْۖ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ (69))) وبعد التأييد الالهي لموسى القائد الشرعي القى بما في يمينه وهي عصاه ألقاها واصبحت حية كبيرة فأكلت عصيهم وحالهم على شكل افاعي عندها آمن السحرة وسجدوا هؤلاء الذين كانوا ماكنة اعلامية للإستكبار قال تعالى ((فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ)) ولذلك نجد اليوم الكثير ممن كانوا ماكنة اعلامية قد عرفوا طريق الحق فمثلا الاستاذ اسعد البصري الذي كان معاديا لقيادة الجمهورية الاسلامية المتمثلة بالولي الفقيه القائد الشرعي في زماننا معاديا لخط الحشد المقدس واليوم أصبح من اشد المدافعين عن الامام الخامنئي دام ظله وعن خط ولاية الفقيه لذلك من كان صاحب بصيرة فإنه سوف سوف يستيقض من سبات الضلال ومن الغشاء الذي كان يعصب عينيه عن معرفة طريق الحق ولنا بالسحرة مثال وعبرة
الان بعدما أمن السحرة الذين كانوا ماكنة اعلامية للإستكبار ماذا قال لهم الاستكبار قال تعالى ((قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ وَلَتَعۡلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَابٗا وَأَبۡقَىٰ)) هنا الاستكبار بعدما انقاد السحرة التائبين لقيادة القائد الشرعي هنا اتهمهم بالسحر اذن كل زمان ومكان الاستكبار يجعل من ذرية اعلامية لكي يحارب القائد الشرعي فكما كان الوضع في زمان موسى ان كل من ينقاد لقيادته الشرعية يسمى ساحر واليوم تجد ان كل من ينقاد لقيادة الولي الفقيه يسمى ذيل اذن تعددت الاسباب والموت واحد وهو القضاء على قيادة الشرعية بأي سبب مختلق من قبل الاستكبار
وقد وصف الله فرعون وجوده بأنهم الاستكبار بقوله تعالى ((وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)) اذن علامة كل طاغي محارب للقائد الشرعي يسميه الله الاستكبار
وحدث ما حدث واصبحت مصر تعج الفوضى بعدما قلب القائد الشرعي الامور على الاستكبار العالمي المتمثل بفرعون وحدثت فوضى كثيرة ونزل العذاب على مصر كالجراد المنتشر و تحول الماء الذي يشربونه الى دم وموت ابكارهم عند ولادتهم عندها امر الله تعالى موسى القائد الشرعي بالمسير وترك مصر وان يشق البحر نصفين واتبعوه بني اسرائيل
قال تعالى ((وَلَقَدۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِي فَٱضۡرِبۡ لَهُمۡ طَرِيقٗا فِي ٱلۡبَحۡرِ يَبَسٗا لَّا تَخَٰفُ دَرَكٗا وَلَا تَخۡشَىٰ)) عندها تبعهم فرعون وجوده لكي يقتلون القائد الشرعي موسى وأتباعه ولكن كان مصيرهم الغرق قال تعالى ((فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ بِجُنُودِهِۦ فَغَشِيَهُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَهُمۡ)) فأصبح بني اسرائيل ينظرون لفرعون وجنوده كيف يغرقون لذلك قال تعالى ((وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُون))
اذن اتباع القيادة الشرعية فيها النجاة والتخلف عنها هلاك ومحاربتها خذلان وخسران وكل مستكبر يحارب القائد الشرعي يكون مصيره الهلاك مصيره كمصير فرعون اذن علينا اتباع القائد الشرعي في زماننا المتمثل بالولي الفقيه كما اتبع بنو اسرائيل القائد الشرعي في زمانهم المتمثل بموسى ع نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الثابتين المتبعين للقيادة الشرعية في زماننا المتمثلة بالامام الخامنئي وان يطيل الله بعمره الي تسليم الراية الى الامام المهدي عجل الله فرجه انه سميع الدعاء.
وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
حرره وكتبه انصار الكرار بتاريخ ٢/ذو الحجة /١٤٤٤ هجريا