Translate

الثلاثاء، 12 مارس 2024

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس السادس والعشرين)

1-[[ثورة التنباك شاهد من شواهد القيادة الشرعية]]
لقد عرف المرجع الاعلى الراحل السيد محمد حسن الحسيني الشيرازي (قدس) بصاحب ثورة التنباك وقد تصدى للقيادة الشرعية بعد استاذه الشيخ الانصاري قدس  وسميت ثورة التنباك بهذا الاسم لان السيد وقتها حرم استعمال التنباك وهو نوع من انواع التدخين وهذا التنباك كانت تستعمله الشركات البريطانية للسيطرة على ايران عندها اعلن السيد الشيرازي قدس تحريم استعمال التنباك حيث التزم بهذه الفتوي مراجع ومقلدين وبعدها تم كسر شوكة بريطانيا في ايران وهذه نبذة موجزة عن ثورة التنباك وقائدها الامام الشيرازي المجدد رضوان الله عليه




                    [[نص الفتوى]] 
«بسم الله الرحمن الرحيم: اليوم استعمال التنباك والتوتون باي نحو كان بحكم محاربة امام الزمان عجل الله فرجه.»

والفتوى جدا واضحة وتدل على ولاية الفقيه المطلقة فيما يرتبط بشؤن المجتمع والسياسة فعندما قال استعمال التنباك هو حكم محارب لصاحب الزمان فهذا التحريم وجوبي وهذه من صلاحيات ولاية الفقيه وهذه هي الولاية المطلقة التي نذهب اليه في البعد المجتمع لا البعد الفردي فالولاية المطلقة للفقيه ليست التي مرادها اولى بالمؤمنين من انفسهم بحيث لو قال الفقيه للرجل طلق زوجتك بدون مصلحة هذه ليست من صلاحيته بل هذه فقط من صلاحية المعصوم اما الولاية المطلقة للفقيه التي نذهب اليها هو تحريم الحلال لمصلحة العامة ومثال على ذلك فتوى التنباك للسيد الشيرازي قدس الذي جعل التتن وهو الدخان الذي هو بالاصل حلال جعل استعماله حرام واعتبره حرب لصاحب الزمان عجل الله فرجه لان بأستعمال هذا التنباك الذي هو من صنع الشركات البريطانية سوف يقوي شوكة بريطانيا ويجعلهم مسيطرين على بلاد المسلمين لذلك استعمل الامام الشيرازي الولاية المطلقة وحرم استعمال تنباك وقد خضع لولايته مراجع ومقلدين وعلى اثرعا تم طرد الشركات البريطانية من ايران وخلاصة القول ان الولاية المطلقة للفقيه هو الذي يرتبط بشؤن المجتمع السياسية والاجتماعية فمثلا لو رأى الفقيه تعطيل الحج هذه السنة لمصلحة ما فله الولاية بذلك فهذه هي ولاية الفقيه المطلقة لا ولاية اولى بالمؤمنين من انفسهم التي تعطيه صلاحية تطليق الزوجة من زوجها بدون مصلحة هذا كذب وافتراء على ولاية الفقيه المطلقة وهذه كذبة اخترعها اهل الدكاكين ممن يرون فصل الدين عن السياسة والعلمانيين فهذه فتوى ثورة التنباك مثال وشاهد تاريخي على ولاية الفقيه المطلقة  وبعد انتصار الثورة ولما دخلوا بعض المراجع على السيد الشيرازي لتهنئته على هذا الانجاز الكبير ، وجدوه يبكي !!
قالو سيدنا لقد انتصرت كلمتكم فلما البكاء ؟
قال انهم لم يكونوا يعرفوا مناطق القوة فينا ، واليوم وبعد هذا الانجاز سيقصدون بحربهم القادمة مرجعيتكم
وسيسعون لنزع ايمانكم وثقتكم بها الا اذا تداركتم الامر وانتبهتم ..

[[اقول]]من هنا بدأ اختراق بريطانيا للحوزات الدينية بعملية فصل الرجل الدين عن السياسة ولذلك لا يبعد هؤلاء المتزينين بزي العلم ممن يدعون انتمائهم للحوزة شن الحرب على عقيدة ولاية الفقيه وما هذه الحرب الا  بسبب ما ذاقه اسيادهم من فتوى القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الشيرازي رحمه الله 














2-[[القيادات الشرعية بعد ثورة التنباك ]]

 ومن الذين تصدوا للقيادة الشرعية الآخوند الخراساني رضوان الله عليه وكان من قادة الثورة الدستورية وسميت بالمشروطة وبالرغم من اختلافنا معه في قضية تطبيقه للولاية بتعدد القيادة في مجلس نيابي يضم مجموعة من الفقهاء الا انه طبق الولاية المطلقة في البعد الاجتماعي حيث قال :أنّ الخروج على الدستور هو بمثابة الخروج على تعاليم الإسلام نفسه

وايضا عن طريق إعلان الدستور وتأسيس المجلس، وقد التفّ حول الآخوند أعلام كبار لهم المقام العلمي الرفيع، وكان هو المحور الذي يدور الجميع من حوله.

ولعلّ الكثير من الأعلام قد أيّدوا الآخوند الخراساني بعد إصداره فتواه التي جاء فيها: "إنّ الإقدام على مقاومة المجلس العالي بمنزلة الإقدام على مقاومة أحكام الدين الحنيف ، فواجب المسلمين أن يقفوا دون أيّ حركة ضدّ المجلس".


فها هو الآخوند يستعمل الولاية المطلقة وطبقها وقد طرح القائد الشرعي الآخوند نظرية ولاية الفقيه  في الأمور السياسية وذلك في كتابه حاشية المكاسب حيث قال :
[[فاعلم، انّه لا ريب في ولايته(اي الفقيه) في مهام الأمور الكلية المتعلّقة بالسياسة الّتي تكون وظيفة من له الرّئاسة، ]]

وايضا ممن تصدى للقيادة الشرعية السيد محمد كاظم اليزدي قدس  وايضا في الثورة الدستورية لكنه ارادها منفردة بقيادة الفقيه الواحد وحدة القيادة حيث قال :
(إنّ مصلحة الدولة يجب أن تكون بيد شخص واحد مسؤول عنها، لا يشاركه فيها مشارك. )

وقد صرح بالقيادة الواحدة  في كتابه العروة الوثقى حيث قال :
 [[(مسألة 57): حكم الحاكم الجامع للشرائط لا يجوز نقضه ولو لمجتهد آخر إلا إذا تبين خطأه ]]

وقد استعمل القيادة الشرعية بوجوب قتال الاحتلال البريطاني واليكم نص فتواه على النحو الآتي: "
 بسم الله الرحمن الرحيم، لا يخفى أن الدول الأوربية لا سيما الانكليز والروس والفرنسيين لم يزالوا من قديم الأيام يتعدون على البلاد الإسلامية حتى اغتصبوا كثيراً منها وليس لهم قصد إلا محو دين الإسلام والعياذ بالله تعالى وقد اظهروا في هذه الأيام مقاصدهم ومنوياتهم فهاجموا ممالك الدولة العثمانية العلية اعز بنصرها الإسلام، وقد قرب هجوم الكفار على حرم الله وحرم رسوله ومشاهد الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين وقد عم الخطر جميع أوطان المسلمين ونفوسهم وأموالهم وأعراضهم ولهذا يجب على العشائر القاطنين في الثغور وعموم المدن إذا لم يوجد في الحدود من به الكفاية حفظ حدودهم والدفاع عن بيضة الإسلام بكل ما يتمكنون والله هو الناصر والعين والمؤيد للمسلمين» .


ومن العلماء الذين تدخلوا في السياسة استاذ الفقهاء الميرزا النائيني قدس ان استاذ الفقهاء قدس شارك في الثورة المشروطة والف بوقتها  كتاب بعنوان (تنبيه الامة وتنزيه الملة) وبين منزلة الفقيه وانه المتولي الامور السياسية للأمة في زمن الغيبة واثبت بهذا الكتاب اقامة حكومة اسلامية في عصر الغيبة بأشراف الفقهاء اي ولاية فقيه  فدعونا نستعرض بعض من كلمات الميرزا قدس بهذا كتابه وماهي منزلة الفقيه حسب نظريته قدس. 

قال استاذ الفقهاء قدس في تنبيه الامة [[وطبقا لاصول مذهبنا حيث نعتقد ان امور الامة وسياستها منوطة بالنواب العامين لعصر الغيبة]]  

وقال ايضا قدس سره في نفس المصدر [[حتى طاعة ولي الأمر ذكرت في عرض طاعة الله ورسوله بل جعلت طاعة الولي والرسول في عرض طاعة الله سبحانه ايضا كما في الاية المبارك (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) النساء /٥٩ 
وهذا ما عد من معاني اكمال الدين بنصب ولاية يوم الغدير كذلك تكون ترجيحات النواب العمومين او المأذونين من جانبهم في عصر الغيبة ملزمة شرعا بمقتضى نيابتهم الثابتة القطعية]] 

فيتبين من لحن قوله قدس ان انه يجعل الحكم فيما يرتبط بأطاعة اولي الامر وسياسية الامة بيد الفقيه في عصر الغيبة وتصريحه بأن هذا اعتقاد اصول الشيعة وهذا ما ذهب اليه حول الحكومة الاسلامية في عصر الغيبة والقول بطبيقها
اما قوله الصريح بولاية الفقيه العامة فقد تعرضنا لذكره في مبحث ولاية الفقيه العامة واثبتنا انه قدس يقول بالولاية العامة مستدلا بمقبولة عمر بن حنظلة ولا بأس ان معيد سرد كلامه للاستفادة. يقول قدس في المكاسب والبيع [[فالعمدة فيما يدل على هذا القول هو مقبولة عمر بن حنظلة، وفيه انه عليه السلام قال فاني جعلته عليكم حاكما فان الحكومة باطلاقها يشمل كلتا الوظيفتين بل لا يبعد ظهور لفظ الحاكم فيمن يتصدى لما هو وظيفة الولاة، ولا ينافيه كون مورد الرواية مسألة القضاء فان خصوصية المورد لا توجب تخصيص العموم في الجواب]] 


الى ان يقول قدس في نفس المصدر [[فرواية ابن حنظلة احسن ما يتمسك به لاثبات الولاية العامة للفقيه]] 

انتهى كلامه قدس فهنا يبين ان المقبولة تدل على ولاية الفقيه العامة كما ثبت بل وفي في كتاب منية الطالب يقول [[، لا بأس بالتمسك بمقبولة عمر بن حنظلة، فإن صدرها ظاهر في ذلك،]] 

الى ان يقول الميرزا [[(5) فإن الحكومة ظاهرة في الولاية العامة، فإن الحاكم هو الذي يحكم بين الناس بالسيف والسوط، وليس ذلك شأن القاضي (1).]] 

وقد اورد كلامه المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه ولاية الفقيه في صحيحة عمر بن حنظلة محتجا بقول الميرزا قدس من يحب مراجعة الكلام في الكتاب المذكور صفحة ٤٣

وبذلك ان يتبين ان الميرزا النائيني قدس. يقول بولاية الفقيه العامة والقول بتشكيل الحكومة الاسلامية.وتدخل الفقيه في سياسة الامة 
وليس كما يزعم بعض اهل الدكاكين  















3-[[ثورة العشرين وما بعد ثورة العشرين بقيادة القيادة الشرعية ]]

تصدى للقيادة الشرعية بعد وفاة السيد اليزدي الشيخ محمد تقي الشيرازي قدس وكان يريد تطبيق الحكومة الاسلامية من ثورة العشرين حيث كان الشيخ محمد تقي الشيرازي هو قائد ثورة العشرين 
وكان اول المتصدين للاستكبار المتمثل ببريطانيا شيخنا الشيرازي حيث افتى بوجوب الدفاع عن بلاد المسلمين ضد الاحتلال البريطاني حيث قال :
 "بسم الله الرحمن الرحيم وهو المستعان ولا حول ولا قوة إلا به. أيها المسلمون أن مهاجمات الأعداء المعادين قد قربت من حرام الله وحرم رسوله ومشاهد الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين وها هم يريدون أن يسفكوا بعداوتهم دماء المسلمين ويهتكوا دينهم وقد أشرف الخطر والعياذ بالله على بلاد المسلمين وشعائرهم ومشاعرهم ونفوسهم فيجب على جميع العشائر القاطنين في الثغور وعموم المسلمين حفظ حضورهم وحدودهم والدفاع عن حوزة الإسلام بكل ما يتمكنون منه والله هو الناصر والمعين فالله الله في ذلك يا معاشر المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبرکاته".

وبعد أن قامت الثورة الاسلامية ثورة العشرين بقيادة الامام الشيرازي قدس امر بتشكيل حكومة اسلامية 
ومن فتاوى وتطبيقه للقيادة الشرعية :
«أن مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين، ويحق لهم ضمن مطاليبهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا أمتنع الأنكليز عن قبول مطاليبهم.» 

وايضا هنا يصرح ويدعوا لتشكيل حكومة اسلامية :
«أما بعد فإن إخوانكم في بغداد، والكاظمية، والنجف، وكربلاء، وغيرها من أنحاء العراق، فقد اتفقوا فيما بينهم على الاجتماع، والقيام بمظاهرات سلمية، وقد قامت جماعة كبيرة بتلك المظاهرات، مع المحافظة على الأمن، طالبين حقوقهم المشروعة المنتجة لإستقلال العراق إن شاء الله بحكومة إسلامية، ... فالواجب عليكم، بل على جميع المسلمين، الاتفاق مع إخوانكم في هذا المبدأ الشريف. وإياكم والإخلال بالأمن، والتخالف والتشاجر بعضكم مع بعض، فإن ذلك مضر بمقاصدكم، ومضيع لحقوقكم التي صار الآن أوان حصولها بأيديكم، وأوصيكم بالمحافظة على جميع الملل، والنحل التي في بلادكم، في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم، ولا تنالوا أحدا منهم بسوء أبدا.» 

حين أراد الإنجليز إجبار العراقيين يبينون على انتخاب السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني ليكون رئيساً لحكومة العراق عام 1919، أثناء استفتاء النجف. فأصدر الشيرازي فتواه رداً على ذلك:

«ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين.»

فهذا هو التدخل السياسي من أكابر علمائنا الكبار الامام الشيرازي رضوان الله عليه وطبعا لم تحقق ثورة العشرين الهدف المطلوب بسبب وفاة القائد الشرعي الامام الشيرازي و تنصيب فيصل ملكا للعراق ولم تقام حكومة اسلامية
وهذا النظام نظام ملكي  يفصل الدين عن السياسة لذلك نتيجة ثورة العشرين الاسلامية لم تأتي بنتيجة جيدة بسبب ما ذكرناه

ومن العلماء من دعا لاقامة حكومة اسلامية وتصدى للقيادة الشرعية سماحة الامام محسن الحكيم قدس بعد وفاة الميرزا النائيني هنا الامام الحكيم قدس سره واعلى الله درجاته قد  سئل عن هذا السؤال حول اقامة دولة اسلامية فكان جوابه. قدس [[نعم في الاسلام النظام الكامل على نهج السؤال المذكور ويتضح ذلك بالسير والنظر في الأوضاع التي كان عليها المسلمون في العصور الاولى وتجب الدعوة الى هذا التطبيق على الشرائط المذكورة في رسالتنا العملية في كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والله سبحانه ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام ورحمة الله وبركاته]] 

واما كلامه قدس سره في رسالته العملية منهاج الصالحين كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال قدس [[[مسائل]

مسألة 1- من أعظم الواجبات الدينية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر‌

قال اللّه تعالى وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و قد ورد عنهم (عليهم السلام) أن بالأمر بالمعروف تقام الفرائض، و تأمن المذاهب، و تحل المكاسب، و تمنع المظالم و تعمر الأرض، و ينتصف للمظلوم من الظالم، و لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر، و تعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و سلط بعضهم على بعض، و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء. و قال النبي (ص): «كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، و فسق شبابكم، و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر، فقيل له: و يكون ذلك يا رسول اللّه؟ قال (ص): نعم. فقال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، و نهيتم عن المعروف فقيل له: يا رسول (ص) و يكون ذلك؟ فقال (ص): نعم.

و شر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا؟».]]

الى ان يقول قدس [[مسألة 5- لا يختص وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بصنف من الناس‌
دون صنف، بل يجب عند اجتماع الشرائط المذكورة على العلماء و غيرهم، و العدول و الفساق، و السلطان و الرعية، و الأغنياء و الفقراء، و قد تقدم انه ان قام به واحد سقط الوجوب عن غيره، و ان لم يقم به أحد أثم الجميع و استحقوا العقاب.]]

انتهى كلامه قدس فهنا جعل من بالمقدمة يقوم بالامر بالمعروف لاقامة الحكومة الاسلامية هو العالم وهو الفقيه. فتكون له ولاية عامة في شؤن المسلمين بالنسبة ما يرتبط في الحكم السياسي والاجتماعي وفق نظام اسلامي وهذا كان رأي السيد قدس في ولاية الفقيه بخصوص ما يرتبط بأقامة الحكومة الاسلامية. وهي واجبة عند السيد كما ثبت من لحن كلامه اما ولاية الفقيه المطلقة كون الفقيه له ما للامام الا ما اخرجه الدليل لم يثبت ان السيد قال بها وحينما اراد السيد الحكيم القيام بالثورة قام البعث بتشتيت  الناس عنه بسبب عدم البصيرة عند الناس ولم يكتب لثورة سماحته رضوان الله عليه  النجاح ولكنها كانت تمهيدا للثورة الاسلامية ثورة امامنا الخميني رضوان الله عليه .
















4-[[الثورة الاسلامية الخمينية اسقاط الشاه وتشكيل حكومة القيادة الشرعية ]]

قبل انطلاق ثورة الامام الخميني  انطلقت ثورة اسمها ثورة فدائيون الاسلام بقيادة حجة الاسلام والمسلمين السيد مجتبى نواب صفوي قدس 

منظمة فدائيو الإسلام كانت منظمة سياسية إيرانية ذات طابع عقائدي. وقد أسست بغرض المطالبة بتطبيق صارم للشريعة واغتيال أولئك الذين يعتقد أنهم مرتدون وأعداء للإسلام، حيث كانت تؤمن بأن القوة والإعداد هو السبيل الوحيد لإقامة الحكومة الإسلامية وتطهير الأرض المسلمة من الصهيونيين والمستعمرين
وهذا يبين لنا صرامة السيد صفوي قدس في تطبيق حكم الله في الارض وقد اعتبره الامام الخامنئي الأب الروحي للثورة الاسلامية وهذا رأيي ايضا 
وقد ألّف السيد نواب صفوي في العام 1950 أفكاره ذات العلاقة بالحكومة والسياسة في كتاب حمل عنوان «المجتمع والحكومة الإسلامية». وقد عرض فيه برنامجاً إسلامياً للمؤسسات والوزارات المختلفة في الحكومة الدينية وحذّر فيه الشاه وأعوانه

وقد جاء في كتابه : إلی أعداء وغاصبي الحكومة الإسلامية: الشاه والسائرين في ركابه، إذا لم تطبقوا الإسلام وقوانينه، فبعون الله سنحطمكم، وتشكل الحكومة الإسلامية الصالحة لتطبيق الإسلام في كل أنحاء البلاد».

اقول  ياسيد مجتبى ماذا ستفعل لو كنت حيا فيما بيننا وتشاهد تصريح هذه الحكومة الحالية تصف الأمريكي بالشريك فماذا ستفعل لهم ومن إنجازاته انه ذهب إلى القدس وصلى بالمسلمين هناك ثم عاد إلى الجمهورية الاسلامية ليقود الثورة لكنهم القو القبض عليه واعدموه 
وبعدها اندلعت الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني العظيم حيث قال الامام الخميني في صحيفة النور :  [[ففي يوم وفاة الامام الصادق- عليه السلام-، وبهتاف (الخلود للشاه)، شنوا هجوماً مباغتاً على مركز الامام الصادق وذرية هذا العظيم وابنائه الروحيين. وفي ساعة او ساعتين نهبوا المدرسة الفيضية بأسرها، نهبوا جامعة امام العصر- صلوات الله وسلامه عليه- في وضع يرثى له في أنظار نحو عشرين الف مسلم .. حطموا ابواب ونوافذ كل الحجرات، والقي بعض الطلبة- من شدة الخوف- بأنفسهم من السطح الى الارض، فتكسرت الايدي والرؤوس، جمعوا عمائم الطلبة والسادة من ذرية الرسول، واضرموا النار فيها، ألقوا بالفتيات ذوي الستة عشر والسبعة عشر ربيعاً من السطح، مزقوا الكتب ونسخ القرآن الكريم حسبما قيل .. لم يعد يأمن علماء الدين والطلبة على حياتهم في هذه المدينة الدينية، فبيوت العلماء والمراجع تُحاصرها قوى الامن واحياناً القوات الخاصة وافراد الشرطة. ازلام النظام يهددون بأنهم سيفعلون بالمدارس الأخرى مثلما فعلوا بالمدرسة الفيضية، كما استبدل الطلبة المحترمون زي رجال الدين من فرط خشيتهم من ازلام السلطة. لقد أعطوا أوامرهم بعدم السماح للمعممين باستقلال الباصات وسيارات الأجرة، فيما يقوم ازلام السلطة بسب وشتم علماء الدين عامة، وبعض الشخصيات بالاسم، في المحافل العامة يستعملون التعابير النابية والمنحطة، وفي الليالى تقوم الشرطة بتوزيع منشورات فضيعة تحمل تواقيع مجهولة.

ان هؤلاء يسيئون الى المقدسات الدينية تحت شعار (صداقة الشاه) و (صداقة الشاه) تعني النهب، تعني هتك حرمة الاسلام والاعتداء على حقوق المسلمين، والهجوم على مراكز العلم والمعرفة. (صداقة الشاه) تعني ضرب كيان القرآن والاسلام، تعني ضرم النيران في مظاهر الاسلام ومحو المظاهر الاسلامية. (صداقة الشاه) تعني قمع علماء الدين ومحو آثار الرسالة. ليعلم السادة اصحاب السماحة بأن الاخطار تهدد اصول الاسلام، وان القرآن والمذهب في خطر، وفي مثل هذه الحالة تعد التقية حراماً، واظهار الحقائق واجب ولو بلغ ما بلغ.]]
 

انتهى كلامه رضوان الله عليه فأذن يتبين ان الامام الخميني عندما حرم التقية هنا حرمها مع الشاه عندما اصبح الدين بخطر فقد قامت قوات الشاه بالهجوم علي المراكز الدينية واحراق نسخ القرأن الكريم. والهجوم على العلماء وقتلهم وقتل الفتيات لذلك حرم الامام الخميني العمل بالتقية مع الشاه اضطرارا لانه حاكم متجاهر بفسقه والحاكم المتجاهر بفسقه لا حرمة له كذلك فعلها الامام الحسين ع عندما رفع التقية مع يزيد لانه متجاهر بفسقه وعدائه ضد الاسلام كذلك الشاه وحسبكم عندما كانت تقوم زوجة الشاه بمقابلة رجال الدين وهي متبرجة فاي اهانة وتوهين وصل له الاسلام انذاك لذلك الامام الخميني حرم التقية مع الشاه. بسبب :
اولا متجاهر بفسقه وعدائه للاسلام والاسلام اصبح في خطر انذاك 
ثانيا قتل المومنين بغير حق وهنا بلغت الدم وقد ثبت عن صادق ال محمد ع انه قال اذا بلغت الدم فلا تقية اي الدفاع عن النفس

وبهذه الحالتين تترك التقية اضطرارا ويكون العمل بها محرما

اما التقية المداراتية مع المخالفين وهي التقية الواجبة في عصرنا فالامام الخميني يقول بوجوبها. فقد قال رضوان الله عليه في كتابه الرسائل العشرة :و منها: ما تكون واجبة لنفسها، و هي ما تكون مقابلة للإذاعة، فتكون بمعنى التحفّظ عن إفشاء المذهب و عن إفشاء سرّ أهل البيت، فيظهر من كثير من الروايات‌ [2] أنّ التقيّة التي بالغ الأئمّة (عليهم السّلام) في شأنها، هي هذه التقيّة فنفس إخفاء الحقّ في دولة الباطل واجب، و تكون المصلحة فيه جهات سياسية دينية، و لو لا التقيّة لصار المذهب في معرض الزوال و الانقراض. 


وقد بين عقيدة ولاية الفقيه في كتابه الحكومة الاسلامية وتعرض لضرورة اقامة الحكومة الاسلامية
بقيادة الفقيه  حيث قال في عنوان((ضرورة وحدة المسلمين)) قائلا :
[[ومن جهة أخرى  سعى المستعمرون إلى تفتيتها. لقد تحالف الروس والإنكليز وحلفاؤهم حاربوا العثمانيّين، ثمّ تقاسموا الغنائم كما تعلمون1. ونحن لا ننكر أنّ أكثر حكّام الدولة العثمانيّة كانت تنقصهم الكفاءة والجدارة والأهليّة، وبعضهم كان مليئاً بالفساد، وكثير منهم كانوا يحكمون الناس حُكماً مَلكيّاً مطلقاً. ومع ذلك كان المستعمرون يخشون أن يتسلّم بعض ذوي الصلاح والأهليّة ـ من الناس وبمعونة الناس ـ منصّة قيادة الدولة العثمانيّة على وحدتها وقدرتها وقوّتها وثرواتها، فيبدّد كلّ آمال الاستعماريّين وأحلامهم. لهذا السبب ما لبثت الحرب العالميّة الأولى أن انتهت حتّى قسّموا البلاد إلى دويلات كثيرة، وجعلوا على كلّ دويلة منها عميلاً لهم، ومع ذلك فقد خرج قسم من هذه الدويلات بعد ذلك عن قبضة الاستعمار وعملائه.

 
ونحن لا نملك الوسيلة إلى توحيد الأمّة الإسلاميّة وتحرير أراضيها من يد المستعمرين، وإسقاط الحكومات العميلة لهم، إلّا أنّنا نسعى إلى إقامة حكومتنا الإسلاميّة، وهذه بدورها سوف تتكلّل أعمالها بالنجاح يوم تتمكّن من تحطيم رؤوس الخيانة، وتدمّر الأوثان والأصنام البشريّة والطواغيت الّتي تنشر الظلم والفساد في الأرض.
 
تشكيل الحكومة إذن يرمي إلى الاحتفاظ بوحدة المسلمين بعد  تحقيقها، وقد ورد ذلك في خطبة السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام: "... وطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفرقة]]

قال الامام الراحل الخميني في كتاب الحكومة الاسلامية في هذا العنوان((ضرورة إنقاذ المحرومين المظلومين )) :
 [[وقد استعان المستعمرون بعملاء لهم في بلادنا من أجل تنفيذ مآربهم الاقتصاديّة الجائرة. وقد نتج عن ذلك وجود مئات الملايين من الناس جياعاً، ويفتقدون أبسط الوسائل الصحيّة والتعليميّة، وفي مقابلهم أفراد ذوو ثراء فاحش وفساد عريض. والجياع من الناس في كفاحٍ مستمر من أجل تحسين أوضاعهم، وتخليص أنفسهم من وطأة جور حكّامهم المعتدين، ولكنّ الأقليّات الحاكمة وأجهزتها الحكوميّة هي الأخرى تسعى إلى إخماد هذا الكفاح. أمّا نحن فمكلّفون بإنقاذ المحرومين والمظلومين. نحن مأمورون بإعانة المظلومين ومناوأة الظالمين, كما ورد ذلك في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لولديه: "وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"]]


وقد بين الامام الخميني ان الفقيه له ما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا ما اخرجه الدليل 
وقد انتصرت الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني في سنة ١٩٧٩م  وقام بتأسيس حكومة اسلامية وجعل دستور نظام الجمهورية الاسلامية تتيح الصلاحية للفقيه المجتهد التصدي لامور الحكم 

وبعد انتصار الثورة الاسلامية أعلن المراجع دعمهم الشرعي لقيادة الامام الخميني و دستور الجمهورية الاسلامية  :
اولا السيد الخوئي قدس حيث قال في بيانه :

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.[سورة آل عمران:85] صدق الله العلي العظيم.

الشّكر والحمد اللامحدود لله تعالى أن استطاعت أمّة إيران المسلمة الغيورة بعد الجهاد والتضحيات أن تقولَ رأيها بكل حرّية وبدون أي إجبار.

وفي هذا المجال فإنّ رأيي هو أن يقوم الجميع بالتصويت لنظام الجمهورية الإسلامية بالنسبة لتشكيل الحكومة الجديدة.

وحيث أن الأغلبية الساحقة من هذه الأمة هم من الشيعة الإثني عشرية، فليَزم لرعاية حقوقهم أن تكون التشريعات الخاصة بهذه الأغلبية موافقةً لمذهبهم.

أطلب من الله تعالى التوفيق لجميع الإخوة الإيرانيين

أبو القاسم الموسوي الخوئي

النجف الأشرف الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1399 للهجرة



ثانيا تأييد السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس بعد انتصار الثورة الاسلامية واليكم  رسالته الى تلامذته بعد انتصار الثورة الاسلامية :

 أولادي و أعزائي حفظكم الله بعينه التي لا تنام.

 السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

أكتب إليكم في هذه اللحظات العظيمة التي حقّق فيها الإسلام نصراً حاسما وفريداً في تاريخنا الحديث على يد الشعب الإيراني المسلم وبقيادة الإمام الخميني دام ظله وتعاضد سائر القوى الخيّرة والعلماء الأعلام وإذا بالحلم يصبح حقيقة وإذا بالأمل يتحقق وإذا بالأفكار تنطلق بركاناً على الظالمين لتجسّد وتقيم دولة الحق والإسلام على الأرض وإذا بالإسلام الذي حبسه الظالمون والمستعمرون في قمقم يكسر القمقم بسواعد إيرانيّة فتيّة لا ترهب الموت، ولم يثن عزيمتها إرهاب الطواغيت، ثم ينطلق من القمقم ليزلزل الأرض تحت أقدام كل الظالمين ويبعث في نفوس المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها روحاً جديدة وأملاً جديد.

إن الواجب على كلّ واحد منكم وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلامية الرائدة أن يبذل كل طاقاته وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات ويضع ذلك كله في خدمة التجربة فلا توقف في البذل والبناء (لأجل الإسلام)، ولا حدّ للبذل، والقضية ترتفع رايتها بقوّة الإسلام، وعمليّة البناء الجديد بحاجة إلى طاقات كلّ فرد مهما كانت ضئيلة.

ويجب أن يكون واضحاً -أيضاً- أنّ مرجعيّة السيّد الخميني دام ظله التي جسدت آمال الإسلام في إيران، اليوم لا بدّ من الالتفاف حولها والإخلاص لها وحماية مصالحها والذوبان في وجودها العظيم بقدر ذوبانها في هدفها العظيم وليست المرجعيّة الصالحة شخصاً وإنما هي هدف وطريق وكل مرجعيّة حققت ذلك الهدف والطريق فهي المرجعية الصالحة التي يجب العمل لها بكل الإخلاص.
والميدان المرجعي أو الساحة المرجعية في إيران يجب الابتعاد بها عن أيّ شيء من شأنه أن يُضعف أو لا يساهم في الحفاظ على المرجعيّة الرشيدة القائدة.

أخذ الله بيدكم وأقرّ عيونكم بفرحة النصر وحفظكم سنداً وذخراً والسلام عليكم يا أحبتي ورحمة الله وبركاته".

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


وقال في رسالة  تهنئته الى الامام الخميني رضي الله عنه بمناسبة انتصار الثورة :
"سماحة آية الله العظمى الإمام المجاهد السيد روح الله الخميني دام ظلّه: تلقيت برقيتكم الكريمة التي جسّدت أبوّتكم ورعايتكم الروحية للنجف الأشرف التي لا تزال منذ فارقتكم تعيش انتصاراتكم العظيمة، وأني أستمدّ من توجيهكم الشريف نفحة روحية، كما أشعر بعمق المسؤولية في الحفاظ على الكيان العلمي للنجف الأشرف، وأودّ أن أعبّر لكم بهذه المناسبة عن تحيّات الملايين من المسلمين والمؤمنين في عراقنا العزيز، الذي وجد في نور الإسلام الذي أشرق من جديد على يدكم ضوءاً هادياً للعالم كلّه، وطاقة روحية لضرب المستعمر الكافر والاستعمار الأمريكي خاصة، ولتحرير العالم من كلّ أشكاله الإجرامية، وفي مقدمتها جريمة اغتصاب أرضنا المقدسة فلسطين، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يمتّعنا بدوام وجودكم الغالي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


ثالثا تأييد الشيخ علي كاشف الغطاء وذلك في برقية تهنئة ارسلها الى الامام الخميني بمناسبة انتصار الثورة الاسلامية وهذا نص رسالته:
بخ بخ.. بجمهورية إسلامية تطفح ضفتاهها بخير النشأتين، وتزهو جوانبها بسعادة الدهرين، أقبل بها الدهر مبتسما بشموس وأقمار، وأشرقت بنورها الوضاء دروب الحياة الدينية للشعوب الإسلامية، واندكت بها صروح البغي والظلم والعدوان، فيا له من فوز عظيم قد جاء بنصر من الله وفتح قريب مبين، وهنيأ بهذه النعمة التي أنزلت على الطاغين أشد النقمة، ونسأله تعالى بجاه من لذنا بجوراه أن يورد علينا من أخباركم ما تسر به النفوس وتقر بها العيون،دمتم في رعاية الله وألطافه

وبعد انتصار الثورة الاسلامية وتشكيل الحكومة الاسلامية أعلن الامام الخميني القائد الشرعي  دعم المستضعفين وغلق السفارة الأسرائيلية وجعل بدلا منها سفارة فلسطينية لذلك تعتبر الجمهورية الاسلامية اول بلد اسلامي يفتح سفارة فلسطينية وقد شدد على دعم القضية الفلسطينية وجعل كل سنة اخر  جمعة من شهر من رمضان يوم القدس العالمي حيث قال الامام الخميني :
«وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين . لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم - الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني - وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين»

ولذلك نجد أن طوفان الأقصى من أسبابه يوم القدس العالمي الذي يعتبر الصرخة التي أطلقها الامام الخميني رضوان الله عليه لضرب الاستكبار العالمي المتمثل بالكيان الإسرائيلي والشيطان الاكبر امريكا
 وايضا سعى القائد الشرعي الامام الخميني لافشال مؤامرات الاستكبار العالمي امريكا  منها بعدما كادت فتنة حزب الشعب التابع للعميل كاظم شريعتمداري الذي تم إسقاط مرجعيته من قبل جامعة المدرسين الحوزة العلمية في قم كادت ان تطيح بالثورة ولكن حكمة القائد الشرعي الامام الخميني رض و بصيرة الشعب الايراني المسلم  تمكنوا من كشف المؤامرة وذلك بعد اقتحام وكر التجسس السفارة الأمريكية واسر موظفيهم بيد المجاهدين  وكشفت وثائق تثبت تورط صادق قطب زاده وحزب شريعتمداري مع السفارة الأمريكية وطبعت بوثائق اسمه وكر التجسس
وقد شرطت الجمهورية الاسلامية إطلاق سراحهم مقابل تسليم الشاه الى الجمهورية الاسلامية لمحاكمته ولكن هلك الى جهنم وبئس المصير  وقد حاولت امريكا بإدارة كارتر إنقاذ الأسرى من موظفين السفارة  وقد بعثوا بجنود للجمهورية الاسلامية من الكوماندوز ولكن العملية فشلت إذ تحطمت الطائرات في صحراء طبس وسميت هذه المعجزة بمعجزة طبس حيث هبت عاصفة ترابية حطمت كل الطائرات الأمريكية وهذا يدل على الدعم الإلهي للقيادة الشرعية المتمثلة بالامام الخميني وبعدها حركت امريكا عملهاصدام  لضرب الجمهورية الاسلامية وحدثت حرب بين الجمهورية الاسلامية بقيادة الامام الخميني وبين العراق بقيادة صدام المدعوم أمريكيا الذي اعترف فيما بعد أن امريكا كانت تغذي هذا الحرب وقد ثبت الامام الخميني أركان الجمهورية الاسلامية بصناعة المقاومة وانشاء حزب الله الذي أصبح اليوم كابوسا للصهاينة وقد حذر القائد الشرعي الامام الخميني من امريكا ومن أفعالها ونور لكم نبذة من كلماته :
"جميع مصائبنا اليوم هي من أمريكا واسرائيل.. فإسرائيل هي ربيبة أمريكا.
اقول : الامام الخميني يقول جميع مصائبنا من امريكا وذكرها قبل اسرائيل واليوم الحكومة في العراق وعلى رأسهم السوداني يصفها بالشريكة اي سياسة قذرة

وقال الامام الخميني :
امريكا هي التي تدعم اسرائيل والموالين لها.. وهي التي تمنحها القدرة على تشريد العرب والمسلمين .." 

وقال الامام الراحل:
"يا مسلمي العالم ومستضعفي المعمورة انهضوا وقرروا مصائركم بأنفسكم، الى متى تقوم واشنطن... بتقرير مصيركم؟ الى متى تدنس قدسكم بأقدام حثالات أمريكا واسرائيل الغاصبة ؟ الى متى تتفرجون على ارض فلسطين المقدسة ولبنان والمسلمين المظلومين في تلك الديار وهم يرزحون تحت سيطرة المجرمين


وقال رضوان الله عليه :
إذا كانت الحكومات خائفة فان الشعوب حية يقظة .. ان من الافضل لنا أن نموت جميعاً على أن نبقى أذلاء تحت سيطرة الصهاينة وأمريكا". 


وقال الامام الراحل عليه الرضوان:
لقد وقعت البلدان الإسلامية بالأمس في براثن انجلترا وعملائها، وها هي اليوم تقع في براثن أمريكا وعملائها، وإن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل وأذنابها، وأمريكا هي التي تساعد إسرائيل على تشريد العرب والمسلمين وأمريكا هي التي تعتبر الإسلام والقرآن المجيد ضرراً عليها وتعمل على إبعاده عن طريقها، وأمريكا هي التي تحسب علماء الدين شوكة على طريقها الاستعماري فتعمد إلى اعتقالهم وتعذيبهم وإهانتهم، وأمريكا هي التي تتعامل مع الأمة الإسلامية معاملة وحشية لا هوادة فيها .


وقال الامام الراحل :
إن على العالم القضاء على أمريكا، وإلا فإن هذه المصائب ستظل تسحق العالم ما دامت أمريكا موجودة، فحيثما لم يتحقق لها ذلك بحثت عن مكان آخر. لقد أشعلت أمريكا نار الحرب في الكثير من مناطق العالم، وهي التي لا زالت تقف وراء الحروب القائمة في الكثير من البلدان. فأمريكا والقوى الكبرى هم الذين يهددون العالم بالخطر ويكذبون في ادعاءاتهم بالحد من الأسلحة. ولهذا فإن علينا أن نصرخ بكل ما في وسعنا بوجه هؤلاء


وقال الامام الخميني :
أمريكا هي الشيطان الأكبر والأفعى الجريحة


قال الامام الخميني :
إذا رضيت عنكم أمريكا فاعلموا أنكم على خطأ وإذا مدحتكم أمريكا فاعلموا أنكم خونة.

وقال امامنا الراحل :
لو قالت امريكا "لا إله إلا الله" فلا تصدقوها 

وغيرها من الكلمات التي كل منها تحتاج لدراسة وتفصيل وشرح لهذه الكلمات العميقة العظيمة الخالدة للامام الراحل وهذه نبذة من تطبيقات و منجزات وتوجيهات القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الخميني رضي الله عنه وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين






كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١/رمضان / ١٤٤٥ هجريا

الثلاثاء، 5 مارس 2024

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الخامس والعشرين)

1-[[القيادة الشرعية للفقهاء بعد غيبة المعصوم ]]
نذكر في البداية من الفقهاء ودورهم بعد ابن قولويه جاء الشيخ الصدوق ثم الشيخ المفيد والشيخ المفيد تصدى لزعامة الشيعة وفي عهده سيطرت الدولة البويهية على الحكم في بغداد وكان ميلانهم شيعيا الا انهم لم يوفقوا في عهد الشيخ المفيد بسبب عدم تمكين هم اياه وبالرغم من انهم كانوا يعظمون الشيخ وقد أشار شيخنا المفيد الى الولاية للفقيه لمن نصبه الحاكم المتغلب لقضاء او امارة وصرح ايضا بالجهاد الابتدائي في زمن الغيبة فقد قال في كتاب المقنعة :
[[ فأما إقامة الحدود: فهو إلى سلطان الإسلام المنصوب من قبل الله تعالى، وهم أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام، ومن نصبوه لذلك من الأمراء والحكام، وقد فوضوا النظر فيه إلى فقهاء شيعتهم مع الإمكان. فمن تمكن من إقامتها على ولده وعبده، ولم يخف من سلطان الجور إضرارا به على ذلك، فليقمها. ومن خاف من الظالمين اعتراضا عليه في إقامتها، أو خاف ضررا بذلك على نفسه، أو على الدين، فقد سقط عنه فرضها. وكذلك إن استطاع إقامة الحدود على من يليه من قومه، وأمن بوائق (3) الظالمين في ذلك، فقد لزمه إقامة الحدود عليهم، فليقطع سارقهم، ويجلد زانيهم، ويقتل قاتلهم. وهذا فرض متعين على من نصبه المتغلب لذلك على ظاهر خلافته له أو الإمارة من قبله على قوم من رعيته، فيلزمه إقامة الحدود، وتنفيذ الأحكام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجهاد الكفار ومن يستحق ذلك من الفجار، ويجب على إخوانه من (4) المؤمنين معونته على ذلك]] 

 وقد ورد ان الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف كان يسدده وكان معه في التسديد الإلهي منها ما جاء في كتاب (رعاية الامام المهدي  للمراجع والعلماء الاعلام)  تأليف علي الجهرمي ص61 وما بعدها ما نصه:
يذكر المرحوم الميرزا محمد التنكابني رحمة الله عليه هذه الحادثة كما يلي: وفد احد القرويين الى مجلس الشيخ المفيد وسأله عن امراة حامل ماتت وجنينها حي في بطنها ، هل تدفن هكذا ، ام تشق بطنها ويستخرج الطفل منها ؟ فأجاب الشيخ: ادفنوها هكذا . فخرج الرجل عائدا ادراجه ، وفي اثناء الطريق رأى فارسا مسرعا يتبعه ، وحين وصل اليه ترجل وقال له: يا رجل الشيخ المفيد يقول: شقوا بطن هذه المتوفاة واخرجوا الطفل ثم ادفنوها .
والتزم القروي بهذا التصحيح ، وبعد مدة اخبر الشيخ المفيد بما جرى ، فقال : انه لم يرسل احدا ولا شك ان هذا الفارس هو صاحب الزمان عليه السلام وهذا يعني اننا نخبط خبط عشواء في فتاوانا ، فما احرى ان لا نفتي بشيء بعد الان.
وبالفعل التزم بيته لا يغادره حتى جاءه التوقيع من صاحب الامر عليه السلام ( عليكم الافتاء وعلينا تسديدكم وعصمكم من الخطأ) فما كان من الشيخ المفيد الا ان عاود الجلوس على منبر الفتيا.

وايضا رسالة الامام المهدي للشيخ المفيد حيث ورد ذلك  في الاحتجاج  للطبرسي عن الامام المهدي برسالته للشيخ المذكور :
للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق -: أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته، فقف أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره، وأعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله.
نحن وإن كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علما بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
أنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (1) أو اصطلمكم الأعداء (2) فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم (3) من فتنة قد أنافت عليكم (4) يهلك فيها من حم أجله (5) ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا (6) ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون.


إلى آخر الرسالة وهنالك ايضا رسائل اخرى من الامام للشيخ المفيد تبين اهتمام الامام المهدي عجل الله فرجه بالفقيه المجتهد لانه نائب له ولأنه نائب للإمام عليه السلام ويتولى ما يتولاه الا ما اخرجه الدليل
وبعد وفاة الشيخ المفيد تصدى للزعامة الشريف المرتضى واما دوره السياسي تقلد امارة الحج والحرمين وولاية المظلم وقضاء القضاة لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً
لذلك نكتشف ان الذين سبق المحقق الكركي بتطبيق ولاية الفقيه في زمن الغيبة هو الشريف المرتضى قدس وقد بين ذلك في كلامه عنوان  العمل مع السلطان  وذلك في رسائله حيث قال :
 :فالولاية من قبل السلطان المحق العادل لا مسألة عنها، لأنها جائزة، بل ربما كانت واجبة
الى ان يقول وهو يحدد صفات المتولي ويذكره بصيغة العالم وهو الفقيه من قبل السلطان الظالم يقول قدس في نفس الكتاب :و لم يزل الصالحون و العلماء يتولون في أزمان مختلفة من قبل الظلمة لبعض الأسباب التي ذكرناها، و التولي، من قبل الظلمة إذا كان فيه ما يحسنه مما تقدم ذكره، فهو على الظاهر من قبل الظالم، و في الباطن من قبل أئمة الحق، لأنهم إذا أذنوا في هذه الولاية عند الشروط التي ذكرناها فتولاها بأمرهم فهو على الحقيقة وال من قبلهم و متصرف 
[[اقول]] فاذا كان الفقيه المنصوب من قبل السلطان الظالم للولاية  هو بالحقيقة منصب من قبل ائمة اهل البيت ع حسب قول الشريف المرتضى قدس  فكيف اذا كان مبسوط اليد وقائد ثورة وصاحب دولة والسلطة بيده؟
فهذه كل المؤشرات تدل ان الشريف المرتضى قدس يقول بولاية الفقيه سواء كان الفقيه منصبا من قبل سلطان عادل او من قبل سلطان ظالم لانه بالحقيقة منصب من قبل الامام المعصوم روحي له الفداء

وبعده تصدى للقيادة الشيخ الطوسي قدس  ومن نشاطه الاجتماعي لما أُعجب به الخليفة العباسي القائم بأمر الله ، جعل له كرسيَّ الكلام والإفادة، الذي لم يسمح به يومذاك إلا لوحيد العصر في علومه الشيخ الطوسي وبعدما وقع هجوم الأتراك السلاجقة وسقطت بغداد ووقوع الفتنة بين السنة والشيعة 
في تلك السنة التي كُبست دار الطوسيّ ونُهبت وأُحرقت مكتبته وكرسيّه، قرر الرحيل اتّقاء الفتنة الزاحفة، فهاجر إلى مشهد علي بن أبي طالب في النجف، فأنشأ هناك جامعة علميّة كبرى، حتّى أصبحت المدينة عاصمةً للعلم ومركزاً للعلماء، فاتّجه العلماء إليها ليتخرّج منها آلاف من أعاظم الفقهاء ونوابغ المتكلمين وأفاضل المفسّرين واللغويّين والمؤرّخين والبارعين، وتُسمى تلك الجامعة اليوم بالحوزة العلمية.

هذه إنجازات القيادة الشرعية المتمثلة بالشيخ الطوسي قدس واما تصريحه بالولاية للفقيه فقد صرح بذلك قال شيخ الطائفة الطوسي قدس في النهاية ونكتها : ويجوزٌ لفقهاء أهل الحق أن يُجمّعوا بالناس الصلوات كلّهاء وصلاة
الجمعة والعيدين ويخطبون الخطبتين؛ ويصلون بهم صلاة الكسوف مالم يخافوا في ذلك ضرراً. فإن خافوا في ذلك الضرر لم يجز لهم التعرّض لذلك على حال.
ومن تولّى ولاية من قبل ظالم في إقامة حدّ أوتنفيذ حكمء فليعتقد أنه متولٌ لذلك من جهة سلطان الحق” وليقم به على ماتقتضيه شريعة الإيمان.


[[اقول]] قوله قدس : متولٌ لذلك من جهة سلطان الحق”
اشارة الى الامام المعصوم كون الفقيه منصبا من قبله عليه السلام وكما قلنا للفقيه ثلاثة مناصب هي الولاية والقضاء والافتاء وهذه مناصبه الثلاثة
فاذا كان الفقيه متوليا من قبل الظالم ومبسوط اليد وهو منصب بالحقيقة من الامام المعصوم للولاية فكيف اذا كان صاحب دولة وثورة دينية ورأس الهرم في السلطة فيثبت ان الفقيه نائب للامام ع وان ولايته هي بالحقيقة مستمدة من الامام الحجة عجل الله فرجه وكما صرح بذلك الشيخ الطوسي  














2-[[القيادة الشرعية ما بعد الشيخ الطوسي]]

نذكر ايضا نبذة من الفقهاء الكبار السابقين العلامة ابن مطهر الحلي قدس وله اقوال كثيرة في الولاية للفقيه منها ما قاله في مختلف الشيعة [[وما رواه عمر بن حنظلة، عن الصادق - عليه السلام - إلى أن قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد، والراد علينا راد على الله تعالى ورسوله، وهو على حد الشرك بالله عز وجل (1). وغير ذلك من الأحاديث (2) الدالة على تسويغ الحكم للفقهاء، وهو عام في إقامة الحدود وغيرها.]]




وقال قدس في نهاية الاحكام : 
[[ولو تعذّر الإمام عليه السلام، فالأولى صرفها إلى الفقيه المأمون، وكذا حال الغيبة، لأنّه أعرف بمواقعها، ولأنّه نائب الإمام عليه السلام، فكان له ولاية ما يتولاّه ]]

هذا قوله اما شبه تطبيقه ببركة زعامته  وقيادته الشرعية تشيعت ايران وحديث نصرته لمذهب الحق في بلاط السلطان محمد الجايتو خان الملقب بشاه خدا بنده في سنة ٧٠٨ مشهور وسببه تشيع السلطان المذكور ومن حينه انتشر المذهب في إيران وأمر السلطان بتغيير الخطبة في تمام ممالكه وتغيير نقوش السكة ونقش الأسامي المباركة عليها والاذان بحي على خير العمل وكل ذلك ببركة القيادة الشرعية المتمثلة بالعلامة الحلي رحمه الله.


هذه ولاية الفقيه والقيادة الشرعية وسبب عدم انقراض المذهب بسبب وجود الفقيه 


ومن العلماء الكبار ممن صرح بالولاية وطبقها وتمثل بالقيادة الشرعية المحقق الكركي 
حيث يقول المحقق الكركي قدس في الرسائل  [[اتفق أصحابنا (رضوان اللّه عليهم) على أن الفقيه العدل الإمامي الجامع لشرائط الفتوى، المعبر عنه بالمجتهد في الأحكام الشرعية نائب من قبل أئمة الهدى (صلوات اللّه و سلامه عليهم) في حال الغيبة في جميع ما للنيابة فيه مدخل- و ربما استثنى الأصحاب القتل و الحدود مطلقا- فيجب التحاكم اليه، و الانقياد الى حكمه، و له أن يبع مال الممتنع من أداء الحق ان احتيج اليه، و يلي أموال الغياب و الأطفال و السفهاء و المفلسين، و يتصرف على المحجور عليهم، الى آخر ما يثبت للحاكم المنصوب من قبل الامام (عليه السلام) ]] 

وقال ايضا قدس في نفس المصدر  [[والمقصود من هذا الحديث هنا: أن الفقيه الموصوف بالأوصاف المعينة، منصوب من قبل أئمتنا عليهم السلام، نائب عنهم في جميع ما للنيابة فيه مدخل بمقتضى قوله: " فإني قد جعلته عليكم حاكما "، وهذه استنابة على وجه كلي.]] 


اما تطبيقه لولاية الفقيه فقد طبقها عندما تصدى للولاية بإقامة نظام ديني وأصبح قائدا شرعيا  حيث جعل الشاه الصفوي امور المملكة بيده يقول صاحب الحدائق البحراني في كتابه لؤلؤة البحرين عند تعرضه لترجمة المحقق الكركي [[وكان من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي، جعل أمور المملكة بيده، وكتب رقما إلى جميع الممالك بامتثال ما يأمر به الشيخ المذكور وإن أصل الملك إنما هو له، لأنه نائب الإمام (عليه السلام)، فكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان كتبا بدستور العمل في الخراج، وما ينبغي تدبيره في شؤون الرعية...) (2).]] 

ونقل المحقق صاحب الحدائق مقولة الشاه طهماسب للمحقق الكركي قوله [[انت احق بالملك لأنك نائب عن الامام عليه السلام وانما اكون من عمالك اقوم بأوامرك ونواهيك]]
[[اقول]] وبذلك يتبين ان الامام الخميني رضي الله عنه ليس اول فقيه في زمن الغيبة  تصدى للولاية العامة المطلقة فقد سبقه الى ذلك المحقق الكركي قدس فلاحظ 



ومن العلماء الذين تصدى للقيادة الشرعية وأصبح قائدا شرعيا الشيخ البهائي  
اما رأيه لم نعثر له على رأي له بهذا الامر وللأسف ولكن الذي يطمأن قوله بولاية الفقيه المطلقة هو انه طبقها  واصبح شيخ الاسلام في عهد الصفويين حيث قال السيد محسن الامين قدس في اعيان الشيعةفي ترجمة الشيخ البهائي  [[مركزه في الدولة يقول المنشي في كتابه عالم ارا عباسي تقلد الشيخ منصب شيخ الاسلام في أصفهان زمن الشاه عباس الكبير]]  

ومن الذين تصدوا للقيادة الشرعية في زمن الغيبة وطبقوها شيخ الإسلام المجلسي قدس صاحب البحار اما رأيه قد تعرضنا مرارا لرأيه ولا بأس بتكرار كلامه للفائدة قال العلامة المجلسي قدس وهو يشرح مقبولة عمر بن حنظلة يقول العلامة قدس : قوله عليه‌السلام فإني قد جعلته عليكم حاكما : استدل به على أنه نائب الإمام في كل أمر إلا ما أحوجه الدليل ، ولا يخلو من إشكال ،]] 

الى ان يقول قدس [[ومنها : أن الضرورة ماسة بحكومة الفقيه أما عند الغيبة فظاهر]] 

اما تطبيقه فقد قام بتطبيق ولاية الفقيه العامة وهو تصديه لاقامة حكومة دينية وهو الذي كان يديرها في زمن الصفويين قال صاحب الحدائق في لؤلؤة البحرين وهو يتعرض لترجمة العلامة المجلسي يقول[[وهذا الشيخ كان اماما في وقته في علم الحديث وسائر العلوم شيخ الاسلام بدار السلطنة اصفهان رئيسا فيها بالرئاستين الدينية والدنيوية اماما في الجمعة والجماعة]] 

الى ان يقول صاحب الحدائق [[مضافا الى تصلبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبسط يد الجود والكرم لكل من قصد وأم وقد كانت مملكة الشاه سلطان حسين لمزيد من خموله وقلة تدبيره للملك محروسة بوجود شيخنا المذكور]] 




وهذا يبين لنا ان الامام الخميني رضوان الله عليه ليس اول فقيه طبق نظام حكم الفقيه ونظام الحكومة الدينية القيادة الشرعية  بل سبقه الى تطبيقها جملة من فقهائنا الكبار كما مر 













3-[[القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الاكبر كاشف الغطاء]]

 ولابد لنا إن لا ننسى تصدي القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الاكبر جعفر كاشف الغطاء  الذي كان قبل الامام الشيرازي وقبل الشيخ الانصاري وقبل صاحب الجواهر كان  المرجع الاعلى للشيعة القائد الشرعي الذي استطاع المحافظة على النجف الاشرف حيث  ورد في 
كتابِ (منهجِ الرشادِ لمَن أرادَ السدادَ للشيخِ جعفرٍ كاشفِ الغطاء)، إذ جاءَ في الصفحةِ 510 وما بعدَها ما يلي: لقد كانَ الشيخُ كاشفُ الغطاءِ مُدركاً المُتغيّراتِ السياسيّة، والصّراعَ القائمَ بينَ القوى المُتنازعةِ على الخليجِ فحاولَ أن يُظهرَ النجفَ مركزاً مُستقلّاً عن مدارِ صراعاتِ دولِ المنطقة، وأن يجنّبَ المرجعيّةَ الدينيّةَ العُليا منَ الدخولِ في هذا الصّراع. ومِن هُنا يمكنُ تفسيرُ العلاقةِ الوديّةِ التي أقامَها معَ شيخِ الوهابيّةِ بالمُكاتبةِ مرّةً، وبتقديمِ الهدايا مرّةً أخرى، ونجاحُه في حفظِ الكيانِ الشيعيّ بعيداً عن المُتغيّراتِ السياسيّةِ التي شهدَتها المنطقة. وبمقدارِ النجاحِ الذي حقّقَه كاشفُ الغطاءِ معَ الشيخِ عبدِ الوهاب، فإنّهُ أرادَ أن ينحو المنحى نفسَه معَ وريثِه الأميرِ عبدِ العزيزِ بنِ سعود، وهوَ وإن نجحَ في تحييدِه قرابةَ العقدِ منَ الزمنِ إلّا أنَّ ذلكَ لم يمنَع ابنَ سعود مِن غزوِ مدينةِ كربلاء المُقدّسةِ عامَ 1216 ه‍، ونهبَ (الكنوزِ) المودعةِ في حرمِ الإمامِ الحُسينِ بنِ عليّ عليهِ السلام، وقتلِ أهالي البلدةِ قتلةً مأساويّةً شنعاء. إنَّ الهجومَ الوهابيَّ على (كربلاء) عامَ 1216 ه‍ لم يكُن مُستهدفاً الشيعةَ بمقدارِ ما كانَ يهدفُ إلى إحلالِ الفوضى في الامبراطوريّةِ العُثمانيّة، وتهديدِ سلامتِها وسرقةِ الخزائنِ التي ملأها ملوكُ الهندِ والفرسِ بنفائسِ الجواهرِ في النجفِ وكربلاء. وبعدَ واقعةِ كربلاء عام 1216 ه‍ / 1801 م أحسَّ كاشفُ الغطاءِ بضرورةِ تحصينِ النجف، وتعبئةِ الأهالي للدفاعِ عنها. فتهيّأت لذلكَ مراكزُ تدريبٍ قتاليّة خارجَ البلدةِ يشرفُ عليها كاشفُ الغطاءِ بنفسِه. كما تمَّ تعيينُ عددٍ منَ المُقاتلينَ للحراسةِ، وتنظيمُ المجاميعِ الأخرى للتصدّي للغزوِ الخارجيّ مِن وراءِ الأسوار. وقد فشلَت جميعُ الهجماتِ الوهابيّةِ الخمسةِ التي تكرّرَت على النجفِ والتي كانَ أعنفُها الهجمةُ التي حدثَت أواخرَ عام 1218 ه‍ / 1803 م حيثُ دافعَ النجفيّونَ دفاعاً عنيفاً، ولم تستطِع القوّةُ الغازيةُ مِن اقتحامِ المدينة. وفي عامِ 1221 ه‍ / 1806 م تعرّضَت النجفُ لغارةِ مُفاجئةً إلّا أنَّ ثقةَ النجفيّينَ بمُمارساتِهم القتاليّةِ وتحصنّهم بالأسوارِ والأسلحةِ جعلَهم يتغلّبونَ هذهِ المرّةُ على القوّةِ المُهاجمةِ بسهولة. (منهجُ الرشاد) - النسخةُ الخطيّةُ وهيَ نسخةٌ مكتوبةٌ في حياةِ المؤلّف، وقريبةٌ لزمنِ التأليفِ كتبِها العلّامةُ الشيخُ قاسم الدلبزي سنة 1210 ه‍ / 1795 م، وعليها تعليقٌ له


ومن أقواله في صلاحيات الفقيه قال في كتابه كشف الغطاء :
[أحدها انه يشترط في الجهاد بالمعنى الأخير وهو ما أريد به الجلب إلى الاسلام حضور الامام أو نائبه الخاص دون العام ولا يشترط في الأقسام الأربعة المتقدمة ذلك فان الحكم فيها انه ان حضر الامام ووسدت له الوسادة توقف على قيامه أو قيام نائبه الخاص وان حضر ولم يتمكن أو كان غائبا وقام مقام النائب العام من المجتهدين الأفضل فالأفضل فهو أولي وان عجز المجتهدون عن القيام به وجب على كل من له قابلية السياسة وتدبير الحروب وجمع العساكر إذا توقف الامر على ذلك القيام به وتجب على المسلمين طاعته كما تجب عليهم طاعة المجتهدين في الاحكام ومن عصاه فكأنما عصى الامام]

وقد طبق ايضا ولاية الفقيه بإعطاء الصلاحية للحاكم المتصدي وانه مأذون منه بالتصدي  وقد ورد ذلك في سيرته بكتابه كشف الغطاء حيث قال صاحب المقدمة في الكتاب :
إذنه لفتح عليّ شاه القاجاري في أمر الدفاع عن حوزة الإسلام والمسلمين ، والذي اقتضاه أمور حدثت في عصره كثورة فرنسا الكبرى وهجوم نابليون ووقوع الحروب بين تزار روسيا وإيران واستحلالها مناطق من بلاد القفقاز ، ومقاصدها التوسّعيّة ، استباق فرنسا والإنجليز إلى التسرّب في دولة إيران والتحرّكات الداخليّة تجاه الدولة المركزيّة ، من ناحية بقايا الحكومات الأفشاريّة والزنديّة وأبناء ملوك القاجار ، وتلف النفوس ، وهتك الأعراض في الحروب الداخليّة وغير ذلك [1] .
ولأجل هذه الأُمور وغيرها أذِنَ الشيخ لفتح علي شاه وقوّى موضعه في أمر الدفاع ، رعايةً لمصلحة المسلمين العامّة ، وكتب له الإجازة الموجودة في كتاب الجهاد من كشف الغطاء .
وهاك عمدة مواضع :
1 - الإذن في إدارة الجيش وتدبيره وتقوية الحكومة من حيث العِدّة والعُدّة للدفاع عن أراضي المسلمين وأعراضهم .
2 - وجوب إطاعة السلطان في ذلك حيث أنّه مأذون من قبل الحاكم الشرعي والفقيه الجامع للشرائط .
3 - توصية السلطان وعمّال الحكومة برعاية التقوى والعدل والمساواة والشفقة ، وأن يكونوا للرعيّة كالأب الرؤوف والأخ العطوف .
4 - لزوم حفظ الأسرار وعدم إذاعتها للأغيار .
5 - توظيف المعلَّمين لتعليم الصلاة ومسائل الحلال والحرام وأحكام العبادات ليجعلوا الجيش في زمرة حزب اللَّه .
6 - إقامة الشعائر الإسلاميّة ، وتعيين المؤذّنين ، وأئمّة الجماعات والمحافظة على الصلاة والصيام في جيش المسلمين .
7 - نصب الوعّاظ العارفين باللغة الفارسيّة والتركيّة في صفوف الجيش ، للوعظ وترويج مفهوم الشهادة في سبيل اللَّه تعالى .
8 - وجوب قيام المجتهدين في مقام الجهاد الدفاعي عن حوزة الإسلام والمسلمين .

وهنا يتبين ان القيادة الشرعية المتمثلة بالامام كاشف الغطاء  قد طبقت ولاية الفقيه و تدخلت بالسياسة والأمور الاجتماعية ولكن ما ان حدثت ثورة التنباك وتمت محاربة هذه العقيدة المباركة عقيدة ولاية الفقيه كما سنبين ذلك في مبحث قادم














4-[[مصطلح القيادة ولاية الفقيه لها تاريخ قديم في حوزة النجف]]

ومن العلماء الذين كتب في قضية ولاية الفقيه ومن روجها وصرح بها المولى النراقي يعد المولى احمد النراقي قدس من كبار علمائنا الكرام من اوائل من كتبوا في ولاية الفقيه المطلقة في كتاب مفصل اسماه ولاية الفقيه وبين مساحة الفقيه من عموم الولاية وان كل ما لرسول الله ص وما للامام ع فهو للفقيه الا ما اخرجه الدليل ونريد ان نبين ان كلمة ما للرسول ص وما للامام ع فهو للفقيه ليس اول من قالها النراقي بل سبقه اليها المجلسي والكركي وهما من كبار علمائنا ونحب ان نبين ان المولى النراقي حيث بعد تصديه للمرجعية ذهب الى النجف الاشرف ويعد عندها من كبار علماء النجف الذي كتب كتاب خاص في ولاية الفقيه وكان من كبار تلامذته الشيخ الاعظم الانصاري قدس الذي صرح بولاية الفقيه العامة كما اثبتنا ذلك من كتبه ومؤلفاته وبذلك يثبت ان الامام الخميني صلوات ربي وسلامه عليه ليس اول فقيه كتب مؤلف مفصل خاص بولاية الفقيه بل سبقه اليه من اساطين علمائنا ومن مقدمة هؤلاء المولى النراقي قدس بالرغم ان هنالك علماء من سبق من سبق النراقي في بحوث حول ولاية الفقيه المطلقة في رسالاتهم العملية او في كتبهم الا ان النراقي يعد من البارزين الاوائل الذين طرحوا ولاية الفقيه المطلقة بشكل مفصل بمؤلف خاص
واليكم نبذة من كلماته حيث قال في كتابه ولاية الفقيه :
[[" إن كلية ما للفقيه العادل توليه وله الولاية فيه أمران:
أحدهما: كل ما كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والامام، الذين هم سلاطين الأنام وحصون الإسلام، فيه الولاية وكان لهم فللفقيه أيضا ذلك الا ما أخرجه الدليل من اجماع أو نص أو غيرهما.
وثانيهما: ان كل فعل متعلق بأمور العباد في دينهم أو دنياهم، ولابد من الإتيان به]]  

ونأخذ ايضا شرح بسيط من كلامه وهو يبين مراد ولاية الفقيه التي يقول بها حيث قال في كتابه عوائد الايام:
[[وان اردت توضيح ذلك فانظر الى انه لو كان حاكم أو سلطان في ناحية واراد المسافرة الى ناحية اخرى وقال في حق شخص بعض ما ذكر فضلا عن جميعه فقال فلان خليفتي وبمنزلتي ومثلى واميني والكافل لرعيتي والحاكم من جانبى وحجتي عليكم والمرجع في جميع الحوادث لكم وعلى يده مجارى اموركم واحكامكم فهل يبقى لاحد شك في ان له فعل كل ما كان للسلطان في امور رعية تلك الناحية الا ما استثناه]]
وطبعا يوجد شرح كامل له وهو يشرح مقصود ولاية الفقيه ولكن احببنا ان نأخذ شرح مختصر له لضيق الوقت 

ومن العلماء ممن صرح بالولاية العامة للفقيه وهو مرجع النجف الاشرف الشيخ محمد حسن النجفي  المعروف بصاحب الجواهر وهو ايضا من اساتذة الشيخ الاعظم الانصاري  حيث قال في جواهر الكلام :
[[بل القطع بأولوية الفقيه منهما في ذلك بعد أن جعله الإمام عليه السلام حاكما وخليفة، وبأن الضرورة قاضية بذلك في قبض الحقوق العامة والولايات ونحوها بعد تشديدهم في النهي عن الرجوع إلى قضاة الجور وعلمائهم وحكامهم،]] 


الى ان يقول قدس بالمقولة المشهور عنه [[فمن الغريب وسوسة بعض الناس في ذلك، بل كأنه ما ذاق من طعم الفقه شيئا، ولا فهم من لحن قولهم ورموزهم أمرا، ولا تأمل المراد من قولهم إني جعلته عليكم حاكما وقاضيا وحجة وخليفة ونحو ذلك مما يظهر منه إرادة نظم زمان الغيبة لشيعتهم في كثير من الأمور الراجعة إليهم، ولذا جزم فيما سمعته من المراسم بتفويضهم عليهم السلام لهم في ذلك]] (³)

وهنا يبين ان من لا يقول بولاية الفقيه لم يذق طعم الفقه ابدا
ويقول ايضا في شرح المكاتبة الشريفة اسحاق بن يعقوب وهو يبين دلالتها على الولاية المطلقة للفقيه :

[[ويمكن بناء ذلك ـ بل لعله الظاهر ـ على إرادة النصب العام في كل شي‌ء على وجه يكون له ما للإمام عليه‌السلام كما هو مقتضى‌ قوله عليه‌السلام [٢] : « فاني جعلته حاكما » أي وليا متصرفا في القضاء وغيره من الولايات ونحوها.

بل هو مقتضى‌ قول صاحب الزمان روحي له الفداء [٣] : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله » ضرورة كون المراد منه أنهم حجتي عليكم في جميع ما أنا فيه حجة الله عليكم إلا ما خرج ،]]  

انتهى كلامه دام ظله  وهذه نبذة من أقوال صاحب الجواهر قدس 
ومن القائلين بالولاية المطلقة من كبار علماء النجف الشيخ الاعظم الأنصاري قدس حيث قال في المكاسب :
[[أمّا وجوب الرجوع إلى الفقيه في الأُمور المذكورة، فيدلّ عليه مضافاً إلى ما يستفاد من جعله حاكماً، كما في مقبولة ابن حنظلة، الظاهرة في كونه كسائر الحكّام المنصوبة في زمان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و الصحابة في إلزام الناس بإرجاع الأُمور المذكورة إليه، و الانتهاء فيها إلى نظره، بل المتبادر عرفاً من نصب السلطان حاكماً وجوب الرجوع في الأُمور العامّة المطلوبة للسلطان إليه، و إلى ما تقدّم من قوله (عليه السلام): «مجاري الأُمور بيد العلماء باللّه الامناء على حلاله و حرامه» [2]-

التوقيع [1] المروي في إكمال الدين [2] و كتاب الغيبة [3] و احتجاج الطبرسي [4] الوارد في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب، التي ذكر أنّي [5] سألت العمري رضي اللّه عنه أن يوصل لي [6] إلى الصاحب (عجّل اللّه فرجه) كتاباً [7] فيه تلك المسائل التي قد أشكلت عليّ، فورد الجواب [8] بخطّه عليه آلاف الصلاة و السلام في أجوبتها، و فيها: «و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم و أنا حجّة اللّه».

فإنّ المراد ب«الحوادث» ظاهراً: مطلق الأُمور التي لا بدّ من الرجوع فيها عرفاً أو عقلًا أو شرعاً إلى الرئيس، مثل النظر في أموال القاصرين لغيبةٍ أو موتٍ أو صغرٍ أو سَفَهٍ.

و أمّا تخصيصها بخصوص المسائل الشرعيّة، فبعيد]] 
وهناك قول مفصل يبين ان الشيخ الانصاري يقول بالولاية المطلقة للفقيه ولكن لا يسعنا ذكرها لضيق الوقت وهذه من الشواهد تبين ان عقيدة ولاية الفقيه نفسها نجفي ولكن بعض اهل الدكاكين وخدمة للاستكبار العالمي يحرفون المطالب عن موضعها و يدعون كذبا ان مراجع النجف لا يقولون بها ولكن ما طرحناه ينسف كذبهم وان شاء الله في المحاضرة القادمة سنكشف لكم تطبيق مزيد من الفقهاء للقيادة الشرعية المتمثلة بولاية الفقيه وصولا الى الثورة الاسلامية المتمثلة بالامام الخميني العظيم وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين .






كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١/رمضان/١٤٤٥ هجريا







الخميس، 15 فبراير 2024

جواب احد فضلاء الحوزة حول الشبهات التي آثارها السيد شمس الدين الخراساني حول اجتهاد الامام الخامنئي دام ظله

جواب احد فضلاء الحوزة حول الشبهات التي آثارها السيد شمس الدين الخراساني حول اجتهاد الامام الخامنئي دام ظله :

باختصار على شكل نقاط، بعيدا عن بحث من هو السيد حسين شمس الدين، وهل هو فعلا استاذ السيد القائد وكم هو مشهور في وسط الحوزو العلمية:
- ما نقله عن الشيخ مؤمن ليس صحيحا 100%، وأنا أشهد عند الله يوم القيامة، بأنني كنت جالسا في محاضرة للشيخ المؤمن رحمه الله وهو يتكلم عن اجتهاد السيد القائد، وذكر قصصا تدل على أن بعض المراجع (قبل) انتصار الثورة الإسلامية كتبوا رسالة للسيد الخامنئي وعبروا عنه "آية الله"، فسألتهم: هل تعتقدون باجتهاده، فقالوا نعم..
وأيضا نقل قصة بأن السيد القائد دخل في غرفة كان يتباحث فيها مجموعة من الفضلاء المتخصصين في الفلسفة، والسيد القائد ناقشهم دون تحضير مسبق فأثبت وجهة نظره وأقنع الجميع... إلى غير ذلك من قصص نقلها
- وأما السيد الشاهرودي فيمكن مراجعة كلماته بصورة واضحة
- ومن شهدوا باجتهاد السيد القائد وعدالته كثيرون جدا، وبعضهم أحياء ليومك هذا، ويمكن أن تحصل أسمائهم وشهاداتهم ببحث بسيط في النت.. فحتى لو فرضنا جدلا بأن الشيخ مؤمن لا يرى اجتهاده، ففي قباله كثيرون ممن يرى اجتهاده، وممن تشهد الحوزة العلمية لهم بالاجتهاد والفضل، كالشيخ المشكيني وغيره..
- مجلس الخبراء صوت للسيد القائد بالأغلبية الساحقة، وبما يقرب من 65 صوتا، وكلهم كانوا مجتهدين، بل بعضهم ممن صار ضد السيد القائد لاحقا، فالسؤال: هل كل هؤلاء ال65 كانوا كاذبين؟ كيف صوتوا للسيد وهم لا يعتقدون باجتهاده ويعلمون أن شرط الولي هو أن يكون فقيها مجتهدا؟! هل مثل الشيخ اللنكراني وغيره ممن يسلم الجميع باجتهاده ومرجعيته كانوا كاذبين أو لم يكونوا قادرين على تشخيص أن السيد القائد مجتهد؟
- تأييدات مراجع اليوم له وخطاباتهم موجودة، بل حتى السيد السيستاني يعبر عنه بسماحة القائد المعظم وغيره كثيرون، فيرد نفس السؤال: هل هؤلاء كلهم يكذبون؟ هل هؤلاء كلهم جهلة ولا يستطيعون تشخيص الفقيه من غيره؟
- أضف أن كتاب السيد القائد في بحث الغناء موجود مطبوع، ومن قرأه من العلماء والأجلاء في الحوزة أيقنوا باجتهاده، بل بعضهم شهد بأنه ممن فيه شبهة الأعلمية بعد أن قرأ الكتاب، لذا بحثه مطروح وبين يدي الناس، فليقرأه أهل التخصص ويحكموا هل هذا البحث بحث مجتهد أم عالم ضعيف؟!
- بل شهد بعض الفقهاء له بالأعلمية كالسيد جعفر كريمي وغيره كثير ممن يرى (أعلميته) اليوم من فضلاء الحوزة العلمية، لا أقل في المسائل الاجتماعية السياسية والحكومتية. وعليه، فالنقاش في (اجتهاده) بعد احتمال (أعلميته) مما لا يعتنى به أصلا، بل ينبغي أن ينظر للنقاش في اجتهاده بأنه من مآرب الأعداء ليحطوا من شأنه وينزلوا من قدره فيجعلوا أصل اجتهاده مورد شك وترديد

لذا، هذا الكلام مردود جملة وتفصيلا، ويمكن ذكر عشرات الأدلة على رده، وما ذكر كاف للمنصف، وإطالة الكلام مضيعة للوقت. نعم، من لا يعتقد بولاية الفقيه، بل يرى السيد القائد فرعونا وطاغية، فبطبيعة الحال لن يقتنع بألف دليل..
لكن حديثي عن المنصف والذي يتبع الدليل، جعلنا الله وإياكم ممن يعرف الحق ويتبعه
موفقين لكل خير

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الرابع والعشرين)

1-[[القائد الشرعي ابن الرضا ودوره السياسي ]]
بعد استشهاد الامام الرضا ع تسلم القيادة الشرعية من بعده ابنه الامام الجواد ع بسن صغير ومن القابه الجواد. التقي. القانع.  وبعد بلوغه ولقائه بإستكبار زمانه المأمون برز علمه حيث افحم ابن اكثم في مناظرة مشهورة وقام المأمون بتزويجه ابنته ام الفضل وقد نشط النشاط السياسي للامام ع القائد الشرعي فمثلا  جوازه بتصدي الفقيه محمد بن إسماعيل بن بزيع للمناصب السياسية في  نظام الاستكبار العباسي  الذي قال فيه النجاشي :محمد بن إسماعيل بن بزيع: أبو جعفر: مولى المنصور أبي جعفر. وولد بزيع بيت، منهم حمزة بن بزيع، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل، له كتب، منها: كتاب ثواب الحج، وكتاب الحج.
فالرجل فقيه وله كتب فقهية وراوي وقال حمدويه عن أشياخه: إن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وأحمد بن حمزة، كانا في عداد الوزراء،
ليس فقط تصدى ابن بزيع بل ايضا احمد بن حمزة القمي وكان فقيها تصدوا السياسة بأمر من الامام الجواد ع لرفع المظالم عن المؤمنين وهذه من مناط الولاية العامة للفقيه فاين المتنطع المنكر الذي يقول انه ليس للفقيه ولاية في شؤن الناس وقد ثبت عن ائمتنا تجويز هكذا نوع من الولاية الفقهاء في عهدهم وتطبيقها وهذا ليس خاص في زمن الحضور إذ ان فعل المعصوم وكلامه سنة تطبق في  زمانه وبعد رحيله ولم يثبت عن الامام اختصاص في زمن حضوره

وروى الشيخ بإسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن
معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: إن رجلا من
أصحابنا مات ولم يوص، فرفع أمره إلى قاضي الكوفة، فصير عبد الحميد بن
سالم، القيم بماله، وكان رجلا خلف ورثة صغارا ومتاعا وجواري، فباع عبد الحميد
المتاع، فلما أراد بيع الجواري ضعف قلبه في بيعهن، ولم يكن الميت صير إليه
وصيته، وكان قيامه بها بأمر القاضي لأنهن فروج، قال محمد: فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السلام، فقلت: جعلت فداك، يموت الرجل من أصحابنا فلا يوصي
إلى أحد، وخلف جواري، فيقيم القاضي رجلا منا لبيعهن أو قال: يقوم بذلك رجل منا فيضعف قلبه لأنهن فروج، فما ترى في ذلك؟ فقال عليه السلام: إذا كان القيم مثلك ومثل عبد الحميد، فلا بأس. 

[[اقول]]وتجويز الامام الجواد  للفقيه عبد الحميد بن سالم ولابن بزيع و مثلهم  التصرف بالاموال وبيع الجواري يبين  لنا النصب العام للفقيه بالتصرف بهذه الأمور حسب اقتضاء المصلحة ويبين هذه الرواية ان  الفقيه له ما للامام الا ما اخرجه الدليل والتصرف بالاموال او بيع الجواري من صلاحيات الفقيه بالنصب العام وليس فقط الخاص بقوله ع لابن بزيع  :إذا كان القيم مثلك 
وابن بزيع فقيه ومثل ابن بزيع له هذه الولاية شرط ان يكون فقيها مجتهدا 
وايضا ورد في الكافي: محمد بن يحيى ومحمد بن أحمد، عن السياري، عن أحمد بن زكريا الصيدلاني، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان (4) قال: رافقت أبا جعفر في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم، فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان: إن والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج، فان رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالاحسان إلي، فقال لا أعرفه، فقلت: جعلت فداك إنه على ما قلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده فأخذ القرطاس فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وإن مالك من عملك ما أحسنت فيه، فأحسن إلى إخوانك واعلم أن الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل.
قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد الله النيشابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه، وقال لي: حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك قال: فأمر بطرحه عني وقال: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا، ولا قطع عني صلته حتى مات 


اقول وهذا يبين لنا إن القائد الشرعي يتدخل بالامور الاجتماعية وليس فقط السياسية ثم يأتيك شخص يدعي التدين ويقول ان الائمة لا يتدخلون بشؤن السياسة والأمور الاجتماعية وهذا يبين لنا إن هؤلاء مع قرائتهم للفقه لكنهم لم يقرأوا جيدا سيرة الائمة عليهم السلام فقط درسوا الحيض والنفاس و الجنابة سيرة الائمة يا أهل الدكاكين سيرة اجتماعية وسياسية لماذا  تأخذون منهم فقط الحيض والنفاس وتعلموه للناس  وتتركون سيرتهم السياسية والاجتماعية ولهذا اطلب من اهل العلم وأصحاب الخبرة من المؤمنين حقا ان يبينوا السيرة السياسية لائمتنا عليهم السلام فهذه مسؤلية كبيرة تقع علينا وعندما رأى إستكبار زمانه المعتصم حال الامام الجواد و قيادته الشرعية المباركة امر بإغتيال الامام الجواد ع عن طريق زوجته ام الفضل بنت المأمون ومن بعد الامام الجواد ع تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الهادي ع .

















2-[[بعد الجواد تسلم القيادة الشرعية ابنه الهادي]]

بعد استشهاد الامام الجواد مسموم تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الهادي ع  في عهده وقد عاشر الامام الهادي القائد الشرعي اكثر من حاكم عباسي وهم :
المعتصم والمتوكل والمنتصر(رحمه الله)وكان لينا مع العلويين  والمستعين واخرهم المعتز الذي استشهد على يديه وكانت اشد فترة على القائد الشرعي هي فترة المتوكل الذي كان ضد القيادة الشرعية وقد ظلم الامام ع والمسلمين بعهده وقد مهد الامام الهادي ع لقضية ولاية الفقيه حيث ورد في البحار عنه عليه السلام :
 لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله .
وهنا الأمام يبين دور العالم الفقيه في إنقاذ شيعتهم بعد غيبة الامام المهدي ويصرح  انه لو لا العالم الداعي إلى الأمام الذي يفتي بفقه اهل البيت ع لانتهى الدين اذن من خلال كلام الامام يبين ان الفقيه الذي من بعد الامام الحجة عجل الله فرجه هو المنقذ لضعفاء ولو لاه لما بقي احد الا وارتد عن دين الله
والسؤال هنا تطبيق حكم الله كيف تكون وانقاذه للشيعة كيف يكون هل فقط بالعلم  ام ماذا والجواب بولايته طالما ان الامام المعصوم هو المنقذ للشيعة بنص الروايات وطالما ايضا الفقيه منقذا للشيعة بنص  كلام الامام الهادي ع فلا يدع مجالا للشك ان له الولاية وان له ما للامام ع الا ما اخرجه الدليل هو المنقذ لضعفاء الشيعة
وايضا من أدوار الامام الهادي ع القائد الشرعي  في إيصال عقيدة ولاية الفقيه نظام الوكالة وهذا بداية التمهيد لغيبة المعصوم و  التمهيد لإتباع نائبه الفقيه
ومن وكلائه الذين لهم ولاية مطلقة هو ابا علي بن راشد الذي عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذي لا يطعن عليهم بشى‏ء ولا طريق لذمّ واحد منهم
لنرى حدود ولايته هل ولاية الفقيه ابا على بن راشد الذي كان وكيل الامام الهادي في بغداد ولايته مطلقة ام مقيدة ؟
الجواب أورد الشيخ في كتاب الغيبة في فصل ذكر طرف من أخبار السفراء في جملةالممدوحين من وكلاء الائمة والمتولين لامورهم عليهم السلام قال: ومنهم: أبو علي بن راشد أخبرني إبن أبي جيّد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار عن محمد بن عيسى قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين إبن عبدربه ومن قبله من وكلائى وقد أوجبت في طاعته طاعتى وفي عصيانه الخروج إلى عصياني


مامعنى قول الامام ع :طاعته طاعتي عصيانه عصياني
هل هذه الولاية مقيدة ام مطلقة لو قال رئيس جعلت فلانا قائدا وهو وكيلي واذا عصيتموه معناه عصيتموني
مامعنى ذلك اليس هذا الا ولاية مطلقة ثابته للفقيه الفقيه انذاك كان ابا علي بن راشد فهذا مثال لتطبيق ولاية الفقيه في زمن القيادة الشرعية المتمثلة بالامام الهادي عليه السلام وهناك منهم وكلاء تصدوا للولاية العامة في زمن الامام الهادي ع بأمر منه والقائمة تطول نأخذ منهم لا على سبيل الحصر :أيوب بن نوح و علي بن مهزيار الأهوازي و عثمان بن سعيد العمري وغيرهم

وهذا مثال على الدور السياسي والاجتماعي للامام الهادي عليه السلام في تطبيق حاكمية الدين 
واستشهد الامام الهادي القائد الشرعي مسموما على يد إستكبار زمانه المعتز ومن بعده تصدى للقيادة الشرعية ابنه الامام الحسن العسكري ع .













3-[[القيادة الشرعية للعسكري ثم المهدي ]]
بعد استشهاد الامام الهادي عليه السلام تصدى للقيادة الشرعية ولده الامام العسكري عليه السلام وكانت أصعب فترة في حياة الائمة عليهم السلام هي فترة الامام العسكري وكانت العيون مشددة على بيته وفي فترة قيادة الامام العسكري القائد الشرعي مارس دوره الاجتماعي والسياسي والثقافي ومن دور الإمام الحسن العسكري السياسي وبنائه لجهاز منظم من أتباعه، ما أورده ابن شهرآشوب، قال: كتب أبو محمد (عليه السلام) إلى أهل قم وآبه(5):(إن الله تعالى بجوده ورأفته قد منَّ على عبادة بنبيِّه محمد (صلى الله عليه وآله) بشيراً ونذيراً ووفقكم لقبول دينه وأكرمَكُم بهدايتِهِ وغرسَ في قلوب أسلافكُم الماضين رحمة الله عليهم وأصلابكم الباقين تولى كفايتهم وعمرهم طويلاً في طاعته، حبّ العترة الهادية فمضى من مضى على وتيرة الصواب ومنهاج الصدق وسبيل الرشاد فوردوا موارد الفائزين واجتنوا ثمرات ما قدموا ووجدوا غِبّ ما أسلفوا 

واما التصدي للإنحرافات روى الكشِّي في رجاله: ورد على القاسم بن العلا نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال، فكان ابتداء ذلك أن كتب (عليه السلام) إلى قوامه بالعراق:(احذروا الصوفي المتصنع) 
واما وكلائه الذين مارسوا الدور الاجتماعي والسياسي في مصلحة الامة الذين جعلهم ولاة حسب الأنصار فكثر قال ابن شهر آشوب متحدِّثاً عن وكلاء الإمام وممثِّليه: من ثقاته علي بن جعفر قيم لأبي الحسن، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقد رأى خمسة من الأئمة، وداود بن أبي يزيد النيسابوري، ومحمد بن علي بن بلال، وعبد الله بن جعفر الحميري القمي، أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، والزيات، والسمان، وإسحاق بن ربيع الكوفي، وأبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي، وإبراهيم بن عبدة بن إبراهيم النيسابوري.ومن وكلائه محمد بن أحمد بن جعفر، وجعفر بن سهيل الصيقل وقد أدركا أباه وابنه

وفي أيام قيادة الامام العسكري ولد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في سنة ٢٥٥ هجريا وقد أخبر ولادته خواصه حيث كان الامام العسكري عليه السلام يريد التمهيد للقيادة الشرعية من بعده الامام الحجة عجل الله فرجه وكانت ولادته بسرية ولم يعرف احد الا الخواص للامام ع الذين منهم وكلائه 
نستعرض بعض الروايات :
مارواه الشيخ محمّد بن يعقوب الكيلني عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت والشيخ أبو عمرو ـ عثمان بن سعيد ـ عند أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف قفلت : يا أبا عمرو ... ـ إلى أن قال : ـ فقلت : أنت رأيت الخلف من أبي محمّد عليه السلام فقال : إي والله ورقبته مثل هذا وأومأ بيده ، فقلت : بقيت واحدة. فقال : هات. قلت : الاسم. قال : محرّم عليكم ان تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي ان احلّل ولا احرّم ولكنّه عنه صلوات الله عليه

وروي الصدوق بسند صحيح قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عليه قال : ـ حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قلت لمحمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه : انّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال : ( ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه

وروى الصدوق بسنده عن أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمّد عليه السلام ولد فسمّاه محمّداً. فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : « هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالإنتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً ».

[[اقول]] و روايات التصريح بولادة الامام المهدي عجل الله فرجه متواترة وتفوق الصحة فها هو القائد الشرعي الامام العسكري يبين ان القيادة الشرعية من بعده هو ابنه الامام محمد المهدي عجل الله فرجه الشريف.
 وقد استشهد الامام العسكري مسموم  على يد المعتمد وبعدها تصدى من بعده للقيادة الشرعية وهو بقية الله الامام الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه فعندما  تم تحنيطه وتسيله وحانت الفرصة الصلاة عليه اراد الجد جعفر  الزكي سلام الله عليه الصلاة على جسد الامام العسكري عليه السلام واذا بغلام يخرج من داخل الدار جذبه وقال له :
تنحى ياعم فأنا اولى بك بالصلاة على ابي واذا جعفر سلام الله عليه يمتثل لامر الامام المهدي عجل الله فرجه وائتم به وصلى الامام عليه ودخل السراب الذي هو دار الامام العسكري وغاب بعدها

وقفة : بخصوص الجد سيدنا جعفر الزكي بن الامام علي الهادي سلام الله عله 
ان فعل جعفر ع  هو لصرف الانظار عن الامام المهدي عجل الله فرجه حيث ثبت. ان الجنود العباسيين لم يكونوا موجودين لحظة الصلاة على جثمان الامام الحسن العسكري ع  وقول الامام المهدي  تأخر    ياعم. يعني قف ورائي. فانا اولى بالصلاة على ابي.لم يقل له قف جانبا ولو نجد بالرواية ان جعفر ع لم يعترض. على الامام بل مباشر امتثل لامر الامام وهذه الرواية تدل. ان سيدنا جعفر كان يعلم بولادة الامام ع  وانه يعرف الامام ولذلك مباشر بعدما قال الامام ع له تأخر ياعم امتثل لامر الامام وائتم. بأمامة الامام المهدي عج  اما قد يقول قائل انه كان سكيرا ويشرب الخمر هذا ان شاء الله تعالى سنبينه  انه كان يصطنع ذلك. لكي يبعد الانظار عن الامام العسكري ع بل وثبت. انه حبس مع اخيه الامام العسكري ع. عدة مرات وكان مرافقا لاخيه الامام ع. 
وهنالك رواية تبين وثاقة جعفر عند الامام العسكري وجلالته
روى في البحار 
من كتاب أحمد بن محمد بن العياش: كان أبو هاشم الجعفري حبس مع أبي محمد (عليه السلام)، كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين وقال: حدثنا أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس خشيش في الجوسق الأحمر أنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد ابن إبراهيم العمري وفلان وفلان، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن وأخوه جعفر، فحففنا به، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول: إنه علوي.
قال: فالتفت أبو محمد فقال: لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج.
فقال أبو محمد: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة (2).
اقول : وهذه الرواية تدل على وثاقة. سيدنا جعفر وان الامام ع لم يطرده كما طرد الجمحي الجاسوس عندما قال للسجناء بالسر وهذا يبين علاقة سيدنا جعفر. بأخيه الامام العسكري ع وانه ايضا تعرض للسجن بالرغم من اظهاره الفسق. لكي يموه عن الامام العسكري ع وبذلك يرد على هذا الحديث المكذوب على الامام العسكري ع (( مثلي ومثل اخي جعفر كقابيل وهابيل)) ويثبت ان هذه الاحاديث وغيرها من الاحاديث المذمومة بحق سيدنا جعفر ماهو الا دس دسته اقلام السلطة العباسية للحط من قيمة سيدنا جعفر سلام الله عليه وحسبك اما اظهره هذا الوزير العباسي الناصبي من حقده على سيدنا جعفر كما ورد في الكافي فلاحظ . 
وقد ورد في الناحية المقدسة بتوقيع اسحاق بن يعقوب تزكية الامام المهدي له  
ورد في الإحتجاج: الكليني، عن إسحاق بن يعقوب (1) قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل إليه عليه السلام سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام " أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك الله من أمر المنكرين من أهل بيتنا وبني عمنا اعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح، وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف عليه السلام " (2).


وهذا التوقيع خرج بعد استشهاد سيدنا جعفر ع وليس في حياته و انه استشهد مسموما. كما تشير بعض المصادر وهذا اول اثبات. تشير هذه الرواية. على توبته وقد يقول المعترض ((إذ شبّهه بإخوة يوسف إذ حسدوه على ما أنعم الله عليه، وليس بالضرورة أن يكون الشبه من كلّ ناحية، أي الحسد ثمّ التوبة، بل يكفي جهة واحدة لتصحيح التشبيه، خصوصاً مع تأكيد الروايات على ذكر حسده سواء لأخيه الحسن العسكري (عليه السلام) أو لابن أخيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)،)) 
  والجواب على ذلك :. بأن رواية حسده رددناها. سابقا. واما تشبهيه. باخوة يوسف. اولا ان ذرية يعقوب ع. من اخوة. يوسف وجائت من ذريتهم الانبياء. وذرية الامام الهادي ع وهم السادة الرضوية جائوا من ابنه سيدنا جعفر سلام الله عليه والذين كانوا ذريته. علماء كثيرين كما ثبت ان اكثر من عالم جليل ومعروف يعود. نسبه لسيدنا جعفر. سلام الله عليه. وبذلك صدق رسول الله ص. عندما قال ((العلماء ورثة الانبياء)) والامر الاخر ان اخوة يوسف ع مدحوا في القرأن. والسنة. قال تعالى ((قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98))) 
 واما من السنة الطاهرة

في الكافي عن الباقر عليه السلام أنه سئل ما كان أولاد يعقوب أنبياء قال لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا 

فبالايام الاخيرة من عمره وقبل استشهاده اظهر نهجه. الحقيقي. واظهر ما كان يؤمن به. بطريقة ثانية وهي التوبة. ولذلك شبهه الامام الحجة عجل الله فرجه. وولده. باخوة يوسف. ولو كان كذلك لقال الامام المهدي عجل الله فرجه واما سبيل عمي جعفر فسبيله سبيل ابن نوح او سبيله سبيل ابو لهب فهؤلاء اقرب دلالة للانحراف واثبات الكفر ولذكره الامام ع مع الذين انكروه من اهل بيته عندما قال وسبيلهم سبيل ابن نوح ولكن الأمام قال واما سبيل عمي جعفر وولده فسبيلهم سبيل اخوة يوسف
وبذلك يتبين ان ادعائه للامامة هو لحفظ حياة الامام المهدي عجل الله فرجه ولكي يظهر نفسه بمظهر الكاذب تحمل طعن الناس من الشيعة فيه فقط من اجل حماية  ائمته الذين افترض الله عليه طاعتهم وهذا كان تكليفه روحي له الفداء
ولمزيد حول قضية الجد سيدنا جعفر يرجى مراجعة بحثنا بعنوان (جعفر التواب وليس الكذاب) فيه اجوبة وافية حول هذا الموضوع
نعود للقضية الأساسية  بعد دخول القائد الشرعي للسرداب بعدأت الغيبة الكبرى ومن هنا تبدأ القيادة الشرعية للشيعة عن طريق الفقيه وهي مرحلة السفارة .















4-[[القيادة الشرعية في الغيبة الصغرى والكبرى]]
بعدما بدأت غيبة امامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف القائد الشرعي بدأ بتنصيب بالنصب الخاص للقائد الشرعي الغير معصوم الذي يكون الواسطة بينه وبين شيعته الذين هم الاتباع واول السفراء عثمان بن سعيد العمري 
وقد نص الامام المهدي عجل الله فرجه على تنصيبه للسفارة وللولاية وقد نصبه قائدا شرعيا على شيعته
وقد كان وكيلا وقائد شرعيا في زمن الامام المهدي الهادي عليه السلام ويشهد لذلك  ما رواه محمد بن يعقوب بسند صحيح، عن أبي علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن(عليه السلام)، قال: سألته، وقلت: من أعامل أو عمن آخذ؟ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون.


هل قول الامام :فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع

هل هذه الولاية التي أعطاها له مطلقة ان مقيدة 
الجواب مطلقة 
وتنصيب الامام العسكري  له بالسفارة للامام المهدي عجل الله فرجه وانه خلفته بقوله :
فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلى أمره (أو أقبلوا قوله) فهو خليفة إمامكم والأمر إليه". 

ومنذ ذلك الحين أصبح أبو عمرو السفير الأول للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. بنصٍ من الإمامين العسكري والحجة عليهما السلام، حيث اضطلع بالمهمة العظمى في ربط الإمام بقواعده الشعبية وتبليغ توجيهاته إليهم. وقد استمر على هذا الأمر حتى وافاه الأجل.

وبعد وفاته تم تنصيب ابنه الفقيه محمد بن عثمان العمري قائدا شرعيا بأمر من الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وذلك في تعزيته له بوفاة ابيه حيث قال عليه السلام في رسالته له:

إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لامره ورضاء بقضائه، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقر به إلى الله عز وجل وإليهم، نضر الله وجهه وأقاله عثرته " وفي فصل آخر: " أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا و أو حشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله عز وجل ولدا مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه

و قال الإمام المهدي (ع): (وأمّا محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي). 

وكان محمد بن عثمان العمري فقيها عالما وله كتب مصنفة في الفقه مما سمعه منهما ومن أبيه عثمان عن الامامين الهادي والعسكري عليمها السلام ، منها كتاب «الاشربة». وقد ذكر أنها صارت في يد أبي القاسم الحسين بن روح عند الوصية إليه، ثمإلى أبي الحسن محمد بن علي السمري.

وقد تصدى للامور التي تخص مصلحة المسلمين للمصالح الاجتماعية والشرعية وغيرها وقد جائت عن طريقه مكاتبة اسحاق بن يعقوب التي اعطى الامام فيها النصب العام للفقيه بالولاية العامة بقوله عجل الله فرجه :وأما الحوادث الواقعة فأرجوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم 
وقبل وفاته اوصى بالقيادة الشرعية من بعده للسفير الثالث وهو الحسين بن روح النوبختي  

أورد الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن جعفر بن أحمد بن متيل القمي يقول: كان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري رضي الله عنه له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم بن روح رضي الله عنه فيهم، وكلهم كانوا (1) أخص به من أبي القاسم بن روح حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية، فلما كان وقت مضي أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه

والورد ايضا الشيخ في الغيبة بسنده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد المدائني قال :قال  ابي جعفر محمد بن عثمان العمري :قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي ونصبته منصبي فقلت بأمر الإمام فقال قم عافاك الله


وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا عن أبي محمد هارون بن موسى قال: اخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه وأرضاه ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا ان حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أمروكم عليه.

وروى ايضا الشيخ في الغيبة أيضا بسنده عن جماعة من بني نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتدت به حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله الباقطاني وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء وغيرهم من الوجوه الأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له ان حدث امر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت



[[اقول]] ويتيين انه لا يوجد نص من الامام المعصوم بتنصيبه انما تم تنصيبه عن طريق السفير الثاني بأمر الامام عجل الله فرجه وقضية تنصيب الحسين بن روح النوبختي كانت بداية التمهيد للتنصيب العام بدون النص وهي شاهدة من الشواهد على النصب العام للفقيه للولاية العامة فقد يقول قائل ان الولي الفقيه المتصدي كالامام  الخامنئي او الامام الخميني  ليس  فيهم نص خاص على نصبهم من المعصوم قلنا كذلك قضية الحسين بن روح النوبختي ليس فيه نص خاص على نصبه من المعصوم انما جاء تنصيبه من غير المعصوم بأمر من المعصوم والولي الفقيه منصب بالنصب العام بصفته بأمر من المعصوم عليه السلام 
كما في المقبولة و المكاتبة الشريفة وهو التوقيع الشريف من الامام المهدي عجل الله فرجه وايضا يحتج بالتنصيب من غير المعصوم اذا كان فقيها مجتهدا ويستدل بقضية السفير الثاني ونصبه للسفير الثالث ولم يثبت ان الامام مباشر نصب السفير الثالث للقيادة الشرعية بل نصبه السفير الثاني وهو معصوم ولكنه فقيه مجتهد وهذا أيضا يثبت انه لو ان فقيه اراد ان يوصي من بعده للولاية فله الشرعية بأن من ينصب من يراه كفوئا للقيادة من بعده وتنصيب الحسين بن روح النوبختي خير شاهد تاريخي يثبت ذلك
وقد تولى الحسين بن روح الامور الاجتماعية والثقافية وأمور مصالح المسلمين كونه فقيها عالما
ورد في كتاب موسوعة الفقهاء المؤلف من قبل لجنة مؤسسة الامام الصادق عليه السلام بإشراف الشيخ جعفر السبحاني ترجمة القائد الشرعي الحسين بن روح النوبختي :
كان فقيهاً، مفتياً، بليغاً، فصيحاً، وافر الحرمة، كثير الجلالة، ذا عقل وكياسة،
ومن مؤلفاته كتاب الأديب قال الشيخ في كتاب الغيبة ص 254: اخبرني الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي حدثني سلامة بن محمد قال انفذ الشيخ الحسين بن روح كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم فكتبوا إليه انه كله صحيح وما فيه شئ يخالف الا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من الطعام والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع اهـ


وبعد وفاة السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي تصدى للقيادة الشرعية بعده علي بن محمد  السمري السفير الرابع والأخير
وكان اخر السفراء المنصبين بالنصب الخاص للامام عجل الله فرجه الشريف 
قال الشيخ عباس القمي كان الامام الحجة (عليه السلام) يجري على يد الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمد السمريّ الكرامات والمعاجز وأجوبة مسائل الشيعة وكانوا يسلّمون الأموال والحقوق إليه‏ بأمره (عليه السلام).(4)
وكانت مدة قيادته الشرعية ثلاث سنين
وقد أخبر الإمام شيعته بانتهاء هذه السفارة قبل ستة أيام من وفاة السمري تمهيداً للغيبة الكبرى، كما جاء في التوقيع الأخير للإمام المهدي (صلوات الله عليه) قوله: (بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، يا عليَّ بن محمّدٍ السِّمَّريّ, أعظمَ اللهُ أجرَ إخوانِكَ فيكَ, فإنّكَ ميِّتٌ ما بينكَ وبينَ ستّةِ أيّامٍ، فاجمع أمرَكَ ولا توصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامَكَ بعدَ وفاتكَ، فقدْ وقعتْ الغيبةُ الثّانية, فلا ظهورَ إلّا بعد إذن الله -عزَّ وجلَّ- وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتِي مَنْ يَدَّعي المشاهدةَ، ألا فَمَن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السّفيانيِّ والصّيحة، فهُوَ كذَّابٌ مفترٍ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيمِ)،

فنسخ وكلاء السمري هذا التوقيع وبعد ستة أيام عادوا إليه فوجدوه يحتضر وعندما سألوه من وصيه من بعده قال: للهِ أمرٌ هو بالغُهُ. ومات فكان هذا آخر كلام سمع منه (رضوان الله عليه)

بعدها بدأت الغيبة الكبرى وهي مرحلة الفقاهة مرحلة النصب العام والامام ع قال للسمري لا توصي لأحد يقوم مقامك من باب النصب الخاص لان النصب الخاص انتهى دوره وهنا جاء دور النصب العام فالامام عجل الله فرجه القائد الشرعي لم يترك شيعته بدون قائد يكفيهم بامور دينهم ودنياهم وقد صرح بذلك في المكاتبة الشريفة : وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم وسند المكاتبة معتبر بعدما اثبتنا قبول العصابة من الفقهاء والأصحاب وتسالمهم بكتبهم المكاتبة ورواية المكاتبة من كبار علماء الشيعة الكبار وعدم ورود ذم في اسحاق بن يعقوب يكفي على أقل تقدير انه مقبول الحديث وبالتالي يكون السند معتبر
ونعود لشرح معنى قول الامام المهدي واما الحوادث الواقعة فقد تعرضنا لشرحها ودلالتها على ولاية الفقيه في بحثنا مكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه ولا ضير بتكرار شرح كلام الامام عجل الله فرجه للفائدة  :
اما دلالتها انها تدل على ولاية الفقيه فأنه حجة المعصوم ع علينا وامرنا الامام ع بالرجوع للحوادث التي تقع والحوادث عامة ليس فقط في الافتاء لأنه عجل الله فرجه لم يقل (( واما الحوادث الواقعة في الافتاء)) بل في معظم الحوادث وهو عام بقوله ((واما الحوادث الواقعة)) فهنا الكلام شامل فهذه الحوادث التي تقع الى جانب الافتاء كالقضاء و تشكيل الحكومة وجميع ما للفقيه يكون للامام ع الا ما اخرجه الدليل     وقد استشهد علماء الامامية بهذه المكاتبة كدليل على ولاية الفقيه العامة واليكم اقوالهم


قال صاحب الجواهر قدس[[ويمكن بناء ذلك ـ بل لعله الظاهر ـ على إرادة النصب العام في كل شي‌ء على وجه يكون له ما للإمام عليه‌السلام كما هو مقتضى‌ قوله عليه‌السلام [٢] : « فاني جعلته حاكما » أي وليا متصرفا في القضاء وغيره من الولايات ونحوها.

بل هو مقتضى‌ قول صاحب الزمان روحي له الفداء [٣] : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله » ضرورة كون المراد منه أنهم حجتي عليكم في جميع ما أنا فيه حجة الله عليكم إلا ما خرج ،]] 

قال الشيخ الاعظم الانصاري قدس في المكاسب [[أمّا وجوب الرجوع إلى الفقيه في الأُمور المذكورة، فيدلّ عليه مضافاً إلى ما يستفاد من جعله حاكماً، كما في مقبولة ابن حنظلة، الظاهرة في كونه كسائر الحكّام المنصوبة في زمان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و الصحابة في إلزام الناس بإرجاع الأُمور المذكورة إليه، و الانتهاء فيها إلى نظره، بل المتبادر عرفاً من نصب السلطان حاكماً وجوب الرجوع في الأُمور العامّة المطلوبة للسلطان إليه، و إلى ما تقدّم من قوله (عليه السلام): «مجاري الأُمور بيد العلماء باللّه الامناء على حلاله و حرامه» [2]-

التوقيع [1] المروي في إكمال الدين [2] و كتاب الغيبة [3] و احتجاج الطبرسي [4] الوارد في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب، التي ذكر أنّي [5] سألت العمري رضي اللّه عنه أن يوصل لي [6] إلى الصاحب (عجّل اللّه فرجه) كتاباً [7] فيه تلك المسائل التي قد أشكلت عليّ، فورد الجواب [8] بخطّه عليه آلاف الصلاة و السلام في أجوبتها، و فيها: «و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم و أنا حجّة اللّه».

فإنّ المراد ب«الحوادث» ظاهراً: مطلق الأُمور التي لا بدّ من الرجوع فيها عرفاً أو عقلًا أو شرعاً إلى الرئيس، مثل النظر في أموال القاصرين لغيبةٍ أو موتٍ أو صغرٍ أو سَفَهٍ.

و أمّا تخصيصها بخصوص المسائل الشرعيّة، فبعيد]]



[[اقول]] وقد صرح استاذ الفقهاء الميرزا النائيتي ان الشيخ الانصاري احتج بهذا التوقيع كدليل على ولاية الفقيه العامة حيث قال في كتابه المكاسب والبيع [[وقد استظهر منه المصنف قده دلالته على اثبات الولاية العامة للفقية]] 

فهذا يتبين لنا ان الشيخ الانصاري يقول بولاية الفقيه العامة لا كما يدعي بعض مدعين العلم المتزينين بطلبة العلم زورا وبهتانا وللاسف قد اشتبه ايضا بعض العلماء بذلك وظن ان الشيخ الاعظم لا يقول بها وكيف لا يقول بها وقد تتلمذ على يد اساتذة اشتهروا بالقول بولاية الفقيه العامة كصاحب الجواهر والمولى النراقي وقد تعرضنا لذكر قولهما واحتجاجهما بالتوقيع كدليل على ولاية الفقيه كما مر اضف الي احتجاجه بالمكاتبه كدليل عليها وتصريح استاذ الفقهاء النائيني باحتجاج الشيخ الاعظم بالتوقيع لاثبات ولاية الفقيه العامة يقطع الشك باليقين انه قدس يؤمن بولاية الفقيه العامة


قال اية الله العظمى اقا رضا الهمداني قدس في مصباح الفقيه [[ولكن الذي يظهر بالتدبّر في التوقيع المروي عن إمام العصر ـ عجّل الله فرجه ـ , الذي هو عمدة دليل النصب إنّما هو إقامة الفقيه المتمسّك برواياتهم مقامه بإرجاع عوام الشيعة إليه في كلّ ما يكون الإمام مرجعا فيه كي لا يبقى شيعته متحيّرين في أزمنة الغيبة.
وهو ما رواه في الوسائل عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب , قال : سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ , فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ـ عجّل الله فرجه ـ «أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك ـ إلى أن قال ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ,]]




قال قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى الامام الراحل الخميني رضوان الله عليه في كتابه الحكومة الاسلامية [[وكان الجواب كما عرفتم: ارجعوا إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله.
 
حجّة الله تعني ماذا؟ ماذا تفهمون منها؟ هل تعني خبر الواحد 2؟ هل معنى "حجّة الله" أنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف إذا أخبر عن الرسول بخبر فعلينا أن نأخذ به كما نأخذ بخبر زرارة3 ؟ هل هو حجّة الله في بيان المسائل والأحكام فقط؟ إذا قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنّي جعلت عليّاً عليه السلام حجّة عليكم، فهل معنى ذلك: إنّني سأذهب واخلف فيكم عليّاً يبيّن لكم المسائل والأحكام ويوضّحها؟ أم ماذا؟


حجّة الله تعني أنّ الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كلّ تصرّف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويُسعدهم، وكذلك الفقهاء، فهم مراجع الأمّة وقادتها.]] 

وللمزيد من أقوال الفقهاء وشرحهم لمكاتبة الشريفة ودلالتها على ولاية الفقيه  يرجى مراجعة بحثنا بعنوان مكاتبة اسحاق بن يعقوب سندها ودلالتها على ولاية الفقيه للفائدة

وقد تصدى من الفقهاء للولاية العامة في زمن الغيبة قبل الامام الخميني وهذا ان شاء الله ما سنبينه في المبحث القادم ونسأل الله أن ان ويوفقنا لخدمة محمد وال محمد وان يحشرنا معهم وان لا تنسوني بالدعاء وانا حي او قرائة سورة الفاتحة على روحي اذا استشهدت وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين 




كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ١٢/شعبان/١٤٤٥ هجريا



السبت، 10 فبراير 2024

تاريخ القيادة الشرعية (الدرس الثالث والعشرين)

1-[[القائد الشرعي في مواجهة طغاة زمانه]]
بعد استشهاد الامام الصادق ع مسموم على يد المنصور الدوانيقي تسلم القيادة الشرعية  من بعده ابنه الامام الكاظم ع وكان من صفاته العبد الصالح وكاظم الغيظ وراهب بني هاشم وكنيته ابا الحسن في عهد المنصور كان امره مخفيا بين شيعته لان المنصور كان يريد تصفية الامام الذي يوصي به من بعده الامام الصادق
والامام بحركة ذكية منه قبل استشهاده اوصى الى اربعة : الخليفة بالذات, والوالي بالذات, وابنه الأكبر إسماعيل, وابنه الأصغر موسى
والخليفة اي المنصور والوالي اي والي المدينة وابنه الأكبر إسماعيل وهو سيدنا اسماعيل بن الامام الصادق ع و ابنه الأصغر موسى وهو مولانا موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق فبعدما عرف بذلك المنصور عدل عن قراره واستمر هذا الامر حتى هلاك المنصور فأعلن الامام الكاظم ع إمامه وقد ظهرت بعده الافطحية و الإسماعيلية و خالفوا نهج القيادة الشرعية وهذا يذكرنا بما فعله بعض المتزينين بزي العلم حينما حاولوا الانقلاب على الامام الخميني في بداية انتصار الثورة والقصة طويلة ليس وقتها ولكن التاريخ يكرر نفسه
وفي عهد المهدي اراد قتل الامام الكاظم 
فقد أورد الذهبي في تاريخ الإسلام :روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أن المهدي حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليا وهو يقول: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم.
قال: فأرسل إلي ليلا، فراعني ذلك، وقال: علي بموسى. فجئته به، فعانقه وقص عليه الرؤيا، وقال: تؤمنني أن تخرج علي أو على ولدي.
فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهزه إلى المدينة

ثم بعد المهدي جاء ابنه الهادي وكان فضا غليظا حاقدا يبغض اهل البيت وكانت مدة خلافته قليلة وكان ينوي قتل امامنا الكاظم ولكن الله لم يمهله فهلك وقيل ان سبب موته امه خيزرانة وبعده جاء هارون العباسي الذي كان السبب في استشهاد امامنا الكاظم ع كما سيأتي  لاحقا .









2 -[[الامام الكاظم وتدخل الفقيه بالسياسة ]]

كان الامام الكاظم الشاهد التاريخي الحي بتدخل الدين بالسياسة فمثلا على بن يقطين الذي كان فقيها ومن اصحاب الامام الكاظم وراوي حديثه الذي قال عنه الشيخ الطوسي: «ثقة جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن 1 (عليه السَّلام) ، عظيم المكان في الطائفة ، له كتب

روى عنه المحدثون عامة وأصحاب الكتب الأربعة الشيعية كثيراً عن الإمام الكاظم عليه السلام فيما اقتصروا على نقل رواية واحدة عن الإمام الصادقعليه السلام، قال النجاشي: قال أصحابنا روى علي بن يقطين عن أبي عبد الله عليه السلام حديثاً واحداً، وروى عن موسىعليه السلام فأكثر.

ذكر له الرجاليون ثلاثة كتب، وهي عبارة عن:

مسائل عن الإمام الكاظم عليه السلام؛
مناظرة علي بن يقطين مع الشاك بحضرة الصادق عليه السلام؛
ما سئل عنه الصادق عليه السلام من الملاحم

اذن فالرجل فقيها مجتهدا عالما عادلا وحينما عينه هارون العباسي وزيرا له في دولته لم يعترض الامام عنه وعن تدخله بالسياسة لم يقل له انت فقيه فقط رسالة عملية وحيض ونفاس لا والله بل شجعه الامام وجوز ولايته بأن يكون وزيرا قال الإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) لعلي بن يقطين : كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان .
حين استأذن علي بن يقطين الامام الكاظم لاستقالته من الوزارة، لم يأذن له الإمام قائلاً:« لا تفعل ، فإنّ لنا بك أُنساً ، ولإخوانك بك عزّاً ، وعسى أن يجبر الله بك كسراً ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه

فلماذا لم يقل له اترك لماذا قال له استمر بالولاية وتدخل بالسياسة اليس منصب الوزير الا منصب سياسي وولائي  تصدى له الفقيه على بن يقطين
و روى المجلسي في البحار: أَنَّهُ كتبَ إِلى أَبي الحسن مُوسىعليه السلام أَنَّ قلبي يضيقُ ممَّا أَنا عليه من عمل السُّلطان وكان وزيراً لهارُونَ فإِنْ أَذنت لي جعلني اللَّهُ فداك هربتُ منه. فرجع الجوابُ لا آذَنُ لك بالخروج من عملهمْ واتَّق اللَّه‏.[٦] وكان يعمل بإرشاد الإمام عليه السلام على إغاثة المظلومين حتى قال فيه: "يا علي: إن لله أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي" 


وهذا يدل  ان علي بن يقطين هو منصب بالحقيقة من الامام الكاظم ع وهو نائب عنه وهذا شاهد تاريخي اخر  على ولاية الفقيه من قضية  تجويز الامام الكاظم ولاية علي بن يقطين الذي كان فقيها وهذا يبين من خلال سيرة.اهل البيت ع ترغيبهم للفقهاء بالتدخل بالسياسة لانهم هم السند للمظلومين وهم اولى بتسلم المناصب التصدي للامور السياسية والاجتماعية من بعدهم فأين المنكر الذي يدعي اتباع اهل البيت ع الذي يشكل على تدخل الفقيه بالسياسة وها هم ائمتنا جوزوا للفقهاء التدخل  بالسياسة كولاية النجاشي وولاية على بن يقطين وهؤلاء كانوا فقهاء فمن يدعي انه يتبع نهج اهل البيت عليهم السلام ولا يؤمن بتدخل  رجل الدين بالامور السياسية والاجتماعية عليه ان يقرأ سيرة اهل البيت عليهم السلام جيدا وبتمعن وقانا الله وإياكم من هذه الزلات وعصمنا منها .










3-[[الاستكبار العالمي يعتقد ان القائد الشرعي حق ولكنه يجحد]]
ورد في عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق :
عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما على رأس المأمون فقال: أتدرون من علمني التشيع؟ فقال: القوم جميعا: لا والله ما نعلم قال: علمنيه الرشيد قيل له: وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟ قال: كان يقتلهم على الملك لان الملك عقيم ولقد حججت معه سنه فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال: لا يدخلن على من أهل المدينة ومكة من أهل المهاجرين والأنصار وبني هاشم وساير بطون قريش إلا نسب نفسه وكان الرجل إذا دخل عليه قال: انا فلان بن فلان ينتهى إلى جده من هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري فيصله من المال بخمسه آلاف دينار وما دونها إلى مأتي دينار على قدر شرفه وهجره آبائه فانا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال: يا أمير المؤمنين على الباب رجل يزعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فاقبل علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن وساير القواد فقال: احفظوا على أنفسكم ثم قال لاذنه: ائذن له ولا ينزل إلا على بساطي فانا كذلك إذ دخل شيخ مسخد (1) قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم من السجود وجهه وأنفه فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه فصاح الرشيد: لا والله إلا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والاعظام فما زال يسير على حماره حتى صار إلى البساط والحجاب والقواد محدقون به فنزل فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه وعينيه واخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس
وأجلسه معه وجعل يحدثه
 الى ان يقول المأمون : ثم قام فقام الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه ثم اقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن فقال: يا عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم امشوا بين يدي عمكم وسيدكم خذوا بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله فاقبل على أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام سرا بيني وبينه فبشرني بالخلافة فقال لي: إذا ملكت هذا الامر فأحسن إلى ولدى ثم انصرفنا وكنت أجرى ولد أبي عليه فلما خلا المجلس قلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي قد أعظمته وأجللته وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟! قال: هذا امام الناس وحجه على خلقه وخليفته على عباده فقلت: يا أمير المؤمنين أوليست هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال: انا امام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر وموسى بن جعفر امام حق والله يا بني انه لاحق بمقام رسول الله (ص) منى ومن الخلق جميعا ووالله لو نازعتني هذا الامر لأخذت الذي فيه عيناك فإن الملك عقيم.



[[اقول]] وهذا يبين لنا إن الاستكبار في كل زمان يعرف ان القائد الشرعي قيادته  حق من الله ولكنه يعاند وهذا نص كلام هارون :هذا امام الناس وحجه على خلقه وخليفته  
وهذا يبين لنا إن الاستكبار يقر بفضل القائد الشرعي ومنزلته ولكنه كما قال تعالى ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ ))  وهذا يدل على تشيع المأمون واقراره بالتشيع خير شاهد  ولكنه باع آخرته وهذا يذكرنا بالسياسيين الحاليين في العراق حالهم كما هو حال بني العباس  يعتقدون بالقيادة الشرعية ولكنهم باعوا اخرتهم بدنياهم وهذا السوداني الذي يخالف امر القائد الشرعي الامام الخامنئي دام ظله حيث صرح القائد :ينبغي أن لا يبقى جندي أمريكي واحد في العراق
ولكن السوداني ومن على شاكلته يصفون قوات الاحتلال بالصديقة بربكم ماهو الفرق بين السوداني الذي يظهر التشيع وبين المأمون الذي أظهر التشيع ايضا فهذا  فهم يبقون في موضع الشبهات حتى يساهمون بإخراج الاحتلال انقيادهم للقيادة الشرعية المتمثلة بالفقيه المجتهد  وهذا يبين لنا انه ليس كل من يدعي التشيع والولاء لاهل البيت عليهم السلام ولا يمثل لأوامر القيادة الشرعية يكون عادلا لان القيادة في التشيع تكون اما بقيادة المعصوم او نائبه الخاص او نائبه العام الولي الفقيه وهذه القضية تبين لكم ان الذي يكون شيعيا مهما كان منصبه يجب أن ينقاد للقيادة الشرعية كما بينا لكم .










4-[[هارون العباسي يسجن القائد الشرعي ويتسبب بتسميمه]]
ورد في تاريخ  الاسلام للذهبي :
قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم، يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه.
فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقا يا أبا حسن.
 

وهذا سبب من الأسباب عندما قام   هارون العباسي  بحبس الامام الكاظم القائد الشرعي  لذلك يعلق الامام الذهبي ويقول :هذا يدل على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له. ولعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.


[[اقول]] 
وايضا من أسباب الحسد هو الخوف على كرسيه لانه يعلم انه امام وقيادته شرعية من الله وكما قلنا سابقا ان الاستكبار يعرف القائد الشرعي حق من الله واعطينا أمثلة بإبليس و هارون لذلك أورد في كتاب الاتحاف في حب الاشراف لشيخ الازهر الشبراوي الشافعي قال :
وسار الرشيد ذات ليلة إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا رسول الله إني أعتذر إليك من أمر أريد أن أفعله. وهو أن أمسك موسى بن جعفر فإنه يريد التشعيب بين أمتك وسفك دمائهم. وإني أريد حقنها.


[[اقول]]
وهذا عذر اكبر من القبح وهو انك تقول في إمامة الامام الكاظم يا هارون ومع ذلك تريد حبس القائد الشرعي الذي تعتقد بأن قيادته حق وهذا كله بحجة عدم الفتنة وحجة حقن الدماء والحقيقة غير ذلك بل العكس هو بسبب الحفاظ على الكرسي الذي اعترفت انه عقيم 

ثم خرج وأمر بحبس موسى بن جعفر وأرسله مخفورا إلى البصرة إلى ابن عمه واليها عيسى بن جعفر بن المنصور. فلما مكث موسى في السجن سنة بعث الرشيد يأمر عيسى بسفك دم الإمام موسى والتخلص منه. فشق ذلك على عيسى بن جعفر وكتب إلى الرشيد يستعفيه من ذلك وأخبره بأن الإمام موسى طوال مدة سجنه لم يذكر الرشيد بسوء ولا أحد من الناس بل كان يدعو للناس كافة مع ملازمته الصيام والصلاة والذكر وقراءة القرآن وأنه لم ير أعبد منه.
فكتب الرشيد إلى السندي بن شاهك أن يتسلم الإمام موسى.

ونحن نسأل من كان السبب بسجن الامام الكاظم 
هل فقط هارون ام نحن ايضا ؟
 الشيعة كانوا كثر في بغداد فلماذا لم يثوروا ولم يهيئوا الأرضية له من اجل تسلم زمام الحكم لماذا فقط انشغلنا بالدعاء الخروج امامنا من السجن ولم نساهم بإخراجه بأيدينا استعملنا أضعف الايمان وهو في القلب فقط ندعوا ولم نساهم ومستعمل يدنا في إخراج الامام الكاظم وهذه هي النتيجة بقي امامنا الكاظم حبيسا  حتى استشهاده
وقد ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة أن الإمام موسى بعث إلى الرشيد وهو في السجن كتابا جاء فيه: (إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى معه عنك يوم من الرخاء حتى نمضي جميعا إلى يوم ليس فيه انقضاء. وهناك يخسر المبطلون 

وهذا هو الحق وقد جعل القائد الشرعي استكبار زمانه هو السجين وليس هو وذلك لأن الحق حق والباطل باطل وقد استشهد القائد الشرعي الامام الكاظم في سجن السندي بن شاهك مسموما بأمر من استكبار زمانه هارون وقد شيعت جنازته وصلى عليه القائد الشرعي الامام الرضا ع ودفن في بغداد وبعده تصدى للقيادة الشرعية الامام الرضا ع 









6-[[القائد الشرعي وولاية العهد من المأمون]]

بعد استشهاد الامام الكاظم ع  تسلم القيادة الشرعية الامام الرضا ع وفي عهد امامنا الرضا بعد هلاك هارون دب الخلاف بين المأمون والأمين على الحكم وبعد سيطرة المأمون وقتل أخيه الامين حيث كان المأمون في خراسان والأمين في بغداد عرض على امامنا الرضا ع ولاية العهد وهي خطة خبيثة من الاستكبار الذي كان يدعي التشيع من اجل تمرير حكومته الفاسدة بحجة ان الامام الرضا معهم وانه في حكومتهم يستغل اسم امامنا الرضا ع نتعرض لذكر قضية ولاية العهد والدور السياسي امامنا الرضا من كلمات الامام القائد الخامنئي دام ظله حيث قال في هذا البحث :

خطة الإمام الرضا عليه السلام لمواجهة المأمون
بعد هذا العرض لسياسة المأمون، نتعرّض إلى السياسة والإجراءات الّتي قام بها الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لمواجهة هذا الواقع:
عندما دُعي الإمام عليه السلام من قبل المأمون، لينتقل من المدينة إلى خراسان، نشر في المدينة جوّاً يدلّ على انزعاجه وتضايقه من هذه الخطوة، بحيث أنّ كلّ شخص كان حول الإمام عليه السلام تيقّن أنّ المأمون يضمر سوءً للإمام عليه السلام من خلال إبعاده عن موطنه. ولقد أعرب الإمام للجميع عن سوء ما يرمي إليه المأمون بكلّ الأساليب الممكنة، فقام بذلك عند توديع حرم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعند توديع عائلته وأثناء خروجه من المدينة وفي طوافه حول الكعبة من أجل الوداع، وبكلامه وسلوكه ودعائه وبكائه، كان واضحاً للجميع أن هذا السفر هو رحلته الأخيرة ونهاية حياته عليه السلام .

وبناءً على ما كان يتصوّره المأمون في أن يُنظر إليه نظرة حسنة، بينما يُنظر إلى الإمام عليه السلام الّذي قبل بطلب المأمون نظرة سيئة، نرى أن قلوب الجميع، ونتيجةً لردّ الفعل الّذي قام به الإمام عليه السلام في المدينة، ازدادت حقداً على المأمون منذ اللحظة الأولى لسفر الإمام عليه السلام . فقد أبعد المأمون إمامهم العزيز عليه السلام عنهم بهذا الشكل الظالم ووجّهه إلى مقتله. هذه الخطوة الأولى للإمام عليه السلام .

وعندما طُرحت ولاية العهد على الإمام في "مَروْ" رفض الإمام عليه السلام هذا الطرح بشدّة. ولم يقبل حتّى هدّده المأمون صراحةً بالقتل. ولقد انتشر في كلّ مكان رفض الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لولاية العهد من قبل الخلافة. كما أنّ العاملين في الحكومة، الّذين لم يكونوا على علم بدقائق سياسة وتدابير المأمون، قاموا وعن غباء بنشر رفض الإمام عليه السلام في كلّ مكان. حتّى أن الفضل بن سهل صرّح في جمع من العاملين في الحكومة، أنّه لم يرَ على الإطلاق خلافة بهذا القدر من المذلة، فالمأمون الّذي هو أمير المؤمنين يقدّم الخلافة أو ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا وهو يردّها عليه رافضا2.

ولقد سعى الإمام عليه السلام في كلّ فرصة تُتاح له أن يبيّن أنّه مجبر على تسلّم هذا المنصب (ولاية العهد) ودائماً كان يذكر أنّه هُدد بالقتل حتّى يقبل بولاية العهد. وكان من الطبيعي جداً أن يصبح هذا الحديث، الّذي هو من أعجب الظواهر السياسية، متناقلاً على الألسن، ومن مدينة إلى مدينة. فكل العالم الإسلامي في ذلك اليوم وفيما بعد فهم أنّ شخصاً مثل المأمون حارب أخاه الأمين حتّى قتله، لأجل أن يبعده عن ولاية العهد ووصل به الأمر من شدّة غضبه على أخيه أن قام برفع رأسه، وآلافٍ آخرين، على الرّمح وطاف بهم من مدينة إلى مدينة. وشخصٌ مثل علي بن موسى الرضا عليه السلام ، يظهر وينظر بلا مبالاة إلى ولاية العهد، ولا يقبلها إلا مكرهاً وتحت التهديد. وعند المقارنة بين الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام والمأمون العبّاسي، نرى أن كلّ ما جهد المأمون لتحقيقه ووفّر في سبيله كلّ ما لديه كانت نتيجته عكسية بالكامل. هذه هي الخطوة الثانية للإمام عليه السلام .


أما النقطة الثالثة في سياسته عليه السلام والّتي واجه بها سياسة المأمون، هي أنه مع كلّ الضغوطات والتهديدات الّتي مورست عليه، لم يقبل بولاية العهد إلا بشرط الموافقة على عدم تدخّله في أي شأن من شؤون الحكومة من حرب وصلح وعزل ونصب وتدبير وإشراف على الأمور. والمأمون الّذي كان لا يعتقد أنّ هذا الشرط ممكن قبوله وتحمله في بداية الأمر، حيث يستطيع فيما بعد أن يجرّ الإمام عليه السلام إلى ساحة أعمال ونشاطات الحكومة، وافق على قبول شرط الإمام عليه السلام الّذي ينص على عدم التدخّل بأي شيء مهما كان. ومن الواضح أنّ قبول المأمون بهذا الشرط جعل خطته كمن يكتب على وجه الماء. فأكثر أهدافه الّتي كان يرمي إلى تحقيقها من وراء هذه الخطوة لم تتحقّق من جراء موافقته على هذا الشرط. والإمام عليه السلام ، الّذي كان يُطلق عليه لقب وليّ العهد ويستفيد بسبب موقعه من إمكانات جهاز الحكم، كان دائماً يقدّم نفسه على أنّه مخالف ومعترض عليه. فهو لم يكن يأمر ولا ينهى، ولا يتصدّى لأيّ مسؤولية ولا يقوم بأي عمل للسلطة، ولا يدافع عن الحكومة، ولا يقدّم أي تبرير لأعمال النظام. لذا كان من الواضح أنّ هذا الشخص الّذي يُعتبر عضواً في النظام الحاكم والّذي أدخل إليه بقوّة وكان يتنحّى عن كلّ المسؤوليات، لا يمكن أن يكون شخصاً محبّاً ومدافعاً عن هذا النظام. ولقد أدرك المأمون جيداً هذا الخلل والنقص. فحاول عدّة مرات وباستخدام لطائف الحيل أن يحمل الإمام على العمل خلافاً لما تعهّد به سابقاً. فيجرّ بذلك الإمام عليه السلام إلى التدخّل في أعمال الحكومة ويقضي أيضاً على سياسة الإمام عليه السلام المواجهة والرافضة. لكن الإمام كان في كلّ مرّة يُحبط خطّته بفطنته وبراعته.

وكنموذج على هذا الأمر يذكر معمر بن خلاد نقلاً عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّ المأمون كان يقول للإمام أنّه إذا أمكن أن تكتب شيئاً لأولئك الّذين يسمعون كلامك ويطيعونك حتّى يخفّفوا من حدّة التوتر والأوضاع المضطربة في مناطق وجودهم، لكن الإمام عليه السلام رفض وذكّره بشرطه السابق القاضي بعدم تدخّله مطلقاً في أيّ من الأمور. نموذجٌ آخر مهمٌّ جداً وملفتٌ هو حادثة صلاة العيد حيث إنّ المأمون وبحجّة أنّ الناس يعرفون قدر الإمام عليه السلام وقلوبهم تهفو حبّاً له، طلب من الإمام عليه السلام أن يؤمّ الناس في صلاة العيد، رفض الإمام عليه السلام في البداية لكن بعد إصرار المأمون على طلبه وافق بشرط أن يخرج إلى الصلاة ويصلي بنفس طريقة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام . فلمّا استفاد الإمام عليه السلام من هذه المناسبة وانتهزها كفرصة جيدة لصالح مشروعه، ندم المأمون الّذي كان قد أصرّ على ذلك وأرجع الإمام عليه السلام من منتصف الطريق قبل أن يصلي، معرّضاً بفعله هذا سياسة نظامه المخادعة والمتملقّة لضربة أخرى في صراعه مع الإمام عليه السلام 3.




[[اقول]]ويستفاد من كلام الامام القائد دام ظله في قضية ولاية العهد من المأمون للامام الرضا ع انه لو كان القائد الشرعي متوليا منصبا اذا يا كبيرا من قبل الاستكبار فإنه لا ينفذ سياسة الاستكبار بل ينفذه وفق ما أمر به الله عزوجل والخطة السياسية من الامام الرضا ع القائد الشرعي بقوله ولاية العهد شرط عليه شرطا وهو عدم التدخل بشؤن الحكم اي الاحكام الخاصة بسياسة استكبار زمانه المأمون لان سياسة المأمون حكمه ليس حكم الله بل حكم الجاهلية والامام الرضا القائد الشرعي حكمه حكم الله لا حكم الجاهلية لذلك عندما كان يطلب منه المأمون الضغط على المتمردين الذين من اتباع الامام الرضا كان يذكره الامام بشرطه الأساسي وهو عدم تدخله ولكن في المقابل كان الامام الرضا يحكم وفق ما انزل به الله فمثلا صلاته كصلاة الرسول عندما صلى في العيد وإظهار علمه ومناظراته مع العلماء وانقياد الناس لقيادته بسبب حكمه بما انزل الله وهنا يلاحظ ان الامام بالاصل يؤيد التدخل بالحكم و بالسياسة ولكن ليس وفق نظام فاسق بل وفق نظام اسلامي يحكم بشرع الله وبينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك نجد أن المراجع والفقهاء في وقتنا هذا  لا يتدخلون في سياسة الحكومة الحالية في العراق لأنها حكومة لا تحكم لما انزل الله فقط ينصحون لهم من اجل مصلحة المسلمين ومصلحة البلد حتى الامام الخامنئي دام ظله  الذي هو لديه ولاية على كل مسلمين العالم بالحقيقة لانه ولي فقيه مبسوط اليد لا يتدخل بسياسة الحكومة فقط ينصح ولكنه له الولاية شرعا ومع ذلك الحكومة لا تذعن لنصيحته ولا لأقواله لذلك تجدها من تخبط الى تخبط وهذه نتيجة النظام العلماني كذلك الحكام في فلسطين لا يحكمون وفق شرع الله لذلك تجد انهم خذلوا المقاومة وباعوا القضية وتجد ان الذي يدعم المقاومة في حماس هي فقط  حكومة الفقيه فلو الامة انقادت لقيادة القائد الشرعي لأصبحنا في عز وكرامة ولكن ماذا نفعل فهذا يستفاد كله من ولاية العهد من المأمون للقائد الشرعي الامام الرضا ع













6-[[اشارة الامام الرضا الى ولاية الفقيه العامة]]
تعرضنا سابقا لهذا البحث ولا بأس بتكرار للفائدة 
ورد في مسند الامام الرضا ع اختصار السند قال: أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري في العلل التي سمعنا من الرضا عليه السلام أنه قال(اخذ الشاهد منه) :بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم، لأنه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره، فجعل عليهم قيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام.
ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق، ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس ولما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد له منه لا قوام لهم إلا به فيقاتلون به عدوهم ويقسمون فيئهم ويقيم لهم جمعهم و جماعتهم ويمنع ظالمهم من مظلومهم.


[[اقول]] تصريح الامام ع بأن الامة او الفرقة لابد من امين في الدين والدنيا يقودهم ويقيم فيهم الحدود. ليس مختصا فقط بأمامتهم بل ايضا يشمل الفقهاء الغير معصومين فقد ورد عنه ع انه عندما تم سؤاله عن من ياخذ منه دينه وهو بعيد عنه فقال الرضا ع :
من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين و الدنيا،


[[اقول]] وهذا شاهد اخر ان الامين او المأمون في الدين والدنيا الموجود في حديث الامام الرضا ع لا يختص فقط بالمعصوم بل يشمل غير المعصوم وهوالفقيه المجتهد الجامع 

وقد يقول المعترض ان الامام يقصد بحديثه فقط الامام المعصوم بقوله :فلم جعل اولي الامر وامر بطاعتهم

والجواب: ان اولي الامر ليس مختصا فقط بالمعصومين بل يشمل المعصوم ومن نصبوه من بعدهم للولاية للفقيه فطالما ان الفقيه منصب من قبل الامام كما يشهد في المقبولة والمكاتبة فيشمله لفظ اولي الامر لانه منصب من قبل الامام والتنصيب من الامام جاء من رسول الله ص والتنصيب من رسول الله ص جاء من الله عزوجل فيكون التنصيب تنصيب اللهي

وهنا نستشهد بنكته لطيفة بخصوص لفظ اولي الامر حيث تعرض لهذا الموضوع المرجع الكبير الشيخ الفياض دامت بركاته في كتابه الانموذج في منهج الحكومة الاسلامية قائلا :ان طاعة السلطة الحاكمة ((حكومة الفقيه)) في الحكومة الشرعية واجبة على الناس بالعنوان الثانوي بمقتضى قوله تعالى ((اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم))
اذن فاولي الامر المذكورين بكلام الامام الرضا والمذكورين في القران لا يخص فقط المعصوم ع بل يشمل ايضا من نصبوه من بعدهم وهو الفقيه المجتهد وانه الامين في الدين والدنيا 
اذن الذي يقيم الحدود وغيرها من الامور الثابته  للمعصوم   تثبت وامثال هذه الصلاحيات  للفقيه الجامع المجتهد  الا ما اخرجه الدليل فتثبت الولاية العامة للفقيه واشارة تامة من امامنا الرضا ع 
 وبعدما رأى الاستكبار المأمون ان الناس منقادة للقائد الشرعي الامام الرضا ع سممه في طوس بعنب مسموم ودفن هناك في خراسان التي تعرف اليوم بمشهد المقدسة وبعد استشهاده تسلم القيادة الشرعية من بعده الامام الجواد ع وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الجد المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين





كتبه وحرره انصار الكرار بتاريخ ٣/شعبان/١٤٤٥ هجريا