1-[[القائد الشرعي ابن الرضا ودوره السياسي ]]
بعد استشهاد الامام الرضا ع تسلم القيادة الشرعية من بعده ابنه الامام الجواد ع بسن صغير ومن القابه الجواد. التقي. القانع. وبعد بلوغه ولقائه بإستكبار زمانه المأمون برز علمه حيث افحم ابن اكثم في مناظرة مشهورة وقام المأمون بتزويجه ابنته ام الفضل وقد نشط النشاط السياسي للامام ع القائد الشرعي فمثلا جوازه بتصدي الفقيه محمد بن إسماعيل بن بزيع للمناصب السياسية في نظام الاستكبار العباسي الذي قال فيه النجاشي :محمد بن إسماعيل بن بزيع: أبو جعفر: مولى المنصور أبي جعفر. وولد بزيع بيت، منهم حمزة بن بزيع، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل، له كتب، منها: كتاب ثواب الحج، وكتاب الحج.
فالرجل فقيه وله كتب فقهية وراوي وقال حمدويه عن أشياخه: إن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وأحمد بن حمزة، كانا في عداد الوزراء،
ليس فقط تصدى ابن بزيع بل ايضا احمد بن حمزة القمي وكان فقيها تصدوا السياسة بأمر من الامام الجواد ع لرفع المظالم عن المؤمنين وهذه من مناط الولاية العامة للفقيه فاين المتنطع المنكر الذي يقول انه ليس للفقيه ولاية في شؤن الناس وقد ثبت عن ائمتنا تجويز هكذا نوع من الولاية الفقهاء في عهدهم وتطبيقها وهذا ليس خاص في زمن الحضور إذ ان فعل المعصوم وكلامه سنة تطبق في زمانه وبعد رحيله ولم يثبت عن الامام اختصاص في زمن حضوره
وروى الشيخ بإسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن
معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: إن رجلا من
أصحابنا مات ولم يوص، فرفع أمره إلى قاضي الكوفة، فصير عبد الحميد بن
سالم، القيم بماله، وكان رجلا خلف ورثة صغارا ومتاعا وجواري، فباع عبد الحميد
المتاع، فلما أراد بيع الجواري ضعف قلبه في بيعهن، ولم يكن الميت صير إليه
وصيته، وكان قيامه بها بأمر القاضي لأنهن فروج، قال محمد: فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السلام، فقلت: جعلت فداك، يموت الرجل من أصحابنا فلا يوصي
إلى أحد، وخلف جواري، فيقيم القاضي رجلا منا لبيعهن أو قال: يقوم بذلك رجل منا فيضعف قلبه لأنهن فروج، فما ترى في ذلك؟ فقال عليه السلام: إذا كان القيم مثلك ومثل عبد الحميد، فلا بأس.
[[اقول]]وتجويز الامام الجواد للفقيه عبد الحميد بن سالم ولابن بزيع و مثلهم التصرف بالاموال وبيع الجواري يبين لنا النصب العام للفقيه بالتصرف بهذه الأمور حسب اقتضاء المصلحة ويبين هذه الرواية ان الفقيه له ما للامام الا ما اخرجه الدليل والتصرف بالاموال او بيع الجواري من صلاحيات الفقيه بالنصب العام وليس فقط الخاص بقوله ع لابن بزيع :إذا كان القيم مثلك
وابن بزيع فقيه ومثل ابن بزيع له هذه الولاية شرط ان يكون فقيها مجتهدا
وايضا ورد في الكافي: محمد بن يحيى ومحمد بن أحمد، عن السياري، عن أحمد بن زكريا الصيدلاني، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان (4) قال: رافقت أبا جعفر في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم، فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان: إن والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج، فان رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالاحسان إلي، فقال لا أعرفه، فقلت: جعلت فداك إنه على ما قلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده فأخذ القرطاس فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وإن مالك من عملك ما أحسنت فيه، فأحسن إلى إخوانك واعلم أن الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل.
قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى
الحسين بن عبد الله النيشابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه، وقال لي: حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك قال: فأمر بطرحه عني وقال: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا، ولا قطع عني صلته حتى مات
اقول وهذا يبين لنا إن القائد الشرعي يتدخل بالامور الاجتماعية وليس فقط السياسية ثم يأتيك شخص يدعي التدين ويقول ان الائمة لا يتدخلون بشؤن السياسة والأمور الاجتماعية وهذا يبين لنا إن هؤلاء مع قرائتهم للفقه لكنهم لم يقرأوا جيدا سيرة الائمة عليهم السلام فقط درسوا الحيض والنفاس و الجنابة سيرة الائمة يا أهل الدكاكين سيرة اجتماعية وسياسية لماذا تأخذون منهم فقط الحيض والنفاس وتعلموه للناس وتتركون سيرتهم السياسية والاجتماعية ولهذا اطلب من اهل العلم وأصحاب الخبرة من المؤمنين حقا ان يبينوا السيرة السياسية لائمتنا عليهم السلام فهذه مسؤلية كبيرة تقع علينا وعندما رأى إستكبار زمانه المعتصم حال الامام الجواد و قيادته الشرعية المباركة امر بإغتيال الامام الجواد ع عن طريق زوجته ام الفضل بنت المأمون ومن بعد الامام الجواد ع تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الهادي ع .
2-[[بعد الجواد تسلم القيادة الشرعية ابنه الهادي]]
بعد استشهاد الامام الجواد مسموم تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الهادي ع في عهده وقد عاشر الامام الهادي القائد الشرعي اكثر من حاكم عباسي وهم :
المعتصم والمتوكل والمنتصر(رحمه الله)وكان لينا مع العلويين والمستعين واخرهم المعتز الذي استشهد على يديه وكانت اشد فترة على القائد الشرعي هي فترة المتوكل الذي كان ضد القيادة الشرعية وقد ظلم الامام ع والمسلمين بعهده وقد مهد الامام الهادي ع لقضية ولاية الفقيه حيث ورد في البحار عنه عليه السلام :
لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله .
وهنا الأمام يبين دور العالم الفقيه في إنقاذ شيعتهم بعد غيبة الامام المهدي ويصرح انه لو لا العالم الداعي إلى الأمام الذي يفتي بفقه اهل البيت ع لانتهى الدين اذن من خلال كلام الامام يبين ان الفقيه الذي من بعد الامام الحجة عجل الله فرجه هو المنقذ لضعفاء ولو لاه لما بقي احد الا وارتد عن دين الله
والسؤال هنا تطبيق حكم الله كيف تكون وانقاذه للشيعة كيف يكون هل فقط بالعلم ام ماذا والجواب بولايته طالما ان الامام المعصوم هو المنقذ للشيعة بنص الروايات وطالما ايضا الفقيه منقذا للشيعة بنص كلام الامام الهادي ع فلا يدع مجالا للشك ان له الولاية وان له ما للامام ع الا ما اخرجه الدليل هو المنقذ لضعفاء الشيعة
وايضا من أدوار الامام الهادي ع القائد الشرعي في إيصال عقيدة ولاية الفقيه نظام الوكالة وهذا بداية التمهيد لغيبة المعصوم و التمهيد لإتباع نائبه الفقيه
ومن وكلائه الذين لهم ولاية مطلقة هو ابا علي بن راشد الذي عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذي لا يطعن عليهم بشىء ولا طريق لذمّ واحد منهم
لنرى حدود ولايته هل ولاية الفقيه ابا على بن راشد الذي كان وكيل الامام الهادي في بغداد ولايته مطلقة ام مقيدة ؟
الجواب أورد الشيخ في كتاب الغيبة في فصل ذكر طرف من أخبار السفراء في جملةالممدوحين من وكلاء الائمة والمتولين لامورهم عليهم السلام قال: ومنهم: أبو علي بن راشد أخبرني إبن أبي جيّد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار عن محمد بن عيسى قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين إبن عبدربه ومن قبله من وكلائى وقد أوجبت في طاعته طاعتى وفي عصيانه الخروج إلى عصياني
مامعنى قول الامام ع :طاعته طاعتي عصيانه عصياني
هل هذه الولاية مقيدة ام مطلقة لو قال رئيس جعلت فلانا قائدا وهو وكيلي واذا عصيتموه معناه عصيتموني
مامعنى ذلك اليس هذا الا ولاية مطلقة ثابته للفقيه الفقيه انذاك كان ابا علي بن راشد فهذا مثال لتطبيق ولاية الفقيه في زمن القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الهادي عليه السلام وهناك منهم وكلاء تصدوا للولاية العامة في زمن الامام الهادي ع بأمر منه والقائمة تطول نأخذ منهم لا على سبيل الحصر :أيوب بن نوح و علي بن مهزيار الأهوازي و عثمان بن سعيد العمري وغيرهم
وهذا مثال على الدور السياسي والاجتماعي للامام الهادي عليه السلام في تطبيق حاكمية الدين
واستشهد الامام الهادي القائد الشرعي مسموما على يد إستكبار زمانه المعتز ومن بعده تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الحسن العسكري ع .
3-[[القيادة الشرعية للعسكري ثم المهدي ]]
بعد استشهاد الامام الهادي عليه السلام تصدى للقيادة الشرعية ولده الامام العسكري عليه السلام وكانت أصعب فترة في حياة الائمة عليهم السلام هي فترة الامام العسكري وكانت العيون مشددة على بيته وفي فترة قيادة الامام العسكري القائد الشرعي مارس دوره الاجتماعي والسياسي والثقافي ومن دور الإمام الحسن العسكري السياسي وبنائه لجهاز منظم من أتباعه، ما أورده ابن شهرآشوب، قال: كتب أبو محمد (عليه السلام) إلى أهل قم وآبه(5):(إن الله تعالى بجوده ورأفته قد منَّ على عبادة بنبيِّه محمد (صلى الله عليه وآله) بشيراً ونذيراً ووفقكم لقبول دينه وأكرمَكُم بهدايتِهِ وغرسَ في قلوب أسلافكُم الماضين رحمة الله عليهم وأصلابكم الباقين تولى كفايتهم وعمرهم طويلاً في طاعته، حبّ العترة الهادية فمضى من مضى على وتيرة الصواب ومنهاج الصدق وسبيل الرشاد فوردوا موارد الفائزين واجتنوا ثمرات ما قدموا ووجدوا غِبّ ما أسلفوا
واما التصدي للإنحرافات روى الكشِّي في رجاله: ورد على القاسم بن العلا نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال، فكان ابتداء ذلك أن كتب (عليه السلام) إلى قوامه بالعراق:(احذروا الصوفي المتصنع)
واما وكلائه الذين مارسوا الدور الاجتماعي والسياسي في مصلحة الامة الذين جعلهم ولاة حسب الأنصار فكثر قال ابن شهر آشوب متحدِّثاً عن وكلاء الإمام وممثِّليه: من ثقاته علي بن جعفر قيم لأبي الحسن، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقد رأى خمسة من الأئمة، وداود بن أبي يزيد النيسابوري، ومحمد بن علي بن بلال، وعبد الله بن جعفر الحميري القمي، أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، والزيات، والسمان، وإسحاق بن ربيع الكوفي، وأبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي، وإبراهيم بن عبدة بن إبراهيم النيسابوري.ومن وكلائه محمد بن أحمد بن جعفر، وجعفر بن سهيل الصيقل وقد أدركا أباه وابنه
وفي أيام قيادة الامام العسكري ولد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في سنة ٢٥٥ هجريا وقد أخبر ولادته خواصه حيث كان الامام العسكري عليه السلام يريد التمهيد للقيادة الشرعية من بعده الامام الحجة عجل الله فرجه وكانت ولادته بسرية ولم يعرف احد الا الخواص للامام ع الذين منهم وكلائه
نستعرض بعض الروايات :
مارواه الشيخ محمّد بن يعقوب الكيلني عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت والشيخ أبو عمرو ـ عثمان بن سعيد ـ عند أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف قفلت : يا أبا عمرو ... ـ إلى أن قال : ـ فقلت : أنت رأيت الخلف من أبي محمّد عليه السلام فقال : إي والله ورقبته مثل هذا وأومأ بيده ، فقلت : بقيت واحدة. فقال : هات. قلت : الاسم. قال : محرّم عليكم ان تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي ان احلّل ولا احرّم ولكنّه عنه صلوات الله عليه
وروي الصدوق بسند صحيح قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عليه قال : ـ حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قلت لمحمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه : انّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال : ( ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه
وروى الصدوق بسنده عن أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمّد عليه السلام ولد فسمّاه محمّداً. فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : « هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالإنتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً ».
[[اقول]] و روايات التصريح بولادة الامام المهدي عجل الله فرجه متواترة وتفوق الصحة فها هو القائد الشرعي الامام العسكري يبين ان القيادة الشرعية من بعده هو ابنه الامام محمد المهدي عجل الله فرجه الشريف.
وقد استشهد الامام العسكري مسموم على يد المعتمد وبعدها تصدى من بعده للقيادة الشرعية وهو بقية الله الامام الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه فعندما تم تحنيطه وتسيله وحانت الفرصة الصلاة عليه اراد الجد جعفر الزكي سلام الله عليه الصلاة على جسد الامام العسكري عليه السلام واذا بغلام يخرج من داخل الدار جذبه وقال له :
تنحى ياعم فأنا اولى بك بالصلاة على ابي واذا جعفر سلام الله عليه يمتثل لامر الامام المهدي عجل الله فرجه وائتم به وصلى الامام عليه ودخل السراب الذي هو دار الامام العسكري وغاب بعدها
وقفة : بخصوص الجد سيدنا جعفر الزكي بن الامام علي الهادي سلام الله عله
ان فعل جعفر ع هو لصرف الانظار عن الامام المهدي عجل الله فرجه حيث ثبت. ان الجنود العباسيين لم يكونوا موجودين لحظة الصلاة على جثمان الامام الحسن العسكري ع وقول الامام المهدي تأخر ياعم. يعني قف ورائي. فانا اولى بالصلاة على ابي.لم يقل له قف جانبا ولو نجد بالرواية ان جعفر ع لم يعترض. على الامام بل مباشر امتثل لامر الامام وهذه الرواية تدل. ان سيدنا جعفر كان يعلم بولادة الامام ع وانه يعرف الامام ولذلك مباشر بعدما قال الامام ع له تأخر ياعم امتثل لامر الامام وائتم. بأمامة الامام المهدي عج اما قد يقول قائل انه كان سكيرا ويشرب الخمر هذا ان شاء الله تعالى سنبينه انه كان يصطنع ذلك. لكي يبعد الانظار عن الامام العسكري ع بل وثبت. انه حبس مع اخيه الامام العسكري ع. عدة مرات وكان مرافقا لاخيه الامام ع.
وهنالك رواية تبين وثاقة جعفر عند الامام العسكري وجلالته
روى في البحار
من كتاب أحمد بن محمد بن العياش: كان أبو هاشم الجعفري حبس مع أبي محمد (عليه السلام)، كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين وقال: حدثنا أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس خشيش في الجوسق الأحمر أنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد ابن إبراهيم العمري وفلان وفلان، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن وأخوه جعفر، فحففنا به، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول: إنه علوي.
قال: فالتفت أبو محمد فقال: لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج.
فقال أبو محمد: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة (2).
اقول : وهذه الرواية تدل على وثاقة. سيدنا جعفر وان الامام ع لم يطرده كما طرد الجمحي الجاسوس عندما قال للسجناء بالسر وهذا يبين علاقة سيدنا جعفر. بأخيه الامام العسكري ع وانه ايضا تعرض للسجن بالرغم من اظهاره الفسق. لكي يموه عن الامام العسكري ع وبذلك يرد على هذا الحديث المكذوب على الامام العسكري ع (( مثلي ومثل اخي جعفر كقابيل وهابيل)) ويثبت ان هذه الاحاديث وغيرها من الاحاديث المذمومة بحق سيدنا جعفر ماهو الا دس دسته اقلام السلطة العباسية للحط من قيمة سيدنا جعفر سلام الله عليه وحسبك اما اظهره هذا الوزير العباسي الناصبي من حقده على سيدنا جعفر كما ورد في الكافي فلاحظ .
وقد ورد في الناحية المقدسة بتوقيع اسحاق بن يعقوب تزكية الامام المهدي له
ورد في الإحتجاج: الكليني، عن إسحاق بن يعقوب (1) قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل إليه عليه السلام سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام " أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك الله من أمر المنكرين من أهل بيتنا وبني عمنا اعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح، وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف عليه السلام " (2).
وهذا التوقيع خرج بعد استشهاد سيدنا جعفر ع وليس في حياته و انه استشهد مسموما. كما تشير بعض المصادر وهذا اول اثبات. تشير هذه الرواية. على توبته وقد يقول المعترض ((إذ شبّهه بإخوة يوسف إذ حسدوه على ما أنعم الله عليه، وليس بالضرورة أن يكون الشبه من كلّ ناحية، أي الحسد ثمّ التوبة، بل يكفي جهة واحدة لتصحيح التشبيه، خصوصاً مع تأكيد الروايات على ذكر حسده سواء لأخيه الحسن العسكري (عليه السلام) أو لابن أخيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)،))
والجواب على ذلك :. بأن رواية حسده رددناها. سابقا. واما تشبهيه. باخوة يوسف. اولا ان ذرية يعقوب ع. من اخوة. يوسف وجائت من ذريتهم الانبياء. وذرية الامام الهادي ع وهم السادة الرضوية جائوا من ابنه سيدنا جعفر سلام الله عليه والذين كانوا ذريته. علماء كثيرين كما ثبت ان اكثر من عالم جليل ومعروف يعود. نسبه لسيدنا جعفر. سلام الله عليه. وبذلك صدق رسول الله ص. عندما قال ((العلماء ورثة الانبياء)) والامر الاخر ان اخوة يوسف ع مدحوا في القرأن. والسنة. قال تعالى ((قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)))
واما من السنة الطاهرة
في الكافي عن الباقر عليه السلام أنه سئل ما كان أولاد يعقوب أنبياء قال لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا
فبالايام الاخيرة من عمره وقبل استشهاده اظهر نهجه. الحقيقي. واظهر ما كان يؤمن به. بطريقة ثانية وهي التوبة. ولذلك شبهه الامام الحجة عجل الله فرجه. وولده. باخوة يوسف. ولو كان كذلك لقال الامام المهدي عجل الله فرجه واما سبيل عمي جعفر فسبيله سبيل ابن نوح او سبيله سبيل ابو لهب فهؤلاء اقرب دلالة للانحراف واثبات الكفر ولذكره الامام ع مع الذين انكروه من اهل بيته عندما قال وسبيلهم سبيل ابن نوح ولكن الأمام قال واما سبيل عمي جعفر وولده فسبيلهم سبيل اخوة يوسف
وبذلك يتبين ان ادعائه للامامة هو لحفظ حياة الامام المهدي عجل الله فرجه ولكي يظهر نفسه بمظهر الكاذب تحمل طعن الناس من الشيعة فيه فقط من اجل حماية ائمته الذين افترض الله عليه طاعتهم وهذا كان تكليفه روحي له الفداء
ولمزيد حول قضية الجد سيدنا جعفر يرجى مراجعة بحثنا بعنوان (جعفر التواب وليس الكذاب) فيه اجوبة وافية حول هذا الموضوع
نعود للقضية الأساسية بعد دخول القائد الشرعي للسرداب بعدأت الغيبة الكبرى ومن هنا تبدأ القيادة الشرعية للشيعة عن طريق الفقيه وهي مرحلة السفارة .
4-[[القيادة الشرعية في الغيبة الصغرى والكبرى]]
بعدما بدأت غيبة امامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف القائد الشرعي بدأ بتنصيب بالنصب الخاص للقائد الشرعي الغير معصوم الذي يكون الواسطة بينه وبين شيعته الذين هم الاتباع واول السفراء عثمان بن سعيد العمري
وقد نص الامام المهدي عجل الله فرجه على تنصيبه للسفارة وللولاية وقد نصبه قائدا شرعيا على شيعته
وقد كان وكيلا وقائد شرعيا في زمن الامام المهدي الهادي عليه السلام ويشهد لذلك ما رواه محمد بن يعقوب بسند صحيح، عن أبي علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن(عليه السلام)، قال: سألته، وقلت: من أعامل أو عمن آخذ؟ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون.
هل قول الامام :فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع
هل هذه الولاية التي أعطاها له مطلقة ان مقيدة
الجواب مطلقة
وتنصيب الامام العسكري له بالسفارة للامام المهدي عجل الله فرجه وانه خلفته بقوله :
فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلى أمره (أو أقبلوا قوله) فهو خليفة إمامكم والأمر إليه".
ومنذ ذلك الحين أصبح أبو عمرو السفير الأول للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. بنصٍ من الإمامين العسكري والحجة عليهما السلام، حيث اضطلع بالمهمة العظمى في ربط الإمام بقواعده الشعبية وتبليغ توجيهاته إليهم. وقد استمر على هذا الأمر حتى وافاه الأجل.
وبعد وفاته تم تنصيب ابنه الفقيه محمد بن عثمان العمري قائدا شرعيا بأمر من الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وذلك في تعزيته له بوفاة ابيه حيث قال عليه السلام في رسالته له:
إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لامره ورضاء بقضائه، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقر به إلى الله عز وجل وإليهم، نضر الله وجهه وأقاله عثرته " وفي فصل آخر: " أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا و أو حشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله عز وجل ولدا مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه
و قال الإمام المهدي (ع): (وأمّا محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي).
وكان محمد بن عثمان العمري فقيها عالما وله كتب مصنفة في الفقه مما سمعه منهما ومن أبيه عثمان عن الامامين الهادي والعسكري عليمها السلام ، منها كتاب «الاشربة». وقد ذكر أنها صارت في يد أبي القاسم الحسين بن روح عند الوصية إليه، ثمإلى أبي الحسن محمد بن علي السمري.
وقد تصدى للامور التي تخص مصلحة المسلمين للمصالح الاجتماعية والشرعية وغيرها وقد جائت عن طريقه مكاتبة اسحاق بن يعقوب التي اعطى الامام فيها النصب العام للفقيه بالولاية العامة بقوله عجل الله فرجه :وأما الحوادث الواقعة فأرجوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم
وقبل وفاته اوصى بالقيادة الشرعية من بعده للسفير الثالث وهو الحسين بن روح النوبختي
أورد الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن جعفر بن أحمد بن متيل القمي يقول: كان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري رضي الله عنه له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم بن روح رضي الله عنه فيهم، وكلهم كانوا (1) أخص به من أبي القاسم بن روح حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية، فلما كان وقت مضي أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه
والورد ايضا الشيخ في الغيبة بسنده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد المدائني قال :قال ابي جعفر محمد بن عثمان العمري :قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي ونصبته منصبي فقلت بأمر الإمام فقال قم عافاك الله
وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا عن أبي محمد هارون بن موسى قال: اخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه وأرضاه ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا ان حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أمروكم عليه.
وروى ايضا الشيخ في الغيبة أيضا بسنده عن جماعة من بني نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتدت به حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله الباقطاني وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء وغيرهم من الوجوه الأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له ان حدث امر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت
[[اقول]] ويتيين انه لا يوجد نص من الامام المعصوم بتنصيبه انما تم تنصيبه عن طريق السفير الثاني بأمر الامام عجل الله فرجه وقضية تنصيب الحسين بن روح النوبختي كانت بداية التمهيد للتنصيب العام بدون النص وهي شاهدة من الشواهد على النصب العام للفقيه للولاية العامة فقد يقول قائل ان الولي الفقيه المتصدي كالامام الخامنئي او الامام الخميني ليس فيهم نص خاص على نصبهم من المعصوم قلنا كذلك قضية الحسين بن روح النوبختي ليس فيه نص خاص على نصبه من المعصوم انما جاء تنصيبه من غير المعصوم بأمر من المعصوم والولي الفقيه منصب بالنصب العام بصفته بأمر من المعصوم عليه السلام
كما في المقبولة و المكاتبة الشريفة وهو التوقيع الشريف من الامام المهدي عجل الله فرجه وايضا يحتج بالتنصيب من غير المعصوم اذا كان فقيها مجتهدا ويستدل بقضية السفير الثاني ونصبه للسفير الثالث ولم يثبت ان الامام مباشر نصب السفير الثالث للقيادة الشرعية بل نصبه السفير الثاني وهو معصوم ولكنه فقيه مجتهد وهذا أيضا يثبت انه لو ان فقيه اراد ان يوصي من بعده للولاية فله الشرعية بأن من ينصب من يراه كفوئا للقيادة من بعده وتنصيب الحسين بن روح النوبختي خير شاهد تاريخي يثبت ذلك
وقد تولى الحسين بن روح الامور الاجتماعية والثقافية وأمور مصالح المسلمين كونه فقيها عالما
ورد في كتاب موسوعة الفقهاء المؤلف من قبل لجنة مؤسسة الامام الصادق عليه السلام بإشراف الشيخ جعفر السبحاني ترجمة القائد الشرعي الحسين بن روح النوبختي :
كان فقيهاً، مفتياً، بليغاً، فصيحاً، وافر الحرمة، كثير الجلالة، ذا عقل وكياسة،
ومن مؤلفاته كتاب الأديب قال الشيخ في كتاب الغيبة ص 254: اخبرني الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي حدثني سلامة بن محمد قال انفذ الشيخ الحسين بن روح كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم فكتبوا إليه انه كله صحيح وما فيه شئ يخالف الا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من الطعام والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع اهـ
وبعد وفاة السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي تصدى للقيادة الشرعية بعده علي بن محمد السمري السفير الرابع والأخير
وكان اخر السفراء المنصبين بالنصب الخاص للامام عجل الله فرجه الشريف
قال الشيخ عباس القمي كان الامام الحجة (عليه السلام) يجري على يد الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمد السمريّ الكرامات والمعاجز وأجوبة مسائل الشيعة وكانوا يسلّمون الأموال والحقوق إليه بأمره (عليه السلام).(4)
وكانت مدة قيادته الشرعية ثلاث سنين
وقد أخبر الإمام شيعته بانتهاء هذه السفارة قبل ستة أيام من وفاة السمري تمهيداً للغيبة الكبرى، كما جاء في التوقيع الأخير للإمام المهدي (صلوات الله عليه) قوله: (بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، يا عليَّ بن محمّدٍ السِّمَّريّ, أعظمَ اللهُ أجرَ إخوانِكَ فيكَ, فإنّكَ ميِّتٌ ما بينكَ وبينَ ستّةِ أيّامٍ، فاجمع أمرَكَ ولا توصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامَكَ بعدَ وفاتكَ، فقدْ وقعتْ الغيبةُ الثّانية, فلا ظهورَ إلّا بعد إذن الله -عزَّ وجلَّ- وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتِي مَنْ يَدَّعي المشاهدةَ، ألا فَمَن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السّفيانيِّ والصّيحة، فهُوَ كذَّابٌ مفترٍ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيمِ)،
فنسخ وكلاء السمري هذا التوقيع وبعد ستة أيام عادوا إليه فوجدوه يحتضر وعندما سألوه من وصيه من بعده قال: للهِ أمرٌ هو بالغُهُ. ومات فكان هذا آخر كلام سمع منه (رضوان الله عليه)
بعدها بدأت الغيبة الكبرى وهي مرحلة الفقاهة مرحلة النصب العام والامام ع قال للسمري لا توصي لأحد يقوم مقامك من باب النصب الخاص لان النصب الخاص انتهى دوره وهنا جاء دور النصب العام فالامام عجل الله فرجه القائد الشرعي لم يترك شيعته بدون قائد يكفيهم بامور دينهم ودنياهم وقد صرح بذلك في المكاتبة الشريفة : وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم وسند المكاتبة معتبر بعدما اثبتنا قبول العصابة من الفقهاء والأصحاب وتسالمهم بكتبهم المكاتبة ورواية المكاتبة من كبار علماء الشيعة الكبار وعدم ورود ذم في اسحاق بن يعقوب يكفي على أقل تقدير انه مقبول الحديث وبالتالي يكون السند معتبر
ونعود لشرح معنى قول الامام المهدي واما الحوادث الواقعة فقد تعرضنا لشرحها ودلالتها على ولاية الفقيه في بحثنا مكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه ولا ضير بتكرار شرح كلام الامام عجل الله فرجه للفائدة :
اما دلالتها انها تدل على ولاية الفقيه فأنه حجة المعصوم ع علينا وامرنا الامام ع بالرجوع للحوادث التي تقع والحوادث عامة ليس فقط في الافتاء لأنه عجل الله فرجه لم يقل (( واما الحوادث الواقعة في الافتاء)) بل في معظم الحوادث وهو عام بقوله ((واما الحوادث الواقعة)) فهنا الكلام شامل فهذه الحوادث التي تقع الى جانب الافتاء كالقضاء و تشكيل الحكومة وجميع ما للفقيه يكون للامام ع الا ما اخرجه الدليل وقد استشهد علماء الامامية بهذه المكاتبة كدليل على ولاية الفقيه العامة واليكم اقوالهم
قال صاحب الجواهر قدس[[ويمكن بناء ذلك ـ بل لعله الظاهر ـ على إرادة النصب العام في كل شيء على وجه يكون له ما للإمام عليهالسلام كما هو مقتضى قوله عليهالسلام [٢] : « فاني جعلته حاكما » أي وليا متصرفا في القضاء وغيره من الولايات ونحوها.
بل هو مقتضى قول صاحب الزمان روحي له الفداء [٣] : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله » ضرورة كون المراد منه أنهم حجتي عليكم في جميع ما أنا فيه حجة الله عليكم إلا ما خرج ،]]
قال الشيخ الاعظم الانصاري قدس في المكاسب [[أمّا وجوب الرجوع إلى الفقيه في الأُمور المذكورة، فيدلّ عليه مضافاً إلى ما يستفاد من جعله حاكماً، كما في مقبولة ابن حنظلة، الظاهرة في كونه كسائر الحكّام المنصوبة في زمان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و الصحابة في إلزام الناس بإرجاع الأُمور المذكورة إليه، و الانتهاء فيها إلى نظره، بل المتبادر عرفاً من نصب السلطان حاكماً وجوب الرجوع في الأُمور العامّة المطلوبة للسلطان إليه، و إلى ما تقدّم من قوله (عليه السلام): «مجاري الأُمور بيد العلماء باللّه الامناء على حلاله و حرامه» [2]-
التوقيع [1] المروي في إكمال الدين [2] و كتاب الغيبة [3] و احتجاج الطبرسي [4] الوارد في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب، التي ذكر أنّي [5] سألت العمري رضي اللّه عنه أن يوصل لي [6] إلى الصاحب (عجّل اللّه فرجه) كتاباً [7] فيه تلك المسائل التي قد أشكلت عليّ، فورد الجواب [8] بخطّه عليه آلاف الصلاة و السلام في أجوبتها، و فيها: «و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم و أنا حجّة اللّه».
فإنّ المراد ب«الحوادث» ظاهراً: مطلق الأُمور التي لا بدّ من الرجوع فيها عرفاً أو عقلًا أو شرعاً إلى الرئيس، مثل النظر في أموال القاصرين لغيبةٍ أو موتٍ أو صغرٍ أو سَفَهٍ.
و أمّا تخصيصها بخصوص المسائل الشرعيّة، فبعيد]]
[[اقول]] وقد صرح استاذ الفقهاء الميرزا النائيتي ان الشيخ الانصاري احتج بهذا التوقيع كدليل على ولاية الفقيه العامة حيث قال في كتابه المكاسب والبيع [[وقد استظهر منه المصنف قده دلالته على اثبات الولاية العامة للفقية]]
فهذا يتبين لنا ان الشيخ الانصاري يقول بولاية الفقيه العامة لا كما يدعي بعض مدعين العلم المتزينين بطلبة العلم زورا وبهتانا وللاسف قد اشتبه ايضا بعض العلماء بذلك وظن ان الشيخ الاعظم لا يقول بها وكيف لا يقول بها وقد تتلمذ على يد اساتذة اشتهروا بالقول بولاية الفقيه العامة كصاحب الجواهر والمولى النراقي وقد تعرضنا لذكر قولهما واحتجاجهما بالتوقيع كدليل على ولاية الفقيه كما مر اضف الي احتجاجه بالمكاتبه كدليل عليها وتصريح استاذ الفقهاء النائيني باحتجاج الشيخ الاعظم بالتوقيع لاثبات ولاية الفقيه العامة يقطع الشك باليقين انه قدس يؤمن بولاية الفقيه العامة
قال اية الله العظمى اقا رضا الهمداني قدس في مصباح الفقيه [[ولكن الذي يظهر بالتدبّر في التوقيع المروي عن إمام العصر ـ عجّل الله فرجه ـ , الذي هو عمدة دليل النصب إنّما هو إقامة الفقيه المتمسّك برواياتهم مقامه بإرجاع عوام الشيعة إليه في كلّ ما يكون الإمام مرجعا فيه كي لا يبقى شيعته متحيّرين في أزمنة الغيبة.
وهو ما رواه في الوسائل عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب , قال : سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ , فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ـ عجّل الله فرجه ـ «أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك ـ إلى أن قال ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ,]]
قال قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى الامام الراحل الخميني رضوان الله عليه في كتابه الحكومة الاسلامية [[وكان الجواب كما عرفتم: ارجعوا إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله.
حجّة الله تعني ماذا؟ ماذا تفهمون منها؟ هل تعني خبر الواحد 2؟ هل معنى "حجّة الله" أنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف إذا أخبر عن الرسول بخبر فعلينا أن نأخذ به كما نأخذ بخبر زرارة3 ؟ هل هو حجّة الله في بيان المسائل والأحكام فقط؟ إذا قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنّي جعلت عليّاً عليه السلام حجّة عليكم، فهل معنى ذلك: إنّني سأذهب واخلف فيكم عليّاً يبيّن لكم المسائل والأحكام ويوضّحها؟ أم ماذا؟
حجّة الله تعني أنّ الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كلّ تصرّف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويُسعدهم، وكذلك الفقهاء، فهم مراجع الأمّة وقادتها.]]
وللمزيد من أقوال الفقهاء وشرحهم لمكاتبة الشريفة ودلالتها على ولاية الفقيه يرجى مراجعة بحثنا بعنوان مكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه للفائدة
وقد تصدى من الفقهاء للولاية العامة في زمن الغيبة قبل الامام الخميني وهذا ان شاء الله ما سنبينه في المبحث القادم ونسأل الله أن ان ويوفقنا لخدمة محمد وال محمد وان يحشرنا معهم وان لا تنسوني بالدعاء وانا حي او قرائة سورة الفاتحة على روحي اذا استشهدت وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٢/شعبان/١٤٤٥ هجريا