Translate

الخميس، 15 فبراير 2024

جواب احد فضلاء الحوزة حول الشبهات التي آثارها السيد شمس الدين الخراساني حول اجتهاد الامام الخامنئي دام ظله

جواب احد فضلاء الحوزة حول الشبهات التي آثارها السيد شمس الدين الخراساني حول اجتهاد الامام الخامنئي دام ظله :

باختصار على شكل نقاط، بعيدا عن بحث من هو السيد حسين شمس الدين، وهل هو فعلا استاذ السيد القائد وكم هو مشهور في وسط الحوزو العلمية:
- ما نقله عن الشيخ مؤمن ليس صحيحا 100%، وأنا أشهد عند الله يوم القيامة، بأنني كنت جالسا في محاضرة للشيخ المؤمن رحمه الله وهو يتكلم عن اجتهاد السيد القائد، وذكر قصصا تدل على أن بعض المراجع (قبل) انتصار الثورة الإسلامية كتبوا رسالة للسيد الخامنئي وعبروا عنه "آية الله"، فسألتهم: هل تعتقدون باجتهاده، فقالوا نعم..
وأيضا نقل قصة بأن السيد القائد دخل في غرفة كان يتباحث فيها مجموعة من الفضلاء المتخصصين في الفلسفة، والسيد القائد ناقشهم دون تحضير مسبق فأثبت وجهة نظره وأقنع الجميع... إلى غير ذلك من قصص نقلها
- وأما السيد الشاهرودي فيمكن مراجعة كلماته بصورة واضحة
- ومن شهدوا باجتهاد السيد القائد وعدالته كثيرون جدا، وبعضهم أحياء ليومك هذا، ويمكن أن تحصل أسمائهم وشهاداتهم ببحث بسيط في النت.. فحتى لو فرضنا جدلا بأن الشيخ مؤمن لا يرى اجتهاده، ففي قباله كثيرون ممن يرى اجتهاده، وممن تشهد الحوزة العلمية لهم بالاجتهاد والفضل، كالشيخ المشكيني وغيره..
- مجلس الخبراء صوت للسيد القائد بالأغلبية الساحقة، وبما يقرب من 65 صوتا، وكلهم كانوا مجتهدين، بل بعضهم ممن صار ضد السيد القائد لاحقا، فالسؤال: هل كل هؤلاء ال65 كانوا كاذبين؟ كيف صوتوا للسيد وهم لا يعتقدون باجتهاده ويعلمون أن شرط الولي هو أن يكون فقيها مجتهدا؟! هل مثل الشيخ اللنكراني وغيره ممن يسلم الجميع باجتهاده ومرجعيته كانوا كاذبين أو لم يكونوا قادرين على تشخيص أن السيد القائد مجتهد؟
- تأييدات مراجع اليوم له وخطاباتهم موجودة، بل حتى السيد السيستاني يعبر عنه بسماحة القائد المعظم وغيره كثيرون، فيرد نفس السؤال: هل هؤلاء كلهم يكذبون؟ هل هؤلاء كلهم جهلة ولا يستطيعون تشخيص الفقيه من غيره؟
- أضف أن كتاب السيد القائد في بحث الغناء موجود مطبوع، ومن قرأه من العلماء والأجلاء في الحوزة أيقنوا باجتهاده، بل بعضهم شهد بأنه ممن فيه شبهة الأعلمية بعد أن قرأ الكتاب، لذا بحثه مطروح وبين يدي الناس، فليقرأه أهل التخصص ويحكموا هل هذا البحث بحث مجتهد أم عالم ضعيف؟!
- بل شهد بعض الفقهاء له بالأعلمية كالسيد جعفر كريمي وغيره كثير ممن يرى (أعلميته) اليوم من فضلاء الحوزة العلمية، لا أقل في المسائل الاجتماعية السياسية والحكومتية. وعليه، فالنقاش في (اجتهاده) بعد احتمال (أعلميته) مما لا يعتنى به أصلا، بل ينبغي أن ينظر للنقاش في اجتهاده بأنه من مآرب الأعداء ليحطوا من شأنه وينزلوا من قدره فيجعلوا أصل اجتهاده مورد شك وترديد

لذا، هذا الكلام مردود جملة وتفصيلا، ويمكن ذكر عشرات الأدلة على رده، وما ذكر كاف للمنصف، وإطالة الكلام مضيعة للوقت. نعم، من لا يعتقد بولاية الفقيه، بل يرى السيد القائد فرعونا وطاغية، فبطبيعة الحال لن يقتنع بألف دليل..
لكن حديثي عن المنصف والذي يتبع الدليل، جعلنا الله وإياكم ممن يعرف الحق ويتبعه
موفقين لكل خير

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الرابع والعشرين)

1-[[القائد الشرعي ابن الرضا ودوره السياسي ]]
بعد استشهاد الامام الرضا ع تسلم القيادة الشرعية من بعده ابنه الامام الجواد ع بسن صغير ومن القابه الجواد. التقي. القانع.  وبعد بلوغه ولقائه بإستكبار زمانه المأمون برز علمه حيث افحم ابن اكثم في مناظرة مشهورة وقام المأمون بتزويجه ابنته ام الفضل وقد نشط النشاط السياسي للامام ع القائد الشرعي فمثلا  جوازه بتصدي الفقيه محمد بن إسماعيل بن بزيع للمناصب السياسية في  نظام الاستكبار العباسي  الذي قال فيه النجاشي :محمد بن إسماعيل بن بزيع: أبو جعفر: مولى المنصور أبي جعفر. وولد بزيع بيت، منهم حمزة بن بزيع، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل، له كتب، منها: كتاب ثواب الحج، وكتاب الحج.
فالرجل فقيه وله كتب فقهية وراوي وقال حمدويه عن أشياخه: إن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وأحمد بن حمزة، كانا في عداد الوزراء،
ليس فقط تصدى ابن بزيع بل ايضا احمد بن حمزة القمي وكان فقيها تصدوا السياسة بأمر من الامام الجواد ع لرفع المظالم عن المؤمنين وهذه من مناط الولاية العامة للفقيه فاين المتنطع المنكر الذي يقول انه ليس للفقيه ولاية في شؤن الناس وقد ثبت عن ائمتنا تجويز هكذا نوع من الولاية الفقهاء في عهدهم وتطبيقها وهذا ليس خاص في زمن الحضور إذ ان فعل المعصوم وكلامه سنة تطبق في  زمانه وبعد رحيله ولم يثبت عن الامام اختصاص في زمن حضوره

وروى الشيخ بإسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن
معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: إن رجلا من
أصحابنا مات ولم يوص، فرفع أمره إلى قاضي الكوفة، فصير عبد الحميد بن
سالم، القيم بماله، وكان رجلا خلف ورثة صغارا ومتاعا وجواري، فباع عبد الحميد
المتاع، فلما أراد بيع الجواري ضعف قلبه في بيعهن، ولم يكن الميت صير إليه
وصيته، وكان قيامه بها بأمر القاضي لأنهن فروج، قال محمد: فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السلام، فقلت: جعلت فداك، يموت الرجل من أصحابنا فلا يوصي
إلى أحد، وخلف جواري، فيقيم القاضي رجلا منا لبيعهن أو قال: يقوم بذلك رجل منا فيضعف قلبه لأنهن فروج، فما ترى في ذلك؟ فقال عليه السلام: إذا كان القيم مثلك ومثل عبد الحميد، فلا بأس. 

[[اقول]]وتجويز الامام الجواد  للفقيه عبد الحميد بن سالم ولابن بزيع و مثلهم  التصرف بالاموال وبيع الجواري يبين  لنا النصب العام للفقيه بالتصرف بهذه الأمور حسب اقتضاء المصلحة ويبين هذه الرواية ان  الفقيه له ما للامام الا ما اخرجه الدليل والتصرف بالاموال او بيع الجواري من صلاحيات الفقيه بالنصب العام وليس فقط الخاص بقوله ع لابن بزيع  :إذا كان القيم مثلك 
وابن بزيع فقيه ومثل ابن بزيع له هذه الولاية شرط ان يكون فقيها مجتهدا 
وايضا ورد في الكافي: محمد بن يحيى ومحمد بن أحمد، عن السياري، عن أحمد بن زكريا الصيدلاني، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان (4) قال: رافقت أبا جعفر في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم، فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان: إن والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج، فان رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالاحسان إلي، فقال لا أعرفه، فقلت: جعلت فداك إنه على ما قلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده فأخذ القرطاس فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وإن مالك من عملك ما أحسنت فيه، فأحسن إلى إخوانك واعلم أن الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل.
قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد الله النيشابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه، وقال لي: حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك قال: فأمر بطرحه عني وقال: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا، ولا قطع عني صلته حتى مات 


اقول وهذا يبين لنا إن القائد الشرعي يتدخل بالامور الاجتماعية وليس فقط السياسية ثم يأتيك شخص يدعي التدين ويقول ان الائمة لا يتدخلون بشؤن السياسة والأمور الاجتماعية وهذا يبين لنا إن هؤلاء مع قرائتهم للفقه لكنهم لم يقرأوا جيدا سيرة الائمة عليهم السلام فقط درسوا الحيض والنفاس و الجنابة سيرة الائمة يا أهل الدكاكين سيرة اجتماعية وسياسية لماذا  تأخذون منهم فقط الحيض والنفاس وتعلموه للناس  وتتركون سيرتهم السياسية والاجتماعية ولهذا اطلب من اهل العلم وأصحاب الخبرة من المؤمنين حقا ان يبينوا السيرة السياسية لائمتنا عليهم السلام فهذه مسؤلية كبيرة تقع علينا وعندما رأى إستكبار زمانه المعتصم حال الامام الجواد و قيادته الشرعية المباركة امر بإغتيال الامام الجواد ع عن طريق زوجته ام الفضل بنت المأمون ومن بعد الامام الجواد ع تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الهادي ع .

















2-[[بعد الجواد تسلم القيادة الشرعية ابنه الهادي]]

بعد استشهاد الامام الجواد مسموم تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الهادي ع  في عهده وقد عاشر الامام الهادي القائد الشرعي اكثر من حاكم عباسي وهم :
المعتصم والمتوكل والمنتصر(رحمه الله)وكان لينا مع العلويين  والمستعين واخرهم المعتز الذي استشهد على يديه وكانت اشد فترة على القائد الشرعي هي فترة المتوكل الذي كان ضد القيادة الشرعية وقد ظلم الامام ع والمسلمين بعهده وقد مهد الامام الهادي ع لقضية ولاية الفقيه حيث ورد في البحار عنه عليه السلام :
 لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله .
وهنا الأمام يبين دور العالم الفقيه في إنقاذ شيعتهم بعد غيبة الامام المهدي ويصرح  انه لو لا العالم الداعي إلى الأمام الذي يفتي بفقه اهل البيت ع لانتهى الدين اذن من خلال كلام الامام يبين ان الفقيه الذي من بعد الامام الحجة عجل الله فرجه هو المنقذ لضعفاء ولو لاه لما بقي احد الا وارتد عن دين الله
والسؤال هنا تطبيق حكم الله كيف تكون وانقاذه للشيعة كيف يكون هل فقط بالعلم  ام ماذا والجواب بولايته طالما ان الامام المعصوم هو المنقذ للشيعة بنص الروايات وطالما ايضا الفقيه منقذا للشيعة بنص  كلام الامام الهادي ع فلا يدع مجالا للشك ان له الولاية وان له ما للامام ع الا ما اخرجه الدليل هو المنقذ لضعفاء الشيعة
وايضا من أدوار الامام الهادي ع القائد الشرعي  في إيصال عقيدة ولاية الفقيه نظام الوكالة وهذا بداية التمهيد لغيبة المعصوم و  التمهيد لإتباع نائبه الفقيه
ومن وكلائه الذين لهم ولاية مطلقة هو ابا علي بن راشد الذي عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذي لا يطعن عليهم بشى‏ء ولا طريق لذمّ واحد منهم
لنرى حدود ولايته هل ولاية الفقيه ابا على بن راشد الذي كان وكيل الامام الهادي في بغداد ولايته مطلقة ام مقيدة ؟
الجواب أورد الشيخ في كتاب الغيبة في فصل ذكر طرف من أخبار السفراء في جملةالممدوحين من وكلاء الائمة والمتولين لامورهم عليهم السلام قال: ومنهم: أبو علي بن راشد أخبرني إبن أبي جيّد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار عن محمد بن عيسى قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين إبن عبدربه ومن قبله من وكلائى وقد أوجبت في طاعته طاعتى وفي عصيانه الخروج إلى عصياني


مامعنى قول الامام ع :طاعته طاعتي عصيانه عصياني
هل هذه الولاية مقيدة ام مطلقة لو قال رئيس جعلت فلانا قائدا وهو وكيلي واذا عصيتموه معناه عصيتموني
مامعنى ذلك اليس هذا الا ولاية مطلقة ثابته للفقيه الفقيه انذاك كان ابا علي بن راشد فهذا مثال لتطبيق ولاية الفقيه في زمن القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الهادي عليه السلام وهناك منهم وكلاء تصدوا للولاية العامة في زمن الامام الهادي ع بأمر منه والقائمة تطول نأخذ منهم لا على سبيل الحصر :أيوب بن نوح و علي بن مهزيار الأهوازي و عثمان بن سعيد العمري وغيرهم

وهذا مثال على الدور السياسي والاجتماعي للامام الهادي عليه السلام في تطبيق حاكمية الدين 
واستشهد الامام الهادي القائد الشرعي مسموما على يد إستكبار زمانه المعتز ومن بعده تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الحسن العسكري ع .













3-[[القيادة الشرعية للعسكري ثم المهدي ]]
بعد استشهاد الامام الهادي عليه السلام تصدى للقيادة الشرعية ولده الامام العسكري عليه السلام وكانت أصعب فترة في حياة الائمة عليهم السلام هي فترة الامام العسكري وكانت العيون مشددة على بيته وفي فترة قيادة الامام العسكري القائد الشرعي مارس دوره الاجتماعي والسياسي والثقافي ومن دور الإمام الحسن العسكري السياسي وبنائه لجهاز منظم من أتباعه، ما أورده ابن شهرآشوب، قال: كتب أبو محمد (عليه السلام) إلى أهل قم وآبه(5):(إن الله تعالى بجوده ورأفته قد منَّ على عبادة بنبيِّه محمد (صلى الله عليه وآله) بشيراً ونذيراً ووفقكم لقبول دينه وأكرمَكُم بهدايتِهِ وغرسَ في قلوب أسلافكُم الماضين رحمة الله عليهم وأصلابكم الباقين تولى كفايتهم وعمرهم طويلاً في طاعته، حبّ العترة الهادية فمضى من مضى على وتيرة الصواب ومنهاج الصدق وسبيل الرشاد فوردوا موارد الفائزين واجتنوا ثمرات ما قدموا ووجدوا غِبّ ما أسلفوا 

واما التصدي للإنحرافات روى الكشِّي في رجاله: ورد على القاسم بن العلا نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال، فكان ابتداء ذلك أن كتب (عليه السلام) إلى قوامه بالعراق:(احذروا الصوفي المتصنع) 
واما وكلائه الذين مارسوا الدور الاجتماعي والسياسي في مصلحة الامة الذين جعلهم ولاة حسب الأنصار فكثر قال ابن شهر آشوب متحدِّثاً عن وكلاء الإمام وممثِّليه: من ثقاته علي بن جعفر قيم لأبي الحسن، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقد رأى خمسة من الأئمة، وداود بن أبي يزيد النيسابوري، ومحمد بن علي بن بلال، وعبد الله بن جعفر الحميري القمي، أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، والزيات، والسمان، وإسحاق بن ربيع الكوفي، وأبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي، وإبراهيم بن عبدة بن إبراهيم النيسابوري.ومن وكلائه محمد بن أحمد بن جعفر، وجعفر بن سهيل الصيقل وقد أدركا أباه وابنه

وفي أيام قيادة الامام العسكري ولد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في سنة ٢٥٥ هجريا وقد أخبر ولادته خواصه حيث كان الامام العسكري عليه السلام يريد التمهيد للقيادة الشرعية من بعده الامام الحجة عجل الله فرجه وكانت ولادته بسرية ولم يعرف احد الا الخواص للامام ع الذين منهم وكلائه 
نستعرض بعض الروايات :
مارواه الشيخ محمّد بن يعقوب الكيلني عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت والشيخ أبو عمرو ـ عثمان بن سعيد ـ عند أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف قفلت : يا أبا عمرو ... ـ إلى أن قال : ـ فقلت : أنت رأيت الخلف من أبي محمّد عليه السلام فقال : إي والله ورقبته مثل هذا وأومأ بيده ، فقلت : بقيت واحدة. فقال : هات. قلت : الاسم. قال : محرّم عليكم ان تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي ان احلّل ولا احرّم ولكنّه عنه صلوات الله عليه

وروي الصدوق بسند صحيح قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عليه قال : ـ حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قلت لمحمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه : انّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال : ( ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه

وروى الصدوق بسنده عن أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمّد عليه السلام ولد فسمّاه محمّداً. فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : « هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالإنتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً ».

[[اقول]] و روايات التصريح بولادة الامام المهدي عجل الله فرجه متواترة وتفوق الصحة فها هو القائد الشرعي الامام العسكري يبين ان القيادة الشرعية من بعده هو ابنه الامام محمد المهدي عجل الله فرجه الشريف.
 وقد استشهد الامام العسكري مسموم  على يد المعتمد وبعدها تصدى من بعده للقيادة الشرعية وهو بقية الله الامام الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه فعندما  تم تحنيطه وتسيله وحانت الفرصة الصلاة عليه اراد الجد جعفر  الزكي سلام الله عليه الصلاة على جسد الامام العسكري عليه السلام واذا بغلام يخرج من داخل الدار جذبه وقال له :
تنحى ياعم فأنا اولى بك بالصلاة على ابي واذا جعفر سلام الله عليه يمتثل لامر الامام المهدي عجل الله فرجه وائتم به وصلى الامام عليه ودخل السراب الذي هو دار الامام العسكري وغاب بعدها

وقفة : بخصوص الجد سيدنا جعفر الزكي بن الامام علي الهادي سلام الله عله 
ان فعل جعفر ع  هو لصرف الانظار عن الامام المهدي عجل الله فرجه حيث ثبت. ان الجنود العباسيين لم يكونوا موجودين لحظة الصلاة على جثمان الامام الحسن العسكري ع  وقول الامام المهدي  تأخر    ياعم. يعني قف ورائي. فانا اولى بالصلاة على ابي.لم يقل له قف جانبا ولو نجد بالرواية ان جعفر ع لم يعترض. على الامام بل مباشر امتثل لامر الامام وهذه الرواية تدل. ان سيدنا جعفر كان يعلم بولادة الامام ع  وانه يعرف الامام ولذلك مباشر بعدما قال الامام ع له تأخر ياعم امتثل لامر الامام وائتم. بأمامة الامام المهدي عج  اما قد يقول قائل انه كان سكيرا ويشرب الخمر هذا ان شاء الله تعالى سنبينه  انه كان يصطنع ذلك. لكي يبعد الانظار عن الامام العسكري ع بل وثبت. انه حبس مع اخيه الامام العسكري ع. عدة مرات وكان مرافقا لاخيه الامام ع. 
وهنالك رواية تبين وثاقة جعفر عند الامام العسكري وجلالته
روى في البحار 
من كتاب أحمد بن محمد بن العياش: كان أبو هاشم الجعفري حبس مع أبي محمد (عليه السلام)، كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين وقال: حدثنا أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس خشيش في الجوسق الأحمر أنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد ابن إبراهيم العمري وفلان وفلان، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن وأخوه جعفر، فحففنا به، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول: إنه علوي.
قال: فالتفت أبو محمد فقال: لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج.
فقال أبو محمد: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة (2).
اقول : وهذه الرواية تدل على وثاقة. سيدنا جعفر وان الامام ع لم يطرده كما طرد الجمحي الجاسوس عندما قال للسجناء بالسر وهذا يبين علاقة سيدنا جعفر. بأخيه الامام العسكري ع وانه ايضا تعرض للسجن بالرغم من اظهاره الفسق. لكي يموه عن الامام العسكري ع وبذلك يرد على هذا الحديث المكذوب على الامام العسكري ع (( مثلي ومثل اخي جعفر كقابيل وهابيل)) ويثبت ان هذه الاحاديث وغيرها من الاحاديث المذمومة بحق سيدنا جعفر ماهو الا دس دسته اقلام السلطة العباسية للحط من قيمة سيدنا جعفر سلام الله عليه وحسبك اما اظهره هذا الوزير العباسي الناصبي من حقده على سيدنا جعفر كما ورد في الكافي فلاحظ . 
وقد ورد في الناحية المقدسة بتوقيع اسحاق بن يعقوب تزكية الامام المهدي له  
ورد في الإحتجاج: الكليني، عن إسحاق بن يعقوب (1) قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل إليه عليه السلام سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام " أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك الله من أمر المنكرين من أهل بيتنا وبني عمنا اعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح، وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف عليه السلام " (2).


وهذا التوقيع خرج بعد استشهاد سيدنا جعفر ع وليس في حياته و انه استشهد مسموما. كما تشير بعض المصادر وهذا اول اثبات. تشير هذه الرواية. على توبته وقد يقول المعترض ((إذ شبّهه بإخوة يوسف إذ حسدوه على ما أنعم الله عليه، وليس بالضرورة أن يكون الشبه من كلّ ناحية، أي الحسد ثمّ التوبة، بل يكفي جهة واحدة لتصحيح التشبيه، خصوصاً مع تأكيد الروايات على ذكر حسده سواء لأخيه الحسن العسكري (عليه السلام) أو لابن أخيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)،)) 
  والجواب على ذلك :. بأن رواية حسده رددناها. سابقا. واما تشبهيه. باخوة يوسف. اولا ان ذرية يعقوب ع. من اخوة. يوسف وجائت من ذريتهم الانبياء. وذرية الامام الهادي ع وهم السادة الرضوية جائوا من ابنه سيدنا جعفر سلام الله عليه والذين كانوا ذريته. علماء كثيرين كما ثبت ان اكثر من عالم جليل ومعروف يعود. نسبه لسيدنا جعفر. سلام الله عليه. وبذلك صدق رسول الله ص. عندما قال ((العلماء ورثة الانبياء)) والامر الاخر ان اخوة يوسف ع مدحوا في القرأن. والسنة. قال تعالى ((قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98))) 
 واما من السنة الطاهرة

في الكافي عن الباقر عليه السلام أنه سئل ما كان أولاد يعقوب أنبياء قال لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا 

فبالايام الاخيرة من عمره وقبل استشهاده اظهر نهجه. الحقيقي. واظهر ما كان يؤمن به. بطريقة ثانية وهي التوبة. ولذلك شبهه الامام الحجة عجل الله فرجه. وولده. باخوة يوسف. ولو كان كذلك لقال الامام المهدي عجل الله فرجه واما سبيل عمي جعفر فسبيله سبيل ابن نوح او سبيله سبيل ابو لهب فهؤلاء اقرب دلالة للانحراف واثبات الكفر ولذكره الامام ع مع الذين انكروه من اهل بيته عندما قال وسبيلهم سبيل ابن نوح ولكن الأمام قال واما سبيل عمي جعفر وولده فسبيلهم سبيل اخوة يوسف
وبذلك يتبين ان ادعائه للامامة هو لحفظ حياة الامام المهدي عجل الله فرجه ولكي يظهر نفسه بمظهر الكاذب تحمل طعن الناس من الشيعة فيه فقط من اجل حماية  ائمته الذين افترض الله عليه طاعتهم وهذا كان تكليفه روحي له الفداء
ولمزيد حول قضية الجد سيدنا جعفر يرجى مراجعة بحثنا بعنوان (جعفر التواب وليس الكذاب) فيه اجوبة وافية حول هذا الموضوع
نعود للقضية الأساسية  بعد دخول القائد الشرعي للسرداب بعدأت الغيبة الكبرى ومن هنا تبدأ القيادة الشرعية للشيعة عن طريق الفقيه وهي مرحلة السفارة .















4-[[القيادة الشرعية في الغيبة الصغرى والكبرى]]
بعدما بدأت غيبة امامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف القائد الشرعي بدأ بتنصيب بالنصب الخاص للقائد الشرعي الغير معصوم الذي يكون الواسطة بينه وبين شيعته الذين هم الاتباع واول السفراء عثمان بن سعيد العمري 
وقد نص الامام المهدي عجل الله فرجه على تنصيبه للسفارة وللولاية وقد نصبه قائدا شرعيا على شيعته
وقد كان وكيلا وقائد شرعيا في زمن الامام المهدي الهادي عليه السلام ويشهد لذلك  ما رواه محمد بن يعقوب بسند صحيح، عن أبي علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن(عليه السلام)، قال: سألته، وقلت: من أعامل أو عمن آخذ؟ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون.


هل قول الامام :فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع

هل هذه الولاية التي أعطاها له مطلقة ان مقيدة 
الجواب مطلقة 
وتنصيب الامام العسكري  له بالسفارة للامام المهدي عجل الله فرجه وانه خلفته بقوله :
فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلى أمره (أو أقبلوا قوله) فهو خليفة إمامكم والأمر إليه". 

ومنذ ذلك الحين أصبح أبو عمرو السفير الأول للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. بنصٍ من الإمامين العسكري والحجة عليهما السلام، حيث اضطلع بالمهمة العظمى في ربط الإمام بقواعده الشعبية وتبليغ توجيهاته إليهم. وقد استمر على هذا الأمر حتى وافاه الأجل.

وبعد وفاته تم تنصيب ابنه الفقيه محمد بن عثمان العمري قائدا شرعيا بأمر من الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وذلك في تعزيته له بوفاة ابيه حيث قال عليه السلام في رسالته له:

إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لامره ورضاء بقضائه، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقر به إلى الله عز وجل وإليهم، نضر الله وجهه وأقاله عثرته " وفي فصل آخر: " أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا و أو حشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله عز وجل ولدا مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه

و قال الإمام المهدي (ع): (وأمّا محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي). 

وكان محمد بن عثمان العمري فقيها عالما وله كتب مصنفة في الفقه مما سمعه منهما ومن أبيه عثمان عن الامامين الهادي والعسكري عليمها السلام ، منها كتاب «الاشربة». وقد ذكر أنها صارت في يد أبي القاسم الحسين بن روح عند الوصية إليه، ثمإلى أبي الحسن محمد بن علي السمري.

وقد تصدى للامور التي تخص مصلحة المسلمين للمصالح الاجتماعية والشرعية وغيرها وقد جائت عن طريقه مكاتبة اسحاق بن يعقوب التي اعطى الامام فيها النصب العام للفقيه بالولاية العامة بقوله عجل الله فرجه :وأما الحوادث الواقعة فأرجوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم 
وقبل وفاته اوصى بالقيادة الشرعية من بعده للسفير الثالث وهو الحسين بن روح النوبختي  

أورد الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن جعفر بن أحمد بن متيل القمي يقول: كان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري رضي الله عنه له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم بن روح رضي الله عنه فيهم، وكلهم كانوا (1) أخص به من أبي القاسم بن روح حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية، فلما كان وقت مضي أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه

والورد ايضا الشيخ في الغيبة بسنده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد المدائني قال :قال  ابي جعفر محمد بن عثمان العمري :قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي ونصبته منصبي فقلت بأمر الإمام فقال قم عافاك الله


وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا عن أبي محمد هارون بن موسى قال: اخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه وأرضاه ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا ان حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أمروكم عليه.

وروى ايضا الشيخ في الغيبة أيضا بسنده عن جماعة من بني نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتدت به حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله الباقطاني وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء وغيرهم من الوجوه الأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له ان حدث امر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت



[[اقول]] ويتيين انه لا يوجد نص من الامام المعصوم بتنصيبه انما تم تنصيبه عن طريق السفير الثاني بأمر الامام عجل الله فرجه وقضية تنصيب الحسين بن روح النوبختي كانت بداية التمهيد للتنصيب العام بدون النص وهي شاهدة من الشواهد على النصب العام للفقيه للولاية العامة فقد يقول قائل ان الولي الفقيه المتصدي كالامام  الخامنئي او الامام الخميني  ليس  فيهم نص خاص على نصبهم من المعصوم قلنا كذلك قضية الحسين بن روح النوبختي ليس فيه نص خاص على نصبه من المعصوم انما جاء تنصيبه من غير المعصوم بأمر من المعصوم والولي الفقيه منصب بالنصب العام بصفته بأمر من المعصوم عليه السلام 
كما في المقبولة و المكاتبة الشريفة وهو التوقيع الشريف من الامام المهدي عجل الله فرجه وايضا يحتج بالتنصيب من غير المعصوم اذا كان فقيها مجتهدا ويستدل بقضية السفير الثاني ونصبه للسفير الثالث ولم يثبت ان الامام مباشر نصب السفير الثالث للقيادة الشرعية بل نصبه السفير الثاني وهو معصوم ولكنه فقيه مجتهد وهذا أيضا يثبت انه لو ان فقيه اراد ان يوصي من بعده للولاية فله الشرعية بأن من ينصب من يراه كفوئا للقيادة من بعده وتنصيب الحسين بن روح النوبختي خير شاهد تاريخي يثبت ذلك
وقد تولى الحسين بن روح الامور الاجتماعية والثقافية وأمور مصالح المسلمين كونه فقيها عالما
ورد في كتاب موسوعة الفقهاء المؤلف من قبل لجنة مؤسسة الامام الصادق عليه السلام بإشراف الشيخ جعفر السبحاني ترجمة القائد الشرعي الحسين بن روح النوبختي :
كان فقيهاً، مفتياً، بليغاً، فصيحاً، وافر الحرمة، كثير الجلالة، ذا عقل وكياسة،
ومن مؤلفاته كتاب الأديب قال الشيخ في كتاب الغيبة ص 254: اخبرني الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي حدثني سلامة بن محمد قال انفذ الشيخ الحسين بن روح كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم فكتبوا إليه انه كله صحيح وما فيه شئ يخالف الا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من الطعام والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع اهـ


وبعد وفاة السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي تصدى للقيادة الشرعية بعده علي بن محمد  السمري السفير الرابع والأخير
وكان اخر السفراء المنصبين بالنصب الخاص للامام عجل الله فرجه الشريف 
قال الشيخ عباس القمي كان الامام الحجة (عليه السلام) يجري على يد الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمد السمريّ الكرامات والمعاجز وأجوبة مسائل الشيعة وكانوا يسلّمون الأموال والحقوق إليه‏ بأمره (عليه السلام).(4)
وكانت مدة قيادته الشرعية ثلاث سنين
وقد أخبر الإمام شيعته بانتهاء هذه السفارة قبل ستة أيام من وفاة السمري تمهيداً للغيبة الكبرى، كما جاء في التوقيع الأخير للإمام المهدي (صلوات الله عليه) قوله: (بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، يا عليَّ بن محمّدٍ السِّمَّريّ, أعظمَ اللهُ أجرَ إخوانِكَ فيكَ, فإنّكَ ميِّتٌ ما بينكَ وبينَ ستّةِ أيّامٍ، فاجمع أمرَكَ ولا توصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامَكَ بعدَ وفاتكَ، فقدْ وقعتْ الغيبةُ الثّانية, فلا ظهورَ إلّا بعد إذن الله -عزَّ وجلَّ- وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتِي مَنْ يَدَّعي المشاهدةَ، ألا فَمَن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السّفيانيِّ والصّيحة، فهُوَ كذَّابٌ مفترٍ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيمِ)،

فنسخ وكلاء السمري هذا التوقيع وبعد ستة أيام عادوا إليه فوجدوه يحتضر وعندما سألوه من وصيه من بعده قال: للهِ أمرٌ هو بالغُهُ. ومات فكان هذا آخر كلام سمع منه (رضوان الله عليه)

بعدها بدأت الغيبة الكبرى وهي مرحلة الفقاهة مرحلة النصب العام والامام ع قال للسمري لا توصي لأحد يقوم مقامك من باب النصب الخاص لان النصب الخاص انتهى دوره وهنا جاء دور النصب العام فالامام عجل الله فرجه القائد الشرعي لم يترك شيعته بدون قائد يكفيهم بامور دينهم ودنياهم وقد صرح بذلك في المكاتبة الشريفة : وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم وسند المكاتبة معتبر بعدما اثبتنا قبول العصابة من الفقهاء والأصحاب وتسالمهم بكتبهم المكاتبة ورواية المكاتبة من كبار علماء الشيعة الكبار وعدم ورود ذم في اسحاق بن يعقوب يكفي على أقل تقدير انه مقبول الحديث وبالتالي يكون السند معتبر
ونعود لشرح معنى قول الامام المهدي واما الحوادث الواقعة فقد تعرضنا لشرحها ودلالتها على ولاية الفقيه في بحثنا مكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه ولا ضير بتكرار شرح كلام الامام عجل الله فرجه للفائدة  :
اما دلالتها انها تدل على ولاية الفقيه فأنه حجة المعصوم ع علينا وامرنا الامام ع بالرجوع للحوادث التي تقع والحوادث عامة ليس فقط في الافتاء لأنه عجل الله فرجه لم يقل (( واما الحوادث الواقعة في الافتاء)) بل في معظم الحوادث وهو عام بقوله ((واما الحوادث الواقعة)) فهنا الكلام شامل فهذه الحوادث التي تقع الى جانب الافتاء كالقضاء و تشكيل الحكومة وجميع ما للفقيه يكون للامام ع الا ما اخرجه الدليل     وقد استشهد علماء الامامية بهذه المكاتبة كدليل على ولاية الفقيه العامة واليكم اقوالهم


قال صاحب الجواهر قدس[[ويمكن بناء ذلك ـ بل لعله الظاهر ـ على إرادة النصب العام في كل شي‌ء على وجه يكون له ما للإمام عليه‌السلام كما هو مقتضى‌ قوله عليه‌السلام [٢] : « فاني جعلته حاكما » أي وليا متصرفا في القضاء وغيره من الولايات ونحوها.

بل هو مقتضى‌ قول صاحب الزمان روحي له الفداء [٣] : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله » ضرورة كون المراد منه أنهم حجتي عليكم في جميع ما أنا فيه حجة الله عليكم إلا ما خرج ،]] 

قال الشيخ الاعظم الانصاري قدس في المكاسب [[أمّا وجوب الرجوع إلى الفقيه في الأُمور المذكورة، فيدلّ عليه مضافاً إلى ما يستفاد من جعله حاكماً، كما في مقبولة ابن حنظلة، الظاهرة في كونه كسائر الحكّام المنصوبة في زمان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و الصحابة في إلزام الناس بإرجاع الأُمور المذكورة إليه، و الانتهاء فيها إلى نظره، بل المتبادر عرفاً من نصب السلطان حاكماً وجوب الرجوع في الأُمور العامّة المطلوبة للسلطان إليه، و إلى ما تقدّم من قوله (عليه السلام): «مجاري الأُمور بيد العلماء باللّه الامناء على حلاله و حرامه» [2]-

التوقيع [1] المروي في إكمال الدين [2] و كتاب الغيبة [3] و احتجاج الطبرسي [4] الوارد في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب، التي ذكر أنّي [5] سألت العمري رضي اللّه عنه أن يوصل لي [6] إلى الصاحب (عجّل اللّه فرجه) كتاباً [7] فيه تلك المسائل التي قد أشكلت عليّ، فورد الجواب [8] بخطّه عليه آلاف الصلاة و السلام في أجوبتها، و فيها: «و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم و أنا حجّة اللّه».

فإنّ المراد ب«الحوادث» ظاهراً: مطلق الأُمور التي لا بدّ من الرجوع فيها عرفاً أو عقلًا أو شرعاً إلى الرئيس، مثل النظر في أموال القاصرين لغيبةٍ أو موتٍ أو صغرٍ أو سَفَهٍ.

و أمّا تخصيصها بخصوص المسائل الشرعيّة، فبعيد]]



[[اقول]] وقد صرح استاذ الفقهاء الميرزا النائيتي ان الشيخ الانصاري احتج بهذا التوقيع كدليل على ولاية الفقيه العامة حيث قال في كتابه المكاسب والبيع [[وقد استظهر منه المصنف قده دلالته على اثبات الولاية العامة للفقية]] 

فهذا يتبين لنا ان الشيخ الانصاري يقول بولاية الفقيه العامة لا كما يدعي بعض مدعين العلم المتزينين بطلبة العلم زورا وبهتانا وللاسف قد اشتبه ايضا بعض العلماء بذلك وظن ان الشيخ الاعظم لا يقول بها وكيف لا يقول بها وقد تتلمذ على يد اساتذة اشتهروا بالقول بولاية الفقيه العامة كصاحب الجواهر والمولى النراقي وقد تعرضنا لذكر قولهما واحتجاجهما بالتوقيع كدليل على ولاية الفقيه كما مر اضف الي احتجاجه بالمكاتبه كدليل عليها وتصريح استاذ الفقهاء النائيني باحتجاج الشيخ الاعظم بالتوقيع لاثبات ولاية الفقيه العامة يقطع الشك باليقين انه قدس يؤمن بولاية الفقيه العامة


قال اية الله العظمى اقا رضا الهمداني قدس في مصباح الفقيه [[ولكن الذي يظهر بالتدبّر في التوقيع المروي عن إمام العصر ـ عجّل الله فرجه ـ , الذي هو عمدة دليل النصب إنّما هو إقامة الفقيه المتمسّك برواياتهم مقامه بإرجاع عوام الشيعة إليه في كلّ ما يكون الإمام مرجعا فيه كي لا يبقى شيعته متحيّرين في أزمنة الغيبة.
وهو ما رواه في الوسائل عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب , قال : سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ , فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ـ عجّل الله فرجه ـ «أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك ـ إلى أن قال ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ,]]




قال قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى الامام الراحل الخميني رضوان الله عليه في كتابه الحكومة الاسلامية [[وكان الجواب كما عرفتم: ارجعوا إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله.
 
حجّة الله تعني ماذا؟ ماذا تفهمون منها؟ هل تعني خبر الواحد 2؟ هل معنى "حجّة الله" أنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف إذا أخبر عن الرسول بخبر فعلينا أن نأخذ به كما نأخذ بخبر زرارة3 ؟ هل هو حجّة الله في بيان المسائل والأحكام فقط؟ إذا قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنّي جعلت عليّاً عليه السلام حجّة عليكم، فهل معنى ذلك: إنّني سأذهب واخلف فيكم عليّاً يبيّن لكم المسائل والأحكام ويوضّحها؟ أم ماذا؟


حجّة الله تعني أنّ الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كلّ تصرّف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويُسعدهم، وكذلك الفقهاء، فهم مراجع الأمّة وقادتها.]] 

وللمزيد من أقوال الفقهاء وشرحهم لمكاتبة الشريفة ودلالتها على ولاية الفقيه  يرجى مراجعة بحثنا بعنوان مكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه للفائدة

وقد تصدى من الفقهاء للولاية العامة في زمن الغيبة قبل الامام الخميني وهذا ان شاء الله ما سنبينه في المبحث القادم ونسأل الله أن ان ويوفقنا لخدمة محمد وال محمد وان يحشرنا معهم وان لا تنسوني بالدعاء وانا حي او قرائة سورة الفاتحة على روحي اذا استشهدت وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 




كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٢/شعبان/١٤٤٥ هجريا



السبت، 10 فبراير 2024

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الثالث والعشرين)

1-[[القائد الشرعي في مواجهة طغاة زمانه]]
بعد استشهاد الامام الصادق ع مسموم على يد المنصور الدوانيقي تسلم القيادة الشرعية  من بعده ابنه الامام الكاظم ع وكان من صفاته العبد الصالح وكاظم الغيظ وراهب بني هاشم وكنيته ابا الحسن في عهد المنصور كان امره مخفيا بين شيعته لان المنصور كان يريد تصفية الامام الذي يوصي به من بعده الامام الصادق
والامام بحركة ذكية منه قبل استشهاده اوصى الى اربعة : الخليفة بالذات, والوالي بالذات, وابنه الأكبر إسماعيل, وابنه الأصغر موسى
والخليفة اي المنصور والوالي اي والي المدينة وابنه الأكبر إسماعيل وهو سيدنا اسماعيل بن الامام الصادق ع و ابنه الأصغر موسى وهو مولانا موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق فبعدما عرف بذلك المنصور عدل عن قراره واستمر هذا الامر حتى هلاك المنصور فأعلن الامام الكاظم ع إمامه وقد ظهرت بعده الافطحية و الإسماعيلية و خالفوا نهج القيادة الشرعية وهذا يذكرنا بما فعله بعض المتزينين بزي العلم حينما حاولوا الانقلاب على الامام الخميني في بداية انتصار الثورة والقصة طويلة ليس وقتها ولكن التاريخ يكرر نفسه
وفي عهد المهدي اراد قتل الامام الكاظم 
فقد أورد الذهبي في تاريخ الإسلام :روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أن المهدي حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليا وهو يقول: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم.
قال: فأرسل إلي ليلا، فراعني ذلك، وقال: علي بموسى. فجئته به، فعانقه وقص عليه الرؤيا، وقال: تؤمنني أن تخرج علي أو على ولدي.
فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهزه إلى المدينة

ثم بعد المهدي جاء ابنه الهادي وكان فضا غليظا حاقدا يبغض اهل البيت وكانت مدة خلافته قليلة وكان ينوي قتل امامنا الكاظم ولكن الله لم يمهله فهلك وقيل ان سبب موته امه خيزرانة وبعده جاء هارون العباسي الذي كان السبب في استشهاد امامنا الكاظم ع كما سيأتي  لاحقا .









2 -[[الامام الكاظم وتدخل الفقيه بالسياسة ]]

كان الامام الكاظم الشاهد التاريخي الحي بتدخل الدين بالسياسة فمثلا على بن يقطين الذي كان فقيها ومن اصحاب الامام الكاظم وراوي حديثه الذي قال عنه الشيخ الطوسي: «ثقة جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن 1 (عليه السَّلام) ، عظيم المكان في الطائفة ، له كتب

روى عنه المحدثون عامة وأصحاب الكتب الأربعة الشيعية كثيراً عن الإمام الكاظم عليه السلام فيما اقتصروا على نقل رواية واحدة عن الإمام الصادقعليه السلام، قال النجاشي: قال أصحابنا روى علي بن يقطين عن أبي عبد الله عليه السلام حديثاً واحداً، وروى عن موسىعليه السلام فأكثر.

ذكر له الرجاليون ثلاثة كتب، وهي عبارة عن:

مسائل عن الإمام الكاظم عليه السلام؛
مناظرة علي بن يقطين مع الشاك بحضرة الصادق عليه السلام؛
ما سئل عنه الصادق عليه السلام من الملاحم

اذن فالرجل فقيها مجتهدا عالما عادلا وحينما عينه هارون العباسي وزيرا له في دولته لم يعترض الامام عنه وعن تدخله بالسياسة لم يقل له انت فقيه فقط رسالة عملية وحيض ونفاس لا والله بل شجعه الامام وجوز ولايته بأن يكون وزيرا قال الإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) لعلي بن يقطين : كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان .
حين استأذن علي بن يقطين الامام الكاظم لاستقالته من الوزارة، لم يأذن له الإمام قائلاً:« لا تفعل ، فإنّ لنا بك أُنساً ، ولإخوانك بك عزّاً ، وعسى أن يجبر الله بك كسراً ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه

فلماذا لم يقل له اترك لماذا قال له استمر بالولاية وتدخل بالسياسة اليس منصب الوزير الا منصب سياسي وولائي  تصدى له الفقيه على بن يقطين
و روى المجلسي في البحار: أَنَّهُ كتبَ إِلى أَبي الحسن مُوسىعليه السلام أَنَّ قلبي يضيقُ ممَّا أَنا عليه من عمل السُّلطان وكان وزيراً لهارُونَ فإِنْ أَذنت لي جعلني اللَّهُ فداك هربتُ منه. فرجع الجوابُ لا آذَنُ لك بالخروج من عملهمْ واتَّق اللَّه‏.[٦] وكان يعمل بإرشاد الإمام عليه السلام على إغاثة المظلومين حتى قال فيه: "يا علي: إن لله أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي" 


وهذا يدل  ان علي بن يقطين هو منصب بالحقيقة من الامام الكاظم ع وهو نائب عنه وهذا شاهد تاريخي اخر  على ولاية الفقيه من قضية  تجويز الامام الكاظم ولاية علي بن يقطين الذي كان فقيها وهذا يبين من خلال سيرة.اهل البيت ع ترغيبهم للفقهاء بالتدخل بالسياسة لانهم هم السند للمظلومين وهم اولى بتسلم المناصب التصدي للامور السياسية والاجتماعية من بعدهم فأين المنكر الذي يدعي اتباع اهل البيت ع الذي يشكل على تدخل الفقيه بالسياسة وها هم ائمتنا جوزوا للفقهاء التدخل  بالسياسة كولاية النجاشي وولاية على بن يقطين وهؤلاء كانوا فقهاء فمن يدعي انه يتبع نهج اهل البيت عليهم السلام ولا يؤمن بتدخل  رجل الدين بالامور السياسية والاجتماعية عليه ان يقرأ سيرة اهل البيت عليهم السلام جيدا وبتمعن وقانا الله وإياكم من هذه الزلات وعصمنا منها .










3-[[الاستكبار العالمي يعتقد ان القائد الشرعي حق ولكنه يجحد]]
ورد في عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق :
عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما على رأس المأمون فقال: أتدرون من علمني التشيع؟ فقال: القوم جميعا: لا والله ما نعلم قال: علمنيه الرشيد قيل له: وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟ قال: كان يقتلهم على الملك لان الملك عقيم ولقد حججت معه سنه فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال: لا يدخلن على من أهل المدينة ومكة من أهل المهاجرين والأنصار وبني هاشم وساير بطون قريش إلا نسب نفسه وكان الرجل إذا دخل عليه قال: انا فلان بن فلان ينتهى إلى جده من هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري فيصله من المال بخمسه آلاف دينار وما دونها إلى مأتي دينار على قدر شرفه وهجره آبائه فانا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال: يا أمير المؤمنين على الباب رجل يزعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فاقبل علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن وساير القواد فقال: احفظوا على أنفسكم ثم قال لاذنه: ائذن له ولا ينزل إلا على بساطي فانا كذلك إذ دخل شيخ مسخد (1) قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم من السجود وجهه وأنفه فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه فصاح الرشيد: لا والله إلا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والاعظام فما زال يسير على حماره حتى صار إلى البساط والحجاب والقواد محدقون به فنزل فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه وعينيه واخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس
وأجلسه معه وجعل يحدثه
 الى ان يقول المأمون : ثم قام فقام الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه ثم اقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن فقال: يا عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم امشوا بين يدي عمكم وسيدكم خذوا بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله فاقبل على أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام سرا بيني وبينه فبشرني بالخلافة فقال لي: إذا ملكت هذا الامر فأحسن إلى ولدى ثم انصرفنا وكنت أجرى ولد أبي عليه فلما خلا المجلس قلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي قد أعظمته وأجللته وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟! قال: هذا امام الناس وحجه على خلقه وخليفته على عباده فقلت: يا أمير المؤمنين أوليست هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال: انا امام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر وموسى بن جعفر امام حق والله يا بني انه لاحق بمقام رسول الله (ص) منى ومن الخلق جميعا ووالله لو نازعتني هذا الامر لأخذت الذي فيه عيناك فإن الملك عقيم.



[[اقول]] وهذا يبين لنا إن الاستكبار في كل زمان يعرف ان القائد الشرعي قيادته  حق من الله ولكنه يعاند وهذا نص كلام هارون :هذا امام الناس وحجه على خلقه وخليفته  
وهذا يبين لنا إن الاستكبار يقر بفضل القائد الشرعي ومنزلته ولكنه كما قال تعالى ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ ))  وهذا يدل على تشيع المأمون واقراره بالتشيع خير شاهد  ولكنه باع آخرته وهذا يذكرنا بالسياسيين الحاليين في العراق حالهم كما هو حال بني العباس  يعتقدون بالقيادة الشرعية ولكنهم باعوا اخرتهم بدنياهم وهذا السوداني الذي يخالف امر القائد الشرعي الامام الخامنئي دام ظله حيث صرح القائد :ينبغي أن لا يبقى جندي أمريكي واحد في العراق
ولكن السوداني ومن على شاكلته يصفون قوات الاحتلال بالصديقة بربكم ماهو الفرق بين السوداني الذي يظهر التشيع وبين المأمون الذي أظهر التشيع ايضا فهذا  فهم يبقون في موضع الشبهات حتى يساهمون بإخراج الاحتلال انقيادهم للقيادة الشرعية المتمثلة بالفقيه المجتهد  وهذا يبين لنا انه ليس كل من يدعي التشيع والولاء لاهل البيت عليهم السلام ولا يمثل لأوامر القيادة الشرعية يكون عادلا لان القيادة في التشيع تكون اما بقيادة المعصوم او نائبه الخاص او نائبه العام الولي الفقيه وهذه القضية تبين لكم ان الذي يكون شيعيا مهما كان منصبه يجب أن ينقاد للقيادة الشرعية كما بينا لكم .










4-[[هارون العباسي يسجن القائد الشرعي ويتسبب بتسميمه]]
ورد في تاريخ  الاسلام للذهبي :
قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم، يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه.
فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقا يا أبا حسن.
 

وهذا سبب من الأسباب عندما قام   هارون العباسي  بحبس الامام الكاظم القائد الشرعي  لذلك يعلق الامام الذهبي ويقول :هذا يدل على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له. ولعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.


[[اقول]] 
وايضا من أسباب الحسد هو الخوف على كرسيه لانه يعلم انه امام وقيادته شرعية من الله وكما قلنا سابقا ان الاستكبار يعرف القائد الشرعي حق من الله واعطينا أمثلة بإبليس و هارون لذلك أورد في كتاب الاتحاف في حب الاشراف لشيخ الازهر الشبراوي الشافعي قال :
وسار الرشيد ذات ليلة إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا رسول الله إني أعتذر إليك من أمر أريد أن أفعله. وهو أن أمسك موسى بن جعفر فإنه يريد التشعيب بين أمتك وسفك دمائهم. وإني أريد حقنها.


[[اقول]]
وهذا عذر اكبر من القبح وهو انك تقول في إمامة الامام الكاظم يا هارون ومع ذلك تريد حبس القائد الشرعي الذي تعتقد بأن قيادته حق وهذا كله بحجة عدم الفتنة وحجة حقن الدماء والحقيقة غير ذلك بل العكس هو بسبب الحفاظ على الكرسي الذي اعترفت انه عقيم 

ثم خرج وأمر بحبس موسى بن جعفر وأرسله مخفورا إلى البصرة إلى ابن عمه واليها عيسى بن جعفر بن المنصور. فلما مكث موسى في السجن سنة بعث الرشيد يأمر عيسى بسفك دم الإمام موسى والتخلص منه. فشق ذلك على عيسى بن جعفر وكتب إلى الرشيد يستعفيه من ذلك وأخبره بأن الإمام موسى طوال مدة سجنه لم يذكر الرشيد بسوء ولا أحد من الناس بل كان يدعو للناس كافة مع ملازمته الصيام والصلاة والذكر وقراءة القرآن وأنه لم ير أعبد منه.
فكتب الرشيد إلى السندي بن شاهك أن يتسلم الإمام موسى.

ونحن نسأل من كان السبب بسجن الامام الكاظم 
هل فقط هارون ام نحن ايضا ؟
 الشيعة كانوا كثر في بغداد فلماذا لم يثوروا ولم يهيئوا الأرضية له من اجل تسلم زمام الحكم لماذا فقط انشغلنا بالدعاء الخروج امامنا من السجن ولم نساهم بإخراجه بأيدينا استعملنا أضعف الايمان وهو في القلب فقط ندعوا ولم نساهم ومستعمل يدنا في إخراج الامام الكاظم وهذه هي النتيجة بقي امامنا الكاظم حبيسا  حتى استشهاده
وقد ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة أن الإمام موسى بعث إلى الرشيد وهو في السجن كتابا جاء فيه: (إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى معه عنك يوم من الرخاء حتى نمضي جميعا إلى يوم ليس فيه انقضاء. وهناك يخسر المبطلون 

وهذا هو الحق وقد جعل القائد الشرعي استكبار زمانه هو السجين وليس هو وذلك لأن الحق حق والباطل باطل وقد استشهد القائد الشرعي الامام الكاظم في سجن السندي بن شاهك مسموما بأمر من استكبار زمانه هارون وقد شيعت جنازته وصلى عليه القائد الشرعي الامام الرضا ع ودفن في بغداد وبعده تصدى للقيادة الشرعية الامام الرضا ع 









6-[[القائد الشرعي وولاية العهد من المأمون]]

بعد استشهاد الامام الكاظم ع  تسلم القيادة الشرعية الامام الرضا ع وفي عهد امامنا الرضا بعد هلاك هارون دب الخلاف بين المأمون والأمين على الحكم وبعد سيطرة المأمون وقتل أخيه الامين حيث كان المأمون في خراسان والأمين في بغداد عرض على امامنا الرضا ع ولاية العهد وهي خطة خبيثة من الاستكبار الذي كان يدعي التشيع من اجل تمرير حكومته الفاسدة بحجة ان الامام الرضا معهم وانه في حكومتهم يستغل اسم امامنا الرضا ع نتعرض لذكر قضية ولاية العهد والدور السياسي امامنا الرضا من كلمات الامام القائد الخامنئي دام ظله حيث قال في هذا البحث :

خطة الإمام الرضا عليه السلام لمواجهة المأمون
بعد هذا العرض لسياسة المأمون، نتعرّض إلى السياسة والإجراءات الّتي قام بها الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لمواجهة هذا الواقع:
عندما دُعي الإمام عليه السلام من قبل المأمون، لينتقل من المدينة إلى خراسان، نشر في المدينة جوّاً يدلّ على انزعاجه وتضايقه من هذه الخطوة، بحيث أنّ كلّ شخص كان حول الإمام عليه السلام تيقّن أنّ المأمون يضمر سوءً للإمام عليه السلام من خلال إبعاده عن موطنه. ولقد أعرب الإمام للجميع عن سوء ما يرمي إليه المأمون بكلّ الأساليب الممكنة، فقام بذلك عند توديع حرم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعند توديع عائلته وأثناء خروجه من المدينة وفي طوافه حول الكعبة من أجل الوداع، وبكلامه وسلوكه ودعائه وبكائه، كان واضحاً للجميع أن هذا السفر هو رحلته الأخيرة ونهاية حياته عليه السلام .

وبناءً على ما كان يتصوّره المأمون في أن يُنظر إليه نظرة حسنة، بينما يُنظر إلى الإمام عليه السلام الّذي قبل بطلب المأمون نظرة سيئة، نرى أن قلوب الجميع، ونتيجةً لردّ الفعل الّذي قام به الإمام عليه السلام في المدينة، ازدادت حقداً على المأمون منذ اللحظة الأولى لسفر الإمام عليه السلام . فقد أبعد المأمون إمامهم العزيز عليه السلام عنهم بهذا الشكل الظالم ووجّهه إلى مقتله. هذه الخطوة الأولى للإمام عليه السلام .

وعندما طُرحت ولاية العهد على الإمام في "مَروْ" رفض الإمام عليه السلام هذا الطرح بشدّة. ولم يقبل حتّى هدّده المأمون صراحةً بالقتل. ولقد انتشر في كلّ مكان رفض الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لولاية العهد من قبل الخلافة. كما أنّ العاملين في الحكومة، الّذين لم يكونوا على علم بدقائق سياسة وتدابير المأمون، قاموا وعن غباء بنشر رفض الإمام عليه السلام في كلّ مكان. حتّى أن الفضل بن سهل صرّح في جمع من العاملين في الحكومة، أنّه لم يرَ على الإطلاق خلافة بهذا القدر من المذلة، فالمأمون الّذي هو أمير المؤمنين يقدّم الخلافة أو ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا وهو يردّها عليه رافضا2.

ولقد سعى الإمام عليه السلام في كلّ فرصة تُتاح له أن يبيّن أنّه مجبر على تسلّم هذا المنصب (ولاية العهد) ودائماً كان يذكر أنّه هُدد بالقتل حتّى يقبل بولاية العهد. وكان من الطبيعي جداً أن يصبح هذا الحديث، الّذي هو من أعجب الظواهر السياسية، متناقلاً على الألسن، ومن مدينة إلى مدينة. فكل العالم الإسلامي في ذلك اليوم وفيما بعد فهم أنّ شخصاً مثل المأمون حارب أخاه الأمين حتّى قتله، لأجل أن يبعده عن ولاية العهد ووصل به الأمر من شدّة غضبه على أخيه أن قام برفع رأسه، وآلافٍ آخرين، على الرّمح وطاف بهم من مدينة إلى مدينة. وشخصٌ مثل علي بن موسى الرضا عليه السلام ، يظهر وينظر بلا مبالاة إلى ولاية العهد، ولا يقبلها إلا مكرهاً وتحت التهديد. وعند المقارنة بين الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام والمأمون العبّاسي، نرى أن كلّ ما جهد المأمون لتحقيقه ووفّر في سبيله كلّ ما لديه كانت نتيجته عكسية بالكامل. هذه هي الخطوة الثانية للإمام عليه السلام .


أما النقطة الثالثة في سياسته عليه السلام والّتي واجه بها سياسة المأمون، هي أنه مع كلّ الضغوطات والتهديدات الّتي مورست عليه، لم يقبل بولاية العهد إلا بشرط الموافقة على عدم تدخّله في أي شأن من شؤون الحكومة من حرب وصلح وعزل ونصب وتدبير وإشراف على الأمور. والمأمون الّذي كان لا يعتقد أنّ هذا الشرط ممكن قبوله وتحمله في بداية الأمر، حيث يستطيع فيما بعد أن يجرّ الإمام عليه السلام إلى ساحة أعمال ونشاطات الحكومة، وافق على قبول شرط الإمام عليه السلام الّذي ينص على عدم التدخّل بأي شيء مهما كان. ومن الواضح أنّ قبول المأمون بهذا الشرط جعل خطته كمن يكتب على وجه الماء. فأكثر أهدافه الّتي كان يرمي إلى تحقيقها من وراء هذه الخطوة لم تتحقّق من جراء موافقته على هذا الشرط. والإمام عليه السلام ، الّذي كان يُطلق عليه لقب وليّ العهد ويستفيد بسبب موقعه من إمكانات جهاز الحكم، كان دائماً يقدّم نفسه على أنّه مخالف ومعترض عليه. فهو لم يكن يأمر ولا ينهى، ولا يتصدّى لأيّ مسؤولية ولا يقوم بأي عمل للسلطة، ولا يدافع عن الحكومة، ولا يقدّم أي تبرير لأعمال النظام. لذا كان من الواضح أنّ هذا الشخص الّذي يُعتبر عضواً في النظام الحاكم والّذي أدخل إليه بقوّة وكان يتنحّى عن كلّ المسؤوليات، لا يمكن أن يكون شخصاً محبّاً ومدافعاً عن هذا النظام. ولقد أدرك المأمون جيداً هذا الخلل والنقص. فحاول عدّة مرات وباستخدام لطائف الحيل أن يحمل الإمام على العمل خلافاً لما تعهّد به سابقاً. فيجرّ بذلك الإمام عليه السلام إلى التدخّل في أعمال الحكومة ويقضي أيضاً على سياسة الإمام عليه السلام المواجهة والرافضة. لكن الإمام كان في كلّ مرّة يُحبط خطّته بفطنته وبراعته.

وكنموذج على هذا الأمر يذكر معمر بن خلاد نقلاً عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّ المأمون كان يقول للإمام أنّه إذا أمكن أن تكتب شيئاً لأولئك الّذين يسمعون كلامك ويطيعونك حتّى يخفّفوا من حدّة التوتر والأوضاع المضطربة في مناطق وجودهم، لكن الإمام عليه السلام رفض وذكّره بشرطه السابق القاضي بعدم تدخّله مطلقاً في أيّ من الأمور. نموذجٌ آخر مهمٌّ جداً وملفتٌ هو حادثة صلاة العيد حيث إنّ المأمون وبحجّة أنّ الناس يعرفون قدر الإمام عليه السلام وقلوبهم تهفو حبّاً له، طلب من الإمام عليه السلام أن يؤمّ الناس في صلاة العيد، رفض الإمام عليه السلام في البداية لكن بعد إصرار المأمون على طلبه وافق بشرط أن يخرج إلى الصلاة ويصلي بنفس طريقة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام . فلمّا استفاد الإمام عليه السلام من هذه المناسبة وانتهزها كفرصة جيدة لصالح مشروعه، ندم المأمون الّذي كان قد أصرّ على ذلك وأرجع الإمام عليه السلام من منتصف الطريق قبل أن يصلي، معرّضاً بفعله هذا سياسة نظامه المخادعة والمتملقّة لضربة أخرى في صراعه مع الإمام عليه السلام 3.




[[اقول]]ويستفاد من كلام الامام القائد دام ظله في قضية ولاية العهد من المأمون للامام الرضا ع انه لو كان القائد الشرعي متوليا منصبا اذا يا كبيرا من قبل الاستكبار فإنه لا ينفذ سياسة الاستكبار بل ينفذه وفق ما أمر به الله عزوجل والخطة السياسية من الامام الرضا ع القائد الشرعي بقوله ولاية العهد شرط عليه شرطا وهو عدم التدخل بشؤن الحكم اي الاحكام الخاصة بسياسة استكبار زمانه المأمون لان سياسة المأمون حكمه ليس حكم الله بل حكم الجاهلية والامام الرضا القائد الشرعي حكمه حكم الله لا حكم الجاهلية لذلك عندما كان يطلب منه المأمون الضغط على المتمردين الذين من اتباع الامام الرضا كان يذكره الامام بشرطه الأساسي وهو عدم تدخله ولكن في المقابل كان الامام الرضا يحكم وفق ما انزل به الله فمثلا صلاته كصلاة الرسول عندما صلى في العيد وإظهار علمه ومناظراته مع العلماء وانقياد الناس لقيادته بسبب حكمه بما انزل الله وهنا يلاحظ ان الامام بالاصل يؤيد التدخل بالحكم و بالسياسة ولكن ليس وفق نظام فاسق بل وفق نظام اسلامي يحكم بشرع الله وبينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك نجد أن المراجع والفقهاء في وقتنا هذا  لا يتدخلون في سياسة الحكومة الحالية في العراق لأنها حكومة لا تحكم لما انزل الله فقط ينصحون لهم من اجل مصلحة المسلمين ومصلحة البلد حتى الامام الخامنئي دام ظله  الذي هو لديه ولاية على كل مسلمين العالم بالحقيقة لانه ولي فقيه مبسوط اليد لا يتدخل بسياسة الحكومة فقط ينصح ولكنه له الولاية شرعا ومع ذلك الحكومة لا تذعن لنصيحته ولا لأقواله لذلك تجدها من تخبط الى تخبط وهذه نتيجة النظام العلماني كذلك الحكام في فلسطين لا يحكمون وفق شرع الله لذلك تجد انهم خذلوا المقاومة وباعوا القضية وتجد ان الذي يدعم المقاومة في حماس هي فقط  حكومة الفقيه فلو الامة انقادت لقيادة القائد الشرعي لأصبحنا في عز وكرامة ولكن ماذا نفعل فهذا يستفاد كله من ولاية العهد من المأمون للقائد الشرعي الامام الرضا ع













6-[[اشارة الامام الرضا الى ولاية الفقيه العامة]]
تعرضنا سابقا لهذا البحث ولا بأس بتكرار للفائدة 
ورد في مسند الامام الرضا ع اختصار السند قال: أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري في العلل التي سمعنا من الرضا عليه السلام أنه قال(اخذ الشاهد منه) :بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم، لأنه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم قيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام.
ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق، ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس ولما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد له منه لا قوام لهم إلا به فيقاتلون به عدوهم ويقسمون فيئهم ويقيم لهم جمعهم و جماعتهم ويمنع ظالمهم من مظلومهم.


[[اقول]] تصريح الامام ع بأن الامة او الفرقة لابد من امين في الدين والدنيا يقودهم ويقيم فيهم الحدود. ليس مختصا فقط بأمامتهم بل ايضا يشمل الفقهاء الغير معصومين فقد ورد عنه ع انه عندما تم سؤاله عن من ياخذ منه دينه وهو بعيد عنه فقال الرضا ع :
من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين و الدنيا،


[[اقول]] وهذا شاهد اخر ان الامين او المأمون في الدين والدنيا الموجود في حديث الامام الرضا ع لا يختص فقط بالمعصوم بل يشمل غير المعصوم وهوالفقيه المجتهد الجامع 

وقد يقول المعترض ان الامام يقصد بحديثه فقط الامام المعصوم بقوله :فلم جعل اولي الامر وامر بطاعتهم

والجواب: ان اولي الامر ليس مختصا فقط بالمعصومين بل يشمل المعصوم ومن نصبوه من بعدهم للولاية للفقيه فطالما ان الفقيه منصب من قبل الامام كما يشهد في المقبولة والمكاتبة فيشمله لفظ اولي الامر لانه منصب من قبل الامام والتنصيب من الامام جاء من رسول الله ص والتنصيب من رسول الله ص جاء من الله عزوجل فيكون التنصيب تنصيب اللهي

وهنا نستشهد بنكته لطيفة بخصوص لفظ اولي الامر حيث تعرض لهذا الموضوع المرجع الكبير الشيخ الفياض دامت بركاته في كتابه الانموذج في منهج الحكومة الاسلامية قائلا :ان طاعة السلطة الحاكمة ((حكومة الفقيه)) في الحكومة الشرعية واجبة على الناس بالعنوان الثانوي بمقتضى قوله تعالى ((اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم))
اذن فاولي الامر المذكورين بكلام الامام الرضا والمذكورين في القران لا يخص فقط المعصوم ع بل يشمل ايضا من نصبوه من بعدهم وهو الفقيه المجتهد وانه الامين في الدين والدنيا 
اذن الذي يقيم الحدود وغيرها من الامور الثابته  للمعصوم   تثبت وامثال هذه الصلاحيات  للفقيه الجامع المجتهد  الا ما اخرجه الدليل فتثبت الولاية العامة للفقيه واشارة تامة من امامنا الرضا ع 
 وبعدما رأى الاستكبار المأمون ان الناس منقادة للقائد الشرعي الامام الرضا ع سممه في طوس بعنب مسموم ودفن هناك في خراسان التي تعرف اليوم بمشهد المقدسة وبعد استشهاده تسلم القيادة الشرعية من بعده الامام الجواد ع وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين





كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٣/شعبان/١٤٤٥ هجريا