Translate

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الخامس عشر)

1-[[القائد الشرعي يتيم الابويين ويكفله جده وعمه]]
نعم ايها الاخوة هكذا نشأ سيد الكائنات محمد ص وقد قلنا في الدرس السابق انه ولد في عام الفيل ابوه عبد الله وجده عبد المطلب وامه امنة بنت وهب  توفي ابوه قبل ولادته وماتت امه وهو بسن صغير وقد رباه جده عبد المطلب وبعد وفاة جده عبد المطلب عهد بتربيته عمه ابو طالب وهو عبد مناف  هكذا نشأ القائد الشرعي سيد الكائنات رسول الله ص يتيم الابويين ويتيم الجد رباه عمه ويكبر رسول الله ص ويشب ويشتهر بلقب الصادق الأمين وذلك بسبب نزاع بين قبائل قريش بخصوص نقل الحجر الاسود فتولى ذلك رسول الله ص بنفسه عندها قال الجميع : هذا الصادق الأمين رضيماه حكما بيننا فكانت الانظار  كلها تنظر وهذا كله استعدادا وتهيأ لقضية الرسالة التي سيبعث بها رسول الله ص القائد الشرعي بزمانه














2-[[الدعوتان للقائد الشرعي السرية والعلنية]]
كان رسول الله ص القائد الشرعي في غار حراء يتعبد في الغار وفجأة  سمع نداء من السماء  بنزول سورة العلق من جبرائيل واخباره بأنه القائد الشرعي الذي سيكلف لأداء الرسالة وقد أمن به من النساء خديجة ومن الفتيان امير المؤمنين علي ع ثم بعد ذلك تبعه نفر كثير من الصحابة وكانت هذه الرحلة تسمى الدعوة السرية وهي مرحلة تحشيد الناس بصورة سرية بحيث يؤهله بعد ذلك للدعوة العلنية وهذا يعني شيء واحد ان التقية شيء مهم ومن الواجبات وهذه من فوائد التقية عندها رسول الله ص أسقط التقية بالمرحلة  الثانية  وأعلن الدعوة واسمها الدعوة العلنية
وهنا امر مهم يجب الانتباه عليه
بخصوصنا نحن والتقية التقية علينا في زماننا واجبة واعني التقية المداراتية
ان رسول الله ص  امر بالتقية وبعدها أمر ان يصدح  بالأمر وكذلك امير المؤمنين ع الى ائمتنا امروا بالتقية فاذا قام القائم اسقطها وذلك برواية  حيث جاء في كتاب تأويل الايات 2/540 قال (تأويله : ما قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله (( ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) (فصلت:34). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمرت بالتقية، فسار بها عشرا حتى أمر أن يصدع بما أمر وأمر بها علي، فسار بها حتى أمر أن يصدع بها، ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيف، ولم يأخذ من الناس، ولم يعطهم إلا بالسيف

اذن التقية في عصرنا ودورنا يختلف عن دور رسول الله ص فالتقية في عصرنا لا يرفعها الا الامام الحجة عجل الله فرجه عكس رسول الله ص  وعلة رفعه التقية لانه استعمل السيف ونحن مأمورين بالرفق والتقية والمداراة وان اصبحت لدينا امارة كما ورد ذلك في الخصال عن الامام الصادق بحديث طويل نأخذ الشاهد منه :
وان أمارتنا بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد فرغبوا الناس في دينكم وفيما أنتم فيه.

بعدها رفع رسول الله ص التقية عندما امره تعالى بذلك عندما قال تعالى  ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) وهنا علة رفع رسول الله ص التقية لان هنالك سيكون سيف وقتال وانتهى زمن الهدنة بعهد رسول الله ص وهو يختلف عن زماننا لان امامنا في تقية حيث قال روحي له الفداء ((وانا في تقية حتى يؤذن لي بالخروج))
اما رسول الله ص فقد انقضت التقية بزمانه لانه كما قلنا سيكون هنالك السيف
وللمزيد حول بحث التقية يرجى مراجعة بحثنا المسمى التحرير الحقيقي للإنسان الشيعي ردا على من ادعى تحرير الانسان الشيعي كتبته ردا على ياسر الخبيث فيرجى مراجعته للتعمق اكثر

فالمهم ان رسول الله ص بعدما بدأت الدعوة العلنية جهر بدعوته وقد تعرض من الصحابة للأذى ومن خواص الحق الذين تعرضوا للأذى سيدنا عمار بن ياسر حيث تم قتل عائلته واعياه التعذيب فأضطر مكرها ان يذكر الهتهم بخير عندها نزل قوله تعالى ((إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)) وهذا يبين لنا أن حديث حاص حيصة بخصوص عمار لا يصح كونه مخالف لكتاب الله الذي صرح بإطمئنان قلب عمار بالإيمان













3-[[سبب هجرة القائد الشرعي من مكة ولما سمي بعام الحزن]]

كان ابو طالب هو الذي دافع عن رسول الله ص وقد اسلم مع رسول الله ص ولكنه اخفى إيمانه من اجل حماية رسول الله ص بحجة القرابة لكي يتخذها ذريعة لحماية النبي ص من مشركين قريش وكانت خديجة خير عضد له وبعدما مات وماتت خديجة سماه رسول الله ص بعام الحزن وبكي رسول الله ص القائد الشرعي على وفاته عندها امره جبرائيل بالهجرة لان ناصره ابو طالب توفي  وهنا سؤال هل الرسول ص يبكي على شخص كافر؟؟؟
هل تأخذه النبي ص في الله لومة لائم؟؟؟
والجواب ان النبي ص لا يبكي على انسان كافر فمن المستحيل وهذا يدل على اسلام ابو طالب وقد شهدت اشعاره التي تصرح بإيمانه منها :
كريم المساعي ماجد وابن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل

وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل


وقال ايضا رضوان الله عليه :
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح * ولقد صدقت وكنت ، ثم أمينا

وعرضت دينا لا محالة أنه * من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا


وقال رضوان الله عليه :
فـصبرا أبـا يـعلى عـلى دين أحمد وكـن مـظهرا لـلدين وفـقت صابرا
نـبي أتـى بـالدين مـن عـند ربه بـصدق وحـق لا تـكن حمزة كافرا
فـقد سـرني إذ قـلت " لبيك " مؤمنا فـكن لـرسول الله فـي الدين ناصرا



وقال صلوات ربي وسلامه عليه :

وسعيي لوجه الله في نصر أحمد 
 نبي الهدى المحمود طفلاً ويافعا



وهذه الأبيات تدل على ايمان سيدنا ابو طالب وبذلك يسقط حديث الصحضاح المروي في كتب العامة حيث روو في صحيح البخاري هذا الحديث المكذوب على النبي ص  :
هو في ضحضاح من نار، لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار

وذلك اضافة لكونه مخالف لسيرة ابو طالب واشعاره التي تدل على إيمانه وكون الحديث ايضا مخالف لكتاب الله حيث وردت الايات انه لا يخفف العذاب على الكافرين ولا تنفعهم الشفاعة منها قوله تعالى:
 { أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ  فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ( البقرة : 86 ) }. 

{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ( البقرة : 162 ) }.


 { وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ( النحل : 85 ) }.

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ( فاطر : 36 ) }.

{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ( المدثر : 48 ) }.

فهذا الحديث  بمخالفته لكتاب الله يثبت انه كذب على رسول الله ص 
اما قوله تعالى ((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ))  فهذه الاية مدنية وليست مكية وسيدنا ابو طالب توفي في مكة وليس في المدينة 

واما اقوال ائمة  اهل البيت ع في اسلام ابو طالب كثيرة منها :

ورد عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قوله: قال رسول الله (ص) هبط عليّ جبرائيل فقال لي: يا محمد: إن الله عز وجل مشفعك إلى ستة: بطن حملك آمنة بنت وهب, وصلب أنزلك عبد الله, وحجر كفلك أبو طالب, وبيت آواك عبد المطلب, وأخ لك في الجاهلية قيل يا رسول الله وما كان فعله ؟ قال: كان سخياً يطعم الطعام ويجود بالنواء, وثدي أرضعك حليمة بنت أبي ذؤيب. 

عن أمير المؤمنين أنه قال: والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ومن ولده من الأئمة لأن نوره من نورنا الذي خلق الله تعالى من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام.  

[[اقول]] وهذه الرواية تدل ان ابو طالب من الاوصياء 

عن الإمام زين العابدين وقد سئل عن إيمان أبي طالب فقال: وا عجباه ؟ أتطعنون على أبي طالب أو على رسول الله ؟ وإن الله تعالى نهى رسول الله أن يقر مسلمة على نكاح كافر في غير آية من القرآن وقد كانت فاطمة بنت أسد من المؤمنات السابقات إلى الإسلام ولا يشك أحد في ذلك ولم تزل تحت أبي طالب إلى أن مات 

وجاء عن الإمام الباقر (ع) قوله: لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه على إيمانهم ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين كان يأمر بأن يحج عن عبد الله أبي النبي وعن أبيه أبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته في الحج عنهم بعد مماته.

وقال رجل للإمام الصادق (ع): سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، فقال (ع): إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان، وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجج إيمان أبي طالب على إيمانهم.


وروايات كثيرة وبذلك يتبين ان ابو طالب ع مؤمن ومن اشد الايمان ولكن أقلام بني امية تطعن به حقدا عليه وعلى امير المؤمنين عليه السلام

فلهذا يتبين لنا ان سبب هجرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة هو بسبب موت ابو طالب وموت ام المؤمنين خديجة صلوات ربي وسلامه عليهم. 














4-[[القائد الشرعي ينشيء اول حكومة اسلامية في المدينة]] 

بعدما بايع الاوس والخزرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاجر المسلمين واخرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الي المدينة وجعل امير المؤمنين علي عليه السلام يبات في فراشه الذي يعتبر اول فدائي بالاسلام يفدي بنفسه القائد الشرعي وهكذا هو حالنا في زماننا علينا ان نقتدي بإمامنا الذي افتدى بنفسه القائد الشرعي المتمثل برسول الله ص كذلك في زماننا علينا ان نفتدي القائد الشرعي في زماننا وهو الولي الفقيه فهذه امريكا وإسرائيل لا تريد من الجمهورية الاسلامية سوى رأس الولي الفقيه الذي اصبح يضج مضاجعهم ويزرع بهم الخوف وجعلهم اضحوكة لذلك علينا ان نكون عمليين وليس فقط شعارات وهذا نبهت عليه مرارا وتكرارا ان الدفاع اليوم عن القيادة الشرعية في زماننا المتمثلة بالولي الفقيه ماهو الا اختبار لنا بأننا هل سننصر القيادة الشرعية الرئيسية المتمثلة بإمام زماننا الامام الحجة روحي لتراب مقدمه الفداء ام سنكون كاسلافنا الكوفيين مع الامام الحسن ونسلم عليه بالسلام على مذل المؤمنين
اذن علينا ان نكون فدائيين نفتدي بأنفسنا القيادة الشرعية في زماننا المتمثلة بالولي الفقيه كما فعل امير المؤمنين ع مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما بات فراشه وأصبح اول فدائي في الاسلام 
ثم هاجر رسول من مكة إلى المدينة بعد اغلب المسلمين وسمي المسلمين الذين هاجروا من مكة بالمهاجرين واما المسلمين من اهل المدينة. فسمو بالانصار وأصبحت القيادة بيد رسول الله ص وقد صالح الرسول ص اليهود وكتبت وثيقة في المدينة  سميت بوثيقة المدينة وهو اول دستور للدولة الاسلامية التي اسسها رسول الله ص منها ان كل شيء مرده الى الله ورسوله وأنهم امة واحدة سواء كانوا انصار ام مهاجرين وان اهل الكتب اليهود في مأمن لهم ما للمسلمين الا من اثم وغدر  وهذا يتبين لنا من سيرة النبي ص ان الرسول  ليس ذلك العالم الذي فقط يعطي امورا للناس في الحلال والحرام بل ايضا له القيادة وله التدخل بالامور السياسية والاجتماعية وانه لا ينعزل عن المجتمع وان استغرب من بعض الشيعة وللاسف ممن يقولون انهم يقلدون المرجعية ويقولون ان وظيفة الفقيه فقط في الفتيا وكأنهم لا يقرأون سيرة نبينا ص عندما أسس دستور الدولة الإسلامية وأصبح هو القائد ولا يقل لي أحد انك تقارن فهذا شيء وذاك شيء ولكن بما ان الله يقول في محكم كتابه العزيز ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)) فهل التأسي برسول الله ص فقط اجعل وظيفة الفقيه في الفتيا ام ايضا وظيفته حسب التأسي برسول الله  بالامور السياسية والاجتماعية التي تخص مصلحة الامة فالجواب تأسيا برسول الله ص وانه اسوة اقتدائا لنهجه وسيرته فإن رجل الدين ليس فقط وظيفته الفتيا بامور الحلال والحرام فقط بل ايضا الامور الولائية التي تخص مصلحة المسلمين اقتدائا بسيرة رسول الله وهذا دستور المدينة خير شاهد ان وظيفة رجل الدين ليس فقط حلال وحرام بالرسالة العملية كما ادعى ذلك اهل الدكاكين المنتسبين زورا لخط المرجعية بل وظيفته حسب دستور المدينة المنورة هو قيادة الامة دينيا وسياسيا واجتماعيا وقد طبق ذلك الامر الفقهاء في زمن الغيبة وقادوا الامة دينيا و  سياسيا واجتماعيا المحقق الكركي والعلامة المجلسي والمجدد الشيرازي  امامنا الراحل العظيم الخميني رضوان الله  عليهم وما كان فعلهم الا اقتدائا بذلك الدستور  في المدينة المنورة كأول دستور لأول حكومة في الاسلام 

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٠/صفر/١٤٤٥ هجريا

الخميس، 24 أغسطس 2023

دور الاستكبار العالمي في قتل الامام الحسن ع

          بسم الله الرحمن الرحيم 
وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 
اما بعد 
عظم الله لكم الأجر والثواب بمصاب ثاني الائمة كريم اهل البيت ع الامام الحسن ع 
لقد كان الامام نموذج لإقامة الحكومة الدينية وسعى لتطبيقها ولكن انقياد الناس لقيادة غير شرعية المتمثلة لمعاوية اضطرته ان يتنازل عن الحكم حقنا لدماء المسلمين
والسؤال هنا :
من قتل الامام الحسن عليه السلام 
من الذي بعث السم لمعاوية لقتل الامام الحسن هل فقط قتله معاوية الجواب لا 
هل فقط سمته جعدة الجواب ايضا لا نعم يا اخوتي لقد قتله الاستكبار العالمي قتله قيصر وذلك بعدما بعث السم لمعاوية وقد ورد ذلك في الاحتجاج: عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا قال: أتيت الحسن بن علي عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي [معك] رجل، فقال: ومم ذاك؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية، قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا. قال: وهو يكلمني إذا تنخع الدم فدعا بطست فحمل من بين يديه ملآن مما خرج من جوفه من الدم، فقلت له: ما هذا يا ابن رسول الله إني لأراك وجعا قال: أجل دس إلي هذا الطاغية من سقاني سما فقد وقع على كبدي، فهو يخرج قطعا كما ترى، قلت: أفلا تتداوى؟ قال: قد سقاني مرتين وهذه الثالثة لا أجد لها دواء. ولقد رقي إلي أنه كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجه إليه من السم القتال شربة، فكتب إليه ملك الروم: أنه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا، فكتب إليه: إن هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه، وأنا أريد أن أدس إليه من يسقيه ذلك، فأريح العباد والبلاد منه، ووجه إليه بهدايا وألطاف، فوجه إليه ملك الروم بهذه الشربة التي دس بها فسقيتها. واشترط عليه في ذلك شروطا......
وبهذا يتبين لنا السبب الذي قتل امامنا الحسن عليه السلام من أجله من اجل حكومة دينية بقول معاوية (يطلب ملك ابيه) وهو ليس ملك وكذب عدو الله بل هي حكومة دينية لذلك قام الاستكبار انذاك وهو قيصر الروم بدس السم له عن طريق معاوية الذي بعث بالسم لزوجة امامنا الحسن وهي جعدة فنفذت  خطة الاستكبار وهكذا هو حال استكبار زماننا المتمثلة بأمريكا هؤلاء هم احفاد الروم الذين تحول ملكهم من ملكي الى نظام رئاسي وطبعا نظامهم وراثي بدليل امام ان يكون الرئيس المنتخب جمهوريا او ديمقاطيا  اذن فعادة قياصرة الروم لم تتغير تطبيقي فقط بالعنوان والا التطبيق نفس التطبيق ونفس المؤامرات ولذلك قال الامام الخميني : امريكا شيطان اكبر 
 فعلينا نحن مؤمنين ان لا نغفل عن دور المنفذ الرئيسي لهذه الجريمة وهو الاستكبار العالمي الذي كان المحرك الرئيسي لمعاوية وما معاوية الا عميل لقيصر الروم
الصاحب الأصلي لهذا السم الفتاك 
وهذا ونسأل الله أن يوفقنا لخدمة محمد وآل محمد وان يحشرنا معهم وان ننال شفاعة امامنا الحسن ع وذلك بالسعي لتطبيق ما كان يسعى اليه وهو اقامة الحكومة الدينية وهذا وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 


كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٧/صفر/١٤٤٥ هجريا

ابن عبد الوهاب يطعن بالصحابة ويصفهم بقادة الفتنة التي قتلت عثمان

الأربعاء، 23 أغسطس 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الرابع عشر)

١-[[القائد الشرعي  الموعود الذي سيحكم بني اسرائيل]]
قد بينا سابقا ان المسيح هو الذي تصدى للقيادة الشرعية بعد يحيى ع وكان مبشرا به من قبل النبي عمران ع والسؤال هل كان عيسى ع نبيا ورسولا
والجواب على ذلك كان المسيح نبيا في المهد ولم يكن رسولا وقد ورد أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام سأله أكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال عليه السلام: كان يومئذ نبياً حجة الله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا﴾5.

اذن القائد الشرعي المسيح كان نبيا ولم يكن رسولا في البداية لانه لم يرسل الى بني اسرائيل بعد
وبعدما ارسل لبني اسرائيل كذبوه اليهود بعدما جاء اليهم بمعجزات وهو قوله تعالى ((أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))
ونحن في غنى عن الشروح وما ذكره المفسرون لصراحة الآيات الشريفة في صدور هذه المعجزة عن عيسى (ع) ووقوعها ودلالتها على صدق دعواه وقد كرر سبحانه وتعالى الكلام في صدور هذه المعاجز من عيسى (ع) عندما خاطبه عز وجل مشافهة:

ذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي.

اذن القائد الشرعي عمله كله بإذن الله وقد واجه من حاول تأليهه عندما ادعى قوم انه ابن الله ورد عليهم وتبرأ منهم وايضا واجه كهنة اليهود وكان المسيح يحاول ان يجعل قيادة دينية وقد بشر به يحيى بن زكريا وقد ورد في البرهان في بحار الانوار:

القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق (ع) قال : أفضي الامر بعد دانيال (ع) إلى عزير 7 ، وكانوا يجتمعون إليه ويأنسون به ويأخذون عنه معالم دينهم ، فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه ، وغابت الحجج بعده واشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا 7 وترعرع فظهر وله سبع سنين ، فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، وذكرهم بأيام الله ، وأخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل ، وأن العاقبة للمتقين ، ووعدهم الفرج بقيام المسيح 7 بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول 

فهذا هو القائد الشرعي في زمانه  الذي سيحارب استكبار زمانه ابليس ومعه عملائه المهنة كما سيأتي. 











٢-[[القائد الشرعي ودوره في مقارعة استكبار زمانه ابليس]] 

ورد في البحار :
لى : ابن شاذويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما مضى لعيسى 7 ثلاثون سنة بعثه الله عزوجل إلى بني إسرائيل ، فلقيه إبليس على عقبة بيت المقدس وهي عقبة أفيق ، [١] فقال له : ياعيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أن تكونت من غير أب؟ قال عيسى : بل العظمة للذي كونني ، وكذلك كون آدم وحواء قال إبليس : ياعيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا؟ قال عيسى : يا إبليس بل العظمة للذي أنطقني في صغري ولو شاء لابكمني ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيصير طيرا؟ قال عيسى : بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخر لي ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشفي المرضى؟ قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم وإذا شاء أمرضني ، قال إبليس فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى؟ قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه أحييهم ، ولا بد من أن يميت ما أحييت ويميتني ، قال إبليس : يا عيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولا ترسخ فيه؟ قال عيسى : بل العظمة للذي ذلله لي ولو شاء أغرقني ، قال إبليس : يا عيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والارض ومن فيهن دونك ، وأنت فوق ذلك كله تدبر الامر ، وتقسم الارزاق؟ فأعظم عيسى (ع) ذلك من قول إبليس الكافر اللعين ، فقال عيسى : سبحان الله ملء سماواته وأرضه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه ، ورضى نفسه.


وأخرج الصدوق بإسناده عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن بريد القصراني قال : قال لي أبو عبدالله (ع) : صعد عيسى (ع) على جبل بالشام يقال له أريحا ، فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين فقال له : ياروح الله أحييت الموتى وأبرأت الاكمه والابرص ، فاطرح نفسك عن الجبل ، فقال عيسى 7 : إن ذلك أذن لي فيه وهذا لم يؤذن لي فيه. [٣]

وأخرج ايضا  الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن خالد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق (ع) قال : جاء إبليس إلى عيسى (ع) فقال : أليس تزعم أنك تحيي الموتى؟ قال عيسى : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط ، فقال عيسى : ويلك إن العبد لايجرب ربه.

وقال إبليس : يا عيسى هل يقدر ربك على أن يدخل الارض في بيضة والبيضة كهيئتها؟ فقال : إن الله تعالى لايوصف بعجز ، والذي قلت لايكون يعني هو مستحيل في نفسه كجمع الضدين



اذن هنا القائد الشرعي قد افحم استكبار زمانه وقد ورد انه عرض عليه ملكه ولكن لم يخضع له وهذا هو حال الجمهورية الاسلامية في ايران عرضت امريكا عليهم امور الملك وكل شيء مقابل الخضوع لسلطانها ولكن الجمهورية الاسلامية لم تقبل الخضوع للشيطان الاكبر امريكا وهكذا كان دور القائد الشرعي المسيح ع 











٣-[[الحواريون هم خواص الحق ولماذا سموا بالحَواريين ومن هو شبيه عيسى بن مريم وهل كان صالحا وبماذا بشر من بعده]]

قال تعالى((يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ١٤.)) 


ورد في البحار :

 ـ فس : روى ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله : « فلما أحس عيسى منهم الكفر » أي لما سمع ورأى أنهم يكفرون ، والحواس الخمس التي قدرها الله في الناس السمع للصوت ، والبصر للالوان وتميزها ، والشم لمعرفة الروائح الطيبة والمنتنة ، [١] والذوق للطعوم وتميزها ، واللمس لمعرفة الحار والبارد واللين والخشن. [٢]

٢ ـ ع ، ن : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه قال : قلت للرضا 7 : لم سمي الحواريون الحواريين؟ قال : أما عند الناس فإنهم سموا حواريين لانهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل ، وهو اسم مشتق من الخبز الحوارى ، [١] وأما عندنا فسمي الحواريون حواريين لانهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير ، قال : فقلت له : فلم سمي النصارى نصارى؟ قال : لانهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسى 8 بعد رجوعهما من مصر. [٢]

٤-محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعدة من أصحابنا ، عن ( سها )؟ بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي يحيى كوكب الدم ، [٦] عن أبي عبدالله 7 قال : إن حواري عيسى 7 كانوا شيعته ، وإن شيعتنا حواريونا ، وما كان حواري عيسى (ع) بأطوع له من حوارينا لنا ، وإنما قال عيسى 7 للحواريين : « من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله » فلا والله مانصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه ، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله 9 ينصرونا ويقاتلون دوننا ، ويحرقون و يعذبون ويشردون في البلدان ، جزاهم الله عنا خيرا. [١]



اذن الحواريون هم مثال الخواص الحق وكانوا من الذين صمدوا ووقفوا مع القائد الشرعي المسيح الى نهاية المطاف

العدة ، عن البرقي ، عن ابن أسباط ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أحدهما عليهما قال : قلت : إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال : يامحمد إنما مثل أهل البيت [٥] مثل أهل بيت كانوا في بني اسرائيل إسرائيل، فلولا لا يكون لأحد منهم أربعون ليلة؟ دعا فاستجاب، واجتهد رجل منهم أربعين ليلة ، ثم دعا فلم يستجب له ، فأتاه عيسى بن مريم فسأله عما فيه، فسأله أن يدعو له له ، 7 فقال: تدعو ربك ولست نبيا في شكي؟! قال: يا روح الله، وكانت كلمته طويلة، ووالله لقد دعوت الله أن يذهبني .


وما رواه الحسن بن محمد النوفلي في خبر طويل احتج فيه الرضا (ع) على أرباب الملام، قال: قال الجاثليق للرضا (٧ ) : أخبرني عن أتباع عيسى بن مريم كم كانت عدتهم؟ وعن علماء الكتاب المقدس كم كانو؟ قال الرضا 7 : سقط علي الخير، أما العلماء فكانوا اثنا عشر رجلا، وأفضلهم وأعلمهم لوقا [5] ، أما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحنا الأكبر بج، [5 ] 6] ويوحنا بقرقيسيا [7] 



اذن الحواريين اتباع القائد الشرعي والعلماء في عهده كانوا مجتهدين وللاسف نجد من اخبارية زماننا من يحارب الاجتهاد ويذمه ويدعي ان الامام سيقاتلهم وكأنهم لم يقرأوا او تغافلوا عن سيرة الانبياء العظام عليهم السلام وما فعل هؤلاء الا يريدون بذلك ضرب المجتهدين وضرب عقيدة ولاية الفقيه
اذن فكل من يتبع القائد الشرعي هو من الحواريين وطبعا اتباعه قولا وفعلا كما هو حال ين لبوا دعوة الامام الخميني في الحرب الدفاع المقدس ضد النظام الصدامي 
وقد بشر المسيح برسول الله ص واسمه احمد قال تعالى ((إِنِّي رَسُولُ اللّٰهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرٰاةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ بِالْبَيِّنٰاتِ قٰالُوا هٰذٰا سِحْرٌ مُبِينٌ .)) 

ورد في البرهان في تفسير القرآن :
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،عَنْ أَبِيهِ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ،عَنْ أَبِي حَمْزَةَ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ-فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ- «فَلَمَّا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)[وَ كَانَ بَيْنَ يُوسُفَ وَ مُوسَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَشْرَةٌ [1]،وَ كَانَ وَصِيُّ مُوسَى يُوشَعَ بْنَ نُونٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ هُوَ فَتَاهُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ،فَلَمْ تَزَلِ الْأَنْبِيَاءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)]وَ كَانَ ذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى: يَجِدُونَهُ يَعْنِي الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى مَكْتُوباً يَعْنِي صِفَةَ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَهُ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهٰاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ [2]وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُخْبِرُ عَنْ عِيسَى: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وَ بَشَّرَ مُوسَى وَ عِيسَى بِمُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)كَمَا بَشَّرَ الْأَنْبِيَاءُ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى بَلَغَتْ مُحَمَّداً(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)».

واما صعود المسيح الى السماء 
قال تعالى ((إِذْ قٰالَ اللّٰهُ يٰا عِيسىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ جٰاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ)) 


ورد في البرهان في تفسير القرآن :
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ،عَنْ حُمْرَانَ بْنِ اعين عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «إِنَّ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَعَدَ أَصْحَابَهُ لَيْلَةَ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَ هُمْ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً،فَأَدْخَلَهُمْ بَيْتاً ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ عَيْنٍ فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ،وَ هُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَاءِ فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنَّهُ رَافِعِي إِلَيْهِ السَّاعَةَ،وَ مُطَهِّرِي مِنَ الْيَهُودِ،فَأَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَحِي فَيُقْتَلُ،وَ يُصْلَبُ،وَ يَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي؟فَقَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ:أَنَا يَا رُوحَ اللَّهِ.قَالَ:فَأَنْتَ هُوَ ذَا.

فَقَالَ لَهُمْ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ يَكْفُرُ بِي قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كَفْرَةً.فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ:أَنَا هُوَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ.فَقَالَ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):أَ تُحِسُّ بِذَلِكَ فِي نَفْسِكَ؟فَلْتَكُنْ هُوَ.

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنَّكُمْ سَتَفْتَرِقُونَ بَعْدِي عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ؛فِرْقَتَيْنِ مُفْتَرِيَتَيْنِ عَلَى اللَّهِ فِي النَّارِ، وَ فِرْقَةٍ تَتْبَعُ شَمْعُونَ صَادِقَةً عَلَى اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ.ثُمَّ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَيْهِ مِنْ زَاوِيَةِ الْبَيْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنَّ الْيَهُودَ جَاءَتْ فِي طَلَبِ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)مِنْ لَيْلَتِهِمْ،فَأَخَذُوا الرَّجُلَ الَّذِي قَالَ لَهُ عِيسَى:إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ يَكْفُرُ بِي قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كَفْرَةً،وَ أَخَذُوا الشَّابَّ الَّذِي أُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَحُ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقُتِلَ وَ صُلِبَ،وَ كَفَرَ الَّذِي قَالَ لَهُ عِيسَى:تَكْفُرُ قَبْلَ أَنْ تُصْبِحَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كَفْرَةً».

اذن هنالك رواية تقول ان الشبيه الذي القي عليه وجه سيدنا المسيح هو رجل صالح وهنالك قول انه طالح فيتبين احيانا ان خواص الحق يضحون بأنفسهم  من اجل القيادة الشرعية وهكذا نحن يجب أن نفعل ان كنا من خواص الحق علينا ان نضحي بأنفسنا من اجل قيادة الجمهورية الاسلامية فعل سنستطيع ان نكون كذلك؟ 
قد يأتي من اصحاب الشعارات الباقة ويقول  مقولة عابس :
لو انا نعلم اننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء يفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا ابن الحسين

اقول هذا الكلام يتحقق عند الشدة وليس فقط شعارات علينا ان نكون فعليين في قولنا ولسنا فقط شعارات اقول لهؤلاء اصحاب الشعارات اين ترويجكم العقيدة ولاية الفقيه فهذه اقلامكم وانتم اليوم في حرب ناعمة ولديكم جهاد اسمه التبيين فأين دوركم الفعال فانا أوجه لأصحاب هذه الشعارات ان تكونوا عمليين اكثر لا فقط شعارات فعندما تكونوا عمليين ستكونون فعلا مضحين كحواري المسيح وتكونون من خواص الحق فعلا.





[[بعد رفع القائد الشرعي في القدس ولد القائد الشرعي الذي في مكة]] 

قبل أن نتعرض لولادة خير البشرية رسول الله محمد ص احب ان ابين بعدة نقاط ان انه بعد صعود المسيح جاء دور الحواريين ومن بعدهم جاء دور اصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم  سنين كثيرة ثم استيقضوا ووجدوا ان الدنيا تغيرت بعدما كانت فيلادلفيا وثنية تعبد الاصنام التي تسمى الهة الرومان اصبحوا مسيحيين موحدين والسؤال يكمن هنا
ماهو السبب بالتغيير الجذري الذي حصل
والجواب على ذلك يعود لاعتناق احد قياصرة الروم دين المسيحية وجعل حكومته على شريعة المسيح فأصبح تغيير قويا في كل أمور المملكة اذن تشكيل الحكومة  تقوم على الشريعة الدينية  شيء مهم وضروري لنشر الاحكام والتعاليم الدينية نعم المحاججة وتبيان الدين الحق او النهج الحق ضروري ولكن السعي لاقامة حكومة دينية على النهج الحق يوفر كل شيء  عكس عصر المسيح وحواريه فإنهم لم يتمكنوا من بسط يدهم بسبب عدم انقياد الناس لهم وعدم توفر الظروف الملائمة وقلة الاتباع لذلك بسط يد القيادة الشرعية والانقياد لحكومته امر ضروري في تطبيق الشريعة كما هو حال الجمهورية الاسلامية عندما أقيمت حكومة دينية اسلامية وتم تطبيق نظام ولاية الفقيه وبحمد الله تم تثبيت عقائد الشيعة والمحافظة عليها لذلك نقول ان تشكيل الحكومة امر ضروري من اجل تطبيق الدين وتبيان النهج الحق والدين الحق
ومن بعدهم جاء نبي قبل رسول الله ص وهو سيدنا خالد بن سنان العبسي ولكن كذبه قومه ولم يصدقوه وهنالك رواية تبين كيف ان قومه لم ينادوا لقيادته الشرعية ورد في البحار :

علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمرو بن أعين [١] جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال ، عن أبي عبدالله 7 قال : بينا رسول الله (ص) جالس إذ جاءته امرأة فرجب بها [٢] و أخذ بيدها وأقعدها ، ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان ، دعاهم فأبوا أن يؤمنوا وكانت نار يقال لها نار الحدثان ، تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم ، وكانت تخرج في وقت معلوم ، فقال لهم : إن رددتها عنكم تؤمنون؟ قالوا : نعم ، قال : فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ثم تبعها حتى دخلت كهفها ودخل معها ، وجلسوا على باب الكهف وهم يرون أن لا يخرج أبدا ، فخرج وهو يقول : هذا هذا ، وكل هذا من ذا ، زعمت بنو عبس أني لا أخرج وجبيني يندى ، ثم قال : تؤمنون بي؟ قالوا : لا ، قال : فإني ميت يوم كذا و كذا ، فإذا أنا مت فادفنوني فإنه سيجئ عانة من حمر يقدمها عير أبتر حتى يقف على قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم ، فلما مات دفنوه ، وكان ذلك اليوم إذ جاءت العانة اجتمعوا وجاؤوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته ، فكيف تؤمنون به بعد وفاته؟! ولئن نبشتموه ليكونن سبة عليكم ، فاتركوه فتركوه. 


لاحظوا هنا لم ينادوا له ولم يؤمنوا له بالرغم من انه دفع النار عنهم ولكن انظروا لم ينقادوا لقيادته الشرعية  وهكذا النتيجة فعلينا اخواني ان نشكر الله ونحمده ان طبق بعصرنا عقيدة ولاية الفقيه فالقيادة الشرعية المتمثلة بالولي الفقيه قد ساعدتنا على محاربة داعش فلماذا نحن اهل العراق ننكر الجميل ولماذا نحتفل بيوم استشهاد قادة النصر الذين ارسلهم الولي الفقيه للدفاع عن العراق لماذا حالنا كحال قوم النبي خالد بن سنان العبسي لماذا لا نتعظ اخوة الايمان خذوا من قوم هذا النبي المظلوم مثال وعبرة واجعلوهم عبرة لكم لكي لا تظلم ا أنفسكم بعدم انقيادكم للقيادة الشرعية فلولا الولي الفقيه لما نرى اليوم زيارة الاربعين ولا مشي الزوار لقبر المولى ابي عبد الله الحسين ع فأخواني اشكروا نعمة ربكم انه تم تطبيق حكومة دينية في عهدكم واسعوا لبسط يدها في العراق
اما اجداد رسول الله ص فكانوا اوصياء اسماعيل وكلهم موحدين 

 قال السيّد جعفر مرتضى في كتاب (الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)) ما يلي:
((قالوا: إنّ كلمة الإمامية قد اتّفقت على أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آدم إلى عبد الله كلّهم مؤمنون موحّدون(1).
بل ويضيف المجلسي قوله:... بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين, ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية، أو مصلحة دينية(2).
ويضيف الصدوق هنا: أنّ أُمّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضاً(3)))(4).

ثمّ قال: ((وممّن صرّح بإيمان عبد المطّلب وغيره من آبائه(صلّى الله عليه وآله وسلّم): المسعودي، واليعقوبي. وهو ظاهر كلام الماوردي، والرازي في كتابه (أسرار التنزيل)، والسنوسي، والتلماسي محشّي الصفا، والسيوطي...))(5).
ثمّ قال: ((وقد استدلّوا على ذلك أيضاً بقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات...)(6)))

والحنيفية التي سار عليها آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنّما هي: دين النبوّة والأنبياء، أو دين الله وهي الإسلام، في كلّ عهد من عهود الأنبياء تتبنّى عقيدة التوحيد وما يدور في عبادة الله وحده، وقد وصف الله تعالى إبراهيم(عليه السلام) بها كما في قوله عزّ وجلّ: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ )) (آل عمران:67).

وقد روي عن الصادق(عليه السلام) ما مفاده: إنّ العرب كانوا أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس؛ فإنّ العرب يغتسلون من الجنابة، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وهم أيضاً يختتنون، وهو من سنن الأنبياء، كما أنّهم يغسلون موتاهم، ويكفّنونهم، ويوارونهم في القبور، ويلحدونهم، ويحرمون نكاح البنات والأخوات، وكانوا يحجّون إلى البيت ويعظّمونه، ويقولون: بيت ربّنا، ويقرّون بالتوراة والإنجيل، ويسألون أهل الكتب

واما نسب رسول الله ص :
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، ابن عبد مناف ، بن قصي ، بن كلاب ، بن مرة ، بن لوي ، بن غالب ، بن فهر ، بن مالك ، بن النضر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن الياس ، ابن مضر ، بن نزار ، بن معد ، ابن عدنان  ، بن اد ، بن ادد ، بن اليسع ، بن الهميسع ، بن سلام ، بن البنت ، بن حمل ، بن قيداد ، بن اسماعيل ، بن ابراهيم الخليل عليه السلام

وكانوا هؤلاء كلهم اوصياء مطبقين للحكومة الدينية 
مثال منهم عدنان 
اما عدنان فهو ابن أدر وأمه بلهاء، و كانت علائم الشهامة و الشجاعة ساطعة من جبهته منذ الطفولة، و قالت الكهنة: سيخرج من صلبه رجل ينقاد له الجن و الانس، فعاداه الحسّاد حتى هجم عليه ثمانون فارسا شجاعا في صحراء الشام ليقتلوه، فقاتلهم حتى قتل جواده، فحارب راجلا الى أن آوى الى جبل فلحقه الاعداء، و فجأة خرجت يد من الجبل فاصعدته‏ الى القمة و خرج صوت مهيب من الجبل فمات الاعداء جميعا عند سماعه.

وهذا أيضا من معجزات خاتم الأنبياء (صلّى اللّه عليه و آله).

ولمّا بلغ عدنان أشدّه صار سيد قومه و رئيس عشيرته حتى انقادت له القبائل و سكان البطحاء ويثرب فلمّا انتصر بخت ‏نصّر و فتح بيت المقدس صمّم على تسخير بلاد العرب والهجوم عليهم، فحاربه عدنان حتى قتل الكثير من أعوانه و أنصاره و غلبه بخت‏ نصّر و قتل كثيرا من العرب حتى ضاقت عليهم الارض فتوجّه كل واحد منهم الى جهة و توجّه عدنان و بعض أصحابه الى اليمن و استوطنوا هناك الى أن توفي عدنان.

اذن عدنان الذي هو جد النبي ص كان ايضا قائدا شرعيا ولم ينعزل عن السياسة وعن الامور الاجتماعية
وجاء من بعده معد وأصبح قائدا شرعيا ووصيا من اوصياء اسماعيل وانتقلت الوصايا منه الي صلبه من صلب الي صلب الي ان وصل إلى عبد المطلب جد رسول الله ص وكان ايضا من اوصياء اسماعيل وقائدا شرعيا وقد قارع استكبار زمانه ابرهة الحبشي والذي يدل على إيمانه وانه من الاوصياء قولته الشهيرة عندما واجه طاغية زمانه لكي يهدم بيت الله قائلا له : أنا رب الابل اما البيت فله رب يحميه
وانتصرت القيادة الشرعية المتمثلة بعبد المطلب بعدما ارسل الله عزوجل على جيش ابرهة الذي اراد بالفيلة التي يمتلكها هدم بيت الله ارسل طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل وهكذا انتهى جيش ابرهة وفي هذا العام عام الفيل ولد خاتم الأنبياء محمد ص و ان شاء الله سنتناول سيرته وتطبيقه للقيادة الشرعية في بحث قادم وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.






كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٧/صفر/١٤٤٥ هجريا

الأربعاء، 9 أغسطس 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الثالث عشر)

1-[[حكومة القائد الشرعي سليمان نموذج للحكومة الدينية]]
بعد وفاة النبي داود القائد الشرعي تسلم القيادة الشرعية ولده النبي سليمان الذي سخر الله له الريح و الجن لخدمته الذي كان نموذج للحكومة العادلة او استعراض لحكومة العدل الالهية لذلك يقول تعالى ((وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ )) وقال تعالى ((وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)) اذن فهنا القائد الشرعي سخر الله له هذه الامور من الجن والطير والريح ولكن هل هذه الامور لخدمة أموره الشخصية ام لأمر اخر؟
بالتأكيد لامر اخر وهو خدمة الناس حيث كان الجن يعمرون البيوت والاماكن لخدمة البشر وقد ورد ان سليمان هو الذي بنى بيت المقدس الذي يسمى بالمسجد الاقصى وهو ذو القبة الخضراء الموجود في فلسطين الذي يسمى بمسجد القبلة وكلنا نعلم ما حدث بينه وبين بلقيس التي أسلمت بعد ان رأت عرضها ورأت الصرح بعد دخولها وقد ورد ان سليمان تزوجها وانجبت له منليك الأول الذي نشر الديانة اليهودية في اليمن ولكن الشياطين اتباع الاستكبار كانوا حاقدين على القائد الشرعي سليمان اذ كانوا يعلمون الناس السحر من اجل القضاء على ذكر سليمان و إنجازاته بعدما قيدهم   لذلك قال تعالى((  وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّٰاسَ السِّحْرَ)) لذلك لا يبعد حسب هذه الاية ان الشياطين بعد موت سليمان سيطروا على كهنة اليهود وعلموهم السحر الاسود ولا يبعد ان يكونوا اسلافا للصهيونية الذين يريدون اليوم هدم المسجد الاقصى بحجة هيكل سليمان ولكن سليمان الذي بناه هو بيت المقدس وما هدم المسجد الا بأمر من الشياطين انتقاما من النبي سليمان الذي جعلهم عبيدا وجعلهم اذلة صاغرين.








2-[[ القيادة الشرعية مستمرة من وصي الى نبي]]

بعد سليمان جاء أصف بن برخيا الذي كان وصي سليمان وأصبحت القيادة الشرعية له الذي احضر عرش بلقيس بطلب من سليمان وهزم الجن بكرامته واحضره بطي الارض  وبعدها غاب عنهم أصف بن برخيا القائد الشرعي غيبتين وذلك بسبب تخاذل بني اسرائيل واختلاف ملكهم ولم يسمعوا لامر القائد الشرعي  فغاب عنهم المرة الأولى ثم عاد وظهر وبقي فيهم مدة ثم لم يسمعوا له وتخاذلوا عنه وانقادت الناس من بني اسرائيل للقيادات الغير شرعية فما لبث ان ودعهم وغاب عنهم مرة أخرى ولم تحدد لنا المصادر انه هل توفي او غاب  كغيبة الخضر او امامنا المهدي العلم عند الله وبعد أن غاب سلط الله عليهم نبوخذ نصر وكان قد بعث الله النبي دانيال  وقد عذب نبوخذنصر النبي دانيال فاصطفى من السبي من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم دانيال واصطفى من ولد هارون عزيرا، وهم يومئذٍ صبية صغار فمكثوا في يده، وبنو إسرائيل في العذاب المهين، والحجّة دانيال (عليه السلام) أسير في يد نبوخذنصر تسعين سنة، فلمّا عرف فضله، وسمع أنَّ بني إسرائيل ينتظرون خروجه ويرجون الفرج في ظهوره وعلى يده أمر أن يُجعل في جبٍّ عظيم واسع، ويجعل معه الأسد ليأكله، فلم يقربه، وأمر أن لا يطعم فكان الله تبارك وتعالى يأتيه بطعامه وشرابه على يد نبيٍّ من أنبيائه، فكان دانيال يصوم النّهار ويفطر باللّيل على ما يُدلى إليه من الطعام، فاشتدَّت البلوى على شيعته وقومه والمنتظرين له ولظهوره، وشكَّ أكثرهم في الدِّين لطول الأمد.

فلمّا تناهى البلاء بدانيال (عليه السلام) وبقومه رأى نبوخذنصر في المنام كأنَّ ملائكة من السماء قد هبطت إلى الأرض أفواجاً إلى الجبِّ الّذي فيه دانيال، مسلّمين عليه يبشّرونه بالفرج، فلمّا أصبح ندم على ما أتى إلى دانيال، فأمر بأن يخرج من الجبِّ، فلمّا أُخرج اعتذر إليه ممّا ارتكب معه من التعذيب، ثمَّ فوَّض إليه النّظر في أُمور ممالكه والقضاء بين النّاس، فظهر من كان مستتراً من بني إسرائيل، ورفعوا رؤوسهم واجتمعوا إلى دانيال (عليه السلام) موقنين بالفرج فلم يلبث إلاّ القليل على تلك الحال حتّى مات.

وجاء بعده عزير القائد الشرعي الذي  كان نبيا وهو الذي اماته الله مئة عام ثم احياه وهذا يبين لنا أن عقيدة الرجعة ثابتة في القرآن يقول تعالى ((فأماته الله مائة عام ثم بعثه)) 
اذن محاولة الوهابية الصاق عقيدة الرجعة باليهود وانها عقيدة يهودية وإن هذه العقيدة اخذها الشيعة من اليهود لا يصح ويعتبر خرط بقتاد كونها ثابته في القرآن ولنا بعزير مثال وعبرة 
وهو الذي أحيا التوراة بعدما اصبحت نسيا منسيا 
عندما احرقها نبوخذنصر اذن يتبين لنا أن القائد الشرعي عندما يحكم للمحافظة على الدين ومن اهمها الحفاظ على الشريعة والفقه من التحريف وهذا ما تفعله الجمهورية الاسلامية بقيادة الولي الفقيه أطال الله بقائه عندما تقوم بنشر المراكز التثقيفية وطباعة الكتب العقائدية المروجة لفكر اهل البيت عليهم السلام والتصديق لشبهات  اعداء الاسلام  فهذه بالمرتبة الأولى وظيفة كل قائد شرعي يتصدى لهذا المنصب الخطير المنصب الالهي














3-[[استمرار القيادة الشرعية من نبي الى نبي الى خروج المسيح وقيامه]]
بعد عزير جاء عمران النبي ع القائد الشرعي وكان المرجع العام والنبي لبني اسرائيل وقد بشره الله بالمسيح ولكن ارادة الله يكون حفيده وليس ابنه مباشر وقد أنجبت زوجته مريم وكان زكريا تلميذ عمران والخليفة من بعده وبعد وفاة عمران تكفل زكريا  مريم وكان ايضا زوج خالتها اي عديل النبي عمران وقد رزقه الله بيحيى ع وقد طلب ذلك من الله ان يرزقه  بغلام يرثه من بعده قال تعالى ((يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبُ)) السؤال يكمن هنا هل وراثة  يحيى ع فقط النبوة ام يرث ايضا التركة من أمواله هنا تعرض المفسرين لهذه الاية وقد بينوا ان الوراثة هنا ليست فقط النبوة بل المال ايضا ورد في تفسير الطبري :حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) قال: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوّة.
فالوراثة من زكريا هو المال و الوراثة  من ال يعقوب النبوة وقد يقال انه ورث من زكريا العلم كما قال مجاهد الا ان ذلك بعيد فالعلم جزء من النبوة وبذلك تكون وراثته من ال يعقوب النبوة التي تكون جزء منها العلم و تكون وراثة يحيى من زكريا المال وبذلك يثبت ان حديث نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركنا صدقة 
الذي رواه ابو بكر مخالف لكتاب الله عزوجل ويثبت عدم صدوره عن النبي ص  وبهذا يكون هذا الحديث من اجتهاد ابو بكر وهو اجتهاد خلاف النص وليس وفق النص 

 وقبل ان نذهب لتصدي يحيى من بعد زكريا للقيادة الشرعية وبعد ولادة يحيى ولد المسيح وقد تصدت مريم للكهنة بأمر  من الله الذين كانوا يعزلون الدين عن السياسة قال تعالى ((يٰا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا)) فهنا كهنة اليهود بعدما جائت بولدها المسيح تحمله بيدها قالوا لها لقد جئت بشيء عظيم وهو الذي تحمله ظنا منهم انه من الزنا والعياذ بالله 
قال تعالى (( يٰا أُخْتَ هٰارُونَ مٰا كٰانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ مٰا كٰانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)) فهنا قالوا لها ان ابوك ليس رجل سيء ولم تكن امك زانية 
[[وقفة]] عند قوله تعالى ((يا أخت هارون))  كثيرا ما يحاول المسيح بشبهاتهم ان يطعن ا بمصداقية كتاب الله وهو ان القرآن ينقل قول اليهود لمريم يا اخت هارون وهارون مات قبل مريم فكيف يكون اخته 
والجواب على ذلك : ورد في البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني :معنى قولهم يٰا أُخْتَ هٰارُونَ أن هارون كان رجلا فاسقا زانيا فشبهوها به.من أين هذا البلاء الذي جئتِ به
فأما يكون هارون شخص آخر وهو فاسق وشبهوها به او هارونية النسب كما هو المعروف عند العرب لذلك القرآن تكلم بلسان عربي فصيح وخاطبها نسبة لنسبها كما أن يقال اخا ثقيف او اخا تميم او ثمود اخاهم صالح  فهذا هو المراد لا ان تكون مريم هي اخت هارون اخو موسى كما توهم المسيحيين


قال تعالى ((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)) فهنا مريم أشارت لهم ان تكلموا الطفل الذي تحمله بيدها فقال كهنة اليهود كيف نكلم من كان بالمهد صبيا عندها سأله أحدهم من انت عندها اجابهم الطفل كما يقول تعالى ((فقال إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا* وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلاٰةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَيًّا* وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا* وَ السَّلاٰمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا*)) وهذه كانت علامة القائد الشرعي و التمهيد لقيامه بعد يحيى ع وبعد زكريا تصدى للقيادة يحيى  الذي كان مقاوما لإستكبار زمانه
حيث اراد هذا الحاكم الطاغي هيرودوس ان يفسق بالأرض ويتزوج ابنة زوجته ولكن يحيى القائد الشرعي تصدى له بهذا الفعل لان فعل الحاكم الفاسق يخالف شرع الله وهذه نتيجة الحكومة الفاسقة ونتيجة انقياد الناس لحاكم غير شرعي يقوم بالفسق بالأرض  لذلك اطلق امامنا الخميني الصخرة المباركة ضد المتكبرين وأعلن الجمهورية الاسلامية وذلك لأن أفعال الحكام الظالمين في العصر الحديث فاقت أفعال هيرودوس  فما كان من الحاكم الفاسق هيرودوس ان يقطع رأس النبي يحيى وهو اول رأس يهدى لحاكم  ظالم باغي
وقد انزل الله عذابه على ملكه واهلكهم الله فكل حكومة فاسقة تحارب قيادة شرعية فإن الله بالمرصاد
ومن بعده تصدى المسيح للقيادة الشرعية وهذا ان شاء الله في  بحث قادم  وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 







كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٢/محرم/١٤٤٥ هجريا

الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الثاني عشر)

1-[[القيادة الشرعية بعد طالوت الفقيه]]
بعدما اثبتنا ان ولاية الفقيه لها جذور قبل الاسلام وكان طالوت الولي الفقيه في زمانه وقائدا شرعيا في زمانه وبعد قيادته جاء داود النبي وأصبح قائدا شرعيا في زمانه بعد طالوت الفقيه وداود الذي كان راعيا ويصنع الدروع بالقوة الخارقة التي وهبها الله له  نجد ذلك بقوله تعالى ((وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ))  وهو الذي قتل جالوت واعطاه الله حكما وعلما بقوله تعالى((وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ))
وهو من ذرية اسحاق كما صرح القرآن وقد ركز الله في محكم كتابه حول خلافته وحكمه وشدد بذلك بعدة مواطن منها  قال تعالى((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ))  ونجد بهذه الاية وترشدنا لنه متى ما اطلق مفهوم الخلافة والحكم تعني مرادها التصدي للحكم وحكم الرعية وتشكيل الحكومة ويكون خليفة في الصلاحيات والجهات يقول السيد محمد صادق الروحاني قدس في كتابه فقه الصادق [[فيدل الخبر على أن الفقيه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والخلية بقول مطلق من يقوم مقام من استخلفه في كل ما هوله. وإن شئت قلت: إن كون الرئاسة والحكومة حق خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منصبه المفوض إليه كان من الامور الواضحة المسلمة عند الجميع ولذلك كان كل من ملوك بنى امية وسلاطين بني العباس بل ومن قبلهم من رؤساء الحكومة الاسلامية مدعيا لخلافة رسول الله لتصدي ذلك المقام، وعلى ذلك فتعيين رسول الله العلماء خلفاءه يكون دالا بالملازمة البينة على جعلهم حكاما منفذي الحكم، ورؤساء للحكومة الاسلامية. ومما يؤيد ما ذكرناه - من ظهور جعل شخص خليفة في جعله منفذ الحكم ورئيسا - الاية الكريمة: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق) [1] فإن كون الحكومة مترتبة على جعله خليفة مفروغ عنه في الاية، وإنما امر فيها بالحكم، وعدم اتباع الهوى فيه.]]

اذن يتبين من خلال هذه الاية ان الانبياء عليهم السلام سعر لتشكيل الحكومة وبعضهم استطاع تطبيقها كداود وابنه سليمان عليهم السلام وهذا يبين لنا أن تشكيل الحكومة من أهداف الانبياء لذلك نجد أن امامنا الخميني حقق حلم الانبياء كما بين ذلك شهيدنا الصدر الاول قدس حينما قال [[وقد حقّق الإمام الخمينيّ حلم الأنبياء والأوّلياء والأئمّة في التاريخ"]] اذن تشكيل  الحكومة كان حلم الانبياء والبعض قد حققها كالنبي داود ع والنبي يوسف ع ونبينا الأكرم محمد ص وقد وفق الله امامنا الخميني بتطبيقها  وكان الولي الفقيه في زمانه كما طبقها طالوت الذي كان الولي الفقيه في زمانه وكذلك روبيل الولي الفقيه كما سيأتي.












2-[[صفات القائد الشرعي يجب أن يكون عادلا]]

قال تعالى وهو يخاطب داود ((فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله))
اذن الحاكم يجب أن يكون عادلا بقرينة قوله تعالى ((فأحكم بين الناس بالحق)) ولذلك شدد الله ان الحكومة يجب أن تكون عادلة وان الحاكم عادل كما نجد ذلك بقوله تعالى ((وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)) اذن العدالة شرط اساسي بالقيادة الشرعية شرط اساسي بصفات القائد الشرعي الديني وهذا الذي يميز الحكومة الاسلامية عن الحكومة العلمانية او المدنية فنظام الحكومة العلمانية تختار اي شخص بر كان ام فاجر ولا يهمهم سيرته او استقامته عكس الحكومة الدينية وقد وضع لنا امامنا الصادق ع صفات القائد الشرعي وحدد منها العدالة حيث قال في مقبولة عمر بن حنظلة :
 ((الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الاخر)) لاحظوا كيف ان الامام ع يبين الشرط الأول العدالة وهنالك بحث جميل للشيخ جعفر السبحاني دام ظله بهذا الموضوع حيث قال في كتابه مفاهيم القرآن : ((ثانياً : انّ هذه الاعتراضات والمؤاخذات إنّما ترد على الانتخاب على النمط الغربيّ ، والذي يجري في المجتمعات والبيئات الغربيّة التي لا تتمتّع بتربية أخلاقيّة ودينيّة رفيعة ، والتي لا تخضع لأيّ شروط أو مواصفات موضوعيّة ومنطقيّة لا في الناخب ولا في المنتخب ، ولا يعتبر سوى المزيد من الآراء والأصوات التي تباع وتشترى ، وتكتسب بالأبواق وأجهزة الإعلام ، وتحت تأثير الدعايات البرّاقة والوعود المنمّقة ، لا ما يجري في البيئة الإسلاميّة وعلى النمط الإسلاميّ ، الذي يشترط فيه للحاكم شروط ومواصفات تجعله رجلاً مثالياً في الأخلاق ، نموذجيّاً في الإدراة ، ويشترط على المنتخب ، أن لا يختار إلاّ من تتوفّر فيه الشرائط المعتبرة في الحاكم المثاليّ [١] ، إذ لولا ذلك لكان عمله من باب الركون إلى الظالم الذي أوعد الله عليه بالعذاب الأليم وبالنار إذ قال : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) ( هود : ١١٣ ).

فيكون الانتخاب ـ في ظل النظام الإسلاميّ على العكس من النظام الديمقراطيّ ـ مسؤوليّةً للناخب والمنتخب ، وليس لعبةً سياسيّة.))

اذن النظام الاسلامي يحدد صفات الحاكم المطلوب  قبل الانتخاب وليس كالنظام الغربي الذي ينتخب من هب ودب ولا يراعي شروط العدالة لذلك أخبر الله تعالى نبيه داود ان يحكم بالحق اي بالعدالة لان العدالة شرط اساسي بتطبيق الحكومة الدينية.










3-[[دور ولاية الفقيه في إنقاذ قوم نبي الله يونس]]

في نفس الزمان الذي تواجد فيه النبي داود كان هنالك في بقعة اخرى نبي بعثه الله اسمه يونس بعثه الله الى نينوى لإقامة شرع الله والحكومة الدينية ولكنهم لم يستجيبوا ولكن السؤال كيف نجى قوم يونس من العذاب وما دخل ولاية الفقيه بهذا الأمر الباقر يخبرنا بذلك ورد في تفسير العياشي بقصة سيدنا يونس ع :44- عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‌ وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين ع قال: حدثني رسول الله ص أن جبرئيل ع حدثه أن يونس بن متى ع بعثه الله إلى قومه- و هو ابن ثلاثين سنة، و كان رجلا يعتريه الحدة[1] و كان قليل الصبر على قومه و المداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل- أوقار النبوة و أعلامها- و أنه تفسخ تحتها- كما يتفسخ الجذع تحت حمله‌[2] و أنه أقام فيهم- يدعوهم إلى الإيمان بالله و التصديق به- و اتباعه ثلاثا و ثلاثين سنة، فلم يؤمن به و لم يتبعه من قومه- إلا رجلان، اسم أحدهما روبيل و اسم الآخر تنوخا و كان روبيل من أهل بيت العلم و النبوة و الحكمة- و كان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، و كان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا- منهمكا في العبادة[3] و ليس له علم و لا حكم- و كان روبيل صاحب غنم يرعاها و يتقوت منها، و كان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه- و يأكل من كسبه، و كان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته و قديم صحبته- فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه و لا يؤمنون- ضجر و عرف من نفسه قلة الصبر- فشكا ذلك إلى ربه و كان فيما يشكى- أن قال: يا رب إنك بعثتني إلى قومي و لي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك- و التصديق برسالاتي و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة، فكذبوني و لم يؤمنوا بي، و جحدوا نبوتي، و استخفوا برسالاتي و قد تواعدوني و خفت أن يقتلوني- فأنزل عليهم عذابك فإنهم‌ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ‌ قال: فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل و الجنين و الطفل- و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة- و المستضعف المهين، و أنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي- لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي و خلقي- و بريتي في بلادي و في عيلتي- أحب أن أتأناهم‌[4] و أرفق بهم- و أنتظر توبتهم، و إنما بعثتك‌ إلى قومك- لتكون حيطا عليهم‌[1] تعطف عليهم لسخاء[2] الرحمة الماسة منهم، و تأناهم برأفة النبوة- فاصبر معهم بأحلام الرسالة، و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم- بمداواة الدواء، فخرقت بهم‌[3] و لم تستعمل قلوبهم بالرفق- و لم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن سوء نظرك العذاب لهم- عند قلة الصبر منك- و عبدي نوح كان أصبر منك على قومه، و أحسن صحبة و أشد تأنيا في الصبر عندي، و أبلغ في العذر فغضبت له حين غضب لي، و أجبته حين دعاني.

فقال يونس: يا رب إنما غضبت عليهم فيك، و إنما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا- و لا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم- و تكذيبهم إياي، و جحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا.


فقال الله: يا يونس إنهم مائة ألف‌ أَوْ يَزِيدُونَ‌ من خلقي- يعمرون بلادي و يلدون عبادي و محبتي- أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم و فيك، و تقديري و تدبيري غير علمك و تقديرك، و أنت المرسل و أنا الرب الحكيم- و علمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، و علمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت- من إنزال العذاب عليهم- و ما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي، و لا أجمل لشأنك، و سيأتيهم العذاب- في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر- بعد طلوع الشمس- فأعلمهم ذلك.


قال فسر ذلك يونس و لم يسؤه و لم يدر ما عاقبته- و انطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله إليه- من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، و قال له: انطلق حتى أعلمهم- بما أوحى الله إلي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم‌[1] و معصيتهم- حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره- فإنه رجل عالم حكيم- من أهل بيت النبوة- فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك- رجعة نبي حكيم و رسول كريم، و اسأله أن يصرف عنهم العذاب- فإنه غني عن عذابهم- و هو يحب الرفق بعباده- و ما ذلك بأضر لك عنده، و لا أسوأ لمنزلتك لديه، و لعل قومك بعد ما سمعت و رأيت من كفرهم و جحودهم- يؤمنون يوما فصابرهم و تأناهم، فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل [على‌] ما أشرت على يونس و أمرته به بعد كفرهم بالله- و جحدهم لنبيه و تكذيبهم إياه- و إخراجهم إياه من مساكنه، و ما هموا به من رجمه- فقال روبيل لتنوخا: اسكت فإنك رجل عابد لا علم لك.


ثم أقبل على يونس فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك- أنزله فيهلكهم جميعا- أو يهلك بعضا و يبقي بعضا فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا- و كذلك سألته ما دخلتني لهم رحمة تعطف- فأرجع الله فيهم و اسأله أن يصرف عنهم فقال له روبيل: أ تدري يا يونس لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، أن تتوبوا إليه و يستغفروه- فيرحمهم فإنه أرحم الراحمين- و يكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله- أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا.


فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل- أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم- فترد قول الله و تشك فيه و في قول رسوله! اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك‌[2] ثم أقبل على‌ يونس فقال: أنزل الوحي و الأمر من الله فيهم- على ما أنزل عليك فيهم- من إنزال العذاب عليهم، و قوله الحق، أ رأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم- و خربت قريتهم- أ ليس يمحو الله اسمك من النبوة- و تبطل رسالتك و تكون كبعض ضعفاء الناس، و يهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق و معه تنوخا من القرية- و تنحيا عنهم غير بعيد، و رجع يونس إلى قومه فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب‌[1] عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه و أخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا[2].

فخرج يونس و معه تنوخا من القرية- و تنحيا عنهم غير بعيد- و أقاما ينتظران العذاب، و أقام روبيل مع قومه في قريتهم- حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل‌[3] بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم- أنا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم [إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله‌] هذا شوال قد دخل عليكم- و قد أخبركم يونس نبيكم و رسول ربكم- إن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم- في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‌ رسله، فانظروا ما أنتم صانعون- فأفزعهم كلامه و وقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فاجفلوا نحو روبيل‌[4] و قالوا له: ما ذا أنت مشير به علينا يا روبيل فإنك رجل عالم حكيم- لم نزل نعرفك بالرقة [الرأفة] علينا و الرحمة لنا، و قد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا: فمرنا بأمرك و أشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم و أشير عليكم- أن تنظروا و تعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر- أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات- في أسفل الجبل في طريق الأودية، و تقفوا النساء في سفح‌ الجبل‌[1] [و كل المواشي جميعا عن أطفالها] و يكون هذا كله قبل طلوع الشمس [فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق‌] فعجوا عجيج الكبير منكم و الصغير[2] بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله- و التوبة إليه و الاستغفار له، و ارفعوا رءوسكم إلى السماء و قولوا: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا و كذبنا نبيك- و تبنا إليك من ذنوبنا، وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا- لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‌ المعذبين، فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء و الصراخ- و التضرع إلى الله و التوبة إليه- حتى توارى الشمس بالحجاب- أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.


فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا- ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب- تنحى روبيل عن القرية- حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به- فلما بزغت الشمس‌[3] أقبلت ريح صفراء- مظلمة مسرعة لها صرير و حفيف و هدير[4] فلما رأوها عجوا جميعا- بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله، و تابوا إليه و استغفروه- و صرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، و عجت سخال البهائم‌[5] تطلب الثدي- و عجت الأنعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك- و يونس و تنوخا يسمعان ضجيجهم [صيحتهم‌] و صراخهم- و يدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، و روبيل في موضعه يسمع صراخهم و عجيجهم- و يرى ما نزل و هو يدعو الله- بكشف العذاب عنهم.


فلما أن زالت الشمس و فتحت أبواب السماء- و سكن غضب الرب تعالى رحمهم‌ الرحمن- فاستجاب دعاءهم و قبل توبتهم- و أقالهم عثرتهم، و أوحى الله إلى إسرافيل ع أن اهبط إلى قوم يونس فإنهم قد عجوا إلى البكاء و التضرع- و تابوا إلي و استغفروني- فرحمتهم و تبت عليهم، و أنا الله التواب الرحيم- أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب و قد كان عبدي يونس و رسولي- سألني نزول العذاب على قومه- و قد أنزلته عليهم، و أنا الله أحق من وفى بعهده- و قد أنزلته عليهم، و لم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم- فأهبط إليهم فأصرف عنهم- ما قد نزل بهم من عذابي، فقال إسرافيل: يا رب إن عذابك قد بلغ أكتافهم- و كاد أن يهلكهم- و ما أراه إلا و قد نزل بساحتهم فإلى أين أصرفه فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي- أن يصرفوه [يوقفوه‌] فلا ينزلوه عليهم- حتى يأتيهم أمري فيهم و عزيمتي- فاهبط يا إسرافيل عليهم و اصرفه عنهم- و اصرف به إلى الجبال- بناحية مفاوض العيون و مجاري السيول- في الجبال العاتية[1] العادية المستطيلة على الجبال- فأذلها به و لينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا.


فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته- فاستاق بها[2] ذلك العذاب- حتى ضرب بها الجبال- التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها، قال أبو جعفر ع: و هي الجبال- التي بناحية الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيامة، فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم- هبطوا إلى منازلهم من رءوس الجبال، و ضموا إليهم نساءهم و أولادهم و أموالهم، و حمدوا الله على ما صرف عنهم،]] 


اذن لاحظوا المعصوم غاب عنهم ولم يبقى مع قوم يونس الا الفقيه الذي تسبب بنجاتهم وقد استعمل والولاية هنا مطلقة وليست حسبية لأن بسبب طاعتهم لروبيل الفقيه تم نجاتهم ولو كانت ولاية خاصة حسبية لما تسببت بنجاتهم وهنا ايضا يرشدنا ان لروبيل منصب بالتنصيب العام وليس التنصيب الخاص لان يونس ذهب ولم يحدد بالاسم شخصا منصبا من قبله عليهم

فيثبت هنا بالتنصيب العام والولاية المطلقة للفقيه في غيبة المعصوم كما ورد بقصة قوم نبي الله يونس ودور روبيل الفقيه بإنقاذهم وبعدها عاد يونس وحكمهم اصبحوا تحت حكمه وقد جائه داود مع ولده سليمان لزيارته فلم يرى ازهد منه واعبد منه ونأخذ دراسا من هذه القصة بعد مضي المعصوم وتركه للقرية بقي نائبه الولي الفقيه روبيل الذي تسبب بنجاة القوم فهل ياترى هل سنكون كقوم يونس ونتبع روبيل عص نا الولي الفقيه نائب المعصوم ام سنكون كقوم عاد او قوم ثمود الذين نزل فيهم الغذاب و هنا ايضا يثبت ولاية الفقيه المطلقة فلو لم يستمعوا لكلام الولي الفقيه روبيل لاصبحوا في خبر كان ولكن اتباع قوم يونس لنائب المعصوم روبيل انجاهم من العذاب وهذا دليل اخر يدل علي ولاية الفقيه المطلقة له ما للامام المعصوم ع وله ما للرسول ص الا ما اخرجه الدليل


وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 


كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٥/محرم الحرام /١٤٤٥ هجريا