Translate

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الخامس عشر)

1-[[القائد الشرعي يتيم الابويين ويكفله جده وعمه]]
نعم ايها الاخوة هكذا نشأ سيد الكائنات محمد ص وقد قلنا في الدرس السابق انه ولد في عام الفيل ابوه عبد الله وجده عبد المطلب وامه امنة بنت وهب  توفي ابوه قبل ولادته وماتت امه وهو بسن صغير وقد رباه جده عبد المطلب وبعد وفاة جده عبد المطلب عهد بتربيته عمه ابو طالب وهو عبد مناف  هكذا نشأ القائد الشرعي سيد الكائنات رسول الله ص يتيم الابويين ويتيم الجد رباه عمه ويكبر رسول الله ص ويشب ويشتهر بلقب الصادق الأمين وذلك بسبب نزاع بين قبائل قريش بخصوص نقل الحجر الاسود فتولى ذلك رسول الله ص بنفسه عندها قال الجميع : هذا الصادق الأمين رضيماه حكما بيننا فكانت الانظار  كلها تنظر وهذا كله استعدادا وتهيأ لقضية الرسالة التي سيبعث بها رسول الله ص القائد الشرعي بزمانه














2-[[الدعوتان للقائد الشرعي السرية والعلنية]]
كان رسول الله ص القائد الشرعي في غار حراء يتعبد في الغار وفجأة  سمع نداء من السماء  بنزول سورة العلق من جبرائيل واخباره بأنه القائد الشرعي الذي سيكلف لأداء الرسالة وقد أمن به من النساء خديجة ومن الفتيان امير المؤمنين علي ع ثم بعد ذلك تبعه نفر كثير من الصحابة وكانت هذه الرحلة تسمى الدعوة السرية وهي مرحلة تحشيد الناس بصورة سرية بحيث يؤهله بعد ذلك للدعوة العلنية وهذا يعني شيء واحد ان التقية شيء مهم ومن الواجبات وهذه من فوائد التقية عندها رسول الله ص أسقط التقية بالمرحلة  الثانية  وأعلن الدعوة واسمها الدعوة العلنية
وهنا امر مهم يجب الانتباه عليه
بخصوصنا نحن والتقية التقية علينا في زماننا واجبة واعني التقية المداراتية
ان رسول الله ص  امر بالتقية وبعدها أمر ان يصدح  بالأمر وكذلك امير المؤمنين ع الى ائمتنا امروا بالتقية فاذا قام القائم اسقطها وذلك برواية  حيث جاء في كتاب تأويل الايات 2/540 قال (تأويله : ما قال محمد بن العباس (رحمه الله) : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله (( ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) (فصلت:34). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمرت بالتقية، فسار بها عشرا حتى أمر أن يصدع بما أمر وأمر بها علي، فسار بها حتى أمر أن يصدع بها، ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيف، ولم يأخذ من الناس، ولم يعطهم إلا بالسيف

اذن التقية في عصرنا ودورنا يختلف عن دور رسول الله ص فالتقية في عصرنا لا يرفعها الا الامام الحجة عجل الله فرجه عكس رسول الله ص  وعلة رفعه التقية لانه استعمل السيف ونحن مأمورين بالرفق والتقية والمداراة وان اصبحت لدينا امارة كما ورد ذلك في الخصال عن الامام الصادق بحديث طويل نأخذ الشاهد منه :
وان أمارتنا بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد فرغبوا الناس في دينكم وفيما أنتم فيه.

بعدها رفع رسول الله ص التقية عندما امره تعالى بذلك عندما قال تعالى  ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) وهنا علة رفع رسول الله ص التقية لان هنالك سيكون سيف وقتال وانتهى زمن الهدنة بعهد رسول الله ص وهو يختلف عن زماننا لان امامنا في تقية حيث قال روحي له الفداء ((وانا في تقية حتى يؤذن لي بالخروج))
اما رسول الله ص فقد انقضت التقية بزمانه لانه كما قلنا سيكون هنالك السيف
وللمزيد حول بحث التقية يرجى مراجعة بحثنا المسمى التحرير الحقيقي للإنسان الشيعي ردا على من ادعى تحرير الانسان الشيعي كتبته ردا على ياسر الخبيث فيرجى مراجعته للتعمق اكثر

فالمهم ان رسول الله ص بعدما بدأت الدعوة العلنية جهر بدعوته وقد تعرض من الصحابة للأذى ومن خواص الحق الذين تعرضوا للأذى سيدنا عمار بن ياسر حيث تم قتل عائلته واعياه التعذيب فأضطر مكرها ان يذكر الهتهم بخير عندها نزل قوله تعالى ((إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)) وهذا يبين لنا أن حديث حاص حيصة بخصوص عمار لا يصح كونه مخالف لكتاب الله الذي صرح بإطمئنان قلب عمار بالإيمان













3-[[سبب هجرة القائد الشرعي من مكة ولما سمي بعام الحزن]]

كان ابو طالب هو الذي دافع عن رسول الله ص وقد اسلم مع رسول الله ص ولكنه اخفى إيمانه من اجل حماية رسول الله ص بحجة القرابة لكي يتخذها ذريعة لحماية النبي ص من مشركين قريش وكانت خديجة خير عضد له وبعدما مات وماتت خديجة سماه رسول الله ص بعام الحزن وبكي رسول الله ص القائد الشرعي على وفاته عندها امره جبرائيل بالهجرة لان ناصره ابو طالب توفي  وهنا سؤال هل الرسول ص يبكي على شخص كافر؟؟؟
هل تأخذه النبي ص في الله لومة لائم؟؟؟
والجواب ان النبي ص لا يبكي على انسان كافر فمن المستحيل وهذا يدل على اسلام ابو طالب وقد شهدت اشعاره التي تصرح بإيمانه منها :
كريم المساعي ماجد وابن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل

وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل


وقال ايضا رضوان الله عليه :
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح * ولقد صدقت وكنت ، ثم أمينا

وعرضت دينا لا محالة أنه * من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا


وقال رضوان الله عليه :
فـصبرا أبـا يـعلى عـلى دين أحمد وكـن مـظهرا لـلدين وفـقت صابرا
نـبي أتـى بـالدين مـن عـند ربه بـصدق وحـق لا تـكن حمزة كافرا
فـقد سـرني إذ قـلت " لبيك " مؤمنا فـكن لـرسول الله فـي الدين ناصرا



وقال صلوات ربي وسلامه عليه :

وسعيي لوجه الله في نصر أحمد 
 نبي الهدى المحمود طفلاً ويافعا



وهذه الأبيات تدل على ايمان سيدنا ابو طالب وبذلك يسقط حديث الصحضاح المروي في كتب العامة حيث روو في صحيح البخاري هذا الحديث المكذوب على النبي ص  :
هو في ضحضاح من نار، لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار

وذلك اضافة لكونه مخالف لسيرة ابو طالب واشعاره التي تدل على إيمانه وكون الحديث ايضا مخالف لكتاب الله حيث وردت الايات انه لا يخفف العذاب على الكافرين ولا تنفعهم الشفاعة منها قوله تعالى:
 { أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ  فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ( البقرة : 86 ) }. 

{ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ( البقرة : 162 ) }.


 { وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ( النحل : 85 ) }.

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ( فاطر : 36 ) }.

{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ( المدثر : 48 ) }.

فهذا الحديث  بمخالفته لكتاب الله يثبت انه كذب على رسول الله ص 
اما قوله تعالى ((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ))  فهذه الاية مدنية وليست مكية وسيدنا ابو طالب توفي في مكة وليس في المدينة 

واما اقوال ائمة  اهل البيت ع في اسلام ابو طالب كثيرة منها :

ورد عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قوله: قال رسول الله (ص) هبط عليّ جبرائيل فقال لي: يا محمد: إن الله عز وجل مشفعك إلى ستة: بطن حملك آمنة بنت وهب, وصلب أنزلك عبد الله, وحجر كفلك أبو طالب, وبيت آواك عبد المطلب, وأخ لك في الجاهلية قيل يا رسول الله وما كان فعله ؟ قال: كان سخياً يطعم الطعام ويجود بالنواء, وثدي أرضعك حليمة بنت أبي ذؤيب. 

عن أمير المؤمنين أنه قال: والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ومن ولده من الأئمة لأن نوره من نورنا الذي خلق الله تعالى من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام.  

[[اقول]] وهذه الرواية تدل ان ابو طالب من الاوصياء 

عن الإمام زين العابدين وقد سئل عن إيمان أبي طالب فقال: وا عجباه ؟ أتطعنون على أبي طالب أو على رسول الله ؟ وإن الله تعالى نهى رسول الله أن يقر مسلمة على نكاح كافر في غير آية من القرآن وقد كانت فاطمة بنت أسد من المؤمنات السابقات إلى الإسلام ولا يشك أحد في ذلك ولم تزل تحت أبي طالب إلى أن مات 

وجاء عن الإمام الباقر (ع) قوله: لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه على إيمانهم ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين كان يأمر بأن يحج عن عبد الله أبي النبي وعن أبيه أبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته في الحج عنهم بعد مماته.

وقال رجل للإمام الصادق (ع): سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، فقال (ع): إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان، وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجج إيمان أبي طالب على إيمانهم.


وروايات كثيرة وبذلك يتبين ان ابو طالب ع مؤمن ومن اشد الايمان ولكن أقلام بني امية تطعن به حقدا عليه وعلى امير المؤمنين عليه السلام

فلهذا يتبين لنا ان سبب هجرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة هو بسبب موت ابو طالب وموت ام المؤمنين خديجة صلوات ربي وسلامه عليهم. 














4-[[القائد الشرعي ينشيء اول حكومة اسلامية في المدينة]] 

بعدما بايع الاوس والخزرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاجر المسلمين واخرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الي المدينة وجعل امير المؤمنين علي عليه السلام يبات في فراشه الذي يعتبر اول فدائي بالاسلام يفدي بنفسه القائد الشرعي وهكذا هو حالنا في زماننا علينا ان نقتدي بإمامنا الذي افتدى بنفسه القائد الشرعي المتمثل برسول الله ص كذلك في زماننا علينا ان نفتدي القائد الشرعي في زماننا وهو الولي الفقيه فهذه امريكا وإسرائيل لا تريد من الجمهورية الاسلامية سوى رأس الولي الفقيه الذي اصبح يضج مضاجعهم ويزرع بهم الخوف وجعلهم اضحوكة لذلك علينا ان نكون عمليين وليس فقط شعارات وهذا نبهت عليه مرارا وتكرارا ان الدفاع اليوم عن القيادة الشرعية في زماننا المتمثلة بالولي الفقيه ماهو الا اختبار لنا بأننا هل سننصر القيادة الشرعية الرئيسية المتمثلة بإمام زماننا الامام الحجة روحي لتراب مقدمه الفداء ام سنكون كاسلافنا الكوفيين مع الامام الحسن ونسلم عليه بالسلام على مذل المؤمنين
اذن علينا ان نكون فدائيين نفتدي بأنفسنا القيادة الشرعية في زماننا المتمثلة بالولي الفقيه كما فعل امير المؤمنين ع مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما بات فراشه وأصبح اول فدائي في الاسلام 
ثم هاجر رسول من مكة إلى المدينة بعد اغلب المسلمين وسمي المسلمين الذين هاجروا من مكة بالمهاجرين واما المسلمين من اهل المدينة. فسمو بالانصار وأصبحت القيادة بيد رسول الله ص وقد صالح الرسول ص اليهود وكتبت وثيقة في المدينة  سميت بوثيقة المدينة وهو اول دستور للدولة الاسلامية التي اسسها رسول الله ص منها ان كل شيء مرده الى الله ورسوله وأنهم امة واحدة سواء كانوا انصار ام مهاجرين وان اهل الكتب اليهود في مأمن لهم ما للمسلمين الا من اثم وغدر  وهذا يتبين لنا من سيرة النبي ص ان الرسول  ليس ذلك العالم الذي فقط يعطي امورا للناس في الحلال والحرام بل ايضا له القيادة وله التدخل بالامور السياسية والاجتماعية وانه لا ينعزل عن المجتمع وان استغرب من بعض الشيعة وللاسف ممن يقولون انهم يقلدون المرجعية ويقولون ان وظيفة الفقيه فقط في الفتيا وكأنهم لا يقرأون سيرة نبينا ص عندما أسس دستور الدولة الإسلامية وأصبح هو القائد ولا يقل لي أحد انك تقارن فهذا شيء وذاك شيء ولكن بما ان الله يقول في محكم كتابه العزيز ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)) فهل التأسي برسول الله ص فقط اجعل وظيفة الفقيه في الفتيا ام ايضا وظيفته حسب التأسي برسول الله  بالامور السياسية والاجتماعية التي تخص مصلحة الامة فالجواب تأسيا برسول الله ص وانه اسوة اقتدائا لنهجه وسيرته فإن رجل الدين ليس فقط وظيفته الفتيا بامور الحلال والحرام فقط بل ايضا الامور الولائية التي تخص مصلحة المسلمين اقتدائا بسيرة رسول الله وهذا دستور المدينة خير شاهد ان وظيفة رجل الدين ليس فقط حلال وحرام بالرسالة العملية كما ادعى ذلك اهل الدكاكين المنتسبين زورا لخط المرجعية بل وظيفته حسب دستور المدينة المنورة هو قيادة الامة دينيا وسياسيا واجتماعيا وقد طبق ذلك الامر الفقهاء في زمن الغيبة وقادوا الامة دينيا و  سياسيا واجتماعيا المحقق الكركي والعلامة المجلسي والمجدد الشيرازي  امامنا الراحل العظيم الخميني رضوان الله  عليهم وما كان فعلهم الا اقتدائا بذلك الدستور  في المدينة المنورة كأول دستور لأول حكومة في الاسلام 

وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين



كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٢٠/صفر/١٤٤٥ هجريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق