Translate

الاثنين، 29 مايو 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس السادس)

         
  1-[[القائد الشرعي يتعرض للبلاء الاول]]
قد سردنا في بحثنا السابق كيف ان ابراهيم الخليل ع هو القائد الشرعي في زمانه وكيف تغلب على استكبار زمانه وهو النمرود بعد ان كسر الاصنام وجعلت النار بردا وسلاما عليه ثم نفي الى خارج بابل ومعه من أمن معه ومنهم سيدتنا سارة وسيدنا لوط ع ثم استقر ابراهيم القائد الشرعي  في بلاد الشام ومنها بعث لوطا ع الى قومه إذ كانوا يمارسون الفحشاء رجل مع رجل وقد كلفه الله بهذه الرسالة وايضا لم يستجيبوا لدعوته قال تعالى (( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسآءِ بَلْ أَنْتُم قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)) وهنا القرآن يبين ان اول الناس من مارس الشذوذ الرجل مع الرجل هم قوم لوط لان الله عن لسان نبيه قال( ما سبقكم بها من احد من العالمين) فلم يستجيب ا للقائد الشرعي الذي كلفه لقيادتهم وهو سيدنا لوط النبي ع فأنزل الله عليهم العذاب ونجا لوط ومن معه من اهله وبناته الا امرأته كما قال تعالى ((فَأَنْجَيْنَاهُ وأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الغَابِرِيْنَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِيْنَ )) هذا في حال سيدنا لوط نعود الى عمه سيدنا إبراهيم القائد الشرعي في زمانه هنا لم تستطيع سارة الإنجاب فأقترحت على النبي ابراهيم ان يتزوج جاريتها هاجر وطبعا لاحظوا من أخلاق القائد الشرعي لم يتزوج بإمرآة اخرى الا بعد ان وافقت زوجته الأولى على ذلك وهذا يرشدنا بأن الذي يريد أن يتزوج مرة أخرى عليه ان توافق زوجته الأولى ويكون عن طيب خاطر لكي لا تحدث مصادمات في المستقبل وطبعا تم الزواج وانجبت هاجر لسيدنا ابراهيم القائد الشرعي أنجبت له اسماعيل ع النبي ع  فأوقع ابليس الخلاف بين هاجر و سارة فأمر الله ان يهاجر بهما وهما هاجر واسماعيل الى ارض الحجاز بواد غير ذي زرع كما قال تعالى عن لسان  نبيه (((36رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)))
فهنا ابراهيم القائد الشرعي الامام  الذي من مهامه تشكيل الحكومة ابتلاه الله بالإبتلاء الاول وهو ان يجعل زوجته وابنه في مكان وعر ليس فيه زرع ولا ماء فدعا لهم بأن يرزقهم الثمرات وهنا يتبين لنا أن القائد الشرعي معرض للإبتلائات فكان امامنا الخميني قد تعرض لعدة ابتلائات ولكن ها هو امامنا الراحل شامخا وما زال اسمه مرفوعا اذن القائد الشرعي دائما ما يكون مبتلى لانه من علامات الايمان وعلامة الايمان حب علي وتكون الضريبة الابتلائات  فقد ورد في غرر الحكم عن امير المؤمنين ع انه قال :من أحبنا فليعد للبلاء جلبابا  
وقال ع :من تولانا فليلبس للمحن إهابا
اذن  ابراهيم ع ابتلية بعدة ابتلائات وكذلك الامام الخميني كونهم تعرضوا للبلائات بسبب حبهم لاهل البيت ع ولذلك تعرضوا للبلائات. 
فهنا فمضى القائد الشرعي تاركا زوجته وابنه هنا هاجر تركض يمينا وشمالا تبحث عن الماء فلم تجد عندها انفجر الماء تحت قدم سيدنا اسماعيل خليفة القائد الشرعي عندما حرك التراب برجله وهو نائم فانفجر الماء تحت قدم اسماعيل وهو بئر زمزم  وجائت قبيلة جرهم من اليمن وهم اصل العرب فسكنوا معهم وكانوا موحدين فسكنوا معهم  فتكلم سيدنا اسماعيل ع العربية مثلهم وهو ثاني نبي من اجداد رسول الله ص يتكلم العربية. 











2-[[البلاء الثاني للقائد الشرعي والطاعة المطلقة للقيادة الشرعية ]] 
 
قبل ان نأتي للبلاء الثاني الذي تعرض له القائد الشرعي نمر على منعطف صغير قبل ان يدمر الله قوم لوط عن طريق ملائكته وبعد نجاح القائد الشرعي ابراهيم بالبلاء الاول وهو جعل ابنه وزوجته في مكان وعر مرت الملائكة في طريقها الى ابراهيم  ع فأستقبلهم كما قال تعالى ((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ)) 
وهؤلاء الضيوف الذين جائوا لإبراهيم ع هم جبريل و عزرائيل و  اسرافيل و ميكائيل فسلموا عليه ورد عليهم السلام 
قال تعالى ((فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ)) فذهب القائد الشرعي الى زوجته وجاء بعجل سمين مشويا فقال لهم إلا تأكلون 

قال تعالى ((فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ)) فهنا القائد الشرعي خاف طبعا الخوف ليس من اي احد بل عرفه انه وحي الرب وأنهم الملائكة فأصبحت لديه هذه الرهبة وبشروه بغلام عليم  وهو اسحاق من سارة وبعدها أخبرته الملائكة انهم عازمين على إنزال العذاب على قوم لوط كما ورد فهذه النتيجة بعد اجتياز البلاء الاول 

البلاء الثاني بعد ان شب اسماعيل ع وبعد سنين  رأى ابراهيم ع في منامه انه يذبح ولده اسماعيل 
هنا القائد الشرعي استعد للبلاء الاخر وأمره الله بالذهاب الى الحجاز لذبح ولده فلما وصل التقى به وبزوجته  قال تعالى عن لسان نبيه وهو يقول لولده ((يٰا بُنَيَّ إِنِّي أَرىٰ فِي الْمَنٰامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مٰا ذٰا تَرىٰ)) 
هنا ماذا كان جواب اسماعيل هل عارض هل سيقول ماذا تقول هل تردد الجواب  قال تعالى عن لسان نبيه اسماعيل (( يٰا أَبَتِ افْعَلْ مٰا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ)) هنا لم يعصي لم يتردد  بل امتثل لأمر القائد الشرعي وهذا سبب من اسباب درجاته ان جعل الله في صلبه الرسول ص الذي هو سيد الكائنات هو امتثال للقائد الشرعي أصبح لديه منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة اذن من يمتثل لأمر القائد الشرعي يكون صاحب منزلة عظيمة الامام الخامنئي كان يمتثل لأمر الامام الخميني ولا يجادله و يمتثل له فأين أصبح الان؟ 
أصبح في العلا كذلك الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس عندما قال ذوبوا في الامام كما ذاب في الاسلام 
اين أصبح؟ 
هذا هو الآن كلامه مؤلفات كتبه تدرس وأصبح ذكره في كل مكان اذن الأمتثال لقيادة القائد الشرعي تعطي الانسان المنزلة العظيمة عند الله فينال درجة رفيعة في الدنيا قبل الاخرة ولنا الأمثلة التي ذكرناها وأسوة ومثال يقتدى به 

هنا بعد امتثال القائد الشرعي لأمر الله بذبح ولده بعد اجتياز البلاء الثاني بعدما سلم امره الى الله  جائه الرد  قال  تعالى ((فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ «103» وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ «104» قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وفديناه بذبح عظيم)) اذن القائد الشرعي بعد اجتيازه للبلاء المبين البلاء الثاني وهو ذبح ولده اسماعيل فدى بذبح عظيم وهو كبش نعم هو فدى بكبش وقد ورد ايضا ان الذبح العظيم هو ذبح الحسين ع وأصبح في عيد الأضحى يذبح المسلمون الأضاحي اقتداذا بسنة قائدهم الشرعي ابراهيم ع وهذا من مناط الولاية التشريعية للقائد الشرعي وهناك بحث هل للقائد الشرعي الغير المعصوم وهو الولي الفقيه صاحب الولاية العامة ان يشرع ان  حسب ولايته التشريعية ان يحلل لهم  ام او يحرم عليهم امر ما 
والجواب على ذلك حسب ما تقتضيه المصلحة العامة للمسلمين فمثلا عندما جعل الامام الخميني من يوم القدس العالمي  شعارا لكل مسلم رافض للظلم وليس هنالك نص يحرم ذلك على المسلمين بجعله شعارا لهم فطبقا لولاية الامام الخميني الذي كان الولي الفقيه القائد الشرعي بزمانه أصبح كل اخر يوم جمعة من شهر رمضان صرخة بوجه الظلم وصرخة ضد كل قوة تأخذ ارض الاخرين غصبا وهذا وفق ما امر به الإسلام هذا بخصوص تشريع لهم
مثال اخر افتى الامام الخميني في فترة حكم الشاه بمنع الاحتفال بمولد الامام المهدي عجل الله فرجه بسبب قتل الشاه للمؤمنين كجريمة المدرسة الفيضية وغيرها من الجرائم وامتثل المراجع الفتوى الامام الخميني وبعد سقوط الشاه وانتصار الثورة الإسلامية وعودة الاسلام عنوانا لهذا البلد عاد الاحتفال بمولد الامام المهدي عجل الله فرجه التحريم كان وقتيا وفق ما اقتضت المصلحة العامة للمسلمين  وهذه الولاية المطلقة للفقيه التي نقصدها 
اذن لا يوجد نص ولا يمنع عقلا ان يفتي من تصدى  للقيادة الشرعية وهو الغير المعصوم الولي الفقيه واصدر حكم ولائي وفق ولايته التشريعية بتحريم شيء ما اذا اقتضت المصلحة او جعل من اليوم هذا عيدا للمسلمين نعم لا يحل ما حرم الله كشرب الخمر وامور الكبائر 
بقى امر هل الولاية المطلقة التي استعملها ابراهيم القائد الشرعي  بخصوص ولايته على ولده بالبعد الفردي  واراد ان يذبحه ايضا يشمل الفقيه بذلك 
والجواب 
بعد ورود الادلة  وهو لا يشمل الفقيه لأختصاصه بالمعصوم نعم ولاية الفقيه العامة في البعد الاجتماعي فيما يخص الامور السياسية والاجتماعية التي تخص المسلمين اما في البعد الفردي مثلا يقول لك الفقيه اقتل اباك فهذا خرط بقتاد  لأختصاص هذه الولاية بالمعصوم إبراهيم ع مع ولده والرسول ص كما قال تعالى ((النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم)) وامير المؤمنين ع عندما قال النبي ص في يوم غدير خم الست انا اولى بالمؤمنين انفسهم عندها قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه فالولاية المطلقة  بالبعد الفردي اي على الأنفس والأموال هي خاصة بالمعصوم دون غيره ولا حظ للفقيه بها 
نعم الولاية المطلقة الثابتة للفقيه الذي ذكرناه قبل قليل وهي ولايته في البعد الاجتماعي لا البعد الفردي 













3-[[القائد الشرعي يبني الكعبة ويكون حكمه ديني]] 

بعد ان تصدى ابراهيم ع القائد الشرعي  لمهام الأمامة بنى الكعبة مع ابنه اسماعيل  قال تعالى ((وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرٰاهِيمُ الْقَوٰاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْمٰاعِيلُ رَبَّنٰا تَقَبَّلْ مِنّٰا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) 
ورد في البرهان في تفسير القرآن :
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)«فَنَادَى أَبُو قُبَيْسٍ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):أَنَّ لَكَ عِنْدِي وَدِيعَةً؛فَأَعْطَاهُ الْحَجَرَ،فَوَضَعَهُ مَوْضِعَهُ،ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ،فَقَالَ:أَيُّهَا النَّاسُ،إِنِّي إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ،وَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَحُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ فَحُجُّوهُ،فَأَجَابَهُ مَنْ يَحُجُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ-قَالَ:وَ حَجَّ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)هُوَ وَ أَهْلُهُ وَ وَلَدُهُ. 

اذن اهل اليمن هم أول من لبوا نداء القائد الشرعي بتشكيل الحكومة الدينية وجعل من مكة عاصمة لدولة التوحيد لدولة الاسلام وعندما نقول الاسلام لان القرآن صرح ان ابراهيم ع كان حنيفا  مسلما  لذلك اهل اليمن باركهم الله كونهم اول من لبى دعوة ابراهيم للحج وكان القائد الشرعي في زمانهم لذلك باركهم الله 
قال تعالى عن لسان نبيه [[ رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ  ]] 

الى ان يقول تعالى وهو ينقل دعاء نبيه [[ رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ 
 ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ 

وقال ابراهيم هذه الجملة المهمة بعد بناء البيت الحرام وهو يدل ان آزر هو عمه وليس والده  وان والده هو تارخ الوصي قال تعالى (((40) رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ (41)))
وقلنا سابقا انه هنا ذكر والديه عبر عنهما بالوالدان ولو لم يكونا والداه مؤمنان لما استغفر لهما يوم يقوم الحساب بينما آزر قال له يا أبت وليس يا والدي وقوله له يا أبت لانه رباه فكان عليه حق الإبوة بالتربية
وقال تعالى ((ربنا وابعث فيهم رسولا منهم))
ورد في تفسير علي بن إبراهيم،في قوله تعالى: رَبَّنٰا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ قال:يعني من ولد إسماعيل(عليه السلام)،فلذلك  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)» 
فجعل الله سبحانه  يعقوب ويوسف انبياء بني اسرائيل ذرية اسحاق وجعل الله من ذرية اسماعيل  خاتم الانبياء وسيد الانبياء رسول الله محمد ص

قال تعالى ((وَ وَصّٰى بِهٰا إِبْرٰاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يٰا بَنِيَّ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلاٰ تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) اذن ابراهيم القائد الشرعي يوصي ولديه القائدان من بعده بالاسلام ومن صفات قيادة الاسلام الايمان والايمان لا يكون الا بولاية علي ع 
فكل قيادة شرعية تتصدي لقيادة امر الناس لابد أن تكون مؤمنة بولاية علي ع لانه هو الايمان فكان هذا نهج ابراهيم ع القائد الشرعي وحال من سبقه وحال من جاء بعده الي زماننا زمن الغيبة الكبرى ومرحلة الفقاهة بأن شرط الولي الفقيه يجب أن يكون مؤمنا والايمان هي الولاية وهذا اقتدائا بسيرة سيدنا إبراهيم والأنبياء وهذا يمنع من هب ودب من ان يتصدى لأمور الناس وهو ليس كفوئا  من صفات القائد الشرعي في زماننا ان يكون فقيها مؤمنا عادلا لا فاجرا فلا يوجد عندنا ولاية الامام الجائر الفاجر فلا تنفذ ولايته عكس الفقيه المؤمن العادل تنفذ ولايته لذلك قلنا من شروط القائد الشرعي الايمان بولاية اهل البيت ع وكان هذا نهج ابراهيم القائد الشرعي ومن جاء بعده بتصديهم للقيادة اسماعيل وإسحاق عليهم السلام . 



وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين. 


كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٣/ذو القعدة /١٤٤٤ هجريا 

الأحد، 28 مايو 2023

دور ولاية الفقيه والفقهاء في نصرة الامام المهدي عجل الله فرجه

كثير ما يحتج المغرضين والمأجورين والجهلاء برواية في دلائل الامامة مفادها ان الامام ع سيقتل فقهاء البترية طبعا هناك رواية اخرى تنقضها بأن الامام سيقتل قراء اهل الكوفة ولا توجد فيها فقهاء ولا بترية ولا شك أن لفظة البترية من زيادة ابي الجارود وهو جاروديا زيديا و البترية الزيدية اعداء لهم فأضافها لكلام الامام الباقر 
وهنالك رواية روية في نفس المصدر اي دلائل الامامة للطبري الشيعي بسنده عن أبي بصير عن الامام الصادق ع  والحديث طويل نأخذ الشاهد منه [[قال أبو بصير : قلت : جعلت فداك ، ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم ؟
قال : بلى ، ولكن هذه [ العدة ] [4] التي يخرج الله فيها القائم ( عليه السلام ) ، هم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين ، يمسح بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم .]] 


[اقول] وتعبير الامام بأن الفئة التي يخرج الله بها القائم هم النجباء والحكام والقضاة والفقهاء في الدين
لاحظوا الامام يقول الحكام في الدين ومن هو الحاكم الديني في فقه الامامية هو الفقيه المجتهد وبذلك ستكون ولاية الفقيه لها دور في نصرة الامام المهدي عجل الله فرجه لذلك الائمة عليهم السلام صرحوا ان لإيران دور في آخر الزمان في نصرة الامام الحجة وزوال اسرائيل وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 






كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٩/ذو القعدة /١٤٤٤ هجريا 

السبت، 27 مايو 2023

هل الولاية العامة التي يقول بها النراقي قدس معناها ان الفقيه لا يباشر بنفسه امور الدولة كما ادعى اللندني ام العكس هو الصحيح؟

نأخذ محل الشاهد من كلام اللندني
قال اللندني مدلسا :
هناك ولاية عامة قال بيها المحقق الكركي والشيخ النراقي قدس الله سرهما وهي أنه لا يباشر بنفسه بل يبدي في رأيه فقط في الأمور التي هي حساسة بين الناس ويبدي رأيه فيها










والجواب على ذلك :
اما تدليسه على الكركي فقد بينا في بداية البحث تدليسه على الكركي الذي ثبت تطبيقه للولاية العامة وتدخله بأمور الحكم وكان الشاه من عماله 

واما تدليسه على النراقي بأن الولاية العامة عنده ليس معناه ان يباشر الفقيه امور الحكومة فهذا يعبر اما عن جهلك او تدليسك 
قال المولى النراقي استاذ الشيخ الانصاري في عوائد الايام:
 [[وظيفة الفقيه وله التصرف فيه والاتيان به اما الاول فالدليل عليه بعد ظاهر الاجماع حيث نص به كثير من الاصحاب بحيث يظهر منهم كونه من المسلمات ما صرح به الاخبار المتقدمة من كونه وارث الانبياء أو امين الرسل وخليفة الرسول وحصن الاسلام ومثل الانبياء وبمنزلهم والحاكم والقاضى والحجة من قبلهم وانه المرجع في جميع الحوادث وان على يده مجارى الامور والاحكام وانه الكافل لايتامهم الذين يراد بهم الرعيةفإن من البديهيات التى يفهمه كل عامى وعالم ويحكم به بانه إذا قال نبى لاحد عند مسافرته أو وفاته فلان وارثي ومثلى وبمنزلتي وخليفتي واميني وحجتي والحاكم من قبلى عليكم والمرجع لكم في جميع حوادثكم وبيده مجارى اموركم واحكامكم وهو الكافل لرعيتي له كل ما كان لذلك النبي في امور الرعية وما يتعلق بامته بحيث لا يشك فيه احد ويتبادر منه ذلك كيف لا مع ان اكثر النصوص الواردة في حق الاوصياء المعصومين المستدل بها في مقامات اثبات الولاية والامامة المتضمنين لولاية جميع ما للنبى فيه الولاية ليس متضمنا لاكثر من ذلك سيما بعد انضمام ما ورد في حقهم انهم خير خلق الله بعد الائمة و افضل الناس بعد النبيين وفضلهم على الناس كفضل الله على كل شئ وكفضل الرسول على ادنى الرعية وان اردت توضيح ذلك فانظر الى انه لو كان حاكم أو سلطان في ناحية واراد المسافرة الى ناحية اخرى وقال في حق شخص بعض ما ذكر فضلا عن جميعه فقال فلان خليفتي وبمنزلتي ومثلى واميني والكافل لرعيتي والحاكم من جانبى وحجتي عليكم والمرجع في جميع الحوادث لكم وعلى يده مجارى اموركم واحكامكم فهل يبقى لاحد شك في ان له فعل كل ما كان للسلطان في امور رعية تلك الناحية الا ما استثناه]] 


كيف يتولى الفقيه امور الرعية ويكون مرجعا في كل الحوادث بعد النبي ص؟

هل يتولى فقط بإبداء الرأي ام يتولى بإقامة نظام ديني تحت ولايته؟ 

مامعنى قول النراقي إن الفقيه هو خليفة النبي وحجته وبمنزلته ووارثه ومرجع على رعيته في جميع الحوادث؟

علي خليفتي من بعدي هل خليفتي فقط يعطي رأيه ولا يشكل الحكومة ام من مصاديق الخلافة تشكيل الحكومة وتكون حكومته شرعية وهذه كل الامور تثبت جهل هذا اللندني الذي وصل إلى أدنى من الجهل او التدليس من اجل ان يطعن بنظام الجمهورية الاسلامية ويطعن بالامام الخميني لكي يثبت ان الولاية العامة التي عند الفقهاء لا تدخل في تشكيل الحكومة وهذا لا يقوله الا جاهل والمتحصل بعدما اثبتناه من كلام العلماء ان الولاية العامة داخلة في تشكيل الحكومة وتولي امور الامة ولا يستطيع أن يتولى الفقيه ذلك الا بتشكيله للحكومة ويكون مبسوط اليد.










مقتبس من بحثنا :
منهاج الولاية الالهية في نقض اباطيل اللندنية 
بقلم انصار الكرار 

الثلاثاء، 23 مايو 2023

[[نموذج من كلمات الفقيه الكبير الراحل الميرزا هاشم الآملي في اثبات ولاية الفقيه المطلقة]]

كلنا نعلم ان  المرجع اية الميرزا هاشم الااملي قدس من كبار مراجع قم الاربعة وممن بايع الامام الخامنئي دام ظله لقيادة الجمهورية الاسلامية وأطلق عليه لقب (اية الله)  تعالوا لنرى كلماته في ثبوت الولاية المطلقة للفقيه يقول قدس في كتابه الاجتهاد والتقليد ص١٥٦ و صفحة ١٥٧[[النيابة العامّة للفقيه:

و قد اناب عنه رواة الحديث و فقهاء الدين الحنيف فى الغيبة الكبرى، و قد صدر من ناحيته (عليه السلام) «امّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة احاديثنا، فانّهم حجّتى عليكم و انا حجّة اللّه عليهم». و فى هذا النصّ، دلالة واضحة الى ان هذه النيابة العامّة الّتى جعلت للنوّاب حجّة على النّاس، انّما اعطوها من دون اصالة و استقلال، بل هى خاصّة لهم نيابة عن الإمام الغائب (عليه السلام).

تعيين النائب بالوصف العنوانى:

و قد خصّوا بها، بوصفهم، بانّهم رواة الحديث العارفون بما صدر عنهم (عليه السلام)، ليرجعوا اليهم فى تعريف الأمور و تدبير الحوادث ممّن يستطيعون ان يصلوا الى احكام اللّه تعالى بالاجتهاد و الفتوى.

و لم تكن هذه النيابة الّتى اعطتهم الولاية على النّاس مطلقة على الحدّ الّذى ينفى عن ان يكون الامام الغائب حجّة عليهم، و لا يحرزوا رضاه، و هو غائب عنهم و انّ هذه الولاية لم تنتزع من المعصوم، الولاية المطلقة الّتى تستدعى العصمة، و العلم‌
بالغيب، و الإعجاز، و الخصائص الأخرى الخارقة الّتى هى من خواصّ الولاية المطلقة للامام (ع).

إلّا انّه لا يمنع ذلك من انتقال نفس الولاية بحكم النيابة العامّة على مستوى الزعامة للمسلمين على حدّ مسئولية الحكم و سعتها، و مختلف شئونها و احوالها حسب الموارد.]] 






وقال قدس في نفس المصدر صفحة١٥٨ [[الفقيه مبسوط اليد فى التّصدى:

و قد كان الفقيه النائب مبسوط اليد على امور المسلمين و مجارى حوادثهم لصيانة الدين و حفظ النظام و اجراء العدالة و الحقوق و دفع المفسدة عن دائرة المسلمين.

و هذا اهمّ مسئولية من شئون الفقيه المجتهد باحكام الدين على الطريق المألوف.

و هذه نبذة اجماليّة على ما حقّقناه فى بحث مرجعية الفقيه و زعامته على المسلمين فى شئونهم الاجتماعيّة. و سيأتى تفصيل الكلام فيه.]] 



وقال قدس في نفس المصدر صفحة ١٦٨[[الخامس التصريح لتصدّى الفقيه زمن الغيبة:
قد ورد التصريح من الإمام (عليه السلام)، بان المنصوب المعيّن من النّاحية المقدّسة فى زمن الغيبة الكبرى، هو الفقيه الجامع للشرائط العادل العارف بالأحكام للتصدّى فى الأمور. فلا بدّ للنّاس ان يراجعوا اليه و يعملوا برأيه.

و قد ورد فى التوقيع المبارك من ناحيته (ارواحنا فداه) و امّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة احاديثنا فانّهم حجّتى عليكم و انا حجّة اللّه اليهم‌ [1].

و عن الإمام العسكرى (ع): فامّا من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لامر مولاه، فللعوام ان يقلّده‌ [2]، و يستفاد من هذا الحديث تعيين الملاك فى المجتهد المنصوب. 
ما هو المتيقّن المنصوب من ناحية الإمام (ع):

فاذا علمت ذلك، فما هو المتيقّن المنصوب، المعلوم بالملاك من الأدلّة المذكورة، هو الفقيه الجامع للشرائط العالم بالقضاء و السياسة الدينية، العارف بزمانه العادل فى الرعيّة و الزعامة الاجتماعية الدينية.

و خصوصا مع ما يرى من تعظيم اللّه سبحانه و رسوله الاعظم (ص) و الائمّة (ع)، حملة العلم الالهى، من ما ورد متواترا فى حقّ العلماء و حماة الدّين و الأمر بارجاع الأمور اليهم.]] 


وقال قدس في نفس المصدر صفحة ١٧٠[[الولاية المطلقة ثابتة بالأدلّة:

و بالجملة الظّاهر عندنا ان الولاية المطلقة ثابتة للفقيه الجامع للشرائط نيابة عن الإمام (عليه السلام) مع ملاحظة جميع المبانى و اللوازم فى هذا الباب.

و هذه قضية قياساتها معها.

الّا فيما هو مختصّ بالإمام (عليه السلام) على ما ذكر فى محلّه، فلا دخل للفقيه فيه.

و قد يستدلّ بالمقبولة و المشهورة ايضا، ]]



[[اقول]]   وتقرير لكلام الشيخ قدس نقول  :
اولا  ان الولاية المطلقة المراد منها العصمة المطلقة والأمور الأخرى الخاصة بالمعصوم فهي للإمام ع دون غيره

ثانيا ثبوت الولاية للفقيه اذا كان مبسوط اليد في الأمور الاجتماعية ورئاسة امور المسلمين 

ثالثا ثبوت حسب المكاتبة رجوع الناس التي لابد من الرجوع بها للإمام يرجعون للفقيه الا ما اخرج

رابعا ثبوت الولاية المطلقة للفقيه وان له ما للإمام ع الا ما اخرجه الفقيه الاستدلال على ذلك من مقبولة عمر بن حنظلة  ومشهور  ابن ابي خديجة


والخلاصة حسب كلام الميرزا الاملي قدس ثبوت الولاية المطلقة للفقيه عقلا ونقلا وله ما للإمام ع الا ما اخرجه الدليل كالعصمة ونحوها 
وهذا ما  قررناه في تقريرنا وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين. 





كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٣/ذو القعدة /١٤٤٤ هجريا

[[شيخ الفقهاء محمد علي الاراكي يقول بولاية الفقيه فيما يخص السياسة اذا تمكن من ذلك]]

قال اية الله الشيخ محمد علي الاراكي قدس في كتابه البيع في صفحة١٧[[ويبقى الكلام فيما هو المهمّ في المقام من ولاية الفقيه؛ فنقول: أمّا الولاية بالمعنى الذي ثبت في النبيّ والأئمّة مهم لدم فمن المقطوع عدم ثبوتها لهم فليسوا بمفترضي الطاعة ونافذي التصرف في جميع الأمور جزئيّة وكليّة وهذا واضح» كما أنّ من المقطوع ثبوت منصب الإفتاء والقضاء لهم» إنما الكلام في
الأمور الراجعة إلى الرئاسة والرتق والفتق في أمور المملكة؛ مثل جواز أخذ المال والسلاح والراحلة من أيدي الناس قهراً وجبراً لجدال العدو أو قتل أحد أو ضربه؛ أو سائر أقسام مجازاته أو قطع علاقة الزوجية أو نحو ذلك إذا اقتضت السياسة ذلك» والمراد إثبات خصوصية له يمتاز بها عمّن عداه و إلا فحفظ بيضة الإسلام وحفظ النفس والأمر بالمعروف مطلوب من كل أحد بقدر مكنته.]] 




وقال قدس في نفس المصدر  في صفحة ٢٤ [[وأمّا الفقيه الجامع للشرائط فلاشبهة في عدم ثبوت الولاية بالمعنى الذي ثبت في الأئمّة ع من كونهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم في حقه ولكن هل هنا دليل يثبت شطراً منها له» أعني كونه متصرفاً في الأمور العامة التي هي شأن الرئيس فهل هو في زمان الغيبة جعل نائباً عن الرئيس الأصلي أو لا قد يتمسك لذلك بروايات....]] 



[[اقول]] اذن حسب كلام الشيخ الاراكي قدس في الولاية العامة للفقيه من باب ولاية النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم فهذه غير ثابتة للفقيه  بل فقط للمعصوم وهذا متفق عليه اما من باب التصدي لعنوان اولى الامر في الأمور السياسية وحفظ بيضة الإسلام  اذا اقتضت السياسة ذلك وهذا ثابت للفقيه حسب كلام الشيخ الاراكي قدس 





كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٣/ذو القعدة /١٤٤٤ هجريا

الأحد، 21 مايو 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الخامس)

1-[[بعد تارخ الوصي جاء من بعد ولده خليل الرحمن القائد الشرعي]]

كما اسلفنا في المحاضرة السابقة ان تارخ ع هو والد ابراهيم ع خليل الرحمن وكان تارخ وصيا وبعد تارخ وجاء ولده ابراهيم الخليل ابو الانبياء وكانت ولادته ومبعثه بعد النبي صالح ع  هو ثاني أنبياء أولي العزم ولد في بلاد النهرين العراق حاليا وذكرت في المصادر الإسلامية عدة مدن كمولد النبي إبراهيم، فقال الطبري أن مولده مدينة بابل أو كوثى في سواد العراق والتي كان يحكمها نمرود آنذاك، وفي خبر آخر ولد إبراهيم في الوركاء (أوروك‌) أو حرّان‌، إلا أن أباه هاجر إلى بابل أو كوثى.[٣] وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) كان مولد إبراهيم مدينة كوثى  وتزوج ابراهيم ع ابنة عمه سارة وبعد تصديه لمقام النبوة سماه الله بالخليل لُقّب بخليل الله، وبناء على رواية إن الله اتخذه خليلا لكثرة سجوده؛ ولأنه لم يردّ سؤال أحد، ولم يسأل إلا الله، ولإطعامه الطعام وصلاته بالليل وهذه من صفات القائد الشرعي او بعضها من صفاته في زماننا لأننا لا نقدر ان نقارن العلماء  بالانبياء ولكن نقدر ان نقول ان قيادة الولي الفقيه تكون صفاته من بعض صفات الأخلاقية والعبادية للإنبياء كونه القائد الشرعي في زماننا.





















2-[[من هو الاستكبار في زمان القائد الشرعي الخليل]]

لقد كان الاستكبار العالمي انذاك هو النمرود وفي الثقافة الرائجة يشار إلى النمرود بأوصاف مثل أول جبار في الأرض.[3] وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن وهو من الملوك الكافرين.[4] وهو أول من وضع التاج على رأسهِ وتجبر في الأرض وادعى الربوبية[5] وكان ملكهُ أربع مائة سنة فطغى وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا. وهو من سلالة نوح ع 
ويقال انه اول شخص سجد لإبليس فأعطاه ابليس الملك والقوة بعد قتله لأبيه الملك بعدما سجد لإبليس اللعين فأصبح لديه الملك والقوة 
ولما قربت ولادة القائد الشرعي ابراهيم ع ماذا كان يفعل النمرود؟ 
ماذا فعل حينما علم من المنجمون ان هنالك شخصا ييغير الدين في بلاده؟ 
الجواب ورد في مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني حيث اورد حديث عن النبي ص قال : بالله عليكم هل علمتم في الكتب المتقدمة ان إبراهيم الخليل - عليه السلام - هرب به أبوه (3) (وهو حمل في بطن أمه مخافة عليه من النمرود بن كنعان - لعنه الله - لأنه كان يشق بطون الحوامل، ويقتل الأولاد، فجاءت به أمه) (4) فوضعته بين أثلال (5) بشاطئ نهر يتدفق يقال له خوران (6) بين غروب الشمس إلى (إقبال) (7) الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية، ثم أخذ ثوبا فاتشح به (8) وأمه ترى ما يصنع وقد ذعرت (9) منه ذعرا شديدا، فهرول من يدها مادا عينيه إلى السماء وكان منه (انه عندما نظر الكواكب سبح الله وقدسه، وقال: سبحان الملك القدوس) (10) فقال الله تعالى فيه: * (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات



فهذا النمرود الاستكبار في زمانه قد تنبأ بولادة من سيغير الدين في بلاده عن طريق منجميه وقد ولد القائد الشرعي في الزمان الذي سيتصدى لإستكبار زمانه وهو النمرود وكما ورد في البرهان في تفسير القرآن عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ،عَمَّنْ ذَكَرَهُ،عَنْهُمْ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ): «أَنَّهُ كَانَ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أَنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَانِ نُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ،وَ كَانَ قَدْ مَلَكَ الْأَرْضَ أَرْبَعَةٌ:مُؤْمِنَانِ وَ كَافِرَانِ:سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ،وَ ذُو الْقَرْنَيْنِ،وَ نُمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ،وَ بُخْتَ‌نَصَّرُ،وَ أَنَّهُ قِيلَ لِنُمْرُودَ:إِنَّهُ يُولَدُ الْعَامَ غُلاَمٌ يَكُونُ هَلاَكُكُمْ وَ هَلاَكُ دِينِكُمْ [1] وَ هَلاَكُ أَصْنَامِكُمْ [2]عَلَى يَدَيْهِ.وَ أَنَّهُ وَضَعَ الْقَوَابِلَ عَلَى النِّسَاءِ،وَ أَمَرَ أَنْ لاَ يُولَدَ هَذِهِ السَّنَّةَ ذَكَرٌ إِلاَّ قَتَلُوهُ.وَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِي ظَهْرِهَا،وَ لَمْ تَحْمِلْهُ فِي بَطْنِهَا،وَ أَنَّهُ لَمَّا وَضَعَتْهُ أَدْخَلَتْهُ سَرَباً وَ وَضَعَتْ عَلَيْهِ غِطَاءً،وَ أَنَّهُ كَانَ يَشِبُّ شَبّاً لاَ يُشْبِهُ الصِّبْيَانَ،

فكان النمرود الاستكبار يقتل كل طفل مخافة ان يكون هو الطفل الموعود الذي سيزيل طغيانه وجبروته ولكنه يريد والله يريد لأننا كما قلنا سابقا يعبد الله حيثما اراد لا حيثما نريد















3-[[صفات القائد الشرعي ان يكون ملهما وصاحب بصيرة]]

ورد في البرهان في تفسير القرآن : فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)مِنَ السَّرَبِ،فَرَأَى الزُّهَرَةَ وَ لَمْ يَرَ كَوْكَباً أَحْسَنَ مِنْهَا،فَقَالَ:

هَذَا رَبِّي.فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ طَلَعَ الْقَمَرُ،فَلَمَّا رَآهُ هَابَهُ،قَالَ:هَذَا أَعْظَمُ،هَذَا رَبِّي.فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ:لاَ أُحِبُّ الْآفِلِينَ.فَلَمَّا رَأَى النَّهَارَ،وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ،قَالَ:هَذَا رَبِّي،هَذَا أَكْبَرُ مِمَّا رَأَيْتُ.فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ: لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّٰالِّينَ ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ».

99-/3534 _24- عَنْ حُجْرٍ،قَالَ: أَرْسَلَ الْعَلاَءُ بْنُ سَيَابَةَ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):

هٰذٰا رَبِّي وَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ هَذَا الْيَوْمَ فَهُوَ عِنْدَنَا مُشْرِكٌ؟قَالَ:«لَمْ يَكُنْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)شِرْكٌ،إِنَّمَا كَانَ فِي طَلَبِ رَبِّهِ،وَ هُوَ مِنْ غَيْرِهِ شِرْكٌ».

99-/3535 _25- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ،قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ قَوْلِ اللَّهِ فِيمَا أَخْبَرَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): هٰذٰا رَبِّي ،قَالَ:«لَمْ يَبْلُغْ بِهِ شَيْئاً،أَرَادَ غَيْرَ الَّذِي قَالَ». 



اذن من صفات القائد الشرعي من يكون  اهلا للقيادة هو من  يكثف بالبحث  ويكون ملهما حيث بعدما ابراهيم ع بحث وقال على الكواكب وهو كوكب الزهرة هذا ربي فرأها تغيب فرأى القمر قال  هذا اعظم هذا ربي فرأه يغيب فلما غاب طلعت الشمس فغابت فقال هذا ربي فغابت فبعد البحث والتدقيق تبين ان الله موجود دائما ولا يغيب عندها بإلهام من الله قال ((إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) اذن من مواصفات القائد الشرعي من يكون على علم بالمجريات ويعلم طريق الحق وطريق الباطل لكي يهدي الناس فهذه مواصفات القائد الشرعي ويكون صاحب بصيرة مسددا وهكذا كان امامنا الخميني وهو أدنى مراتب من ابراهيم الخليل ع لكنه اخذ من بعض صفاته إذ أحيا عقيدة اسلامية كانت ميتة وهي عقيدة ولاية الفقيه عقيدة حاكمية الدين ووضعه كان مشابه لإبراهيم ع إذ  استشهد والد الامام الخميني وهو في بطن أمه وكذلك والد ابراهيم ع وتلقى العلم امامنا الراحل وبعد ولادته و تدرجه بالعلم أعاد احياء عقيدة ولاية الفقيه وقضى على نمرود زمانه الذي كان الشاه بهلوي والسبب ايضا كانت البصيرة  معه وتسدده اذن قد نكون وحيدين وقد نلهم هذه النعمة الالهية وهي نعمة حاكمية الدين كما الهم الله نبيه ابراهيم و امامنا الخميني ويكون الطريق صعبا وقد نتعرض لمصادمات وتسقيطات  ولكن بالثبات والسعي لإقامة هذا النهج سيكون النصر حليفنا كما سيأتى  صراع القائد الشرعي ابراهيم ع مع طاغية زمانه استكبارا زمانه وهو النمرود وآخرها يتم النصر. 




























4-[[ صراع القائد الشرعي مع النمرود صراع الحق والباطل]]


قال تعالى ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) وطبعا  هنا آزر ليس والد ابراهيم ع بل  عمه والعم المربي يكون بمنزلة الأب وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «أَنَّ آزَرَ كَانَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي التَّرْبِيَةِ». و

رُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «أَنَّ اسْمَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ تَارُخَ [2]» قال في القاموس.تارح-كآدم-أبو إبراهيم الخليل(عليه السلام) [3].

و قال الطبرسيّ في(جوامع الجامع)و لا خلاف بين النسابين أن اسم أبي إبراهيم تارح.قال:قال أصحابنا:

إن آزر كان جد إبراهيم(عليه السلام)لأمه.و

رُوِيَ أَيْضاً أَنَّهُ كَانَ عَمَّهُ. و قالوا:إن آباء نبيّنا(صلّى اللّه عليه و آله)إلى آدم كانوا موحدين.و

رَوَوْا عَنْهُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَوْلَهُ:«لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَصْلاَبِ الطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ [4]».


والذي يؤيد ان ابراهيم ع بعد تبرئه من آزر عمه وبعدما اكمل بناء الكعبة  بقوله تعالى ((رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ))  فالقرآن قال  لفظ والداه اي اللذان ولداه اذن آزر هو عم إبراهيم وكان بمثابة أب له لأنه رباه وقد عبر عنه القرآن بأباه ولم يقل والده ودليل اخر قرآني ان لفظ الوالد هو من يطلق على الذي يلد  فيكون والده كقوله تعالى ((ووصينا الانسان بوالديه احسانا))  فإبراهيم ع القائد الشرعي والده كان تارخ وليس آزر حسب الادلة المتقدمة كون القرآن لم يصف ازر بوالده بل وصفه بأباه والأب ايضا قد يكون المربى وليس فقط يطلق على والد الابن. 
فقال ابراهيم ع وهو يواجه الذي رباه آزر انكم تعبدون اصناما تصنعونها بأيديكم لا تضر ولا تنفع  
ورد في البرهان في تفسير القرآن [[قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):عَابَ آلِهَتَهُمْ: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ [4]،قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):وَ اللَّهِ مَا كَانَ سَقِيماً،وَ مَا كَذَبَ.
فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ،دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)إِلَى آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ،فَكَسَرَهَا إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ، وَ وَضَعَ الْقَدُومَ فِي عُنُقِهِ،فَرَجَعُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ،فَنَظَرُوا إِلَى مَا صُنِعَ بِهَا،فَقَالُوا:لاَ وَ اللَّهِ،مَا اجْتَرَأَ عَلَيْهَا،وَ لاَ كَسَرَهَا إِلاَّ الْفَتَى الَّذِي كَانَ يَعِيبُهَا وَ يَبْرَأُ  منها]] 

اذن ابراهيم القائد الشرعي امر بالمعروف وهو عبادة الله الواحد ونهى عن المنكر  والنهي عن المنكر يكون لسانا وفعلا كما قال النبي ص من رأى منكم منكرا فاليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه وإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الايمان
وإبراهيم طبق هذين الموردين لا المورد الثالث لان المورد الثالث  يطبقه من هو أضعف الايمان وبما ان ابراهيم ع القائد الشرعي في زمانه طبقها فأولا نهى عن المنكر بلسانه ثم بعدها نهى عن المنكر بفعله الا وهو  تكسيره للأصنام
قال تعالى ((قَالُوۤا۟ ءَأَنتَ فَعَلۡتَ هَـٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا یَـٰۤإِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ ۝٦٢ قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِیرُهُمۡ هَـٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُوا۟ یَنطِقُونَ)) هل فعلت ذلك يا ابراهيم؟ هل انت من كسرت آلهتنا  فهنا القائد الشرعي خاطبهم على قدر عقولهم واستعمال التورية  قال تعالى ((قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِیرُهُمۡ هَـٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُوا۟ یَنطِقُونَ ۝٦٦٣)) قال إبراهيم القائد الشرعي قال بل فعله كبيرهم لانه بعدما كسر الاصنام جعل الفأس برقبة اكبر الاصنام وقال لهم المحاججة اسألوا كبيرهم انتم تقولون هذه الاصنام تنفع وتضر اسألوا كبيرهم لانه هو من فعل ذلك اسألهم اذا كانوا ينطقون هنا بهتوا بمحاججة القائد الشرعي 
عندها قال تعالى ((فَرَجَعُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوۤا۟ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ۝٦٤ ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمۡ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا هَـٰۤؤُلَاۤءِ یَنطِقُونَ ۝٦٥ قَالَ أَفَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَنفَعُكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَضُرُّكُمۡ ۝٦٦ أُفࣲّ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ۝٦٦٦)) 

عندها تبين انهم الظالمون وثم نكسوا على رؤسهم وقالوا له لقد علمت يا ابراهيم انهم لا ينطقون فقال لهم القائد الشرعي اتعبدون  ما لا ينفعكم ولا يضركم أف لكم و أف لما تعبدون الاصنام التي من دون الله 


















5-[[محاولة إحراق القائد الشرعي بتكنلوجيا ابليسية]] 

نعم بعدما عرف الناس ان الذي كسر الاصنام هو ابراهيم ع قال تعالى ((قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤا۟ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَـٰعِلِینَ ۝٦٦٨)) وقد امر النمرود وأتباعه بعمل محرقة كبيرة  وهي موجودة في حاليا من الآثار  في بابل تسمى محرقة النمرود  حيث هذه المرقة من شدة لهيبها اذا مر من فوقها العصور او اي طائر فسوف يحرق عندها امر ابليس بصورة رجل ان يصنعوا المنجنيق ويجعل ا فيه ابراهيم ع ويرموه في النار 
لاحظوا الاستكبار قد يأتي بتكنلوجيا متطورة لمحاربة القائد الشرعي وهذا ما تفعله امريكا بكل تطوراتها لمحاربة دولة الولي الفقيه ولكن هل نفعت كل هذه الوسائل لإخضاع القائد الشرعي؟ 
هل تمكنوا من القضاء على القائد الشرعي بسلاحهم المتقدم المتطور في ذلك الزمان وهو المنجنيق؟ 
الجواب لا فقد قال تعالى (( ۝٦٨ قُلۡنَا یَـٰنَارُ كُونِی بَرۡدࣰا وَسَلَـٰمًا عَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ ۝٦٩ وَأَرَادُوا۟ بِهِۦ كَیۡدࣰا فَجَعَلۡنَـٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِینَ ۝٧٧٠)) 
فبعدما القوا ابراهيم ع القائد الشرعي في المحرقة تحولت هذه المحرقة الى بردا وسلاما فدحر به كيد ابليس ودحر كيد النمرود وهكذا فعل  الامام الخميني مع نمرود زمانه الشاه البهلوي وينقل ان رضا بهلوي زار حوزة قم فوقف جميع العلماء ليس احتراما له بل اتقاء شره ولكن الامام الخميني لم يتزحزح من مكانه فقال له الشاه : البندقية التي قتلنا بها ابوك ما زالت موجودة 
فرد عليه امامنا الخميني : والحذاء الذي ضربنا به رأس ابيك ايضا موجودة 
وينقل ايضا ان الامام الراحل قد داس على مرسوم الشاه وقال له مرسومك تحت أقدام عملاء الاسلام 
فأنطلقت بعدها الثورة ان امامنا الراحل لم يتقي مع الشاه كما فعل سيدنا ابراهيم ع مع  النمرود كون ان الانحراف انتشر بل وأصبح يريد الشاه عقد اتفاقية مع إسرائيل التطبيع مع الكيان الغاصب وكان هذا من أهداف الثورة الاسلامية وبعدها حدث ما حدث للإمام  ونفي وبعدها انتصرت الثورة كما في سيرة امامنا الراحل 
نعود الى سيرة ابراهيم ع النبي القائد الشرعي في ذلك الزمان فلم تنفع تكنلوجية ابليس في إطفاء صوت الحق الا وهي بالقيادة الشرعية المتمثل لسيدنا ابراهيم فما ان رمي في المحرقة اصبحت بردا وسلاما عندها أمن به عدد من الناس ومن بينهم زوجته سارة وابن اخيه سيدنا لوط ع ويقال انه ابن عمه ثم بعدها قام ابراهيم ع القائد الشرعي   بمحاججة النمرود استكبار زمانه  قال تعالى ((ربي الذي يحي ويميت)) فقال ابراهيم للنمرود ربي يحيى ويميت فهل تقدر يامن تدعي الألوهية يامستكبر يانمرود قال تعالى ((قَالَ أَنَا أُحيِـي وَأُمِيتُ))  قال النمرود انا احيي ولميت فقام بقتل شخص وامر بإطلاق سراح شخص آخر فقال انا احيي واميت  قال تعالى ((قَالَ إِبرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأتِي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِهَا مِنَ المَغرِبِ)) هنا حاجج  ابراهيم القائد الشرعي  الطاغية النمرود بأن يأتي بالشمس من المغرب لأن الله الذي هو رب القائد الشرعي يأتي بالشمس من مغربها فبهت النمرود الاستكبار العالمي انذاك  من محاججة القائد الشرعي لذلك قال الله تعالى (( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258))) لاحظوا هنا مع المباهته التي جاء به القائد الشرعي من دليل وحجة ومع ذلك ضل يعاند ويكابر ويجحد وهنا يستفاد امرين :
الامر الاول قوة حجية القائد الشرعي و استدلالاته وادلته
الامر الثاني حتى لو علم الاستكبار انه على باطل  سوف يعاند ويجحد لانه ظالم و الله لا يهدي الظالمين فيكون اكثر الامور التي تبعد الانسان عن الهداية هو الظلم. 
وبعدها طلب النمرود من ابراهيم ان يترك الارض ويهجرهم  وبالفعل خرج ابراهيم ع و من امن معه لوطا وسارة  اما النمرود فقد ورد انه بنى بنائا عاليا وهو برج بابل لكي يقتل آله نبينا ابراهيم وصعد فوق البناء ورمى السماء بسهم فبعث الله اليه ذبابة او بعوضة ودخلت برأسه واستمر هكذا الحال به إلى مئات السنين وكان لا يرتاح الا بالنعل على رأسه  الا ان اهلكه الله اذن كل استكبارا ظالم يكون مصيره الرجم والنعل فهذا هو حال والد رضا بهلوي الحذاء الذي ضرب به كما قال الامام الخميني ما زال موجودا  وكذلك بوش عندما تم ضربه بالحذاء فإذن كل استكبارا طاغي ظالم يكون مصيره تحت الأقدام ويذل في الدنيا قبل الاخرة. 

































6-[[الحكومة الدينية من أولى مهام القائد الشرعي ابراهيم]] 
لقد كان هدف ابراهيم ع القائد الشرعي من هذه الدعوة ليست فقط عبادة الله ليس فقط حلال وحرام وحيض ونفاس  بل ايضا وأولى مهامه  تشكيل حكومة دينية فبعدما جعله الله خليلا قال تعالى (( ۞ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124))) وقد ورد في التفاسير ان الكلمات التي اتمها ابراهيم القائد الشرعي هم محمد وعلى والائمة من ولد علي وقد سأل ابراهيم ع ان ينال الامامة من هو ظالم اذن القيادة الشرعية وهي الامامة تكون للعادل وليس للظالم فإذن القيادة هي من الله وليس من الناس النمرود كان من اختيار الناس وليس من اختيار الله فتم اذلاله وسقوطه عكس ابراهيم ع القائد الشرعي لذلك ابراهيم ع كان من أولى أهدافه هو تشكيل حكومة دينية  حكومة اسلامية والا لما جعله الله اماما ابراهيم ع مهمته ليست فقط حلال وحرام بل ايضا الانقياد للقيادة الشرعية المتمثل حكومته اي امامتها والأمامة من أولى مهامها تشكيل الحكومة لان ابراهيم عندما صرح بدعوته يريد بذلك ارشاد الناس الي الشيء الاصح هو لم يفتح دكانا ويقول هذا حرام وهذا حلال وكفى لا ليس هكذا 
بل ابراهيم ع هنا تدخل بالبعد الاجتماعي ارشدهم اجتماعيا وسياسيا لذلك الله جعله اماما ولو كانت دعوة ابراهيم فقط مقتصرة على الحلال والحرام لما جعله الله اماما للناس ولما تدخل بالامور الاجتماعية للناس اذن علينا ان نفهم من سيرة ابراهيم ع ان سيرته ليس فقط يدعوهم لترك عبادة الاصنام بل ايضا الانقياد لقيادته الشرعية والا كيف يطبق حكم الله في الارض من دون حكومة دينية وهذا كان هدف كل الانبياء ليس فقط ابراهيم ع لذلك تشكيل الحكومة الدينية هي سنن الانبياء والاوصياء وكذلك الفقهاء في زماننا فلا بد من سائس يحكم امور المسلمين والا فلا يطبق حكم الله في الارض  فحكم الاجتهاد هو حكم الله لانه يجتهد وفق النص وفق ما امر به الله لا مقابل النص لا مقابل ما يريده الله فالاجتهاد الذي يقوم به المجتهد بالفقه السياسي طبقا لما امر به الله عزوجل لا كما يريده الناس فكل حكومة نهجها الامامة تكون من الله وبذلك تكون القيادة الشرعية هي قيادة الهية وليست ادعائية لذلك جعل الله ابراهيم للناس اماما ونثبت من هذا المثال القرآني ان القيادة الشرعية منصب اللهي وليس ادعائي. 












الخلاصة :

اولا  القائد الشرعي قد يولد في بيئة ليست متوافقة  على ما يأمر به الله.

ثانيا التسديد الالهي للقائد الشرعي يحميه من الانحراف البصيرة ايضا لها دور كبير. 

ثالثا قد يهاجمنا اقاربنا وقد نتعرض للقتل بسبب انقيادنا للقائد الشرعي ولكن الله يكتب لنا النصر ولنا سيدنا إبراهيم ومحرقة النمرود مثال وشاهد

رابعا قد نتشرد من ارضنا بسبب انقيادنا للقيادة الشرعية وهكذا هو الحال مع ابراهيم القائد الشرعي عندما غادر هو والذين امنوا معه وكذلك حال امامنا الخميني رض عندما نفاه الشاه كما نفي النمرود ابراهيم ع ونحن ايضا قد نكون معرضين للنفي.


خامسا دعوة ابراهيم ليست فقط حلال وحرام بل  اولى مهامه تشكيل الحكومة والا ما جعله الله اماما 


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.







كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٥/ذو القعدة/١٤٤٤ هجريا

الثلاثاء، 16 مايو 2023

الامام الصادق من مصاديق حاكمية الدين

           ١-  [[امام الفقهاء وزعيم الفقه]]
               بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
اما بعد

عظم الله أجورنا َاجوركم بإستشهاد صادق العترة جعفر بن محمد الصادق ع الذين كان مثالا للعلم والزهد ومثالا لحاكمية الدين وكان امام الفقهاء وهو ابن باقر علم النبيين الامام محمد الباقر ع وقد تتلمذ علي يد امامنا الصادق من جهابذة العلماء بل وحتي من علماء اهل السنة ومنهم :
ابو حنيفة النعمان ومالك بن انس و زرارة‌ بن‌ أعين‌ وأخويه‌ بكير، وحمران‌، وجميل‌ بن‌ صالح‌، وجميل‌ بن‌ دُرّاج‌، ومحمّد بن‌ مسلم‌، وبريد بن‌ معاوية‌، والهشامين‌، وأبي‌ بصير، وعبيدالله‌ ومحمّد وعمران‌ الحلبيّين‌، وعبدالله‌ بن‌ سنان‌، وأبي‌ الصباح‌ الكنانيّ سفيان‌ بن‌ عُيَيْنَة‌، وسعيد بن‌ سالم‌ القَّداح‌، وإبراهيم‌ بن‌ محمّد بن‌ أبي‌ يحيي‌، وعبدالعزيز الدَّراورديّ. وقد روي‌ الشافعيّ عن‌ كلّ هؤلاء.

 وجرير بن‌ عبدالحميد، وإبراهيم‌ بن‌ طهمان‌، وعاصم‌ بن‌ عمر... بن‌ عمر بن‌ الخطّاب‌، وأبو عاصم‌ النبيل‌ ( م‌ 212 ) شيخ‌ أحمد بن‌ حنبل‌. وأبو عاصم‌ آخر تلاميذ الصادق‌ وفاةً، وقد روي‌ عنه‌ كتاباً.

 والكسائيّ عالم‌ اللغة‌، وعبدالعزيز بن‌ عبدالله‌ الماجشون‌ زميل‌ مالك‌ في‌ الفتيا في‌ موسم‌ الحجّ، وعبدالعزيز بن‌ عمران‌... بن‌ عبدالرحمن‌ بن‌ عوف‌، وابن‌ جُريح‌ إمام‌ مكّة‌، والفضيل‌ بن‌ عياض‌، والقاسم‌ بن‌ معن‌، وحفص‌ بن‌ غياث‌، والثلاثة‌ أصحاب‌ أبي‌ حنيفة‌، ومنصور بن‌ المعتمر، ومسلم‌ بن‌ خالد الزنجيّ شيخ‌ الشافعيّ بمكّة‌، ويحيي‌ بن‌ سعيد القطّان‌.

وجابر بن حيان العالم الكيميائي وابان بن تغلب وغيرهم
اذن هذه نبذة من السيرة لإمامنا الصادق ع استاذ الفقهاء فكل العلوم كان يتعلمها العلماء بمختلف اصنافهم من العلوم الدينية والعلوم الاخرى كانوا يأخذونها من امام الفقهاء مولانا ابي عبد الله الصادق ع اذن العلم من مصاديق القيادة الشرعية . 













  ٢-  [[الدور السياسي للإمام الصادق  ع ثورة زيد مثال]] 

روى الصدوق عن أبي عبدون عن أبيه عن الامام الرضا عندما اجاب المأمون على سؤاله قال حدثني أبي موسى بن جعفر أنّه سمع أباه جعفر بن محمد يقول: رحم اللّه عمي زيداً إنّه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: ياعم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولي قال جعفر بن محمد _ عليه السلام _: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه».

اذن الامام هنا لم يقل ان زيد ثورته باطلة انما كان هدف ثورته الرضا من ال محمد ع وهو ارجاع الحكم لهم وكان زيدا عالما فقيها لم يقل ان زيد خروجه باطل ونحن لا نتدخل بالسياسة فإذن الامام ع مع التدخل بالسياسة شرط ان يكون المطالب بدولتهم رجل تقي مخلص لهم عالما فقيها كزيد الشهيد رضوان الله عليه وانما يكون هذا الحكم في الحقيقة ليس له بل للإمام ع وانما يريد ان  يسلم الراية الى الامام ع فهذا كان موقف الشهيد زيد وهذا ايضا كان هدف الامام الخميني بثورته وكان هدفه تشكيل الحكومة الاسلامية وتسليم الراية الى الامام المهدي عجل الله فرجه 
وكان هذا ايضا هدف زيد الشهيد حيث ورد في مستطرقات السرائر لابن ادريس الحلي بسنده حدث حوار بين يحيى بن زيد ورجل شيعي وكان الرجل يستفهم عن موقف زيد من يحيى بن زيد. قال الرجل: قلت: يابن رسول الله إنّ أباك قد ادّعى الإمامة وخرج مجاهداً، وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيمن ادّعى الإمامة كاذباً! فقال: مَه يا عبد الله. إنّ أبي كان أعقل من أنْ يدّعي ما ليس له بحق، وإنمّا قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عنى بذلك ابن عمي جعفراً. قلت: فهو اليوم صاحب الأمر؟ قال: نعم هو أفقه بني هاشم

واذن يثبت ان زيد عندما قام بالثورة بعد تثبيت الحكم يسلم الراية الامام الصادق ع الامام المعصوم في وقته وهذا يبين ان الامام الصادق ع يؤيد التدخل بالسياسة واعني السياسة الدينية الصحيحة 

وقد ورد عن امامنا الصادق ع بعد استشهاد عمه زيد بكى عليه وقال :رحمه الله أما إنه كان مؤمنا، وكان عارفا، وكان عالما، وكان صدوقا أما إنه لو ظفر لوفى أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها...... الخ

ماذا يعني لو ملك لعرف كيف يضعها؟ وماذا يعني كان عالما؟
عندما نعود لحوار يحيي بن زيد والرجل الشيعي عندما بين هدف ثورة ابيه زيد قال :إنّ أبي كان أعقل من أنْ يدّعي ما ليس له بحق، وإنمّا قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عنى بذلك ابن عمي جعفراً.

اذن يتبين من خلال الجمع بين كلام الامام الصادق ع وكلام ابن عمه يحيي بن زيد ان مراد الامام  لو ملك لعرف كيف يضعها اي بعدما يسيطر على الحكم  بعد انتصار ثورته سوف يسلم الراية والحكومة الى الامام الصادق ع

وقول الامام الصادق ع بوصف عمه زيد انه كان عالما  وهذا يبين ان زيد كان فقيها وبعد بلوغه مرتبة العلم والفقاهة قام بالثورة لذلك الثورة الاسلاميةاو الحركة الاصلاحية  لا تكون الا بقيادة المعصوم او نائبه الفقيه العالم ولو لم يكن زيدا عالما فقيها لما اذن له الامام بالثورة 
 وهذا مثال لنا وعبرة ان الامام الصادق ع له دور بالسياسة  ومؤيدا لثورة زيد الفقيه العالم   حيث كان هدف ثورته اقامة  نظام حاكمية الدين كما ثبت ذلك من سيرته العطرة وموقفه مع ثورة  زيد الشهيد العالم الفقيه وهذا شاهد حي على ولاية الفقيه.















      ٣-  [[كم تجد بخراسان مثل هذا؟]]

كثيرا ما نسمع من بعض اصوات النشاز من اهل الدكاكين والمنافقين  من يدعي ان الامام الصادق ع كان يلازم بيته ولا رغبة له في الحكم والسياسة وقد كذبوا بذلك حيث ورد في مناقب ابن شهرآشوب: حدث إبراهيم، عن أبي حمزة، عن مأمون الرقي قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه!؟ وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف!؟ فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال:
يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي، ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك، واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: ثم يا خراساني وانظر ما في التنور قال: فقمت إليه فرأيته متربعا، فخرج إلينا وسلم علينا فقال له الإمام عليه السلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: والله ولا واحدا فقال عليه السلام: لا والله ولا واحدا، فقال: أما إنا في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت



اذن الامام الصادق ع عندما لم يقوم بالامر بالثورة واقامة الحكومة الدينية علي اساس السياسة الاسلامية ليس معناه انه لا يريد ان  يتدخل بالسياسة  بل هو يريد ذلك ولكن لم يجد خمسة معاضدين له في زمانه وخير مثال قضية التنور عندما اشعل النار للخراساني وقال ادخل بالتنور فرفض الخراساني ولم يطيع امر الامام وقال اعفني يا ابن رسول الله ص
لاحظوا جاء هذا الخراساني  يطلب من الامام ان يقوم بالثورة لاقامة الحكومة وهنالك اناس يحبونه في خراسان ينصرونه  ومع ذلك عندما امره الامام  القائد الشرعي   بأن يجلس بالتنور لم يطيع امر الامام بالمقابل عندما جاء هارون المكي وسلم على الامام ورد الامام عليه السلام  امره الامام بالجلوس بالتنور فجلس ولم يناقش بل اطاعه طاعة مطلقة  وجلس هارون بالتنور فالامام قال للخراساني انظر للتنور فنظر الخراساني للتنور وهو يشتعل نار وبداخله هارون المكي متربعا لم يصيبه شيء
اذن الامام ع يا اهل الدكاكين عندما جلس في بيته ولم يقوم بالثورة لكي يقيم السياسة الصحيح ليس معناه انه لا يريد ذلك بل لانه لم يجد مناصرين اتباع له لذلك لم يقم بالثورة فالامام الصادق ع ليس فقط حيض ونفاس و حلال وحرام  والسلام عليكم كلا وحاشا الامام الصادق ع هو سيد السياسة ويؤيد التدخل بالسياسة ويؤيد بقيام الثورة ويريد ذلك لكن شرط  ان يجد مخلصين اذا لم يجد خمسة مثل هارون المكي فكيف يقوم بالثورة ويتدخل بالسياسة فلا تتقولوا على الامام بأنه لا يتدخل بالحكم ولا يؤيد  الثورة الاسلامية لا تقولوا ذلك بل لوموا اسلافكم الذين خذلوا الامام الصادق ع ولم يمكنوه من اقامة حكومة وثورة اسلامية  وتركوا ابنه موسى بن جعفر سجينا بسجن هارون اذن الامام يؤيد قيام الثورة الاسلامية الثورة الدينية وهو يريد ذلك شرط ان يجد مخلصين له كصاحب التنور هارون المكي ولكن لم يجد وهذه علة عدم قيام الامام الصادق ع بالثورة الاسلامية ضد الحكام الظالمين.












٤-[[ الامام الصادق ينصب الفقهاء للولاية]]

روى الشهيد الثاني - قدس الله روحه - في كتاب الغيبة (1) بإسناده عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال: كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ففضه وقرأه إذا أول سطر فيه:
" بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاء سيدي وجعلني من كل سوء فداءه، ولا أراني فيه مكروها، فإنه ولي ذلك والقادر عليه. إعلم سيدي ومولاي - إلى أن قال - إني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي ومولاي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عز وجل وإلى رسوله ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما أبذله وابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها وبمن آنس وإلى من أستريح وبمن أثق وآمن، وألجأ إليه بسري، فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك ".
قال عبد الله بن سليمان فأجابه أبو عبد الله عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم جاملك الله بصنعه، ولطف بك بمنه، وكلاك برعايته فإنه ولي ذلك، أما بعد فقد جاء إلي رسولك بكتابك فقرأته وفهمت جميع ما ذكرته وسألت عنه وزعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك وساءني وسأخبرك بما ساءني من ذلك وما سرني إن شاء الله، فأما سروري بولايتك فقلت: عسى أن يغيث - الله بك ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد عليهم السلام، ويعز بك ذليلهم، ويكسو بك عاريهم ويقوي بك ضعيفهم ويطفي بك نار المخالفين عنهم، وأما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه، إن أنت عملت به ولم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله.

.......... الي اخر كلامه عليه السلام في رسالته للنجاشي الفقيه

لاحظوا الامام  لم يقل للفقيه النجاشي لا تتدخل بالسياسة لم يقل له انت رجل دين لا دخل لك بالحكم ولم يقل لا تدخلون الدين بالسياسة بل قال له ((فأما سروري بولايتك)) اليس هذا يامن تقرأ سيرة الامام الصادق ع واعطائه الاذن للنجاشي الذي كان فقيها عالم لديه رسالة عملية الا اعطاء الولاية العامة للفقيه استفيدوا يا اهل الدكاكين من سيرة امامنا الصادق ع واشارته على فقهائه بالتدخل بالحكم وخير مثال الفقيه عبد الله النجاشي وبالرغم من انه نصبه الطاغية المنصور الدوانيقي  للولاية لكنه بالحقيقة هو منصب من الامام الصادق ع ولو كان الامام المعصوم يعترض على تدخل رجل الدين بالسياسة لاعترض على ولاية النجاشي الفقيه بتصديه لهذا المنصب ولكن الامام لم يعترض بل سره ذلك اذن تدخل الفقيه بالحكم واقامة الحكومة الدينية وتطبيقه للولاية العامة للفقيه يدخل السرور علي قلب امامنا الصادفق ع كما تبين لنا من موقفه من تولي النجاشي للولاية وقد كان فقيها عالما كما اثبتت الكتب الرجالية في ترجمته 
اذن ولاية الفقيه كانت تطبق منذ القدم منذ عهود بعيدة ومن بين هذه الازمنة زمن امامنا الصادق ع وتنصيبه للنجاشي للولاية ونحن نسأل جماعة فصل الدين عن السياسة اليس لكم بالامام الصادق ع اسوة
ويتبين لنا ايضا ان المتصدي للولاية قد لا يكون مرجع اعلم بل يكون على اقل تقدير مرجع عالم او مجتهد وهذه صفات الفقيه  لان  المتصدي للولاية انذاك كان النجاشي وهو وإن كان فقيها الا انه ليس اعلم الناس بل هنالك من هو اعلم منه وهو الامام الصادق ع وهذا يتبين ان المتصدي للولاية  احيانا لا يكون هو الاعلم بل قد يكون  هنالك غير متصدي وهو اعلم منه اذن فولاية الفقيه من سعى لتطبيقها هو الامام الصادق ع فعلينا ان نقتدي بسيرة امامنا وان لا نجعل الفقهاء حبيسين دارهم او  في ركن المسجد لاننا ان فعلنا ذلك فقد خالفنا سيرة امامنا الصادق ع الذي كان مثال لرجل الدين السياسي والاجتماعي وهكذا هي سيرة فقهائنا الاعلام الذين مضوا علي طريق امامهم الصادق بعدم فصل الدين عن السياسة فلكم يا اهل الدكاكين ويا مؤمنين اسوة بالامام الصادق ع.






الخلاصة :

اولا الامام الصادق ع ليس مرجعا بالاحكام الشرعية والحلال والحرام بل هو مرجعا ايضا بالسياسة والتدخل بالبعد الاجتماعي


ثانيا شرط الثورة الصحيحة عند الامام الصادق ع  في كل زمان ان يكون قائدها  معصوما او نائبه  الفقيه لكي يسلم الراية  والقيادة الى الامام المعصوم في زمانه.


ثالثا. علة عدم قيام الامام الصادق ع بنفسه  بالثورة ضد الحكام الظالمين ليس لأنه لا يؤيد التدخل بالسياسة او لا يريد اقامة الحكومة بل لأنه لم يجد اعوانا في زمانه مثل هارون المكي لذلك لم يقم الامام بنفسه بالثورة الاسلامية.



وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 








حرره وكتبه انصار الكرار بتاريخ ٢٥/شوال/١٤٤٤ هجريا

السبت، 13 مايو 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الرابع)

 1-[[مهام القائد الشرعي بعد الطوفان ويوصي من بعده بالقيادة]]

ورد في الكافي عن الصادق ع وهو يذكر حال القائد الشرعي نبي الله نوح ع بعد الطوفان واعماله قال ((بعد ما نزل من السفينة ، ونضب الماء ، فمصر الأمصار [٧] ، وأسكن ولده البلدان.))

اذن القائد الشرعي هنا لا ينعزل عن المجتمع اضافة الى انه كان الناس يرجعون به في الدين فكان يبني المدن والبلاد بقوله ع :فمصر الأمصار 
اذن القائد لا ينعزل عن المجتمع وهو يشارك في الخدمات الاجتماعية للناس ولا يأخذ زاوية في بيته او زاوية في المسجد ويقول هذا حلال وهذا حرام والسلام عليكم كلا بل كان يشارك في بناء المدن وايضا توفير الخدمات للناس فهذه هي القيادة السرعية هي قيادة دينية تقوم بخدمة الناس 
فهذه اعمال نوح القائد الشرعي بعد الطوفان  وهذا ردا على من يقول ان رجل الدين ينعزل عن المجتمع ولا يشارك بخدمات المجتمع اين انتم من سيرة نبي الله نوح اليس نوح ع رجل دين ويرجعون له بالحلال والحرام ورسالة عملية هل ترك المجتمع كلا والف كلا فمن اولى مهام القائد الشرعي هو توفير الخدمات الاجتماعية للناس يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن لأولياء الله والأنبياء نفس هذا الإحساس وهو أنهم جاؤوا لهداية الناس وإرشادهم وأداء الخدمة لهم 
ورد في الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس.
يذكر الإمام الخميني قدس سره ذلك في كلماته حيث يقول: "ليهيئ الأحبة الأعزاء أنفسهم لخدمة الإسلام والشعب المحروم، وليشدوا الأحزمة لخدمة العباد التي تعني خدمة الله

اذن من اساسيات واولى المهام القائد الشرعي بعد تصديه للقيادة هو خدمة الناس يقول الإمام الخميني قدس سره: "لا أظن أن هناك عبادة أفضل من خدمة المحرومين".

وخدمة الناس تكون بعوامل كثيرة توفير فرص العمل بناء البيوت للمحتاجين توفير المستلزمات الخدمية وهكذا فعل نوح ع عندما قام بتوفير المسلتزمات الخدمية للناس كبناء البلاد والمدن وغيرها من الامور الخدمية بقول الامام الصادق ع ((فمصر الامصار))
وقد اوصى نوح ع بالقيادة من بعده لسام ولده فقد ورد في كتاب الروضة في فضائل امير المؤمنين ع بسنده حيث سئل النبي ص [[فمن وصي نوح (عليه السلام) قال: سام]] 






















2-[[لا تخلوا الارض من حجة قائد شرعي يطاع الله به]]


ورد في الكافي الشريف بسنده عن عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «عاش نوح عليه‌السلام بعد الطوفان [١] خمسمائة سنة [٢] ، ثم أتاه جبرئيل عليه‌السلام ، فقال [٣] : يا نوح [٤] ، قد انقضت [٥] نبوتك [٦] ، واستكملت أيامك ، فانظر إلى [٧] الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك ، فادفعها إلى ابنك سام ، فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف [٨] به طاعتي ، ويعرف [٩] به [١٠] هداي [١١] ، ويكون نجاة [١٢] فيما بين مقبض النبي ومبعث النبي الآخر ، ولم أكن أترك الناس بغير حجة لي وداع إلي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري ، فإني قد [١٣] قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ، ويكون حجة لي على الأشقياء».



اذن فهنا الوصية انتقلت من نوح النبي  الى سام فأصبح هو القائد الشرعي في زمانه وقد بين الله الاسباب منها بقوله ((فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف [٨] به طاعتي ،))  لاحظوا كلام الله البالغ عندما يخبر نبيه عن سبب استمرار القيادة الشرعية لانه لا يترك الارض بدون عالم تعرف به طاعتي والعالم قد يكون نبيا او وصيا او عالما فقيها يقل الله فقط نبي او وصي بل قال عالم اذن فمن شرط القائد الشرعي ان يكون عالما وقد يكون فقيها او نبيا او وصيا لان بهذا القائد الشرعي وهو العالم يعرف به طاعة الله وهو المؤدي لطريق الله عزوجل  فلا طريق لطاعة الله الا بإتباع القيادة الشرعية وهو العالم 
وايضا يقول الله لنبيه نوح ((ولم أكن أترك الناس بغير حجة لي وداع إلي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري)) 
اذن الله لا يترك الناس من دون حجة  لأنه يدعوا لطريقه فالطريق لمعرفة الله هو القائد الشرعي المستمدة شرعيته من الله لذلك  عندما نقرأ هذا الدعاء الذي علم به الامام الصادق ع لشيعته  في زمن الغيبة ((اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ")) 
هل هذا الكلام عن عبث كلا والف كلا  اذن هنا الامام يبين المصداق لكلام الله لنوح نبيه بأن معرفة الله يكون بمعرفة الحجة لانه الداعي لله  وكيف نعرف الحجة في زماننا لا يكون ذلك الا بمعرفة القائد الشرعي في زماننا فمعرفة الحجة  والايمان به يكون عن طريق اتباع القيادة الشرعية ليس فقط اللهم عجل لوليك الفرج والطم واوزع الطعام على الزوار في زيارة الاربعين وهذا فقط لا ليس هكذا معرفة الحجة هو الانقياد للقائد الانقياد لمن نصبه الحجة علينا في زمن غيبته ونحن نرى ان الامام الخامنئي دام ظله هو القائد الشرعي في زمانه الذي يهدي للحق وغيره يؤدي تلى الضلال طبعا هنا لا اتكلم عن المراجع انا اتكلم في البعد الاجتماعي عن قيادة المجتمع لا امور الاحكام والعبادات  فينبغي فهم كلامنا جيدا وان لا يحرفه من في قلبه مرض فنحن كلامنا عن القيادة وهي الولاية لا التقليد وقلنا التقليد شيء و الولاية شيء اخر


لذلك يقول الله لنبيه نوح ع ((فإني قد [١٣] قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ، ويكون حجة لي على الأشقياء».)) 

فهنا الله جعل لكل قوم هاديا فمن هو الهادي في زماننا الذي لابد من الانصياع لقيادته الشرعية؟ 
الامام المهدي غائب عنا نحن الان في زمن الغيبة فمن هو الهادي الذي يكون القائد الشرعي في زماننا؟؟ 
الجواب هو ولاية الفقاهة لان ائمتنا عليهم السلام ورسول الله ص صرحوا بالرجوع لهم وهم الموجودين الان في زماننا وهم الفقهاء لذلك المتصدي منهم للولاية يكون هو القائد الشرعي لان الله جعل لكل قوم هادي فإتباع القائد الشرعي هو الهداية يهتدى به السعداء ويكون حجة الله  على الاشقياء الذين يعصوه فإذن طاعة القائد الشرعي هي الهداية وعصبان القائد الشرعي يكون العاصي شقيا 
فالمتحصل ذكره ان لكل قوم  وكل زمان هنالك قائد شرعي لابد من الناس طاعته والانصياع لاوامره سواء كان نبيا او وصيا او فقيها هذا حكم  الله  وغير ذلك لا يكون حكم الله بل يكون حكم الشيطان كالنظام العلماني ودعوى فصل الدين عن السياسة. 











3-[[بعد سام القائد الشرعي لم يتوقف استمرار القيادة الشرعية]] 


ورد عن النبي ص عندما سئل :فمن وصي سام؟ قال: أرفحشذ (1)، قال: فمن وصي أرفحشذ (2)؟
قال: عابر

وعابر هو هود النبي ع الذي كان القائد الشرعي في زمانه ويقال انه ابن شالخ وعلى كلن فإن هود ع كان القائد في زمانه وهو المذكور في كتاب الله عزوجل 
كان هود (ع) من أحفاد النبي نوح (ع)، وعن نسبه ورد: هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود ابن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وقيل هو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح‏.[١]

وكان يعيش مع قوم عاد في أرض الأحقاف.[٢] وبحسب ما ورد في الروايات الإسلامية كان هود يشبه في حُسن خُلقه بأجداده نوح (ع) أو آدم (ع)،[٣] كما كان حَسن الوجه أيضا.[٤] وقيل إنه أول من تكلم باللغة العربية،[٥] وكان تاجرا.[٦] واعتقد الجوادي الآملي أن أبرز نقطة في شخصية هود هو توكله على الله.[٧]

هود واحد من 26 نبياً ورد اسمهم في القرآن،[٨] فذكره القرآن في 7 مواضع،[٩] كما سمّيت سورة في القرآن باسمه.
ورد في البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني بسنده عن ابي عبد الله الصادق ع قَالَ:وَ بَشَّرَهُمْ نُوحٌ بِهُودٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَ أَمَرَهُمْ بِاتِّبَاعِهِ،وَ أَنْ يَفْتَحُوا الْوَصِيَّةَ كُلَّ عَامٍ فَيَنْظُرُوا فِيهَا،وَ يَكُونَ عِيداً لَهُمْ،كَمَا أَمَرَهُمْ آدَمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،

اذن فالقائد الشرعي نوحا بشر بنبوة القائد الشرعي هودا وامر بإتباعه اذن الاستمرار  باتباع الحق يكون الالتزام بوصية القائد الشرعي وما يأمر بإتباعه لان اي عصيان لوصية القائد يؤدي الى الانحراف كما هو حتل قوم عاد كما سيأتي  وعصيانهم لقائدهم الشرعي الذي هو النبي هود ع 

من قبيلة يقال لها الخلود، من أوسطهم نسباً وحسباً، وأصبحهم وجهاً في مثل أجسامهم، أبيض بادي العنفقة طويل اللحية، آدم كثير الشعر، وكان أشبه ولد آدم بآدم(عليه السلام).
كان هود مزارعاً يسكن مع قومه عاد وكانوا عربا اقحاحا وهم العرب العاربة وسكنوا في اليمن 













4-[[انحراف قوم عاد وتصدي القائد الشرعي لهم]] 

قال تعالى :
وَ إِلىٰ عٰادٍ أَخٰاهُمْ هُوداً قٰالَ يٰا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّٰهَ مٰا لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّٰ مُفْتَرُونَ* يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ -إلى قوله تعالى- وَ مٰا نَحْنُ بِتٰارِكِي آلِهَتِنٰا عَنْ قَوْلِكَ وَ مٰا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ

كان القائد الشرعي الذي هو هود عليه السلام يسمى بين قومه بالصادق الامين وكان قومه يعرفون ذلك ويعرفون صدقه وامانته وكان هود ثاني نبي ارسل لمكافحة الشرك وعبادة الاصنام وكان قوم عاد اول الناس من عبدوا الاصنام بعد الطوفان لذلك ارسل الله لهم القائد الشرعي  هود عليه السلام لكي يحذرهم من غضب الله وكان قوم عاد طوال القامة اقوياء ولكنهم طغوا وتجبروا
  اورد عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، في تفسيره قَالَ:قَالَ: إِنَّ عَاداً كَانَتْ بِلاَدُهُمْ فِي الْبَادِيَةِ،مِنَ الْمَشْرِقِ [2] إِلَى الْأَجْفَرِ [3]،أَرْبَعَةَ مَنَازِلَ،وَ كَانَ لَهُمْ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ كَثِيرٌ،وَ لَهُمْ أَعْمَارٌ طَوِيلَةٌ وَ أَجْسَامٌ طَوِيلَةٌ،فَعَبَدُوا الْأَصْنَامَ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ هُوداً يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلاَمِ وَ خَلْعِ الْأَنْدَادِ،فَأَبَوْا وَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهُودٍ وَ آذَوْهُ،فَكَفَّتْ عَنْهُمُ السَّمَاءُ سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى قُحِطُوا،  
لاحظوا كانت لهم خيرات وزرع ونخيل وكل شيء لكن ما ان عبدوا الاصنام  ارسل لهم الله هود النبي الذي هو القائد الشرعي يدعوهم الى الاسلام والى ترك عبادة الاصنام فلم يستمعوا له فقحطوا لمدة سبع سنين والسبب عدم اتباع القيادة الشرعية فلو اتبعوه لما قحطوا 



قال علي بن ابراهيم في تفسيره:وَ كَانَ هُودٌ زَرَّاعاً،وَ كَانَ يَسْقِي الزَّرْعَ،فَجَاءَ قَوْمٌ إِلَى بَابِهِ يُرِيدُونَهُ فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمُ امْرَأَةٌ شَمْطَاءُ [4] عَوْرَاءُ،فَقَالَتْ لَهُمْ:

مَنْ أَنْتُمْ؟فَقَالُوا:نَحْنُ مِنْ بِلاَدِ كَذَا وَ كَذَا،أَجْدَبَتْ بِلاَدُنَا فَجِئْنَا إِلَى هُودٍ نَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا حَتَّى نُمْطَرَ وَ تُخْصِبَ بِلاَدُنَا فَقَالَتْ:لَوِ اسْتُجِيبَ لِهُودٍ لَدَعَا لِنَفْسِهِ،فَقَدِ احْتَرَقَ زَرْعُهُ لِقِلَّةِ الْمَاءِ

فَقَالُوا:وَ أَيْنَ هُوَ؟قَالَتْ:هُوَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا.فَجَاءُوا إِلَيْهِ،فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ،قَدْ أَجْدَبَتْ بِلاَدُنَا وَ لَمْ نُمْطَرْ، فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ تُخْصِبَ بِلاَدُنَا وَ تُمْطَرَ.فَتَهَيَّأَ لِلصَّلاَةِ وَ صَلَّى وَ دَعَا لَهُمْ،فَقَالَ لَهُمُ:«ارْجِعُوا فَقَدْ أُمْطِرْتُمْ وَ أَخْصَبَتْ بِلاَدُكُمْ».

فَقَالُوا:يَا نَبِيَّ اللَّهِ،إِنَّا رَأَيْنَا عَجَباً.قَالَ:«وَ مَا رَأَيْتُمْ؟»قَالُوا:رَأَيْنَا فِي مَنْزِلِكَ امْرَأَةً شَمْطَاءَ عَوْرَاءَ،قَالَتْ لَنَا:مَنْ أَنْتُمْ،وَ مَا تُرِيدُونَ؟قُلْنَا:جِئْنَا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ هُودٍ لِيَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا فَنُمْطَرَ.فَقَالَتْ:لَوْ كَانَ هُودٌ دَاعِياً لَدَعَا لِنَفْسِهِ،فَإِنَّ زَرْعَهُ قَدِ احْتَرَقَ.

فَقَالَ هُودٌ:«تِلْكَ أَهْلِي،وَ أَنَا أَدْعُو اللَّهَ لَهَا بِطُولِ الْعُمُرِ وَ الْبَقَاءِ»قَالُوا.وَ كَيْفَ ذَاكَ!قَالَ:«لِأَنَّهُ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُؤْمِناً إِلاَّ وَ لَهُ عَدُوٌّ يُؤْذِيهِ،وَ هِيَ عَدُوِّي،فَلَأَنْ يَكُونَ عَدُوِّي مِمَّنْ أَمْلِكُهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ عَدُوِّي مِمَّنْ يَمْلِكُنِي».


اذن بعد ان قحطت بلادهم ولم ينزل الله عليهم المطر ذهبوا للقائد الشرعي ولكن ماذا واجهم الاعلام الضال وكان الاعلام الضال هي زوجته التي قالت لهم :لَوِ اسْتُجِيبَ لِهُودٍ لَدَعَا لِنَفْسِهِ،فَقَدِ احْتَرَقَ زَرْعُهُ لِقِلَّةِ الْمَاءِ 
 وهذا درس لنا فالاعلام الضال قد يكون من المقربين للقائد الشرعي ويحاربه ويكون بذلك سببا في اضلال الناس عن اتباع القائد كما هو حال من انحرف في عصرنا كإنحراف منتظري الذي كان من المقربين من الامام الخميني رض وكان مرشحا لخلافته ولكن سبحان الله هذا الرجل انقلب واصبح يشنع ضد نظام الجمهورية الاسلامية ويدافع عن منافقين خلق وهكذا هو الحال زوجة نبي الله هود
فالعدو يكون احيانا من الداخل ويقوم بحرف الناس كما هو حال زوجة هود اذن اي شخص مقرب من القيادة الشرعية في زماننا المتمثل بالولي الفقيه ويقول لنا لا تتبعوا الولي الفقيه او حاربوه او انه ظالم فعلينا الحذر من هذا التضليل لأنه يمثل الاعلام الضال كما هو حال زوجة هود ع

قال علي بن ابراهيم :فَبَقِيَ هُودٌ فِي قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ،وَ يَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ حَتَّى خَصِبَتْ بِلاَدُهُمْ،وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَطَرَ،وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ يٰا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلىٰ قُوَّتِكُمْ وَ لاٰ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ

فهنا هود القائد الشرعي دعا لهم وخصبت ارضهم وهناك من امن به وهناك من عاند واستمر هود بالدعوة الى الله واخبرهم ان الخير بما فيه هو من الله بإتباعهم للقيادة الشرعية لكن مع ذلك قالوا له :يٰا هُودُ مٰا جِئْتَنٰا بِبَيِّنَةٍ وَ مٰا نَحْنُ بِتٰارِكِي آلِهَتِنٰا عَنْ قَوْلِكَ وَ مٰا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ

ومع ذلك ان بالرغم من ان  هود ع جلب لهم الادلة والبينة ومع ذلك عاندوا وعلموا بأنه حق من الله مع ذلك عاندوا بقولهم :يٰا هُودُ مٰا جِئْتَنٰا بِبَيِّنَةٍ وَ مٰا نَحْنُ بِتٰارِكِي آلِهَتِنٰا عَنْ قَوْلِكَ 
اذن الذي يعاند ولا يتبع قيادة القائد الشرعي سيكون مصيره الهلاك كما في حال قوم عاد كما سيأتي 











5- [[الاستكبار العالمي انذاك هم قوم عاد كيف كانت نهايتهم]] 

قال تعالى((فَأَمّٰا عٰادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ قٰالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنّٰا قُوَّةً)) 

لاحظوا كيف ان الله يعبر على كل طاغي بأنه مستكبر كل من يحارب القائد الشرعي يصفه بالاستكبار فعلا ان الاستكبار هو  طريق الضلال الذي يمنعنا من الوصول والانقياد لقيادة الحق قيادة القائد الشرعي فكان عاد انذاك هم الاستكبار العالمي و هود النبي ع هو القائد الشرعي 
اورد السيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان   بتفسير قوله تعالى(( فَأَمّٰا عٰادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ قٰالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنّٰا قُوَّةً))

وتفسيرها عن ابْنُ بَابَوَيْهِ:بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)، قَالَ: «لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوداً،أَسْلَمَ لَهُ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ سَامٍ،وَ أَمَّا الْآخَرُونَ فَقَالُوا: مَنْ أَشَدُّ مِنّٰا قُوَّةً فَأُهْلِكُوا بِالرِّيحِ الْعَقِيمِ،وَ أَوْصَاهُمْ هُودٌ وَ بَشَّرَهُمْ بِصَالِحٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)» 


اذن الناجين من عقب سام احفاد القائد الشرعي الملتزمين بأمر جدهم المنقادين للقائد الشرعي في زمانهم هم اهل النجاة وهكذا حال زماننا من احفاد النبي ص من السادة ففلان سيد موسوي وفلان سيد حسيني ويقولون نحن عرب جيد جدا  اذا كان هذا السيد  يتبع القائد الشرعي في زمانه فمصيره النجاة وحاله كحال عقب القائد الشرعي سام واما اذا لم ينقاد للقائد الشرعي فمصيره مصير ابن نوح  الذي غرق الطوفان فأبوه كان قائدا شرعيا في زمانه وانتم جدكم رسول الله ص وابوكم علي ع فالافتخار بالنسب شيء  جيد خصوصا نسب الرسول ص شرط ان تكون منقادا للقائد الشرعي في زمانك كما كان الناس منقادين لجدك الرسول ص الذي كان القائد الشرعي في زمانه الان انا ايضا من السادة الرضوية الحسينية واعود الى تسعة من الائمة ع من امير المؤمنين ع الى الامام علي الهادي ع هذا هو نسبي واستطيع ان افتخر به بشكل كامل لماذا افتخاري يكون كاملا بسبب انقيادي للقائد الشرعي في زماني الذي هو الولي الفقيه  لو لم انقاد للقائد لكان افتخاري بنسبي ناقصا لأنني لم اطبق نسبي بصورة صحيحة فالنسب بلا عمل يكون هبائا منثورا نعم انت تعرف امامك الغائب الذي هو الامام الحجة المنتظر ولكنه غائب الان بسبب ذنوبنا فنبغي لك ان تعرف القائد الشرعي في زمانك الذي تراه الذي يقود الامة ولا يوجد شخص يقود الامة في زماننا وهو ظاهر  غير الولي الفقيه واين نجده في الجمهورية الاسلامية في ايران بقيادة الامام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي دامت بركاته فلذلك ان الله انجا عقب سام بسبب انقيادهم للقائد الشرعي في زمانهم وهو النبي هود ع اما غيرهم ممن خالفوا القائد الشرعي فقد هلكوا وهم قوم عاد وكانوا اقوياء اكثر الناس قوة في زمانهم  بقولهم ((مَنْ أَشَدُّ مِنّٰا قُوَّةً)) ولكن هل نفعهم ذلك لا فقد اهلكوا بالريح العقيم وصاروا اسفل السافلين هكذا هو حال امريكا واتباعها لذلك الامام الخامنئي دام ظله عندما يقول ((إنّها بداية عصر ما بعد أمريكا)) هذا الكلام ليس عن عبث التن امريكا بدأ يضعف نفوذها بالمنطقة الان شبه انقطاع بين السعودية وبين امريكا بسبب سياسة الجمهورية الاسلامية في المنطقة وحنكة القائد الشرعي في زماننا وهو الامام الخامنئي دامت بركاته لذلك اقول لمن يتبع امريكا في العراق ممن يسترزقون منها ان نهايتكم ستكون كنهاية قوم عاد وسوف تذهبون الى مزبلة التاريخ اذا لم تراجعوا انفسكم وتبحثون عن القائد الشرعي في زمانكم فلا حل الا بذلك شاهدوا المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها المستمرة على الكيان الصهيوني هذا كله نتيجة الدعم الذي قدمه القائد الشرعي الولي الفقيه من اسلحة وصواريخ للمقاومة الفلسطينية التي تدك تل ابيب واصبحت لها معارك كمعركة سيف القدس واليوم نشهد معركة اخرى هي معركة الثأر وهذا كله ببركة الانقياد للقائد الشرعي فهذه نصيحتي لكم يامن تتبعون امريكا ورسالتي ايضا لمن ينتسبون للولاية حافظوا على نعمة ولاية الفقيه ولا تسقطون غيركم فيسلبكم الله هذه النعمة واول ما يسلب من هذه النعمة هي البصيرة فعندما تفقدون البصيرة ستضلون  عن طريق الحق وتصبحون اعداء للقائد الشرعي فهذه رسالتي واحذركم من غضب الله فعقابكم اشد من عقاب اتباع امريكا اني لكم ناصح مشفق انشروا فكر ولاية الفقيه ونحن ننشر ايضا ونجعل الله والامام المهدي هم الذين يحكمون بيننا وعلى ذلك فاليتنافس المتنافسون ولكن منافسة بشرف لا فجور 
اعاذنا الله واياكم ايها المؤمنين من مصائد ابليس 
وبعدها بشر النبي هود بنبوة صالح القائد الشرعي الذي سيأتي من بعده ولكن ليس من صلبه بل من صلب مؤمن اخر واوصاهم بإتباعه.














6-[[القيادة الشرعية في كل مكان مكان فيه نبي ومكان فيه وصي]]

قبل ان نبدأ بسيرة القائد الشرعي صالح  احب ان ابين ان بالرغم من ان صالح القائد الشرعي في زمانه سيبعث لقوم اخرين ولكن ليس معناه ان القيادة انقطعت وهناك رواية تقول عن النبي ص  ان من بعد هود وصيه شالخ ورواية تقول ان شالخ ابوه فالمهم القيادة مستمرة فبعد يذكر النبي ص الاوصياء من بعد النبي هود الذين من صلبه يصل الى الوصي الذي من صلبه وهو تارخ وهو والد نبي الله ابراهيم ع وهذا يثبت ان  المذكور في القرآن  ان  ازر  هو عم ابراهيم وكان بمثابة الأب لأنه رباه لذلك عبر القرآن عنه بأنه اباه ولم يقل والده  اما والد ابراهيم ع فهو تارخ الوصي من ذرية الاوصياء ذرية النبي هود عليهم السلام هذا بخصوص استمرار القيادة الشرعية في ذرية هود النبي ع  فهي مستمرة الى  تارخ ومن بعده النبي ابراهيم ع  

اما القائد الشرعي صالح ع فهو ليس من ذرية هود ع وبعث لقوم اخرين يأتون من بعده ولكن هود بشر به وبنبوته فيكون القائد الشرعي في زمانه واوصى اتباعه لمن يراه بالايمان به والانقياد لقيادته الشرعية من بعده 
والنبي صالح ، هو أحد الأنبياء العرب وهو من قبيلة ثمود ونسب قبيلة ثمود هو : ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح --، وقيل: ثمود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. 
وكانوا عربا اقحاحا لأنهم يعودون بنسبهم لعاد 
















7-[[القائد الشرعي في مواجهة الجاحدين]]
قال تعالى ((وَ إِلىٰ ثَمُودَ أَخٰاهُمْ صٰالِحاً قٰالَ يٰا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّٰهَ مٰا لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهٰا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ))


لاحظوا هنا الله يذكر اخوة القائد الشرعي مع ابناء قبيلته الضالين الذين هم نفس البلد ونفس الوطن هكذا هو حال في زماننا ايها الولائي ابواق الاستكبار يقولون اترك الولاية اترك الجمهورية الاسلامية وقف مع بلدك فما هي الفائدة فهذا صالح القائد الشرعي في زمانه حاربه اهل بلده اهل وطنه فقتلوا الناقة وهلكوا والذي نجى هو من اتبع قيادة القائد الشرعي وهو صالح عليه السلام اذن قد يكون الذين يحاربون القائد الشرعي في زماننا هم اخوة لنا في الوطن والعشيرة ايضا ولكن هذه لا تنفع عند الله اذا وقفت ضد القيادة الشرعية فلا وطنية زائفة مقابل دولة الولي الفقيه ولو كانت الوطنية مفيدة لاستفاد منها قوم صالح ع الذي كان اخاهم بالوطنية فإذن الوطنية الزائفة التي منها ابواق حب الوطن من الايمان لا تفيد اذا لم تكن تحت قيادة شرعية فالقيادة الشرعية اولا ثم الارض ثانيا

فهنا النبي صالح القائد الشرعي ع  ارسله الله الى قومه ثمود الذين انعم الله عليهم بالخيرات ولكن جحدوا واستيقنتها انفسهم ظلما ودعاهم لعبادة الله واتباع قيادته الشرعية لأنه عندما يكون الا تباع يكون تحت امر قائد شرعي وبما ان القائد الشرعي يعرف به الله فلا بد من اتباعه وقال لهم ان الله استعمركم في الارض وهنا استعمر يعني أطال بعمركم جعلكم معمرين فتوبوا اليه انه قريب مجيب  وقد ورد في البحار عن 
قصص الأنبياء: بالإسناد عن الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن أبي عمير، عن الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا، وكان يوم غاب كهلا " حسن الجسم، وافر اللحية، ربعة من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه، وكانوا على ثلاث طبقات: طبقة جاحدة لا ترجع أبدا "، وأخرى شاكة، وأخرى على يقين، فبدأ حين رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: أنا صالح، فكذبوه وشتموه وزجروه وقالوا: إن صالحا " كان على غير صورتك وشكلك، ثم أتى إلى الجاحدة فلم يسمعوا منه ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خبرا لا نشك أنك صالح، إنا نعلم أن الله تعالى لخالق يحول في أي صورة شاء، (1) وقد أخبرنا وتدارسنا بعلامات صالح عليه السلام إذا جاء، فقال: أنا الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا: صدقت وهي التي نتدارس، فما علامتها؟ قال: لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم، فقالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به، قال عند ذلك الذين استكبروا وهم الشكاك والجحاد: إنا بالذي آمنتم به كافرون. قال زيد الشحام: قلت: يا ابن رسول الله هل كان ذلك اليوم عالم؟ قال: الله أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه، وإنما مثل علي والقائم صلوات الله عليهما في هذه الأمة مثل صالح عليه السلام.



اذن الامة التي بعث اليها صالح ثلاث طبقات طبقتان  الكتان وطبقة واحد ناجية فأما الطبقة الاولى فهي الشكاكة واخبرهم النبي صالح بأنه هو القائد الشرعي ولكن لم يسمعوا له هؤلاء من الهالكين اما الطبقة الثانية فهم الجاحدين وهؤلاء ايضا هالكين اما الطبقة الثالثة فهم الناجون وهم اهل اليقين الذين صدقوا نبوة صالح اتبعوا قيادته الشرعية  ولاحظ ماذا وصف الامام الصادق هؤلاء المشككين  الجاحدين قال عنهم الذين فاستكبروا اذن من صفات الاستكبار العالمي او من يتبع الاستكبار العالمي هو الشكاك الجاحد  بقيادة القائد الشرعي وهذا لن ينفع كونه سيكون المصير الهلاك كما سيأتي في حال  هاتين الطبقتين من قوم صالح  .



















8-[[ ثمود تجحد وتعاند شرعية القائد الشرعي]]

ورد في تفسير القمي محاجة صالح لهؤلاء المعاند ين المشككين المستكبرين كما وصفهم الامام الصادق ع :

قال لهم صالح عليه السلام: قد طال هذا الأمر فقالوا له: سل (3) ما شئت، فدنا إلى أكبر صنم لهم فقال له: ما اسمك؟ فلم يجبه، فقال (لهم خ): ماله لا يجيبني؟ قالوا له: تنح عنه، فتنحى عنه فأقبلوا إليه يتضرعون و وضعوا على رؤوسهم التراب وضجوا وقالوا: فضحتنا ونكست رؤوسنا، فقال صالح: قد ذهب النهار، فقالوا: سله، فدنا منه فكلمه فلم يجبه، فبكوا وتضرعوا حتى فعلوا ذلك ثلاث مرات فلم يجبه بشئ، فقالوا: إن هذا لا يجيبك، ولكنا نسأل إلهك، فقال لهم:
سلوا (4) ما شئتم، فقالوا: سله أن يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء عشراء، (5) أي حاملة، تضرب منكبيها طرفي الجبلين، وتلقي فصيلها من ساعتها، وتدر لبنها، فقال صالح: إن الذي سألتموني عندي عظيم وعند الله هين، فقام فصلى ركعتين ثم سجد وتضرع إلى الله فما رفع رأسه حتى تصدع الجبل وسمعوا له دويا " شديدا " فزعوا منه وكادوا أن يموتوا منه، فطلع رأس الناقة وهي تجتر، (6) فلما خرجت ألقت فصيلها، ودرت بلبنها



اذن يتبين ان هؤلاء المشككين الجاحدين  قد أتم صالح  القائد الشرعي عليهم الحجة وقد علموا ان الله افضل من الهتهم بعدما طلبوا من الله ان يأتي لهم بناقة من الجبل ناقة كبيرة ومع ذلك فهم  يعاندون ويجحدون  ويعلمون ان الحق من الله وان القائد الشرعي هو صالح  ويقال ان الرئاسة اصبحت له  فبدأ المفسدين الجاحدين الاستكبار التخطيط ضد القائد الشرعي ولكن هذا لا يفيد لأنهم يريدون والله يريد.













9-[[الاستكبار يقتل الناقة عنادا بالقائد الشرعي فكان المصير الهلاك]]


كلنا نعلم ان ناقة صالح هي ناقة عظيمة ومعجزته  وقد ورد في تفسير القمي  قول سيدنا صالح لهم : لهذه الناقة شرب، أي تشرب ماءكم يوما " وتدر لبنها عليكم يوما "، وهو قوله عز وجل: " لها شرب ولكم شرب يوم معلوم * ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم " فكانت تشرب ماءهم يوما "، وإذا كان من الغد وقفت وسط قريتهم فلا يبقى في القرية أحد إلا حلب منها حاجته،

عندها خطط تسعة من الفاسقين وهم الاستكبار انذاك ومعهم امرآة  لقتل الناقة وقد ورد في البحار وقال كعب: كان سبب عقرهم الناقة أن امرأة يقال لها ملكاء كانت قد ملكت ثمودا "، فلما أقبل الناس على صالح وصارت الرئاسة إليه حسدته فقالت لامرأة يقال لها قطام وكانت معشوقة قدار بن سالف ولا مرأة أخرى يقال لها قبال كانت معشوقة مصدع وكان قدار ومصدع يجتمعان معهما كل ليلة ويشربون الخمر، فقالت لهما ملكاء: إن أتاكما الليلة قدار ومصدع فلا تطيعاهما وقولا لهما: إن الملكة حزينة لأجل الناقة ولأجل صالح فنحن لا نطيعكما حتى تعقرا " الناقة فلما أتياهما قالتا لهما هذه المقالة، فقالا: نحن نكون من وراء عقرها، قال: فانطلق قدار ومصدع وأصحابهما السبعة فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء وقد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وكمن لها مصدع في أصل أخرى، فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها، وخرجت عنيزة وأمرت ابنتها و كانت من أحسن الناس فأسفرت لقدار ثم زمرته (1) فشد على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها فخرت ورغت رغاة واحدة تحذر سقبها، ثم طعن في لبتها فنحرها وخرج أهل البلدة واقتسموا لحمها وطبخوه، فلما رأى الفصيل ما فعل بأمه ولى هاربا حتى صعد جبلا " ثم رغا " رغاء تقطع منه قلوب القوم

اذن المرآة التي كانت عدوة للقائد الشرعي كانت تمثل الاستكبار في زمانها وكانت هي التي تحيد عن اتباع القائد الشرعي صالح ع فماذا كان ردهم فبعدما بايع الكثير منهم  النبي الله صالح للقيادة الشرعية وهو الايمان بالله ولكن الجاحد ن لم يكفوا واستمر ا بأبواقهم بحجة إن الماء سوف ينفذ بحجة الناقة وكانت هذه نعمة لهم وما ان قتلوها  حتى جائهم النبي صالح القائد الشرعي وحذرهم من نزول العذاب بعد ثلاثة أيام اذا لم يتوبوا ولم يرجعوا بإتباع القيادة الشرعية المتمثل به  كما تعالى ((تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب)) 
وبعدما انقضت المدة المعلومة وهي الثلاثة ايام نزل عذاب الله على بوم ثمود واهلكهم الله لأنهم عضوا القائد الشرعي جحدوا فأنزل الله ذابه عليهم اما الذي أمن بقيادة القائد الشرعي صالح فقد نجى من العذاب لذلك قال تعالى ((كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا)) واليوم في زماننا عبرت ناقتين شبه ناقتي صالح في بغداد بالقرب من المطار هاتين الناقتين كأننا امان لنا من الارهاب وهي من حمتا سقوط بغداد من يد الارهاب نعم قادة النصر الشهيدين العزيزين الحاج سليماني والحاج المهندس اللذان كانا اشبه الناس بناقة صالح التي كانت تنفع الناس وتقدم الخدمات لهم وهما كانا يقدمان الخدمات للناس للشعب وتوفير الأمن لهم وهما من حررا العراق ولا ننسى الكلمة الخالدة أناقة زماننا الشهيد سليماني عندما قال : لن اسمح بسقوط بغداد هكذا كان الشهيد الحاج قاسم وكذلك رفيق دربه الشهيد ابا مهدي المهندس لذلك هما معجزة القائد الشرعي في زماننا الامام الخامنئي دام ظله
فتم عقرهما في الليل في نفس توقيت عقر ناقة صالح 
في بغداد المدينة التي لم يسمحان بسقوطها بالقرب من مطارها اليد التي حررت الموصل سقطت في المطار في بغداد وما ان تم عقرهما حتى اصبحت ساحة التحرير احتفالات ورقص شماته ورضا بقتلها   هذه هي حقيقة التي تسمى زورا ثورة تشرين وهي ليست ثورة بل فتنة  حالهم كحال قوم ثمود وبعدما عقروا الناقتين في زماننا انزل الله بلاء الكور نا وتغير لون العالم وماذا كان مصير تشرين لم تستمر  تشرين الا مدة قليلة وتبخرت واخزاهم الله وهذا لأنهم رضوا بقتل اناسا مؤمنين تشمتوا بقتل ناقتي القائد الشرعي في زماننا فأنتهت فتنتهم وابادهم الله كما آباد قوم ثمود وها هي ساحة التحرير كما تشاهدون لا وجود لمن تسمى تشرين  سوى صور لهم لكي يكونوا عبرة كما كان حال قوم ثمود لرضاهم بقتل المؤمنين أصبحوا شريكين عند الله بدمائهم  كما قال قال الإمام الرضا عليه السلام : " لو أن رجلاً قُتل في المشرق , فرضى بقتله رجل في المغرب, لكان الراضي عند الله شريك القاتل
اما ترامب نهايته بإذن الله على يد عبد من عباده المجهولين  وامريكا نهايتها قريبة بإذنه تعالى
اذن كل من يعادي القائد الشرعي ويحاول المساس به وأتباعه  فسيكون مصيره كمصير قوم ثمود وفتنة تشرين  فأعتبروا يا اولي الألباب.













وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين




حرره وكتبه انصار الكرار بتاريخ ٢٦/شوال/١٤٤٤ هجريا